تقييم فيلم Pirates of the Caribbean: Dead Men Tell No Tales … عودة موفقة لجاك سبارو

لا أعلم ما هو سبب هذه الكمية الكبيرة من الانتقادات التي سقطت من كل صوب على هذا الفيلم، لمّا أجد سببًا مقنعًا إلى الآن.

على الرغم من أنّ لكل شخص رأيه، ولكن الانتقادات اللاذعة التي نالها الفيلم كانت غريبةً حقًا ولا يوجد لها أي مبرر، فعلى العكس يعتبر الفيلم من أجمل الأجزاء الخاصة بالسلسلة حيث كان ممتعًا ومشوقًا، ولكن هذا لا يعني خلوه من العيوب.

بالنسبة لي لم أستمع لآراء النقاد، كنت واثقًا من الفيلم ليس بهذا السوء الذي صوروه لنا، وكنت على صواب، وكأنّ النقاد يمتصون الحياة من كل شيء جميل، فعليك فعل نفس الشيء في حال كنت مترددًا حول مشاهدته واستمتع بعودة الكابتن جاك سبارو، وإليكم هنا تقييم فيلم Pirates of the Caribbean: Dead Men Tell No Tales.

عدو جاك سبارو القديم، الكابتن سالازار المرعب يعود من جديد بعد أن استطاع الهرب من مثلث الشيطان الذي حوله هو وطاقمه إلى أشباح موتى، بعد قيام جاك بالتخلي عن بوصلته.

بعد أن تحرر سالازار بدأ العزم على قتل جميع القراصنة، وعلى رأس القائمة الكابتن جاك سبارو الشخص الذي أوقعه في ذلك المثلث.

وهنا ينضم إلى القصة ابن ويل تيرنر وإليزابيث سوان هنري تيرنر، الذي يسعى لتخليص والده من لعنة حلت عليه، الطريقة الوحيدة للتخلص من تلك اللعنة هي إيجاد الرمح الثلاثي الخاص ببوسايدن وفك اللغز، ومن هنا تبدأ رحلة الفيلم المشوقة المليئة بالإثارة.

القصة أعجبتني جدًا وكانت مشوقةً على الرغم من أنّ هناك بعض التكرار في طرق سير الأحداث، ولكنها كانت مباشرةً أكثر من سابقاتها، وهي أنّ الجميع خلف رمح بوسايدن ولكل شخص دوافعه ومساعيه الخاصة حيث وضعت كل الشخصيات في حالة تصادم.

يمكن ملاحظة عودة مجموعة من الشخصيات القديمة مثل الكابتن باربوسا وغبس ومارتي وغيرهم من طاقم جاك سبارو، حيث تفاعلوا مع شخصيات جديدة انضمت في هذا الفيلم مثل: هنري تيرنر، وكارينا سميث، وهناك بعض الشخصيات التي ظهرت بصورة رمزية مثل: ويل تيرنر، وإليزابيث.

جوني ديب: لا أعلم لماذا يصف بعض المشاهدين تمثيل جوني ديب بالمبتذل، على العكس تمامًا فشخصية جاك سبارو هي أكثر شخصية أتقن جوني ديب تجسيدها، الفيلم ارتكز على جوني بصورة كبيرة وبالأخص المشاهد الطريفة والكوميدية، أبدع جدًا في دوره على مدار الفيلم حيث كان الممثل الأفضل من بين الجميع والأكثر تميزًا.

خافيير باردم: على الرغم من أنّني أرى أنّ وجوده في الفيلم أضاف بعض الإثارة، ولكن بمقارنته مع شخصيات سابقة في السلسلة ستبدو شخصية باردم ضعيفة نسبيًا، وهذا الأمر يشمل طاقمه أيضًا.

الكابتن سالازار الذي يطارد القراصنة بلا رحمة، ولكنه في النهاية سقط على يد القرصان الشاب جاك ظهر بصورة جيدة ولكنها ليست مثالية.

جيوفري راش: ظهرت شخصيته ( الكابتن باربوسا ) بصورة مذهلة ورائعة في هذا الجزء، بالأخص بعد أن التقى بجاك سبارو، حيث ظهر باربوسا بصورة مغايرة ومختلفة تمامًا عن الأجزاء السابقة.

برينتون ثويتس وكايا ريو: الممثل برينتون قام بدور هنري تيرنر، والجميلة كايا قامت بدور كارينا، على الرغم من حداثة الشخصيات إلّا أنّهم أثبتوا وجودهم وقدموا أداء جيد، شخصيات جديدة دُمجت مع شخصيات قديمة لتظهر لنا قصة جميلة، هنري وكارينا يتشاركان بنفس الهدف وهم البديل الأمثل لكل من ويل وإليزابيث.

الفيلم من إخراج يواكيم رونينغ، وإسبن ساندبيرج، وسيناريو جيف ناثانسون. بلغت ميزانية الفيلم 230 مليون دولار أمريكي، وحقق إيرادات عالية تقدر بحوالي 508 مليون دولار في جميع أنحاء العالم إلى الآن.

الغالبية العظمى من المشاهد كانت في البحر الواسع، والذي أعتبره من الأشياء الممتازة فيه حيث استمتعت جدًا بالتصوير السينمائي الذي كان مذهلًا، والمؤثرات البصرية الرائعة بالأخص المعركة النهائية ضد سالازار وجنوده، كانت هناك الكثير من المشاهد أيضًا ولكن هذا المشهد كان مثيرًا للإعجاب حقًا.

وليس فقط التصوير السينمائي، بل كمية واضحة من الجهد على الأزياء والماكياج، العنصر الذي من المرجح أن يُرشح هذا الفيلم للأوسكار، وهذا الأمر ليس بالجديد على أي حال.

الموسيقى كانت ممتازة وفي محلها الصحيح، تأخذك تلك الموسيقى الرائعة إلى داخل الفيلم لتعيش أجواءه، بالنسبة لي الموسيقى هي أفضل ما في السلسلة بصورة عامة وليس في هذا الفيلم فقط.

أيضًا لا أنسى نقطة الكوميديا، فالكوميديا في الفيلم كانت ممتعة ومضحكة جدًا، ارتكزت على جوني ديب كثيرًا كما ذكرت سابقًا، ولكن طريقة مزج الكوميديا بالإثارة السريعة كانت ناجحة، فعند مشاهدة الفيلم فأنت على موعد مع كمية ليست بالقليلة من المشاهدة الكوميدية المثيرة للضحك.

نهاية الأفلام من الأمور المهمة أيضًا، فبعد كمية كبيرة من الكوميديا والمطاردات والصراعات بين الشخصيات تأتي نهاية الفيلم بصورة عاطفية مليئة ومحركة للمشاعر، النهاية كانت مُرضية جدًا.

ربما السلبية البارزة في الفيلم والتي من الممكن أن تسبب خيبة أمل بالنسبة للكثير، هي قابلية التنبؤ بالأحداث القادمة، حيث لا أريد التعمق في هذه النقطة لكي لا أفسد متعة المشاهدة على القارئ.

على أي حال، الفيلم لم يكن مثاليًا وخالي من العيوب، ولكنه كان ممتعًا ويستحق المشاهدة، يمكنني القول بأنّه أفضل من Pirates of the Caribbean: At World’s End، و Pirates of the Caribbean: On Stranger Tides.