تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

فيلم The Promise.. هجوم قبل “العرض” على الطريقة الفاشية!

فيلم The Promise .. هجوم قبل "العرض" على الطريقة الفاشية!
كاتب مجهول
كاتب مجهول

3 د

ما أن أعلن المخرج تيري جورج عن قيامه بإنجاز فيلم The Promise الذي يتناول الحرب العالمية الثانية، وما حدث في جبال “أرارت” في تركيا، بين العثمانيين والأرمن، حتى بدأت التجاذبات السياسية بين الأطراف المعنية، لتصل إلى الجانب الفني والفكري والسينمائي.

سياسياً ترفض تركيا استخدام كلمة “إبادة” في وصف ما حدث باعتبار أن الضحايا كانوا نتيجة صراع مسلح بين الطرفين وأن الأرقام مبالغ فيها بالإضافة الى سقوط ضحايا أتراك قُدّرت أعدادهم بمئات الآلاف، ودائماً ما يدعو الجانب التركي الجانب الأرمني لحل هذا الخلاف على أنه “خلاف تاريخي” فقط، وذلك لتجنب الابتزاز السياسي، فيما يرى الجانب الأرمني بأن ما حدث هو إبادة جماعية يجب أن يتم الاعتراف بها وتوثيقها تاريخياً وتعويض أصحابها.

لكننا هنا لسنا بصدد الغوص في الحدث التاريخي أو في الوقوف إلى جانب طرف على حساب طرف آخر، فالقضية السياسية أكبر من أن تناقش في سطور قليلة، والأرواح التي أزهقت أرمن وأتراك لا يمكن أن تكون مجالاً للنقاش أو الجدل.

بل نحن هنا لنناقش حالة غريبة رافقت عرض تريلر فيلم The Promise على الشبكة العنكبوتية، حيث شهد أجدد أفلام النجم كريستيان بيل والذي لم يُعرض بعد “من المتوقع عرضه قريباً”، هجوماً إلكترونياً “غير معروف المصدر”، تمثّل بتقييم متدني 3.9 على موقع IMDB لأكثر من 60 ألف شخص، هؤلاء الـ60 ألف الذين قيّموا الفيلم، من المؤكّد أنهم لم يشاهدوه بعد، خاصًة أنه لم يُعرض سوى في مهرجان خاص ولمرة واحدة فقط.

وفي قراءة لهذه الحادثة، يبدو أن التجاذبات السياسية، انتقلت إلى الجانب الفني والفكري والسينمائي، حيث تم تجنيد الآلاف لانتهاك حرية التعبير والرأي ومصادرة الأفكار، ولتدنيس قدسية الفَنّ عبر هذا الهجوم الإلكتروني الذي يفتقر إلى أدنى درجات الموضوعية والواقعية، هجوم أقل ما يمكن أن يقال عنه “تشبيح سينمائي”، على عمل لم يرَ النور بعد.

لو كانت هذه التقيمات جاءت بعد عرض الفيلم، لكان الأمر عادياً، ولكن أن يكون قبل العرض، فهذا يعني هجوماً واضحاً على التفكير الحرّ، دون أي مصداقية أو مرجعية.

بعيداً عن الحدث بحد ذاته، فإن تاريخ السينما مليء بالأفلام التاريخية التي تتحدث عن حقب معينة، يرفضها طرف ما، أو يعتبرها طرف آخر مضللة أو بعيدة عن الواقع، فيما يعتبرها طرف آخر منصفة وحقيقة، فكتب التاريخ كتبها أهلها الذين كانوا أيضاً بشراً مثلنا ويملكون آراءهم وطروحاتهم وتوجهاتهم وانتمائاتهم، ولكن كل ذلك يتم بعد العرض، والاطلاع على تفاصيل، أما أن يتم قبل العرض، وقبل مشاهدة المحتوى المقدم، وطريقة تقديمه، فهذا أمر بعيد كل البعد عن العالم المتحضر الذي نعيش فيه، وينتهك كل الحقوق الفكرية والفنية، وحتى الإنسانية.

وجهات النظر دائماً ما تكون مختلفة، ومن الطبيعي أن تكون كذلك بين شخص وآخر، وبين شعب وآخر، ودائماً ما نختلف بالرأي، والاختلاف بالرأي يجب ألا يفسد للود قضية كما يقال، ولكن أن نختلف على شيء قبل أن “يخلق”، لا بل أن نهاجمه بهذه الطريقة “الرخيصة” قبل أن يقدم ما يريد أن يقدمه، فهو أمر يستحق الوقوف عنده.

فهذا يذكرنا بالكثير من الممارسات القمعية والتعسفية التي تقوم بها الحكومات الديكتاتورية والفاشية في بلدان العالم الثالث وبينها الدول العربية، حيث تتم محابسة الأشخاص على النوايا، وفي بعض الأحيان تتم محاسبتهم فقط، دون أن يكون هناك سبب لذلك، والمجازر التي تحدث بشكل شبه يومي أكبر دليل على ذلك.

ذو صلة

ما رأيكم بهذا الهجوم؟ وهل ستشاهدون الفيلم؟ شاهدوا تريلر فيلم The Promise وقرروا بأنفسكم..
فيديو يوتيوب

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة