تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

فيلم Blonde.. كيف قدم الفيلم الأفكار والهواجس داخل عقل شقراء هوليوود؟

blonde
سارة خليل
سارة خليل

6 د

منذ الإعلان عن صدوره، بدأ الحديث والتكهنات حول ما سيقدمه فيلم Blonde وكيف سيتناول حياة أيقونة الجمال في هوليوود "مارلين مونرو"، ليكون أحد أكثر الأفلام المُنتظرة بسبب ما تتمتع به الشقراء الجميلة من شعبية جارفة، وشهرة كبيرة حول العالم، وعلى الرغم من أن الفيلم يحكي عن "مارلين" التي نعرفها وشاهدنا أفلامها، إلا أنه يتناولها من وجهة نظر الكاتبة "جويس كارول أواتي"، الكاتبة والروائية، ومؤلفة رواية "Blonde"، والتي يستند الفيلم إليها في أحداثه، وجاء أغلبها من خيال الكاتبة كما جاء على لسان "جويس" نفسها.

وتدور الأحداث التي تبدأ منذ عام 1933، حول لمحات من حياة "مارلين مونرو" أو "نورما جايين بيكر"، وهو الاسم الحقيقي ل"مارلين"، مُتضمنًا ما مرت به في حياتها منذ طفولتها، علاقتها بوالديها، عملها بالسينما، زيجاتها، ما عانته في حياتها، والمواقف التي تعرضت لها، وانتهاءً بموتها الذي كان في الحقيقة لغزًا بحد ذاته.

الفيلم أخرجه "آندرو دومينيك"، وقامت ببطولته الممثلة الكوبية "آنا دي أرماس"، بالإضافة إلى:"أدريان برودي، خافيير صامويل، وجوليان نيكولسون"، وصدر عام 2022، من إنتاج شبكة نيتفليكس، وعُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان فينيسيا لهذا العام، وترشح لجائزة الأسد الذهبي. كما نالَ تقييم 5.5 على منصة IMDB.

في هذا المقال نستعرض أهم ما تناوله الفيلم، وكيف قدم صُناعه جانبًا من حياة "مارلين" المثيرة للجدل.

اقرأ أيضاً: مسلسل The Jeffrey Dahmer Story.. قصة القاتل البارد الذي أكل جثث ضحاياه!


فيلم Blonde: مشاعر مختلطة وحياة مأساوية لأيقونة هوليوود

فيديو يوتيوب

على الرغم من أن مخرج الفيلم تحدث في أحد لقاءاته عن اهتمامه بطرح المشاعر التي عاشتها "مونرو" كما جاءت في الرواية، إلا أن الأمر كان أقرب لتفاصيل حياتها التي ظهرت مأساوية جدًا، منذ طفولتها وحتى موتها، بداية من علاقتها بأمها التي عانت من اضطرابات عقلية، دفعتها لمحاولة قتل ابنتها، أو حتى والدها الذي تركها منذ طفولتها ولم يرها، وكذلك في علاقاتها العاطفية والجنسية، وكيف كانت "تبيع" جسدها في مقابل الحصول على فرصة للتمثيل في الأفلام، وكذلك موت جنينها قبل أن يولد.

جميعها أظهرت مدى المأساة والقسوة التي عاشتها "مونرو" في حياتها، والتي كانت لحظات السعادة فيها قليلة جدًا سواء في أوقات نجاحها، أو في زواجها خاصة من "آرثر ميللر"، وقد أظهر الفيلم كذلك وجهة نظر مخرجه عن "مونرو"، وأنه ربما كان يراها مجرد جسد، وظهر ذلك في مشاهد "آنا" التي كانت تطل بملابس كاشفة أو حتى عارية في أغلب مشاهد الفيلم، وكأنه يريد أن يخبر الجميع بأن هذه حقيقة "مونرو"، وأنها مجرد أداة جنسية ليس أكثر.

والفيلم لم يستخدم السرد الخطي المعروف من بداية للأحداث تليها حبكة متصاعدة، تنتهي بنهاية واضحة المعالم، ولكنه اتبع نوعًا ما منهج "الشكلانية" في نقل الأحداث، أو بمعنى آخر اهتم بعرض المعلومات من الجانب العقلي للقصة، وليس الجانب الروحي والانفعالي، الذي تتوحد فيه مع البطلة طوال أحداث الفيلم، فيمكن القول بأن الفيلم عبارة عن مقاطع مجتمعة، يحكي بها المخرج حال "مونرو" وما تعرضت له، دون أي ترتيب للأحداث، ودون تفاعل مع الشخصية الرئيسية، حتى وإن ظهر ذلك في بعض المشاهد، ولكنه لم يكن مَسلكًا استخدمه "دومينيك" طوال أحداث الفيلم، فكنا وكأننا بداخل حلم تراه "مونرو"، تتساقط منه بعض الأحداث، وتظهر منه أخرى جلية واضحة.

اقرأ أيضاً: فيلم Smile.. حين تتمنى ألا يبتسم أحد في وجهك بعد الآن!


فيلم Blonde: أداء تمثيلي استثنائي من الكوبية آنا دي أرماس

قدمت "آنا دي أرماس" في الفيلم أداءً متميزًا وقويًا، ونالت عنه إشادات واسعة من الجمهور، وهى إحدى المرشحات للفوز بجائزة الأوسكار لهذا العام، فقد نجحت في توصيل مشاعر "مونرو" المتخبطة، من طفولة بائسة، وطفلة تفتقد أباها، فتنادي به أزواجها، لحظات الانكسار والحزن، الخوف من المجهول والفقدان، وإحساسها بأنها مُطاردة ومُستغلة من كل من حولها، حتى في لحظات سعادتها، أو ظهورها أمام الكاميرات وعدسات التصوير، فاستطاعت أن تنقل لنا كل ما تشعر به الشخصية وتعانيه، بمنتهى السلاسة والحرفية.


صورة بصرية مميزة عبرت عن هواجس "مونرو" وما يدور في عقلها

قدّم "دومينيك" في حكي فيلمه صورةً بصرية مختلفة وتفوقًا تقنيًا مميزًا، لنرى صورًا براقة ومثيرة للاهتمام في الوقت نفسه، سواء في استخدامه للكادرات أو حركة الكاميرا والممثلين "الميزانسين" داخل المشاهد، لتجعلنا نفقد للحظات القدرة على فهم ما إذا كانت هذه اللقطات هى حقيقية بالفعل، أم أنها مجرد خيال وصور تدور في عقل "مونرو"، فكانت المشاهد عبارة عن نقل ما يشبه هواجسها، وأفكارها المتداخلة والمتضاربة، ومخاوفها وما تشعر به، بشكل عبثي أو يمكن القول بأنه تجريبي نوعًا ما.

فأحيانًا نجد المشاهد بالأبيض والأسود، وأحيانًا بالألوان، وكأنه يحكي لنا متى كنا نشاهد "نورما جايين"، ومتى كانت "مارلين مونرو"، أو ربما لتمييز الفترات الزمنية بطريقة تضفي صيغة جمالية لتلك الصور المتلاحقة، والتي أُخذت بأشكال مختلفة، من خلال مجموعة من اللقطات المتوالية، تلقي الضوء على مراحل مختلفة ولحظات في حياتها، يخبرنا فيها بماذا كانت تشعر وقتها، أو كيف كانت تفكر وقت تعرضها لحدثٍ ما.

بالإضافة إلى تنوع استخدام زوايا الكاميرا بين الزاوية المرتفعة والزاوية المنخفضة، والزاوية التي من منظور الممثل، والتي نرى فيها كيف يتحرك، وما هى ردة فعله تجاه ما يحدث حوله وما هو مُقبل عليه، سواء في مشاهد "مونرو" في الطائرة، أو مشهد زوجها في لحظة غضبه، أو مع حركة الكاميرا نفسها، فتوضح في أحد المشاهد كيف كانت "مونرو" تركض وكأنها تريد الهرب من حياتها، أو اللقطات التي ساعدت فيها العدسات إظهار تلك الوجوه المشوهة للمصورين والمعجبين، لحياة زائفة غير حقيقية تعيشها "مونرو" وهى محاصرة فيها تمامًا.


نقد لاذع وهجوم كبير من الجمهور والنقاد

هل كان مخرج الفيلم يكره "مارلين مونرو" حقًا؟! سؤال طرحه أحد مشاهدي الفيلم على مواقع التواصل الاجتماعي، عكس بعض الشيء ما وصل إليه من انطباع عما جاء في الفيلم، والذي رأى الكثيرون أن مخرجه أظهر "مارلين" بأنها مجرد أداة جنسية ليس لديها الحق في الاختيار، وكذلك عرضه لعلاقاتها المتعددة، والتي جاءت غير مفهومة في كثير من الأحيان.

ذو صلة

وقد تعرض الفيلم لانتقادات حادة كثيرة من النقاد، الذين رأوا فيما قدمه "دومينيك" نوعًا من أنواع السادية الإخراجية، وكيف قدم ما يحدث لـ "مونرو" في صورة متسلسلة من العذاب والألم المتواصل، في شكل ظهرت معه "مونرو" امرأة ضعيفة ساذجة، مسحوقة من عالم هوليوود والمشاهير، بالإضافة إلى عدم وضوح الأحداث التي جمعت بين الحقيقة والخيال، فرأى الكثيرون منهم أن الفيلم يستغل اسم "مارلين مونرو" وهو غير مفهوم، وقد حصل الفيلم على تقييم منخفض على مواقع النقاد مثل موقع "الطماطم الفاسدة" الذي حصل فيه على تقييم 42% من تقييم النقاد، و31% من تقييم الجمهور.

وليس النقاد وحدهم، بل واجه الفيلم كذلك هجومًا كبيرًا من الجمهور، الذي استنكر المشاهد الجنسية بالفيلم، والتي وصفها البعض بأنها "فجة وفاضحة" وتثير الاشمئزاز، فضلًا عن عدم وضوح الفيلم من بدايته، حتى أن البعض لم يتمكن من فهم ما يحدث في الأحداث، التي امتدت إلى ساعتين و45 دقيقة كاملة، وهو وقت طويل نوعًا ما، ما أصابهم بالملل، وطالبوا عبر تدويناتهم عبر تويتر بالتوقف عن مشاهدة الفيلم، وإيقاف عرضه، ورغم أن "آنا دي آرماس" حظيت بتعليقات إيجابية على تمثيلها، إلا أن لكنتها الكوبية ومحاولتها لتقليد "مونرو"، أثارت بعض السخرية من قبل مشاهدي الفيلم.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة