تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الأوسكار والأنمي: جائزة ظالمة لصناعة طاغية

الأوسكار والأنمي
أحمد سامي
أحمد سامي

6 د

بالتأكيد أشهر الجوائز التي تهتم بمجال صناعة السينما بشكلٍ عام هي الجائزة الذهبية المرموقة: جائزة الأوسكار. دائمًا ما نتعلق بالأفلام التي يتم ترشيحها لنيلها ومن ثم خوض سباق متشاحن جدًا للفوز بها، وكثيرًا ما ننتقدها لكون بعض العناوين ترشحت لها دون أخرى نراها جديرةً فعلًا بحجز تذكرة لدخول السباق، لكن الأكثر إغضابًا من هذا وذاك أنّ هناك فئات وشرائح فنيّة كاملة يتم تهميشها كل عام، وإن كانت فيها بعض العناوين يكون هذا إنجازًا مهولًا. وتلك الفئة هي فئة الأنميشن. اللجنة تركز كل شيء حول الأفلام الهوليودية ذات التمثيل الحيّ، ولا تعطي بالًا كبيرًا لأفلام الأنميشن صاحبة خطوات الصناعة التكنولوجية من خلف شاشات الحاسوب، لكن اليوم لن نتكلم عن الأنميشن بشكلٍ عام، لكن سنكون محددين تجاه الأنمي الياباني. ذلك، الفن الأم والرائج والطاغي على جميع الفنون المتحركة الآن. لماذا تهمشه الأوسكار ونادرًا ما تتعطف عليه بترشيح حتى؟ هذا ما سنجيب عليه اليوم.




أسباب تهميش الأنمي في الأوسكار


1) الموزّع والحيّز الجغرافي

لوجو شركة Funimation

أفلام الأنمي بالتأكيد لها شركات ترخيص وتوزيع خاصة بها تتخصص في نشر العمل الفني في الأرجاء المختلفة لتحقيق أقصى إيرادات ممكنة، وكلما كان التوزيع الجغرافي من قبل الموزع للعمل واسعًا، كلما زادت شهرة الأنمي بين الأقطار المختلفة وحصل على زخم كافي يجلب له آلاف المراجعات والعيون الفاحصة. تلك، العيون والأضواء التي سُلطت عليه هي التي ستجعله يترشح للأوسكار العزيزة. المشكلة الكبيرة تتمثل في أن الموزعين المختصين بأفلام الأنمي مثل: Funimation و Aniplex لا يصلون لمسامع لجنة المصوتين من الأساس في الأغلب. لماذا؟!

ببساطة لأنّ توزيع تلك الأفلام يلقى رواجًا بمسارح العرض حسب المنطقة الجغرافية التي تم توزيعه فيها. فعلى سبيل المثال، عندما يُعرض الفيلم باليابان يلقى رواجًا هائلًا لأنّه من بلد المنشأ ولغته هي نفس اللغة، لكن عندما ننقله للولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا نجد أنّ رواجه قليل هناك وفترة عرضه قد تصل لأسبوع فقط، هذا وإن كانوا محظوظين. هذا لأنّ المنافسة في تلك الدول شرسة وحادة بين الأفلام الهوليودية ذاتها، فماذا تعتقد الذي سيحدث إذا أتيت لهم بفيلم أنمي مُدبلج للإنجليزية ووضعته في تلك الحرب الشعواء؟ بالطبع سيُدحر ويخبو بريقه تمامًا، مما سيقلل الأعين المركزة عليه ويحرمه من نيل ترشيح الأوسكار.

أفضل مثال على هذه النقطة هو أنّ الفيلم الوحيد الذي فاز بالأوسكار في تاريخ صناعة الأنمي هو فيلم Spirited Away، الذي من إنتاج استوديو غيبلي وإخراج العبقري هاياو مايازاكي، والذي تصادف أنّ الموزع الخاص بها في أمريكا هي شركة والت ديزني وشركة Gkids سويًّا! هؤلاء موزعون معروفون بالسوق الأمريكية ولجنة الأوسكار تعرفهم تمامًا، وهذا الذي أعطى لهذا الفيلم فرصةً للفوز، بجانب عامل آخر سأذكره بعد قليل، فلو كان هذا الفيلم من إنتاج العام الفائت ومن توزيع Funimation على سبيل المثال، لكنّا نحطم كل ما في المنزل لعدم ترشحه وترشّح أعمال رديئة بدلًا منه، مثل: ما فعلناه مع فيلم In This Corner of the World و Your name.


2) العلامة التجارية

لوجو استوديو Ghibli

كما قلنا منذ قليل، الشهرة الجغرافية الواسعة هي التي تدفع العمل الفني للفت الأنظار ثم الترشح للجائزة، وأحد عوامل تلك الشهرة الجغرافية هي العلامة التجارية للشركة التي قامت بإنتاج الأنمي نفسه، أو أخذه حقوق دبلجته وتوزيعه بعد ذلك لحسابها في تلك البلد، فأسماء استوديوهات أنمي عريقة مثل: Ghibli ،Gainax، و DEEN لا تعني شيئًا للجنة الأوسكار مثل التي تعنيه علامات تجارية أمريكية مثل: DreamWorks ،Disney ،Pixar. لذلك، نجد أغلب الترشيحات وجوائز الأوسكار في فئة الأنميشن تكون من نصيب الشركات الثلاث السابقة، مما يضع العلامات التجارية اليابانية في قفص الاتهام الخاص بقضية عدم دخول أفلام الأنمي سباق الأوسكار، فقط لكونها غير أمريكية.


3) ذوق لجنة الأوسكار نفسها

هاياو مايازاكي وجون لاسيتر

هاياو مايازاكي وهو يستلم الأوسكار الشرفية من صديقه جون لاستير في حفل عام 2014

لجنة الأوسكار تتكون من أعضاء قدامى تم ترشيحهم وفوزهم بالأوسكار سابقًا ولو لمرة واحدة، وبالطبع لك أن تتخيل هؤلاء المحكمين والمصوتين أنّهم فازوا بالأوسكار الخاصة بهم في عصر كان يحكمه ميكي ماوس ذو الرسم الرديء والتحريك السيّئ، وبتسارع إطارات 24 إطارًا في الثانية! فبالتالي ترسخت لديهم فكرة أنّ الأنمي والفنون المتحركة عمومًا موجهة للأطفال، ولا تمت للفن الراقي الاحترافي بصلة. لا يعلمون أنّ هذا الفن الآن احترافي بشدة وتسارع إطاراته هو 8 – 12 إطار في الثانية، والذي يدعم تلك النقطة السلبية أنّ أغلب أفلام الأنمي التي تصدر من حين لآخر تكون الفئة التي تبغاها هي شريحة المراهقين، لكن بالطبع هذا لا يمنع وجود أفلام عظيمة وقوية تستحق الترشيح السنوي، بل والمنافسة القوية للفوز أيضًا.

الآن أريد أن أقول لماذا هذه النقطة تُعتبر أحد أسباب فوز Spirited Away بالأوسكار. هذا لأنّ أحد أعضاء لجنة التصويت هو John Lasseter الذي يُعتبر من أشد المعجبين بأعمال Hayao Miyazaki مُخرج الفيلم، فنستنتج من ذلك أنّ لكي تجعل فيلم أنمي يفوز بالأوسكار تحتاج إلى يد عون من داخل لجنة الأوسكار ذاتها، وبناءً عليه يقول سائر أعضاء اللجنة أنّ هذا الشخص رشّح الفيلم بقوة ويصمم على فوزه. ممم، حسنًا، لنعطهِ الفرصة إكرامًا له. أنا لا أقول أنّ الفيلم لا يستحق، بالعكس الفيلم عبقري جدًا من كل زاوية. لكن مبدأ لجنة الأوسكار هذا هو الذي أعيبه، وهو الذي كان السبب في عدم فوز أي فيلم آخر بعد Spirited Away للأسف.




الآن، ترشيحات هذا العام لفئة الأنميشن، هل حقًا تستحق؟!

ترشيحات أنمي أوسكار 2018

ترشح للجائزة هذا العام THE BOSS BABY ،THE BREADWINNER ،COCO ،FERDINAND، و LOVING VINCENT. حسنًا … دعوني آخذ نفسًا عميقًا لأهدأ قليلًا … الآن، ما الذي يحدث؟!

تركت اللجنة أفلامًا عبقريةً هذا العام من أجل أفلام نصف جيدة فقط؛ لأنّها من إنتاج شركات أمريكية (غير-يابانية)؟! هذا ليس منصفًا على الإطلاق! أتفق أنّه توجد عناوين جيدة مثل LOVING VINCENT. لكن صدقًا، ما الذي يحدث في العالم كي يرشحوا THE BOSS BABY؟ رشحوه وتركوا أعمالًا داميةً للقلوب ومحركةً للمشاعر مثل: In the corner of the world؟ هل حقًا نحتاج لـ”واسطة” بداخل لجنة الأوسكار كي نجعل فيلم أنمي يفوز؟

أيضًا أريد التحدث عن فيلم Your name. هذا الفيلم حقق إيرادات مهولة على مستوى العالم، وحقق مبيعات فلكية على مستوى الأقراص المدمجة. تمت ترجمته ودبلجته لعشرات اللغات، وجعل الملايين على مستوى العالم ينتحبون بكل جوارحهم، لكن الفيلم لم يُرشّح للأوسكار بالرغم من ذلك في العام الفائت. يمكن أن يكون السبب هو أنّ الفيلم صدر في اليابان في 2016، وبعدها صدر بالولايات المتحدة في 2017، ويمكن للجنة أن تقول: “لقد انتهينا بالفعل” بالنسبة لاعتقادنا أنّه يمكن أن يترشح هذا العام أيضًا، لكن تظل خسارةً كبيرةً أنّ فيلمًا قويًّا مثل هذا لم يحظَ بالفرصة التي يستحقها. حقًا كنت أتمنى أن أرى أي فيلم أنمي هذا العام، حتى لو كان SWORD ART ONLINE: ORDINAL SCALE.



ذو صلة

وفي الختام

حقًا أتمنى أن أرى فيلم أنمي يفوز بالأوسكار بعد فيلم هاياو ميازاكي، وأتمنى أن يكون ذلك الفوز – إذا حدث – ليس له صلة بالعلاقات الشخصية بين صُنّاع الأنمي وأعضاء اللجنة. الآن، هل في رأيكم سنرى أعمال أنمي يابانية في قائمة العام المقبل؟! هذا ما سننتظره جميعًا بشغف.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ما اكرهه في جوائز الاسكار ان اغلب الافلام التي تترشح قد حصرت تلك الجائزة على رأي 5 اشخاص ليمثلوا ملايين المشاهدين على وجه الارض على الاقل لابد من وضع عين الاعتبار راي النقاد والقيمة الثقافية والاجتماعية للفيلم
يفترض بالجوائز انها تقد على اساس اعمال متميزة لقت او لم تلقى النجاح المادي الذي استحقته وايضا لتشجيع تلك الاعمال وابراز ظهورها على الساحة

لابد من تغيير القائمين على تقديم جوائز الاسكار كل فترة او جعل الحصول على جائزة الاسكار يعتمد على القيمة الفنية والثقافية والاجتماعية…

ذو صلة