مراجعة أنمي 18if… حيث عالم الأحلام السيريالي السحري ينادينا!

رحلتنا لهذه المرة مع مسلسل أنمي من نوعٍ مختلف، وتجربة رغم ما فيها من مزايا وعيوب إلّا أنّها تعتبر نوعيّةً جديدةً تجمع بين فكرة المسلسل والأفلام القصيرة معًا. لذا، بدون إبطاء إليْكم مراجعة أنمي 18if.

اسم الأنمي:  18if
من إنتاج: عام 2017
عدد الحلقات: 13 حلقة مُتّصلة مُنفصلة (مُدّة كلٍّ منها 23 دقيقة)
التصنيف: غموض – خيالي – درامي – كوميدي – رُعب – action  (وتصنيفات أُخرى كثيرة حسب كل حلقة)
مُقتبس عن لعبة فيديو وروايات قصيرة على المحمول + العديد من الإنتاجات الفنيّة الأُخرى التابعة لمشروع The Art of 18
تقييم الأنمي – في المُجمل وبتفاوت مستوى حلقاته – :

تبدأ الأحداث بـ “هاروتو” الذي وَجد نفسه فجأةً بشكلٍ غامض عالقًا في عالم الأحلام، بل أنّه بإمكانه الدخول إلى عوَالم أحــلام مجموعة من الفتيات سقطن – نتيجة أسباب مُختلفة – ضحايا حالة مرضية غامضة اسمها “مُتلازمة الأميرة النائمة أو Sleeping Princess Syndrome” ، حيث يغرقن في نوم عميق في الواقع، بينما يتحوّلن في ذاك العالم إلى كيانات بقدرات خارقة أو ما يُطلق عليه “ساحرات”، وبواسطة تلك القُدرات الخاصة يتمكّن من تنفيذ كل ما يرغبْن فيه، ومن خلال استكشافه لقصص كل واحدة منهنّ بمساعدة “لي لي” الجنيّة الغامضة والبروفيسور “كانزاكي – سان” الذي تتمحوَر أبحاثه حول عالم الأحلام، نتمكّن من الاطلاع على أنواع مختلفة من الحكايات والمشاعر والأفكار … فنبكي مرّةً … ونضحك في الأُخرى … نرتاع ونشمَئِز … مارّين بكل المشاعر الإنسانيّة المُمكنة.

إعلان الأنمي | Trailer:

يرجع تميّز هذه الأنمي إلى طبيعته وكيفيّة تناوله الفريدة والمُنعشة في ذات الوقت، فهو (حلقات مُتّصلة مُنفصلة) يُمكن اعتبار كل حلقة منه بالفعل عبارة عن فيلم قصير أو حلقة خاصة. لذا، فأنتَ عزيزي القارئ بصدد مشاهدة حوالي 13 فيلم قصير متنوّع المواضيع والتصنيفات، حيْث لستَ مُضطرًا لمتابعتهم في وقتٍ واحد أو بتسلسل أحداث معيّن، فـ كُل حلقة بمخرج مختلف وبـقصة وشخصيات مختلفة، مما يمنحك خيارات عديدة وتناولات متنوّعة، وأجواء متغيّرة بتغيّر الأبطال والموسيقى والقصة والرسومات وكل شيء آخر، كما أنّه يمنحك وجهات نظر متباينة وجوْدات مختلفة لما يُقدّم، فستجد لديك القصة العادية، والمُبهرة، والمُقبضة، والدموية، والحزينة، وتلك التي تُعتبر قطعةً فنيّةً من جميع الجهات … إلخ.

لذلك، يصعب برأيي تقييمه بالكامل كمسلسل، بل ستجد نفسك في كل حلقة منه بمشاعر وأفكار مختلفة.

مُلخّص سريع للأفلام القصيرة الحلقات (بدون حرق للأحداث | Spoilers Free)

لتحديد ما يتناسب معكم في حال رغبتم في مشاهدة حلقاته بشكل مُنفصل أو بشكل غير مُتسلسل؛ لأنّها متفاوتة المواضيع والجوْدة كما أسلفت، ورغم أنّني أرشّح المسلسل بالكامل للمشاهدة، لكني كذلك سأقوم بتوضيح مفضّلاتي مما عُرض، أو توصياتي في حال اخترتم مشاهدة حلقات أفلام قصيرة بعيْنها.

التصنيف: خيالي – غموض – درامي

بداية الرحلة، وأول لقاء لـ “هاروتو” بالقط الأنيق ذي الهيئة المميّزة البروفيسور “كانزاكي كاتسومي”، والجنية الصغيرة “لي لي” ذات الشعر الرمادي، ليخوضوا معًا في خبايا هذا العالم الجديد، لكنَّ عليهم الهرب أولًا من “ساحرة الدَويْ العاصف” وألعابها القاتلة.

التصنيف: درامي – نَفسي – رعب  (تحوي الحلقة مشاهد دموية + مشاهد عنيفة قد تكون صادمةً لغير المعتادين على هذه النوعية أو الذين لا يحبذون مشاهدتها)

عن جريمة شديدة الدموية دمّرت كيان أسرة بأكملها منذ سنوات طويلة، وها قد حان وقت دفع الثمن … وبأقسى شكل ممكن!

لتجد نفسك من جديد في مأزق الحيرة بين مبادِئك وبين العدالة المفقودة.

التصنيف: درامي – رومانسي – قطعة من الحياة

على نقيض الحلقتين السابقتين تأتي وتيرة هذه الحلقة هادئةً حاملةً المشاعر العذبة البِكر لصبيّة لم تختبر الحُب في حياتها أبدًا، وكل ما تحلم به هو موعد عاطفي لا يُنسى … لكن الرياح لا تأتي بما تشتهي السفن كما يُقال، ففي نهاية رحلتها تتكشّف الحقيقة المؤلمة.

التصنيف: قطعة من الحياة – درامي –  نَفسي

ماذا لو كان بإمكاننا تناول كل ما نشتهيه من طعام وحلوى دون أن نزيد كيلو جرامًا واحدًا؟ حلمٌ أثير للعديدين أليس كذلك؟ لكن الحقيقة أنّ وراءَه الكثير من الحُزن والوَجع المُستتر، الذي كان على بطلتنا مواجهته وحدها …

إنّه تناول مُركّز ومختلف عن المُعتاد في تصوير معاناة المصابين بـ”الشراهة المرضيّة  Bulimia” ، وعن القوالب الجامدة التي يضعنا فيها مَن حولنا، والصورة النمطيّة التي يُطالب المجتمع أن نحتفظ بها لننال الرضا.

التصنيف: قطعة من الحياة – درامي – رياضي

أن تعيش حياتك بأكملها باحثًا عن حقّك في ممارسة حياة اعتياديّة مُرضية لهوَ أمر مُحزن بحق. لذا، هذه هي الفرصة الوحيدة لبطلتنا لتُعايش ذلك قبل فوَات الأوان، إنّها نظرة مختلفة على حياة الرياضيين المشاهير المُطالبين طوال الوقت باتّباع بقواعد فوق طاقتهم، والذين يجدون أنفسهم منضغطين أسفل الكثير من التوقعات اللا نهائيّة، والاجهاد الجنوني الذي لا يتوقف، وبينما في الختام تنتظرنا مفاجأة!.

التصنيف: درامي – مدرسي – قطعة من الحياة

غرقًا في بحار الغضب والألم والرغبة المتزايدة في الانتقام، تكوّن ذلك الوحش الرابض بداخل تلك الفتاة الوديعة الهادئة متوعّدًا الجميع بالدمار، ليذوقوا حينها شيئًا مما تسبّبوا فيه،

ومن جديد موضوع شائك يتم تناوله بشكل مُركّز مختلف، حتى لو بدا سطحيًا لوَهلة ومختلط الرؤى أو بسيط التناول، لكنه يحمل جزءًا كبيرًا من معاناة الذين يتعرّضون للتنمّر البلطجة بأشكالها، والذين تتحوّل حياتهم لجحيم فقط لأنّ هناك مَن قرّر استعراض قوته والتحكم في غيره، فيطرح ههنا فرضيّة ماذا لو انقلب السِحر على الساحر؟

التصنيف: درامي – نَفسي – خيالي

تُعتبر هذه الحلقة واحدةً من التُحف الفنيّة في السلسلة مازجةً بين عدّة أفكار وفلسفات، فكأنّها عدّة حكايات بداخل حكاية، بحيث يتأثر بها كل مشاهد حسب وجهة نظره وما يصله منها، ومن بين أسلوب الرسم اليدوي اللطيف الأشبه بقصص الأطفال، والتحريك السلس الأقرب للـ stop-motion، التلوين المُحبب للعيْن، ورسومات المناظر الطبيعيّة الخلّابة، يأتينا ذاك المحتوى القصصي السِحري قادم من عوالم “الساحر أوز”، عن الصداقة والذكريات الطفوليّة الجميلة وتلك الأحلام العريضات، ومُحاولات “بول Pol “ استعادة أصدقاء طفولته “بوت Pot” و“نيني Nene “، كذلك تحرير نفسه من اللعنة التي أصابته ولا يتذكّر سببها، فيستعين بـ “هاروتو” والبروفيسور، لنمرّ خلال تلك الرحلة الإنسانيّة بخليط من المشاعر الإنسانيّة بين (الفرح – الحزن – الكراهية – الغضب – الانتقام).

واحد من مميّزات هذه الحلقة برأيي، أنّه بالإضافة لكل العوامل الجاذبة السابقة، والتي تتوجه لشرائح مختلفة من المشاهدين في آنٍ واحد، فإنّها جاءت كذلك أعمق مما تبدو عليه، فغُلّفت بذكاءٍ ببعض الإسقاطات السياسية والاجتماعيّة المُذهلة، سواءً بشكل عام حول الدكتاتوريات والأطماع التي تأخذ في طريقها الأخضر واليابس مُخلّفةً فقط الألم والندم، حينما يفقد المرء ذاته أو يخون رفاقه.

أو بشكل خاص عن وقائع بعيْنها – وقد حملت الشخصيتين الرئيسيتين في هذه الحلقة شطريْ اسم واحد من أشهر الدكتاتوريين في التاريخ في مجاز آخر مُثير للإعجاب – بيْنما تم دمج كل ذلك في مزيج مؤثّر يأسر القلب، خاصةً مع تكشّف كل شيء في الختام، لتجد نفسك مع تتر النهاية مشدوهًا غارقًا في مشاعر ممتزجة.

وشارة الختام كذلك كانت مُميّزةً ومُعبّرةً بدوْرها:

Too late – By Inori Minase

(من غناء مؤدية صوت شخصية “نيني” في تلك الحلقة )

حتى وإن لم تُشاهد من هذه السلسلة سوى هذه الحلقة فستكون كافيةً برأيي، أرشّحها بشدّة لكل مَن وصل إلى هذه السطور.

التصنيف : نَفسي – درامي – خيالي – موسيقي

تناول مختلف ومتميّز كذلك لواحدة من المعوّقات التي يواجهها الكثيرون في توصيل مشاعرهم وأفكارهم، سواءً بشكل حرفي بوجود إعاقة جسدية أو بشكل معنوي، وقد تم مزج ذلك بشكل مؤثر ومميّز بحق، وجاء إخراج الحلقة مميّزًا بدوْره، سواءً في الرسومات الانسيابيّة الخلّابة أو اعتماد العديد من المشاهد على الأبيض والأسود لتوصيل مشاعر العُزلة والحُزن أو الغضب، كذلك كتابة الأفكار والحوارات بشكل مرئي، وعدم الاكتفاء بالصوت لتكون نقطة تميّز ورفع لوعي المشاهد لكي يشعر بما يحس به مَن يواجه مشاكل في السمع، فلم يكتفوا بعرض القصة بل دمجوك في كل قطعةٍ فيها بشكلٍ ذكي.

التصنيف: درامي – نَفسي – كوميدي – موسيقي

نظرة قاتمة لا تخلو من سخرية مَريرة على الجانب الآخر لعالم الفن والترفيه، ذلك الجزء المُظلم الذي لا يعلم الكثيرون بوجوده، حيث أبسط الأمور الحياتيّة والبشريّة كتناول الطعام، أو دخول الحمام يُعتبر أمرًا مُنفّرًا للجماهير الذين ينظرون إلى نجومهم على أنّهم كائنات من كوكب آخر تُنقص تلك الأمور من جاذبيتهم! وفكرة أُخرى تم تناولها بشكل مختلف هذه المرّة، عن معاناة الـ Idols في محاولة إرضاء مُعجبيهم، والضغوط الواقعة على الفتيات منهنّ تحديدًا حينما تصاحبهن الإشاعات، وجنون المظاهر.

التصنيف: خيالي – موسيقي – درامي

ساحرتنا لهذه المرّة كان كل ما يربطها بعالمنا هوَ الموسيقى التي تؤلّفها مُطلقةً إيّاها عبر الأثير حاملةً مشاعرها وأفكارها وكلماتها الحبيسة، وكل ما تعجز عن توصيله للآخرين نتيجة ظروفها العصيبة، لتتحدّى بعقلها ما يعجز عنه جسدها.

وقد جاءت الحلقة سيريالية بامتياز، تعجز عن معرفة أبعادها بالكامل أو فهمها بشكل تام، لكنها بشكلٍ ما مُرتبطة بالأحداث الرئيسيّة للسلسلة، وكأنّها إسقاط على ما يحسّ به “هاروتو” نفسه، تحمل بين طيّاتها كذلك معالجة مميّزة عمّن يُعانون الوحدة، والانطواء عن المجتمع لظروف كثيرة.

**آخر 3 حلقات تتناول الشخصيّة الرئيسيّة “هاروتو” بشكل أكثر تفصيلًا ونوعًا، وتُعتبر نتيجةً لكل ما سبق من قصص. لذا، فهي أنسب لمَن يُتابع هذا الانمي بشكل مُسلسل.)

الحلقة الحادية عشرة: بعنوان “The Thorn Cross Association”

التصنيف: Action – درامي – خيالي – Parody

عودة للحبكة الرئيسيّة في محاولة لاستكشاف سر ما حدث مع “هاروتو”، هناك أمور غريبة تتكوّن في الأجواء، بل إنّ هناك مَن يُبشّر بأنّ نهاية العالم الذي نعرفه قد دنت، وبأنّ ذاك الكيان المهيب “إيف” قد شارف انتقامه على التحقّق أخيرًا.

التصنيف: خيالي – درامي – نَفسي – Action

طاقات الغضب والحزن التي غلّفت قلب “إيف” بالسوَاد تُهدّد العالم بالدمار، لكن هناك فرصة وحيدة للنجاة، فقط يحتاج الأمر لتجميع طاقة الساحرات الناجيات جميعًا، وأن يتعاونّ جميعًا لإعادة كل شيء لنِصابه.

مع وصولنا لختام الرحلة، تبدأ قطع الحقيقة في التجمّع والتكوّن ببطء، لنكتشف السر وراء “إيف”، “لي لي” و”هاروتو” نفسه.

إنّ هذا الأنمي عبارة عن مزيج سيريالي وغير معتاد، تمامًا كما الأحلام نفسها بتشويشها وغرابتها وعدم ثبات مواضيعها أو وجود أي منطق فيها، الرابط الوحيد بينها هو الخط العريض المتمثّل في شخصيّة “هاروتو”، والسر خلف تواجده في ذلك العالم، لكنه ذلك يحمل شيئًا من سِحر الأحلام وتشويقها، وفضول أنّك لا تُدرك أي رحلة ستخوض هذه المرّة.

ربما المشكلة الوحيدة التي ستُواجهك خلال المتابعة برأيي لو حاولت أن تربط الأحداث في بعضها من خلال البطل الرئيسي، ساعتها ستظهر للأسف ثغرات كثيرة وأشياء غير منطقية قد تُعكّر صفو مشاهدتك – كوْن السلسلة في الأساس معتمدة على خلفية الألعاب أو روايات الجوّال، بالتالي ينقصها الكثير من التفاصيل التي لا يعرفها مُشاهد الأنمي فحسب – بل ربما قد تُحبطك النهاية أو تُخالف توقّعاتك، بيْنما لو تابعته دون ترتيب وكأنّه حلقات منفصلة بـ theme أو موضوع جامع، فالأغلب أنّه سيمنحك خبرات ومشاعر مختلفة ومميّزة.

وقد جاءت شارة البداية مركّزة وملائِمة تمامًا لأجواء الأنمي بعنوان:
Red Doors -By TeddyLoid feat. Yoshikazu Mera

أمّا شارات الختام فقد كانت تتغيّر كل حلقة حسب موضوعها لتمنحنا من جديد شعور بأنّ كل واحدة منها تعتبر فيلمًا قصيرًا مُكتمل العناصر.

برأيي كان هذا الأنمي واحد من الأحصنة السوداء في الموسم الصيفي الماضي لم يتم الانتباه له بشكلٍ كافٍ في خضمّ الإنتاجات الكثيرة والشهيرة، لكنه حتمًا يستحق التجربة.