مقاطع موسيقية رائعة خلّدتها السنين

تلعب الموسيقى دوراً هاماً جدا في جميع المجالات الفنية، فهي دائماً ما تضيف بألحانها الفريدة ما يؤثر مباشرةً في مشاعر المشاهد أو في هذه الحالة المُستمع، من موسيقى تصويرية استثنائية تحملك على البكاء بتزامنها مع مشهد سينمائي ما، إلى موسيقى أخرى تشعل الحماس في قلب المشاهدين وتزيد من نسبة المتعة إلى مستويات غير منطقية.

في تاريخنا الطويل، سمعنا الكثير من المقاطع أو النغمات الموسيقية الشهيرة، والتي ارتبطت مباشرةً بشخصيات أو سلاسل سينمائية مختلفة، هذه موسيقى مُذهلة نظراً لشهرتها الكبيرة، تمّ استخدامها مرارً وتكراراً عند ارتباطها بمادتها الأصليّة، ولولا روعتها المُذهلة لما كنا قد سمعناها كل ما اقترنت بموضوع ما سواء كانت في فيلم، حول شخصية، أو حتى في لعبة معينة.

في حديثنا هنا، أولاً سنستمع ونستمتع بمجموعة من أشهر وأفضل المقاطع الموسيقية الخاصة، التي ظهرت جميعها في سلاسل سينمائية، ولكن اقترانها الأصلي هو عبر شخصيتها أو لعبة الفيديو الخاصة بها، ولذلك سنتحدث عن هذه الموسيقى الرائعة وربما نتعرّف قليلاً أيضاً عن أصلها:

سنبدأ لائحتنا بواحدة من أكثر المقاطع الموسيقية المفضلة لديّ، وهي الخاصة بالنمر الوردي، التي اُستخدمت في أفلامه، ألعابه، المسلسلات المقتبسة عن الشخصية، في كل مكان يظهر فيه النمر الوردي، نستمع إلى تلك المقطوعة الحذقة العبقريّة التي تمهّد إلى الكوميديا الخفيفة التي تعمل مادة النمر الوردي دائماً على تقديمها، إنها بالفعل مقطوعة عبقريّة، ومازالت تُستخدم لحدّ الآن منذ عام 1963.

قام هينري مانشيني بتأليف هذه المقطوعة من أجل فيلم The Pink Panther والذي بدوره ترشّح لجائزة الأوسكار عام 1964 عن أفضل موسيقى أصليّة، لتلتزم بتلك الشخصية الكرتونية التي تظهر مع بداية الفيلم مع لمسة الساكسفون التي تضيف النكهة والتميّز لهذه النغمة الشهيرة في مجال الجاز وتم عبر السنين عزف الكثير من النسخ المشابهة لها.

مقطوعة أخرى عبقريّة ليس لها مثيل، هنا تبرز في مجال التشويق، من امتع ما يمكنك الاستماع له أثناء مشاهدتك لسلسلة الأفلام الحديثة، وخاصةً إذا تم مجزها بموسيقى أخرى في سياق الموسيقى التصويريّة، وهي مقطوعة ظهرت أيضاً عام 1966 وكانت خاصة بالمسلسل التلفزيوني الذي يحمل هذا الاسم والذي تمّ عرضه حتى عام 1973.

لحّن هذه المقطوعة الفريدة لالو شيفرين، وظهرت إلى جانب سلسلة الأفلام الشهيرة التي شاهدنا جزئها الخامس هذا العام، وألعاب الفيديو، في مسلسل آخر عُرض عام 1988، وهي تُعدّ من أعظم المقاطع الموسيقية التي تم صنعها لمسلسل تلفزيوني “وهو موضع آخر كبير سنتناوله لاحقاً” وذكرتها هنا فقط بسبب ظهورها في سلسلة الأفلام الشهيرة.

سمعنا هذه الموسيقى في بداية جميع أفلام Star Wars الستة وغالباً ستُضاف مرة جديدة في الجزء السابع لهذا العام وخاصةً مع عودة العبقري جون ويليامز لتلحين مداخلته السابعة في هذا الفيلم، وأيضاً ظهرت في كل ما يتعلق بهذه السلسلة السينمائية الشهيرة وقامت أوركسترا سمفونية لندن بأدائها كما هو الحال في أغلب المقاطع التي يؤلفها جون ويليامز.

وصف جون ويليامز هذه المقطوعة على أنها التقديم المناسب لفكرة البطولة والمغامرة، وهو أمر ستشعر به بمجرد سماعك لها في تحضير مثالي لأفلام السلسلة، وأيضاً تم استعمالها في داخل الأفلام عبر إضافة بعض التعديلات التي تزيد من ذلك الشعور الرهيب التي تقدمه المقطوعة عند دمجها ببعض المشاهد السينمائية الرائعة.

هذه المقطوعة هي على الأغلب الأقل شهرةً في هذه اللائحة، ولكنها مثاليّة بكل ما تعنيه الكلمة، دفعة روعة من الحماس والتي تم تلحينها سابقاً للعبة الفيديو التي اُطلقت عام 1994، وكان لها ظهور في الفيلم السينمائي الذي تم صنعه عام 1995، ونالت شهرة واسعة منذ ذلك الحين.

تم صنع هذه المقطوعة من قبل فرقة تدعى The Immortals وكانت من بداية أعمالهم في مجال موسيقى “التكنو”، وهي أبرز ما صنعوا في هذا المجال بالإضافة إلى التعديلات الكثيرة التي طرقت على هذه المقطوعة الاستثنائية على مدى السنوات الأخيرة. مقطوعة رائعة ستقدّم لك الكثير من الطاقة والحماس، فقط احذر اثناء سماعك لها!

سلسلة سينمائية ضخمة أخرى حظينا بجزء جديد لها في هذا العام، فبالرغم من إضافة أغنية رائعة في تقريباً جميع أفلام بوند، إلا أن المقطوعة الرئيسية الخاصة بالعميل 007 هي أبرز ما نستمع له وبالطبع أكثرها متعةً، وهي قطعة موسيقية تدعى Ubiquitous وتعني الموجود في كل مكان.

ظهرت هذه المقطوعة الرهيبة عام 1962 مع فيلم Dr. No، وتظهر في بداية الفيلم أو في نهايته، ويُعدّ مونتي نورمان مُلحّن هذه المقطوعة مستخدماً الغيتار بالشكل الرئيسي، والإلكتروني منه، وفي أغلب الأحيان يتم إضافة أمر مختلف في فيلم بوند الجديد عند عزف هذه النغمة الشهيرة ولكنها تحافظ على أساسها الموسيقي الفريد.

موسيقى تقليدية رائعة جداً ظهرت لأول مرة عام 1981 في فيلم Raiders of the Lost Ark، وأشرف عليها كما الحال في موسيقى Star Wars جون ويليامز، وحملت أوركسترا سمفونية لندن مسؤولية عزف هذه المقطوعة الجميلة التي تُعتبر من أفضل ما سمعناه في مجال أفلام المغامرات.

بسبب روعة المقطوعة الموسيقية هذه تطوّرت لترتبط مباشرةً بالسلسلة السينمائية الهائلة Indiana Jones، وأُطلق عليها في البداية اسم The Raiders March قبل أن يرتبط اسم انديانا جونز بها، وهي مداخلة عبقريّة موسيقية أخرى مميّزة من جون ويليامز الذي لا يرضَ إلا بالكمال في كل ما يؤلفه ويلحنه.

كان عليّ ذكر ماريو في سياق المقاطع الموسيقية هذه، حيث حظيت اللعبة الشهيرة هذه بنغمة موسيقية رائعة لا تموت، برزت لأول مرة عام 1985 عندما قامت شركة نينتندو باختيارها كالمقطوعة الأساسية لماريو وتم بناءً عليها صنع الكثير من المقاطع الأخرى الشهيرة جداً لألعاب من نينتندو.

تم تأليف هذه المقطوعة من قبل كوجي كوندو وتمكنت من الظهور في فيلم أنمي وآخر رسوم متحركة، وحتى تم صنع نسخة غنائية لها وتم أيضاً استخدامها في فيلم Super Mario Bros. الذي عُرض عام 1993.

حازت هذه المقطوعة الموسيقية الرهيبة على شعبيّة كبيرة جعلتها بالفعل من أشهر النغمات على الاطلاق، وحتى تطوّرت لتصبح أغنية كاملة مع كلمات من قبل كارول كونورس وآين روبينز، مع العلم أنها من تلحين الملحّن الشهير بيل كونتي الذي ترشح لجائزة الأوسكار عام 1976 عن عمله على هذه النغمة الفريدة، مُنعشة ومحفّزة إلى أبعد الدرجات، وخاصةً عند إضافة لمسة موسيقى الديسكو وأسلوبها الشهير في ذلك الوقت.

ظهرت نسخ عديدة من هذه النغمة وسمعناها في الجزء الثاني، الثالث، والخامس من سلسلة Rocky الشهيرة، حيث أضاف ملحّن الجزء الرابع فينس ديكولا ألحان جديدة مختلفة عن الأخرى، وترتبط كثيراً هذه النغمة الشهيرة بمشهد تدرّب روكي وصعوده على درج متحف فيلادلفيا للفنّ، لتصبح هذه المقطوعة لاحقاً كنوع من الثقافة الشعبيّة في تلك المدينة، ويتم عزفها أو تشغيلها في الكثير من الأحداث الرياضية، وخاصةً تلك المرتبطة بفرق مدينة فيلادلفيا.

مرّة أخرى ارتبط اسم سبيلبرغ بجون ويليامز، الذي قام في هذه المرة بتلحين موسيقى تصويريّة ليس لها مثيل في هذا الفيلم، والتي كانت السبب المباشر والرئيسي في إثارة الرعب الهائل من هذا الفيلم، موسيقى قويّة وتشتد بالثانية مما يدفع المشاهدين إلى حبس أنفاسهم بسبب تلك العبقريّة المتمثلة في الدمج بين الموسيقى الرهيبة والمشاهد المخيفة في الفيلم.

ظهرت هذه القطعة الموسيقية لأول مرّة مع عرض الفيلم Jaws عام 1975، وعادت مرّة أخرى عام 2000 بنسختين حديثتين، كرّموا من خلالها الموسيقى التصويرية الكاملة للفيلم، الذي تم اعتبارها من الأفضل في تاريخ السينما، وبالرغم من عدم استخدامها الكثيف لكنها تُعدّ شبه أساس لمجموعة هائلة من المقطوعات الموسيقية المرعبة التي تعمل على إثارة أعصاب المشاهد.

النهاية الموسيقية المثاليّة للائحة لا يمكن وصفها بأقل من الرائعة، حيث اشترك كلاوس باديلت مع زميله هانز زيمر (الذي عمل على جميع أجزاء السلسلة) لصنع مقطوعة موسيقية خاصة بالجزء الأول تحت اسم He’s a Pirate، اشتهرت بشكل عالميّ هائل لترتبط في النهاية مباشرةً بهذه السلسلة.

ظهرت هذه المقطوعة في نهاية جميع الأفلام، وتم صناعة عدد لا يُحصى من نسخ متنوعة منها، وقام العديد من الموسيقيين العالميين بتقديم نسخهم من هذه المقطوعة الفريدة، من بينهم مُنسّق الأغاني (DJ) الشهير تيستو، وتم استعمالها أو الاستفادة منها كثيراً نظراً لمتعتها الكبيرة التي تقدمها وارتباطها المباشر بالقراصنة.

الآن كل ما عليك فعله، بعد انتهائك من قراءة المقال، هو العودة إلى كل مقطوعة وسماعها بشكل فرديّ للاستمتاع الكامل بهذه الأعمال الموسيقية الممتازة، التي بالرغم من السنين الطويلة لم تمت، ومازالت قائمة تُستخدم ليومنا هذا بالنظر إلى تأثيرها الكبير على المشاهد.