تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

كيف تغيّرت مشاهد الأكشن والقتال لتصبح فوضوية ومزعجة؟

مشاهد الأكشن
حسين جلدر
حسين جلدر

4 د

إذا كنت من محبي أفلام الأكشن والحركة فأنت بالتأكيد مدرك لزوايا تصوير مشاهد الأكشن والقتال وتعرف حركات الكاميرا السريعة التي تهتز مع كل لكمة وحركة للبطل، ولعلّك تنزعج – مثلي تماماً – من تلك الحركات السريعة للكاميرا والتقطعات المزعجة في اللقطات حيث تسأل نفسك: ماذا يحدث بحق الجحيم!

إذا ما عملنا مقارنة سريعة لأفلام الأكشن القديمة والحديثة ستلاحظ الفرق بالتأكيد، فتستطيع في الأفلام القديمة كأفلام جاكي شان وماتريكس وبروس لي أن تتابع بسهولة حركات القتال واللكمات بعكس الأفلام الحديثة.


مشاهد الأكشن

الفرق بين مشاهد الأكشن القديمة والحديثة

الأمر المميز في الأفلام القديمة هو الوضوح. حيث تركّز تلك الأفلام على تتبع تحركات البطل ولكماته وجعلها واضحة للمشاهدين، وللقيام بذلك كان المخرج يستعمل في تلك المشاهد لقطة كاميرا بزاوية واسعة، حيث يكون كامل جسم البطل (أو القسم الأكبر منه) ظاهراً وواضحاً، وجميع تفاصيل بيئة المشهد ظاهرة وواضحة، بالإضافة لثبات الكاميرا، حيث من النادر أن تتحرك إلا من أجل تتبع مسار البطل ليس إلّا.

للأسف لا يتم تصوير أفلام الأكشن الحديثة بتلك الطريقة، فجميع لقطات القتال تكون مبعثرة وفوضوية ومربكة، بل إنها تفتقر أيضاً لذلك الوضوح الذي عهدناه في الأفلام القديمة.


ولكن ما الذي حدث؟

من الصعب تحديد مصدر هذا التغيير السيء – بالنسبة لي على الأقل- في تغيير كيفية التقاط مشاهد القتال وتصويرها، لكن يمكننا القول إن ثلاثية أفلام بورن The Bourne Trilogy بطولة مات ديمون، والتي بدأت في 2002 عبر فيلم The Bourne Identity، هي السبب في هذا التغيير.

تُعتبر أفلام هذه الثلاثية من الأفلام الناجحة في عالم الأكشن، نظراً للأرباح الكبيرة التي حققتها أثناء عرضها والنجاح الجماهيري الكبير الملاحق لها. والذي حدث بعد ذلك كما يبدو هو أن المخرجين قاموا باستنساخ ذلك النمط الذي قدمته تلك السلسلة واعتمدوه في أفلام الأكشن التالية التي خرجت لنا بهذا الشكل.

هذا التغيير لم يأتِ بشكل فوري، فالجزء الأول من الفيلم كان “تقريباً” كالأفلام القديمة، مع اهتزاز الكاميرا بشكل طفيف والتركيز على الزوايا العريضة في بعض اللقطات، وحدوث القليل من التقطعات في مشاهد القتال.

مات ديمون فيلم The Bourne Identity

مات ديمون فيلم The Bourne Identity

أما الجزء الثاني من السلسلة الذي صدر عام 2004، The Bourne Supremacy، فقد جاء باهتزاز كاميرا أكثر ولقطات أكثر تقطعاً، بل وأكثر قرباً للممثل نفسه، فقد أراد المخرج من خلال تلك التجربة أن ينقل إحساس البطل وتجربته للجمهور عوضاً عن التركيز على حركات القتال واللكمات.

يمكننا ملاحظة هذا الأمر بشكل أكثر في مشاهد الركض والهروب والملاحقة، حيث نرى المشهد تقريباً من منظور البطل، حيث الكاميرا المهتزة والتركيز قليلاً على لقطات كما يراها البطل كالرصيف وما إلى ذلك.

من الأمور الأساسية الأخرى التي جعلت من هوليوود تتبنى هذا النوع من التصوير هو أن تلك الحركات السريعة للكاميرا والتقطع المفاجئ في المشاهد واللقطات الفوضوية تعطي انطباعاً مرئياً مخادعاً للجمهور، يمكن استغلاله لتحويل أي شخص عادي إلى نجم أكشن وحركة.



ممثلو الأكشن قديماً كان أغلبهم نجوم فنون قتالية

ممثلو الحركة المشهورون في الأفلام القديمة كانوا جميعاً مشاهير في مجال الفنون القتالية والكاراتيه والكونغ فو، أما اليوم فيمكن لأي أحد باستخدام هذه الطريقة في التصوير أن يتحول إلى بطل الحزام الأسود في الكاراتيه خلال 3 دقائق من الفوضوية والعشوائية!


عناصر هذه التقنية

كل ما يتطلبه الأمر لتحقيق هذا الأمر هو دمج 3 عناصر أساسية في تصوير المشهد: الأكشن، التصادم وردة الفعل.

الأكشن يعني الضربة أو اللكمة، التصادم هو سقوط البطل أو رجوعه إلى الخلف نتيجة تلك اللكمة القوية التي تلقاها من خصمه، وردة الفعل هي تلك النظرة الغاضبة التي تعتري البطل بعد سقوطه، وطبعاً جميع تلك العناصر يتم دمجها معاً بشكل متسلسل ولكن سريع وفوضوي.

في سلسلة Bourn وبعض أفلام الأكشن الأخرى تم استخدام طريقة التصوير السريع بذكاء، حيث يمكنك أن تلاحظ في بداية القتال استخدام لقطة كاميرا واسعة لجعل المشاهد يفهم البيئة التي سيتم ضمنها القتال، ثم يتمّ التركيز بعدها على اللكمات بشكل قريب مع كاميرا مهتزة ولقطات متقطعة.

في الحقيقة، لا يمكننا إلقاء اللوم على سلسلة أفلام Bourne وإنما على صانعي الأفلام الذين يحاولون استنساخ النمط الذي قدمه لنا Bourne ولكن للأسف بشكل سيء وغير مُرضٍ، وهو ما يؤدي في النهاية إلى مشاهد سخيفة لا أعتبرها شخصياً أكثر من تحايل رخيص.

ذو صلة

عند مشاهدتي لفيلم أكشن، وحتى لو كان الفيلم جيداً ذا قصة جيدة، إلا أن مشاهد الأكشن والقتال المصورة بهذه التقنية بشكل رديء دائماً ما تسبب لي إزعاجاً بسبب فوضويتها، فلا أعلم من يضرب من ولا أعلم كيف يتحرك البطل ولا كيف استطاع قتله في النهاية! كل ما أعلمه هو أن البطل سينتصر، ولكن كيف؟ لا أعلم.

بالنسبة لكم، ألا تزعجكم هذه المشاهد المصوّرة بهذه التقنية؟ أم أننا اعتدنا عليها وتناسَينا روعة تفاصيل المشاهد الأصيلة الواضحة والبسيطة؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

-انت تقارن بين مدارس مختلفة فى التصوير والاخراج ….ليس لها علاقه بالقديم والحديث …والتعميم ظالم فكثير من افلام الاكشن الحديثة تتفوق بمراحل عن الافلام القديمة والعكس صحيح…..
-وضع سلسلة افلام ماتريكس the matrix مع افلام بروس لى وجاكى شان فى مجموعه واحده غريب جدا …حيث ماتريكس يمكن القول عنه انه كان بداية مدرسة جديدة كليا فى التصوير والاخراج تحسب للاخوة وتشاوسكى …..
-امكانية جعل اى ممثل بطل اكشن يعتبر شئ إيجابيا لانه يقدم اى ممثل بصورة جديدة ومفاجئة للمشاهد بعيدا عن نمطية بطل الاكشن المتوقع حركاته المعتاده بالاضافه الى ان اغلب ابطال الاكشن ونجوم الالعاب القتالية قدراتهم التمثيلية ليست بالمستوى …

لهذا السبب لم اتابع اي من افلام الاكشن الحديثة بدل ذلك قمت بمشاهدة الافلام القديمة وبالرغم من ضعف جودتها لكنها افضل بعدة مراحل

ذو صلة