فيلم Ek Tha Tiger .. الحب أقوى من الرصاص

لم تترك السينما الهندية شيئًا للصدفة، بل اقتحمت عالم صناعة الأعمال السينمائية الجيدة من أبواب العالمية، ورسخت أقدامها بأعمال فنية ذات الطابع الهندي، فكانت كيان مستقل ومنافس في نفس الآن.

في الفترة المنصرمة بت من عشاق تلك السينما والتي استشعرت إنها الأقرب لقلبي، لا أعرف لماذا، ربما للشكل الشرقي الذي يتمتع به الهنود، ولا يمكن التغاضي عن الجودة الجيدة لأفلامهم.

وهذه المرة سيتحدث مقالي عن فيلم Ek Tha Tiger لسلمان خان، والفاتنة الهندية كاترينا كيف، إنه أحد الأفلام التي عُرضت في 2012، ولكن لا أخفيكم سرًا قررت أن أشاهد كافة أفلام كاترينا، وحين وقعت عيناي على بوستر الفيلم شدني، وبعدت أن شاهدته استطيع أن أخبركم إنه أحد أفضل أفلامها على الإطلاق.

هو البطل في عملنا، بجانب نجوم العمل، في الواقع أن قصة العمل هي عامل الجذب الأول للمشاهد، فإن أستطعت أن تتخطاها، فتنتقل بالمشاهد إلى مستوى آخر يتعلق بالأداء، وفي فيلمنا القصة لم تكن جديدة، ولكت طرحها كان مختلفًا.

حدثني عن قصة جديدة لم تُقدّم نوعاً ما من قبل في السينما، ولكن هي بنا نلقي بحديثنا عن أسلوب سرد، وعرض مختلف فنتناقش في هذا الأمر.

الحبكة كما هو معروف تعريفها إنها التسلسل الطبيعي للأحداث، ولكن في فيلم Ek Tha Tiger لم يكن هناك تسلسل طبيعي، بل اعتمد الفيلم على تلقين المشاهد لكمات تعبث في عقله، وتجبره الجلوس متنبهًا للأحداث، الفيلم رومانسي وأكشن، ويتحدث عن الجاسوسية، ولكن في خضم صراعات الدول تولدت قصة الحب.

لا أريد أن أبالغ في تمجيد العمل، ولا أريد أن أبخس العمل حقه، ولكنه هناك رسالة وجهها العمل للمشاهدين وهي أن الحب ينتصر في المعارك، في صراعات السياسة والسلاح، الحب أنتصر.

الفيلم دعوة صريحة لتنحية الصراعات جانبًا، إنه دعوة للحب، وبالحب الذي يستطيع أن يذيب جليد علاقات متوترة بين البلدان، لقد أنتصر الحب على باكستان والهند، فهل أنتم ممن يساندون الحب، أم لا.

وفي كتابة أي سيناريو يكون هناك البطل، والبطل الضد الذي يواجه البطل وينتصر عليه، فالبطل الضد هو الشر، والبطل يجسد الخير، كالجوكر وباتمان، في هذا العمل كان البطل هو الحب، والبطل الضد هو الكراهية، فيا لرمزية هذا العمل، لا تنظروا له إنه مجرد عمل فني، بل العمل به تفاصيل تحتاج للتعمق والتفكر، إنه حقًا عمل يحترم.

“كاترينا كيف” هي إحدى أهم الفنانات الهنود على الإطلاق في الفترة الأخيرة، فتلك الفتاة تستطع تنويع أدوارها بطريقة فريدة من نوعها، بجانب جمالها والذي أضاف لأدائها سحرًا.

عذرًا فكونها جذابة، وتعرف كيف توظف جاذبيتها لأدائها هو عامل يحسب لها، ولا ينتقص منها بالتأكيد، وفي فيلم Ek Tha Tiger حبست أنفاس المشاهدين للعمل، كيف أقنعت المشاهدين بأداء جيد منها، وتناغم بينها وبين سلمان خان، جعل أدائهما جيدًا.

أما سلمان خان فهو يمسك بتلابيب الدور بقوة، أدائه قوي، وثابت، لم يدس على أوتار فيهتز مستواه، بل تصاعدت “النغمة” الخاصة به باستمرار، فجعلت من دوره يستحق الإشادة.

وكعادة الهنود يستخدمون أبطالهم مفتولي العضلات، يتراقصون طوال أحداث العمل على رقصات هندية خلصة، فكان كما يقال البطل الهندي التقليدي.

نظرًا للبناء الدرامي للعمل على كاترينا وسلمان، لم نتحدث باستفاضة سوى عنهما، إلا أن العمل لم يكن بطيء الإيقاع، بل كان سريع ومتسارع، وقدم المجموعة المشاركة فيه معزوفة درامية فنية متناغمة.

لا يُعدّ الإخراج الهندي خالي من أي تكنيك، بل هناك قواعد متبعة في أعمالهم كافة لذلك تخرج ذات جودة إخراجية جيدة، بل ويستخدمون اللقطات التي يطلق عليها “لقطة أمريكاني” بكثرة والتي تعتمد على إظهار ثلثي الجسم في اللقطات.

دائمًا ما يظهر المخرج الجيد من تنوع لقطاته، وعدم وجود رتابة وملل عليها، بل تمتاز بالاختلاف من حيث حجم اللقطة وتنوعها، والحفاظ على القواعد الإخراجية بدون كسر لخطوط الإنتباه.

تجاوز المخرجون الهند تلك القواعد، وأضافوا عليها طرق إخراج مشاهد “الأكشن” والتي تُعد الأصعب إخراجية من كافة السبل، حيث إنها تحتاج أكبر عدد من الكاميرات، ومنفذين لها، ولا يمكن إعادة مشاهد الأكشن بل تصور بطريقة “one shot” فمشهد الأكشن هو مرة واحدة وظهر في العمل مشاهد الأكشن جيدة للغاية، ولعل “Kabir Khan” هو المخرج والمؤلف للعمل، ظهرت بصمته في تكوينات الصور، والتي امتازت معظمها بالعمق، وأعطت في نفس الآن شيء من الدفء.

تحديدًا لا يمكن التعليق على المونتاج أو الشعور به، إلا إذا كانت الأخطاء كارثية، ولكن في مونتاج عملنا استطاع المونتاج بجانب الإخراج عن طريق نقل المشاهد والتنقل به في المشاهد دون قطعات فجة.

واستخدم المخرج لكي يسهل مهمة المونتير أثناء مونتاج العمل مشاهد الفراغ، والسماء، والحوائط السوداء من أجل القطع والفصل بين المشاهد، حتى لا يشعر المشاهد بالمونتاج، وتكون القطعات سلسة ويمكن تقبلها من قبل المشاهد، ولا تزعجه.

تمتاز الأفلام الهندي بالمشاهد الرائعة التي تظهر وتضف للعمل، ولا تنتقص منه، وفي العمل ساهم التصوير الجيد في الإضافة للعمل، وكان متناغمًا ومكملاً ومبرزًا للعمل بشكل جيد.

في النهاية.. دائمًا ما تجذبني عمق القصة في العديد من الأفلام الهندية، وفي فيلم Ek Tha Tiger كانت الرسالة واضحة الحب ينتصر على الرصاص والحقد والكراهية.