لن أشاهد هذه المسلسلات الرمضانية، فقد شاهدتها مسبقًا! عن كليشيهات مسلسلات رمضان…

هل يمكن للخيال أن يصبح فقيرًا أم أننا شئنا أم أبينا ندور في فلك حبكات متشابهة ومتقاربة للدرجة التي تجعل المسلسلات الرمضانية مع كثرتها تتشابه في النهاية حَد اتهامها بالتنميط؟!

فالمتابع للمسلسلات الدرامية التي تُعرض حاليًا مع بعض الدِقة يُمكنه وبمنتهى البساطة استخراج العديد من نقاط التشابه بين الأعمال، في ظل جزء ليس بهَين من الكليشيهية المُرعبة والمُحزنة في الوقت نفسه، التي وإن دَلت على شيء فإما أنّ معظم صُنّاع الدراما أدمغتهم محدودة ويقتبسون أفكارهم من نفس البوتقة، وإما أنّ مجتمعاتنا العربية غير ثرية بمواد صالحة لتقديم أفكار جديدة خارج الصندوق غير تلك التي “اتهرست” عشرات المرات.

وسواء هذا أو ذاك في الحالتين الموضوع مُقلق، ويتطلب من أصحاب الأفكار أن يفتحوا أدمغتهم على مصراعيها، عساهم يستطيعون تقديم أعمال تستحق أن تعيش، وإلّا لا يلوموا إلّا أنفسهم حين يتسبب التشابه الكبير بين الأفكار وبعضها في سقوط الأعمال المتشابهة كلها في جُب النسيان فور الانتهاء منها.

التيمة الأكثر وضوحًا وانتشارًا بدراما رمضان هذا العام هي الخيانة، خيانة الزوج لزوجته سواءً من خلال علاقة غير شرعية:

مثلما حدث في مسلسل (لا تطفئ الشمس) الذي يحب فيه أستاذ الموسيقى الجامعي واحدة من التلميذات التي في سن أولاده، أو بمسلسل (واحة الغروب) حيث الزوج الذي لا يجد غضاضة من الاعتراف بمنتهى الأريحية لزوجته بأنّه يخونها بجسده وليس بقلبه مع نساء أخريات. كذلك شاهدنا بمسلسل (ريح المدام) الزوج البصباص الذي يقيم علاقات خارج إطار الزواج دون أي شعور بالندم، وحتى المسلسل الكوميدي العائلي (في ال لا لا لاند) لم يخل من خيانة الزوج الإعلامي المشهور لزوجته الطبيبة المرموقة.

 أو بالزواج من أخرى دون علم الزوجة الأولى :

كما جاء بمسلسلات (لأعلى سعر، عشم إبليس، حلاوة الدنيا، 30 يوم)، هذا بالإضافة لاحتمالات الخيانة التي تُمهد لها بعض المسلسلات الأخرى لكنها لم تحدث بعد مثل مسلسل (هذا المساء). وهو ما يدفع على التساؤل ألهذا الحد صارت الخيانة والزواج الثاني أمرًا شائعًا لدرجة تداوله بهذه الكثرة والاعتيادية في مجتمعاتنا العربية/المصرية أم أن هذا لزوم الدراما وسياق الأحداث ليس إلا؟!

طالما أننا ذكرنا الخيانة، لابد أن نذكر كذلك رد فعل الزوجة وهي النقطة التي ركزت عليها المسلسلات  وفردت لها مساحات كبيرة، وإن اختلفت ردود الأفعال من عمل لآخر.

فمثلًا بمسلسل (واحة الغروب) رأينا كاثرين تُقرر الرحيل ثأرًا لكرامتها ما إن اعترف زوجها بخيانتها، لكنها ما إن جمعت حاجاتها وغادرت المنزل حتى شعرت بالانكسار لتعود ذليلة مرة أخرى للداخل فتُكمل حياتها مع هذا الزوج الخائن، وهو تقريبًا نفس ما فعلته زوجة بطل مسلسل (30 يوم) حين ثارت لكبريائها الجريح فقط لعدة أيام منددة بالطلاق، لكنها سرعان ما أعادت التفكير وقررت مسامحة زوجها وبدأ صفحة جديدة معه إن أمكن.

كان ذلك يمكن أن يكون هو نفس رد فعل بطلة مسلسل (لأعلى سعر) إذا كانت طاوعت أهلها الذين طالبوها بالخنوع، لكنها لم تستطع أن تُجبر روحها على تَقبُّل الهزيمة والمَرار وقررت أن تجعل زوجها يدفع ثمن غلطته خاصةً وأنّه لولاها ما كان نجح أو وصل لما هو فيه.

رد فعل ثالث ظهر في مسلسل (حلاوة الدنيا) وجاء من نصيب الزوجة التي اكتشفت زواج زوجها من أخرى بعد وفاته، وكيف عاش عمرًا بأكمله يخدعها، لتُقرر ألّا تُخبر أحدًا بما عرفت، وإن كان ذلك كسرها تمامًا وجعلها تزهد الدنيا إلى حَدٍ كبير، خاصةً وأنّه قد  فات الآوان ولم يعد بإمكانها المعاتبة أو الاختيار.

وإن كان الجدير بالملاحظة هو أن يأتي رد فعل الزوجات اللاتي يكتشفن خيانة أزواجهن بالمسلسلات الكوميدية البحتة على عكس ردود أفعال الزوجات بالمسلسلات الجادة التي تتسم أكثر بالواقعية، إذ شهدنا بطلتي مسلسلي (في ال لا لا لاند) و (ريح المدام) كيف جاءت ردود فعليهما حادة وقاطعة.

الخيانة لم تقتصر بدراما هذا العام فقط على الأزواج بل كان المُلفت للانتباه والأكثر غرابةً هو خيانة الأهل والأصدقاء الذين ظن الأبطال أنّهم ظهرهم وآمانهم فإذا بهم يطعنونهم تمامًا كما الأغراب.

أوضح مسلسل تجلَّى به ذلك هو مسلسل (لأعلى سعر) حيث قام كل إخوة البطلة وأمها باختيار مصلحتهم الشخصية على حساب مصلحة الأخت/ الابنة. (لأعلى سعر) كان به نصيبًا أيضًا من خيانة الصحاب، حيث لعبت الفنانة زينة دورًا قاسيًا وشريرًا كرهه الجميع، ليجلس المشاهدون على اختلافهم ينتظرون انتقام البطلة المدوي أو على الأقل الكارما التي من شأنها أن تُطيح بالغادرين.

خيانة الأهل أيضًا كانت جزءًا من مسلسل (عشم إبليس)، حيث تعاونت الأم والزوجة وصديق البطل جميعهم عليه سواءً أثناء تمتعه للصحة وقواه العقلية، أو وهو فاقد للذاكرة مستغلين عدم تذكره لأي شيء للحصول على مبتغاهم.

الحب الأول كلنا اختبرناه بشكل أو بآخر، بعضنا نجح في أن يستمر في علاقته بحبه الأول حتى هذه اللحظة، في حين أنّ البعض الآخر انتهت تجربتهم الأولى بالخسارة أو على الأقل بقطع العلاقات، ومن ثَم أصبح عليهم تجاوز ذلك لإكمال حياتهم مع شركاء آخرين.

وبالرغم من أنّ البعض قد ينجحون بالفعل في فتح صفحات جديدة بالحياة، هناك آخرين يطاردهم العَجْز وتظل قلوبهم معلقة بهؤلاء من رحلوا، وهو ما يؤثر على علاقاتهم بمن اختاروهم بعد ذلك؛ لأنّهم وبالرغم من عدم نسيانهم من رحلوا لا يجدون مُشكلة في استكمال حياتهم مع آخرين بنصف قلب ونصف اهتمام.

هذا النمط من العلاقات شاهدناه في مسلسل (لا تطفئ الشمس)، ومسلسل (واحة الغروب) في الحالة الأولى صار في الإمكان إعادة إحياء ما انقضى بينما في الأخرى رحل الماضي لكنه لم يمت بل ترك ثقلًا جسيمًا على علاقة زوجية ظنناها قوامها الحُب، فاتضح أنّ الخذلان ينخر عظامها فلمن تكون الغلبة علاقة الحب الأخيرة أم المشاعر القديمة التي لم تخفت جذوتها بعد؟

جزء من التيمات المنتشرة هذا العام أيضًا هي العلاقات العاطفية بين اثنين غير متناسبين على اختلاف الأسباب، فمثلًا في (لا تطفئ الشمس) هناك علاقتين غير متكافئتين على الصعيد الاجتماعي والمادي، وعلاقة ثالثة غير متكافئة من حيث السن والظروف وهي التي أبطالها طالبة جامعية وأستاذها المتزوج من أخرى.

بينما في مسلسل (هذا المساء) تشهد الحلقات الحالية بداية علاقة غير متكافئة ماديًا واجتماعيًا بين أحد كبار العاملين بمجال البورصة وصاحبة مسمط شعبي، في الوقت نفسه هناك السائق الذي ينظر بإعجاب لزوجة رئيسه بالعمل.

أمّا في (واحة الغروب) ففي الأول يقع البطل ضابط الشرطة في حب الجارية، تلك المرأة التي تعرف كيف تأسره قلبًا وقالبًا لكنه وكما يليق برجل أناني يُطالب جاريته بجَني آثار هذا الحب دون أن يعترف به سواءً بينه وبين نفسه أو بينه وبينها، ولا يُقره فعلًا أو رُبما لا يُدركه أصلًا إلّا بعد رحيلها عنه، وحين يُقرر الزواج بعدها يختار امرأة أخرى لا تناسبه كذلك، إذ تختلف عنه في كل شيء، في جنسيتها، وطنها، وحتى في شغفها الدائم بالحب والحياة بينما هو مع كل خطوة يخطوها لا يتمنى سوى الموت.

الجنة تحت أقدام الأمهات جملة في محلها، فمع كل فِعل تقوم به الأم من أجل أولادها تثبت أنّ الجنة فعليًا هي أقل ما يمكن أن تناله أمام مجهوداتها الجبارة المبذولة سواءً نفسيًا أو عاطفيًا أو جسمانيًا؛ ذلك لأنّ الأم لا تتوانى عن حِمل كل ما تقدر عليه كي ينعم أولادها بالسعادة وراحة البال.

في دراما رمضان هذا العام تتألّق الأمهات بمختلف أدوارهن فهناك في (حلاوة الدنيا) الأم التي تؤازر ابنتها في رحلتها ضد مرض السرطان، وهناك الجَدَّة التي تُخفف عن ابنتها آلامها حتى بعد أن أصبحت هي نفسها أمًا لبنات على وش جواز، أمّا في (لا تطفئ الشمس) فنشهد الأم التي وافقت على العيش مع رجل لا تحبه فقط من أجل استقرار أولادها، وحتى بعد وفاته ظلت على استعداد للتخلي عن سعادتها المشروعة من أجل أولادها

في حين يأتي مسلسل (رمضان كريم) متخمًا بالأمهات الشعبيات بين من يُنشِئن الجمعيات لجهاز البنات أو لولادة زوجة الابن، ومَن يسعين لإيجاد العرسان لبناتهن، أو لتوفير فرص عمل لأولادهن … إلخ، وإن كان المثير للفضول هذا العام هو وجود بعض نماذج من الأمهات –على النقيض- لا يهتممن بمصلحة أولادهن بقدر ما يسعين خلف مصالحهن الخاصة  حتى ولو تأذى أولادهن في سبيل ذلك، وهو ما جاء بمسلسلي (عشم إبليس) و (لأعلى سعر)، ولكن على أية حال حتى مع التناقض بين تلك النماذج تظل الأمهات محورًا رئيسيًا بمعظم المسلسلات.

أمّا النموذج القريب للأمومة مع اختلاف المسميات وتكرر بدراما رمضان هذا العام بشكل ملحوظ هو المُربيات اللاتي يلعبن دور الأم إلى حد كبير مع مخدوميهن، خاصةً مع عشرتهن الطويلة لأبناء الأسرة التي يعملون في خدمتها، وهو ما يجعلهن يتعاملن بعشم وجرأة -قد يراهما البعض مُبالغ فيهما- مع الأبناء، كما لو كُن أمهات ثانيات لهم وهو ما تكرر –رغم غرابته وعدم تداوله كثيرًا بالدراما من قبل- بعملين هذا العام هما: (لا تطفئ الشمس) و (حلاوة الدنيا).

العلاقات الأسرية عامةً والعلاقات بين الأخوات خاصةً واحدة من محاور دراما رمضان هذا العام، أكثر مسلسلين ظهر ذلك فيهما وبوضوح هما : (رمضان كريم) المليء بالعائلات اللاتي يسكن جميعًا نفس الحارة، وفي أكثر من بيت نشهد الإخوة على اختلاف ميولهم واهتمامتهم ودرجات القرب بينهم، ومسلسل (لا تطفئ الشمس) الذي لعب أيضًا على تلك النقطة حيث العائلة التي تضم خمسة إخوة فنشهد مع كل حلقة أين تأخذهما الحياة.

وهناك بعض المسلسلات الأخرى التي تضم مجموعة من الإخوة مثل (حلاوة الدنيا) حيث العلاقة بين الأختين مهمة وثرية، و (30 يوم) والأخوة الذين توقعهم الدنيا ببعضهم البعض، وأخيرًا (لأعلى سعر) والذي شاهدنا فيه علاقات بين الإخوة لا نتمنى أبدًا أن نكون أبطالها.

الأباء أيضًا لهم نصيب واضح من دراما هذا العام، بين نموذج الأب في (لأعلى سعر) الشخص الوحيد الذي لم يخُن ابنته بعد أن تخلت عنها أمها وإخوتها وزوجها وصديقتها المقربة، فقرر رغم شظف العيش الوقوف مع ابنته بوجه الجميع، والأب في (حلاوة الدنيا) الذي يحاول الوصول لحل مع ابنه المصاب بالسرطان فيقف حائرًا بين حق ابنه في الاختيار ورغبته كأب أن يظل ابنه على قَيد الحياة، أمّا الأب في (هذا المساء) فهو ذلك الرجل الذي يُضلل على أسرته ويربط جذورها بالأرض بمجرد تواجده كجزء من الحدوتة، وأخيرًا مع مسلسل (رمضان كريم) ونماذج مختلفة ومتنوعة للآباء الذين يسعوون لإسعاد أولادهم بالقليل الذي يملكونه.

الشر جزء لا يتجزأ من الحياة وبالتالي من الدراما، لكن نماذج الشر في المسلسلات الجديدة مُخيفة وعميقة، والأهم مُدمرة، الأعلى شرًا كعنصر نسائي هو زينة في (لأعلى سعر) إذ تلعب دور الصديقة التي خانت كل شيء ولم تجد أي غضاضة في ارتكاب الآثام من أجل الوصول لما تشتهيه.

أمّا على المستوى الذكوري فيأتي في المقدمة باسل الخياط في (30 يوم) ذلك الرجل الغريب الذي يضع بطل الحدوتة في تجربة تستنزفه وتجعله يتحول لأسوأ نسخة منه، دون أن يهتم بالجرائم التي تُرتكَب أو القتلى الذين يسقطون نتيجة تجربته، وإن كانت الأحداث تبدو كما لو أنّ البطل بالنهاية سيتضح أنّه الشرير الحقيقي، وأنّ الشخص الآخر أحد ضحاياه ليس أكثر.

وهناك أيضًا محمد فراج في (هذا المساء) الشاب الذي يتلصص على الهواتف المحمولة للنساء مُختلسًا النظر إلى صورهن، محادثاتهن، أسرارهن، ليبدأ بعدها في استدراجهن إلى فراشه بدلًا من أن يفضحهن وهو شر إنساني خالص وليد التكنولوجيا الحديثة.

انطلاقًا من نهاية النقطة السابقة يمكننا أن نسترسل قليلًا فنقول أنّه لن يكون غريبًا أن تظهر مواكبة الأجيال الحالية للتكنولوجيا بالأعمال الدرامية المختلفة، وإن كان يختلف تأثيرها من عمل لآخر، ففي حين ظهر ذلك بمسلسل (رمضان كريم) كجزء من العادات المجتمعية المكتسبة الحديثة فشاهدنا أفراد الأسرة الواحدة جالسين معًا ولكن الكل يطالع هاتفه المحمول، كما جاء تطور بعض العلاقات العاطفية مرهونًا بالتواصل سواءً عبر الفيسبوك، أو بعض التطبيقات الأخرى كالواتس، والفايبر والسكايب.

تلك التطبيقات التي شغلت أيضًا مساحةً من العلاقات في مسلسلات مثل (لا تطفئ الشمس)، (حلاوة الدنيا)، بل وكانت تلك هي الوسيلة التي اكتشفت بها الزوجة خيانة زوجها في مسلسل (لأعلى سعر)، أمّا أكثر مسلسل استفاد في حبكته الدرامية من التقنيات الحديثة هو (هذا المساء) الذي جاء أحد أبطاله يحترف عمل الهاك على الهواتف المحمولة ومن ثّم يبدأ في ابتزاز ضحاياه ومساومتهم بما يعرفه عنهم من أسرار.

أصبحت الأعمال الفنية مؤخرًا تميل لاعتناق الواقعية المجردة مهما كانت بذيئة وغير أخلاقية، البعض يُعلل ذلك أنّ هذا هو الواقع وحقيقة مجتمعاتنا وبالتالي علينا الاعتراف بها بدلًا من تجاهلها مهما كانت فَجَّة في حين يقول آخرون أنّ هذا الأسلوب بمثابة عملية تطهير بالصدمات.

أحد العناصر التي تعكس ذلك بالأعمال الفنية خاصةً الكوميدية هي الإيفيهات المستخدمة في السنوات الأخيرة، والتي تميل في الكثير منها إلى مزيج الإسفاف والتبجح  الذي قد يصل أحيانًا إلى قلع برقع الحياء، وفي حين قد يجد البعض ذلك مُتجاوزًا لكن كوميديًا، يراه آخرون مايصحش.

ظهر ذلك بوضوح ووفرة في بعض الأعمال الكوميدية برمضان مثل (خلصانة بشياكة) و (ريح المدام) حيث قام صُنّاع تلك المسلسلات بالانتصار لكوميديا الإفيه عوضًا عن كوميديا الموقف، في الوقت نفسه لجأوا لاستخدام الكثير من الإيفيهات والجمل الإباحية سواءً الجديدة أو التي يتم تداولها على مواقع السوشيال ميديا ومن ثم تضفيرها داخل العمل، جاء تعشيق تلك الإيفيهات بين روح النص بشكل ذكي لكن فَج، ما جعل العملين غير مناسبين للمشاهدة العائلية.

مسلسل ريح المدام … وجبة كوميدية خفيفة واكتشاف لثلاثي متفاهم انتصر على الثلاثي القديم

المسلسلات الكوميدية على اختلافها جاءت هذا العام قصيرة المدة الزمنية حتى أن بعضها كــ (خلصانة بشياكة) مدته عادةً لا تتخطى ال 20 دقيقة، فهل حدث ذلك تخفيفًا على المُشاهد أم لفقر المادة الدرامية بالأحداث؟

على الأغلب الإجابة الصحيحة تصُب في الخانة الثانية، حتى أنّ الفقر الدرامي هذا يظهر واضحًا من خلال المَط والتطويل الذي لجأ إليه صُنّاع هذه الأعمال، للدرجة التي جعلتهم في أكثر من حلقة يقومون باستعراض اسكتشات ومواقف مُختلقة ومُقحمة على قصة العمل الأصلية من جهة للكوميديا ومن أخرى لملء وقت العمل، تكرر ذلك أكثر من مرة في مسلسلي (خلصانة بشياكة) و(في ال لا لا لاند).

10 أسباب لعدم مشاهدة مسلسل في ال لا لا لاند

آخر نقطة تشابه غريبة بين مسلسلات رمضان 2017 هي وظيفة الأبطال، حيث جاء معظمهم يمتهنون الطب فمثلًا بطل (عشم إبليس) وبطل (لأعلى سعر) كلاهما دكتور تجميل، أخو البطلة وأمها في مسلسل (لأعلى سعر) أيضًا أطباء.

واحدة من البطلات وخطيبها في (لا تطفئ الشمس) طبيبا أسنان، عَم البطلة في (حلاوة الدنيا) طبيب أورام، بطل (30 يوم) طبيب نفسي، حتى مسلسل (إزاي الصحة) جاء بطله مُمرضًا، هذا بالإضافة للمسلسل الكوميدي (شاش x قطن) الذي تدور أحداثه أصلًا بمستشفى وأبطاله مجموعة من الأطباء والممرضين والممرضات.