رحلة سريعة في عالم الأغنية الإسبانية الحديثة والكلاسيكية

بعد أن تعرفنا سابقًا على عدد كبير من نجوم الأغنية الفرنسية، سواء الكلاسيكيين منهم أو المعاصرين، سننتقل هذه المرة إلى التعرف على الأغنية الإسبانية وأهم أعلامها، وذلك لكونها غير شهيرة بشكل كاف في العالم العربي على الرغم من جودتها العالية والمتعة الكبيرة التي تقدمها، أمّا السبب الثاني فيعود لكونها تشكل إلى جانب الأغنية الإنجليزية، أحد أكثر اللغات التي يتم الاستماع إلى أغانيها في العالم، وهو ما لاحظناه عند تطرقنا لأكثر الفيديوهات الموسيقية مشاهدة في سنة 2016، والتي تكوّنت حصرًا من الأغاني الإنجليزية والإسبانية، بحيث شكلت هذه الأخيرة ست أغاني من ضمن اللائحة التي ضمت 20 أغنية.

ولعل أهم ما يثير الانتباه بشأن هذه الموسيقى، هو أنّه في الوقت الذي ينحدر فيه الذوق العام للموسيقى العالمية، واتجاهها نحو تهميش دور الكلمات بشكل شبه تام مع التركيز على الألحان الإيقاعية التي تجذب الجمهور لمدة قصيرة قبل أن تصبح في طي النسيان، نلاحظ احتفاظ الأغنية الإسبانية على ذوق موسيقي رفيع يتمثل في جودة كلمات، وألحان أغلب الأغاني سواء كلاسيكية كانت أو حديثة.

أرجوك لا تتحجج بكونك لا تفهم هذه اللغة، فأغلب الأغاني العالمية يتم سماعها من طرف ملايين الأشخاص الذين لا يفهمون كلمة واحدة منها، كما أنّه بإمكانك استخدام خاصية الترجمة على اليوتيوب أو اللجوء إلى أي موقع لترجمة الأغاني. لذا، اعط فرصة لنفسك لكي تتعرف على هذه الموسيقى الرائعة التي أخترنا لك بعضًا من أفضلها، والتي نتمنى أن تنال إعجابك وأن تجد مكانها على قائمة الأغاني على هاتفك.

نبدأ لائحتنا ب”إينريكي إيغليسياس” الشهير في عالم الأغنية الإنجليزية، إلاّ أنّ لديه وزنًا كبيرًا – إن لم يكن أكبر- في عالم الأغنية الإسبانية كذلك، علمًا أنّ الأغنية الوحيدة التي تجاوزت المليار مشاهدة ل”إينريكي”، كانت هي Bailando الإسبانية التي تم إصدارها سنة 2014 واقترب عدد مشاهداتها من المليارين، كما حازت أغنية Duele El Corazon على المركز السادس عشر لأكثر الفيديوهات الموسيقية مشاهدة لسنة 2016، وذلك بأكثر من خمسمائة مليون مشاهدة.

وقد بدأ “إينريكي” مسيرته الفنية سنة 1995 استمر بعدها بأداء الأغاني الإسبانية حصرًا قبل أن ينتقل إلى الأغنية الإنجليزية سنة 1999، وهو الأمر الذي ساعده بالتأكيد على الولوج إلى عالم الشهرة والعالمية من أوسع أبوابه، لكن الأمر الذي يخفى على الكثيرين، هو أنّ صنف الغناء الذي يؤديه هذا النجم في كلتا اللغتين مختلف بشكل كبير جدًا، فبينما نجد أنّ أغانيه الإنجليزية هي تجارية محضة، وتعتمد بشكل كبير على الإيقاع والموسيقى الراقصة على حساب الكلمات البالغة الرداءة -باستثناء بعض الأغاني التي تعد على رؤوس الأصابع- نجد أنّ القاعدة معكوسة فيما يخص الأغاني الإسبانية التي تتميز بكلمات منتقاة بعناية كبيرة وبألحان ساحرة، أمّا الأغاني الإيقاعية فهي قليلة ومعدودة.

من بين أفضل هذه الأغاني نذكر كلا من :

بينما اخترت لكم كلًا من “Enamorado Por Primera Vez”، و “Donde Estan Corazon”

إذا كنت تظن أن “ريكي مارتن” قد اختفى من الساحة الفنية وأصبح في طي النسيان فدعني أخبرك أنّك مخطىء، أو على الأقل لست محقًا تمامًا، فمن الصحيح أنّه قد ابتعد حقًا عن الساحة الفنية للأغنية الإنجليزية مما جعله يختفي عن أنظار العالم العربي الذي يتابع هذه اللغة بشكل خاص، إلاّ أنّه لا يزال موجودًا، وبقوة كبيرة في عالم الأغنية الإسبانية التي تحظى بدورها بقاعدة جماهيرية مهمة جدًا، بحيث تحصد أغانيه مئات الملايين من المشاهدات إلى يومنا هذا.

وكالنجم السابق، فقد بدأ “مارتن” مسيرته في عالم الأغنية اللاتينية قبل أن ينتقل إلى الإنجليزية التي نجح فيها نجاحًا كبيرًا في الفترة الممتدة بين نهاية التسعينات والعقد الأول من الألفية الثالثة، إلاّ أنّه تراجع تدريجيًا ليركز بشكل خاص على الأغنية الإسبانية، كان آخرها أغنية Vente Pa’ Ca التي تم إصدارها في نهاية سنة 2016، وقد حازت على مشاهدات قاربت 600 مليون مشاهدة إلى حدود ساعة كتابة هذا المقال.

من بين أفضل أغانيه:

بينما اخترنا لكم كلًا من “Vuelve”، و “Isla Bella”

إذا كان هناك وصف أو نعت يستحقه “بابلو ألبوران”، فسيكون كونه يمثل تجسيدًا للفن الجميل في صفة إنسان، فهذا النجم الإسباني الشاب الذي بدأ مسيرته سنة 2010، دخل النجومية من بابها الواسع دون أن يقدم أيّة تنازلات فيما يخص جودة أعماله الغنائية، بل على العكس، كان هذا هم العامل الرئيسي الذي شد الجماهير المتابعة للموسيقى الإسبانية إليه وأوقعها في غرام أغانيه التي تتميز بألحانها التي تحمل طابعًا راقيًا محضًا، وكلمات بالغة الروعة، والتي يمكنك التعرف على ترجمتها باستخدام خاصية الترجمة الأوتوماتيكية على يوتيوب، أو على أي موقع متخصص في ترجمة الأغاني.

من أفضل أغانيه:

وقد اخترنا لكم كلًا من “Tanto”، و “Perdóname”

ننتقل من الألحان الهادئة إلى الألحان العصرية السريعة، وتحديدًا إلى “دافيد بيسبال” الذي بدأ مسيرته سنة 2002 والشهير بصوته القوي وأغانيه السريعة، كما يشتهر بعدد كبير من الأغاني الريفية التي تتميز بألحانها الغجرية الممتعة، ويعتبر “بيسبال” من أشهر المغنيين الأوروبيين الشباب وأكثرهم نجاحًا ببيعه لأكثر من خمسة ملايين نسخة من ألبوماته في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية واللاتينية. لذا، فإذا كنت تفكر في لائحة أغانٍ غير تقليدية لحفلةٍ تريد إقامتها، فإنّ هذا النجم سيشكل اختيارًا موفقًا جدًا.

من بين أفضل أغانيه:

بينما اخترنا لكم كلًا من “Bulería” و “Esclavo de Sus Besos”

على الرغم من أن “نيكي جام” بدأ مسيرته في منتصف التسعينات، إلاّ أنّ نجمه لم يلمع ولم يتمكن من تذوق طعم الشهرة والنجاح إلاّ مؤخرًا، وذلك بعد أن بدأت أغانيه بتحقيق مشاهدات قياسية جدًا نذكر منها أغنية el perdón التي تم إصدارها السنة الماضية وتم أداؤها إلى جانب “إنريكي إيغليسياس”، والتي حازت على عدة جوائز أهمها جائزة أفضل أغنية لاتينية لسنة 2016،  كما نذكر أغنية Hasta el Amanecer التي حازت على ما يفوق المليار مشاهدة لتكون بذلك ثاني أكثر أغنية إسبانية مشاهدة على الإطلاق بعد Bailando التي ذكرنا سابقًا.

لنستمع إذًا لكل من “Hasta el Amanecer”، و “el perdón”

نبدأ لائحة نجوم الأغنية الإسبانية الكلاسيكية ب”خوليو إغليسياس”، والد “إنريكي إغليسياس” الذي بدأنا به اللائحة السابقة، ويعتبر “خوليو” من بين أنجح الفنانين الأوروبيين في التاريخ، ببيعه لأكثر من مائة وخمسين مليون نسخة من ألبوماته حول العالم، ليكون بذلك حاملًا للرقم القياسي بمسوعة غينيس لأكثر فنان لاتيني تحقيقًا للمبيعات على الإطلاق، ونفس الشيء ينطبق على بلده إسبانيا حيث لم يتمكن أي مغن إسباني آخر من تحقيق مبيعات على أراضيها، تفوق تلك التي حققها جوليو إغليسياس، كما يحمل الرقم القياسي لأكثر مغنٍ يؤدي لغات مختلفة وذلك بأداءه لأربع عشرة لغة.

وقد أدى خوليو مجموعة كبيرة من الأغاني الإسبانية خلال مسيرته التي بدأت منذ الستينات، نذكر من بين أفضلها:

ننتقل إلى الصوت النسائي الوحيد في هذه اللائحة، والذي لا يصح في حقه أقل من أن أقول عنه أنّه صوتٌ ملائكي، فالإحساس والصدق الطاغيان على أدائها لأغانيها يمنح للمستمع إحساسًا كبيرًا بالراحة النفسية بشكل يمكن مقارنته بأغاني “فيروز” أو “أم كلثوم” مثلًا، وقد عرفت “لوز” قمة المجد بداية من نهاية الثمانينات، واستمرت كواحدة من أفضل نجوم الأغنية الإسبانية الراقية إلى أن اعتزلت الغناء بعد إصابتها بسرطان الثدي في منتصف سنة 2010.

من بين أفضل أغانيها:

وقد اخترنا لكم كلًا من رائعة “Historia De Un Amor” التي تعود إلى سنوات الخمسينات، والتي تم أداؤها من طرف عدد كبير من الفنانين اللاتينيين، ويعتبر أداء “لوز” لهذه الأغنية من بين أفضل ال”Covers” التي تم تسجيلها على الإطلاق، كما اخترنا أغنية “Entre Mis Recuerdos”  التي تعتبر إحدى أهم الأغاني في مسيرة هذه الفنانة القديرة.

نستمر مع الذوق الرفيع وهذه المرة مع أليخاندرو سانز الذي بدأت مسيرته في نهاية الثمانينات لتستمر حافلة بالنجاح إلى يومنا هذا، بحيازته على أكثر من عشرين جائزة عالمية، وإصداره مجموعة كبيرة من أفضل الأغاني الإسبانية التي تندرج تحت تصنيف الأغاني الراقية والكلاسيكية، والتي نذكر منها كلًا من:

بينما اخترنا لكم كلًا من الأغنية الرائعة “Amiga Mia”، و “Desde Cuándo”

لمع نجم الفنان المكسيكي لويس ميغيل الذي نختم به لائحتنا في الثمانينات من القرن الماضي، ويعتبر من بين أهم نجوم الغناء الميكسيكيين في التاريخ وأكثرهم نجاحًا لدرجة أن تم تسميته ب”شمس المكسيك”، حيث تمكن من بيع ما يفوق مائة مليون نسخة من ألبوماته حول العالم، والتي حاز بفضلها على عدة جوائز عالمية أهمها عشر جوائز “غرامي” خلال مسيرته التي فاقت خمسة وثلاثين سنة.

أمّا إذا كنت تتسائل عن مدى روعة صوت وأداء هذا الفنان الراقي، فما عليك فعله هو الاستماع للأغنيتين التي اخترناهما لك، وهما كل من “Como Yo Te Ame”، و”No Sé Tú”

كما نذكر بعضاً من أفضل أغانيه:

ما رأيكم في هذه اللائحة ؟ وهل أحببتم الأغاني التي وقع اختيارنا عليها ؟ شاركونا في التعليقات