تريند 🔥

🤖 AI

نساء مسلسل BIG Little Lies على استعداد لخسارة حياتهن ولا أن تنكشف أسرارهن

مسلسل BIG Little Lies
ياسمين عادل
ياسمين عادل

8 د

“الحياة المثالية” هل يوجد شيء فعلًا يُمكن أن يَتَسم بهذا الوصف؟! أم أنّنا فقط نسعى لنيل ذلك سعيًا محمومًا فلا نلبث أن نكتشف في آخر الرحلة أنّ كل هذا لم يكن سوى محض هراء، وأنّ أعمارنا ضاعت سُدى في سبيل حلم غير منطقي وغير موجود؟

في مسلسل “Big Little Lies” يمنحنا صُنّاع العمل لمحة من حياة مجموعة من النسوة تسعى كل منهن للحياة المثالية بطريقتها، يُهددهن شبح الفشل، وتُرعبهن ذلاتهن الكثيرة المتناثرة هنا وهناك فيعشن أيامهن في قلق من أن تُخدش صورتهن المُضيئة سواءً في عين من يشاهدهن ويحكم عليهن من الخارج أو حتى في عيون أقرب المقربين لهن، وهو ما يجعلهن يتظاهرن بالكثير من الأشياء غير الحقيقية ويتصنعن السعادة حتى أنهن يُحاولن إقناع أنفسهن بتلك الكذبة.

ما يضعهن في صراع قائم ومستمر بين الحقائق التي يتجاهلنها كي لا يتعاملن معها، وبين رغبتهن في التخفف من أعباء أسرارهن المُشينة عساهن حين يبدأن صفحة جديدة يتمكَّن من الصفح عن أنفسهن وعمن آذوهن.


Big Little Lies

نيكول كيدمان ريز ويذبرسون مسلسل BIG Little Lies

مسلسل أمريكي قصير مكون من 7 حلقات فقط، ينتمي لعالم الدراما التشويقية، تم إنتاجه عام 2017 وهو أحد أكثر المسلسلات التي كان الجمهور ينتظرها هذا العام. العمل من بطولة نيكول كيدمان، ريس ويذرسبون، شايلين وودلي، شاركهم في البطولة مجموعة من النجوم الآخرين على رأسهم لورا ديرن، زوى كرافيتز، ألكسندر سكارسجارد، وآدم سكوت.

المسلسل مأخوذ عن رواية بنفس الاسم من تأليف الكاتبة الأسترالية “ليان موريارتي”، وقد صدرت هذه الرواية عام 2014 وحين قرأتها ريس ويذرسبون مع صديقتها المنتجة برونا بابنديرا  تحمست الاثنتان لها لتحويلها لعمل فني، ومن ثَم عرضتها المنتجة على نيكول كيدمان للمشاركة في العمل، وبالرغم من أنّه كان سيتم تحويلها في البداية لفيلم سينمائي إلاّ أنّ القائمين على العمل وجدوا أنّه سيكون من الأفضل لو تحول لمسلسل تليفزيوني.

الجدير بالذكر أنّ الكاتب “ديفيد إدوارد كيلي”  هو مَن تولى مسؤولية تحويل الرواية إلى نص تليفزيوني يصلح لمسلسل، أمّا الإخراج فقام به المخرج “جان مارك فاليه”، وقد اشترك في إنتاج المسلسل العديدون منهم: نيكول كيدمان، ريس ويذرسبون، وكذلك المخرج والمؤلف وكاتبة الرواية الأصلية، بالإضافة لآخرين، في حين قامت الشبكة التليفزيونية الشهيرة HBO بعرض المسلسل عبر شاشاتها ليلقى بعدها استحسان الجماهير والنقاد حَد احتلاله المرتبة 106 بقائمة الـIMDb  لأفضل المسلسلات التلفزيونية.


قصة المسلسل

بطلات مسلسل BIG Little Lies

يبدأ المسلسل بجريمة قتل، وهو أمر مثير طبًعا خاصةً حين لا نعرف من الذي قُتِل ولا من هو الجاني، لنشهد بعدها تحقيقات الشرطة مع المتواجدين تلك الليلة بموقع الجريمة، ومن هنا يبدأ الفلاش باك للأيام الأخيرة قبل وقوع الحادث.

يتخلل الفلاش باك المزيد من التحقيقات فنستمع لآراء الآخرين بالبطلات والأحكام التي يُطلقوها عليهن بُناءً على تلك الصورة الخارجية التي يدعينها عساهن ينجحن في إخفاء حقيقة ما بداخلهن وما يُصارعن بالحياة، ما ينتج عنه تصورات مغلوطة قطعًا يدفع ثمنها كل النسوة اللاتي قررن إخفاء أسرارهن المشينة كي يبدون بصورة رائعة بدلًا من أن يُعلن عما يكابدن فيتلقين الدعم والسند المناسبين.

أمّا بطلات المسلسل فهن ثلاث نساء، يتشاركن معًا في كون جميعهن أمهات لأطفال في الصف الأول الابتدائي يدرسن بنفس المدرسة:

ريز ويذبرسون مسلسل BIG Little Lies

الأولى: ميدلين

وهي أم لابنتين الأولى مراهقة متمردة من زوجها الأول والثانية فتاة صغيرة من زوجها الحالي “إد”، ذلك الزوج الذي يحتمل طباع ميدلين الصعبة ويساندها في كل القرارات التي تتخذها، وعلى الرغم من ذلك يبدو أنّ هناك حاجزًا عاطفيًا بينهما، ما يجعل حياتهما تتسم بالفتور والتبلد، بالرغم من أنّ ميدلين شخصية عصبية وانفعالية يظهر هذا بوضوح في موقفها من طليقها السابق!

وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول سبب ابتعادها عن زوجها الذي يكاد أن يقدسها ولا يفعل لها أي شيء يغضبها بل على العكس هو من يحتويها ويتجاوز عن عيوبها الواضحة والسخيفة.

نيكول كيدمان مسلسل BIG Little Lies

الثانية: سيليست

سيليست أم لتوأمين، وتبدو للجميع من الخارج المرأة صاحبة الحياة المثالية والتي لديها كل شيء، زوج ناجح وثري يُحبها ويهاديها دومًا ويعبر لها عن مشاعره سواءً كانا وحدهما، أو أمام طفليهما وحتى أمام الأصدقاء. أمّا ولديها فمطيعين وجميلين، في حين أنّها محامية ناجحة جدًا ولها قيمتها المجتمعية رغم كونها توقفت عن العمل للبقاء مع أسرتها أطول فترة ممكنة.

في الوقت نفسه لديها مربية تهتم بالأبناء ما يجعلها لديها الكثير من الوقت لنفسها دون أن تفعل ما يشق عليها، كل ذلك يوحي بأنّها محظوظة تمامًا… وعلى ذلك هناك لمحة حزن بعينيها واضحة للعيان، كما لو كان لسان حالها يقول “أنا لست سعيدة، أنتم لا تعلمون شيئًا” لكنها لا تلبث أن تُخفي تلك النظرة وراء قناع مُصرةً على لعب دور المرأة التي لم تبخل عليها الحياة بشيء.

شايلين وودي مسلسل BIG Little Lies

الثالثة: جين

أم شابة جاءت للمدينة حديثًا مع طفلها الصغير، وتبدو من أول وهلة أنّها لا تنتمي لهذا المكان وهذا المجتمع الأرستقراطي، فهي تعيش في مستوى مادي منخفض بجانب مستواها الاجتماعي القليل عن الأخريات، وهو ما يجعل الغالبية لا يرحبون بها خاصةً حين تحدث مشكلة ما في اليوم الدراسي الأول وتُشير أصابع الاتهام لطفلها فيزداد نفور الجميع منها.

لا يقف بصفها سوى ميدلين وسيليست، اللذين يحمونها من سخط الآخرين ويرحبان بها كفرد جديد بدائرتهما القريبة، وعلى ذلك تتمسك جين بالحاجز الذي تضعه بينها وبين الجميع  لتبدو كما لو كانت هاربة من شيء ما وتُخفي سرًا جسيمًا.

مع مرور الحلقات تبدأ الأسرار التي تخبئها كل من البطلات الثلاث في الانكشاف، لنعرف أنّ لا شيء هو فعلًا كما يبدو عليه، وأنّ المظاهر خادعةٌ جدًا.


عن العمل

ابطال مسلسل BIG Little Lies

القصة

بالرغم من اختلاف قصة المسلسل عن الرواية الأصلية في بعض التفاصيل والأحداث والأهم في الروح العامة للعمل؛ ذلك لأنّ الرواية تتسم -رغم أحداثها الكئيبة- بروح المرح والفكاهة، في حين غلب على النص التلفزيوني الأجواء الدرامية السوداء، إلّا أنّ ذلك لم يصُب الجمهور بالنفور بل جعلهم يتعاطفون أكثر مع الشخصيات، ويتماهون معها أو على الأقل يشعرون بالشفقة تجاهها.

تأتي تلك المشاعر جنبًا إلى جنب مع الفضول الحاد والإصرار على المتابعة بسبب الجزء التشويقي والبوليسي بالعمل، كل ذلك تسبب في نجاح جماهيري كبير للمسلسل، بالرغم من شكوى البعض من قدرتهم على توقع النهاية قبل وقوعها.

ولعل أحد عوامل نجاح هذا العمل التلفزيوني هو قصر عدد حلقاته وكونه مكونًا من موسم واحد فقط، وعلى ذلك وكاستثمار للنجاح طالبت الجهات الإنتاجية كاتبة الرواية الأصلية بمحاولة إيجاد فكرة تصلح لموسم ثان من المسلسل، ليس بالضرورة أن تكون حكاية جديدة لكن يمكن أن تكون طريقة يُكمل بها أبطال العمل الأصليين الحكاية على امتدادها.


الإخراج

بوستر BIG Little Lies

قام به المخرج “جان مارك فاليه” مُخرج فيلمي Wild و Dallas Buyers Club، وبالرغم من أنّه كان ينوي إخراج حلقتين فقط من المسلسل على أن يقوم مخرج آخر باستكمال العمل، إلاّ أنّ ريس ونيكول نجحا في إقناعه لاستكمال الإخراج بمفرده.

وقد نجح جان في هذا العمل بشكل كبير، وأثبت فيه قدراته الإخراجية واهتمامه بالتفاصيل ما تُوَّج بالأداء التمثيلي للأبطال، والتصوير المُلهم والممتع بصريًا سواءً الخارجي أو الداخلي.


التمثيل

مسلسل BIG Little Lies

بالنسبة للجمهور وجود مسلسل من بطولة جماعية لبطلاته المفضلات هو أمر في غاية الإمتاع، سواءً فنيًا ودراميًا أو على المستوى الشخصي، لكن ليس بالضرورة أن يكون هذا هو حال الأبطال أنفسهم، خاصةً حين تنتشر شائعات الغيرة بين البطلات ورغبة كل واحدة منهم في سرقة الأضواء حتى لو جاء ذلك على حساب العمل.

تلك الشائعات قد تؤثر على حُكمنا بشكل مُسبق لكن مع متابعة العمل سنلحظ أنّ كل واحدة من البطلات فعلت قصارى جهدها ليخرج العمل في أفضل صورة، وهو ما جعل البطلات الثلاث سواءً ريس أو نيكول أو حتى شايلين يبدو عليهن كم هائل من النضج الفني، حَد اعتبار هذا المسلسل أحد أفضل الأدوار التي قدموها على الإطلاق في مشوارهم الفني.

وقد برعت كل واحدة منهن في دورها، خاصةً ريس التي بدت أكثر موهبةً ونضجًا عن ذي قبل، بينما كان دور نيكول هو الأقوى دراميًا ما فرد لها مساحة كبيرة لاستعراض عضلاتها التمثيلية، أمّا شايلين فهذا المسلسل هو مرحلة انتقالية لها دون شك بعد أدوارها المراهقة والرومانسية السابقة، وإن كان ذلك لا يمنع افتقار بعض البطلات للكيمياء بينهن وهو ما ظهر جليًا على الشاشة.

في الأدوار الثانوية أيضًا شاهدنا نجومًا عديدين لعبوا أدوارهم بحرفية ما زاد العمل ثقلًا وقدرةً على الإمتاع، حتى الأطفال لعبوا أدوارهم كما يقول الكُتّاب، وهو ما جعل المسلسل ينال استحسانًا نقديًا هائلًا مُشيدين بطاقم العمل الفني.


الموسيقى التصويرية

فيديو يوتيوب

الموسيقى التصويرية هي أحد أسباب نجاح هذا المسلسل، خاصةً وأنّها لعبت دورًا محوريًا فى الكثير من المشاهد بسبب تعلق بعض الأبطال بها بشكل أو بآخر، وهو ما منح العمل جانبًا شاعريًا وجعله قادرًا على التعبير عن روح العمل على عدة مستويات.

بطلات BIG Little Lies

قد يتهم البعض صُنّاع مسلسل “Big Little Lies” أنّهم استوحوا الأجواء العامة من المسلسل الشهير “Desperate Housewives“، قد يبدو ذلك صحيحًا بعض الشيء من القشرة الخارجية جدًا جدًا، لكن مع مشاهدة المسلسل ومتابعته سنجده عملًا مختلفًا وأكثر قيمةً، ويمكن وصفه بالعمل الدرامي الناضج والعميق.

ذو صلة

ففيه نقوم باستكشاف وجه آخر من العالم النسائي، حيث أعباء الأمومة والضغوط المجتمعية الملقاة على كاهل المرأة أيًا كان مركزها الاجتماعي أو مدى نجاحها بحياتها، لنجد أنفسنا أمام دراما واعية لا تتناول حياة النساء بشكل سطحي أو كوميدي بقدر ما تهتم بنبش الأعماق لمطالعة ذلك العالم المليء بالتفاصيل وحُمَّى المثالية، واضعين المُشاهدات أمام مرآة قاسية بعض الشيء لعلهن حين يرون فيها انعكاس تلك التجارب المظلمة ينجون منها أو على الأقل يعرفن كيف عليهن أن يتصدين لها إذا ما صادفنها يومًا.

فيديو يوتيوب

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة