تريند 🔥

🤖 AI

هل انحسر الرسم التقليدي مقابل الرسم الرقمي في الأفلام؟

الرسم الرقمي في الأفلام هانك فيلم finding dory
مقالات الضيوف
مقالات الضيوف

5 د


كتابة: باسل الدبعي – مدون ومنتج – المملكة العربية السعودية

التقنية الرقمية (Computer-Generated Imagery) والمعروفة اختصاراً بـ  (CGI) هي  تقنية حاسوبية تتيح إنشاء رسومات رقمية بخيارات إبداعية تتخطى الحدود الواقعية لتبحر في عوالم افتراضية وبيئات تفاعلية وفضاءات مبتكرة لم تكن معروفة من قبل، ولا تزال هذه التقنية حتى اليوم في تطور مستمر ومتسارع لا يتوقف من الازدهار والابتكار.


 الرسم التقليدي  | Traditional  Animation

هو أسلوب رسم يدوي (Hand-Drawn Animation)  يقوم على مبدأ ” نظرية بقاء الرؤية – Persistence of Vision ” إذ يتم   رسم كل إطار  بشكل منفرد على ورق شفاف، تربع هذا الأسلوب على شكل الانتاج السينمائي للرسوم المتحركة منذ النشأة الأولى وحتى ظهور التقنيات الرقمية- لاحقاً- التي أزاحته وحلت  محله في كثير من المنصات في عالم اليوم.


الرسم التقليدي والرسم الرقمي والانطلاقة الكبرى

ميكي ماوس عام 1928

 كانت هناك عدة محاولات بدائية لعملية الرسم التقليدية، ابتدأت باكراً من العام 1833م، إلا أن المحاولة الأبرز التي طفت على السطح كانت عام 1928م مع أول إنتاجات ” Walt Disney” التي ابتدئها بفلمه القصير الفأر الأسود (Mickey Mouse) الشخصية الأكثر شهرة بين شخصيات ديزني

التقنية الرقمية (CGI) هي أيضاً قديمة من حيث الفكرة والمحاولة، غير أن  الانطلاقة الحقيقية و الكاملة لهذه التقنية كان عبر فيلم الرسوم المتحركة الشهير( Toy Story ) وهو فيلم أنتجه استديو Pixar  لصالح Disney   عام 1995 م 

دخول التقنية الرقمية (CGI) لعالم الرسوم المتحركة (Animation) كان بمثابة ثورة فنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، نظراً لما حوته من تقنيات متقدمة في أساليب التحريك ورسم الشخصيات والتعامل مع الظلال والخامات والخلفيات والمؤثرات والبيئات وغيرها من العناصر المؤثرة في عمليات الانتاج.


العمق الفني والتحدي الكبير

فيلم Snow White and the Seven Dwarfs 1937

كانت المحاولة الشجاعة الأولى من نصيب “  Walt Disney” لخلق العمق الفني في أفلام الرسوم المتحركة عام 1937م  حين قام باختراع تقنية (Multi Plans Camera) والتي اثمرت  نتائج جيدة في حينها من خلال تصوير الشخصية الواحدة عبر مجموعة من الخلفيات المتعاقبة، وكانت أول نتائج هذه التقنية قد ظهرت في أول أفلامه الطويلة الذي حاز حينها على أول جائزة أوسكار  Snow White and the Seven Dwarfs)  1937).  

 تلتها لاحقا المحاولة  التقنية الرقمية الأكثر نضجاً  (Deep Canvas) عام 1999  م كانت البداية في فيلم (Tarzan ) من انتاج Disney حيث قام الرسامون برسم الفيلم بطريقة الرسم الورقية التقليدية ولكن بثلاثة أبعاد، مكنهم ذلك من تكوين العمق والدخول إلى فضاءات متداخلة وخلق زاويا نظر جديدة لعين الكاميرا لم تكن معروفة من قبل.

تلا تلك المحاولتين التقليدية والرقمية تطور تقني جديد عام 2002  م تمثل في المزج ما بين كلا التقنيتين شاهدنا ذلك في اللقطة الافتتاحية الشهيرة لفيلم( (Sprit والتي عدت من  بين أفضل المشاهد الافتتاحية في تاريخ أفلام الرسوم المتحركة منذ ذلك الوقت وحتى الآن، والتي تمكنت من اختراق أعماق المشهد السينمائي بلوحاته الفنية المتعددة، ولمدة تزيد عن ثلاث دقائق متواصلة بأسلوب (One- Shot) تم ذلك عبر المزاوجة الذكية  ما بين تقنيتي الرسم التقليدية   ( Traditional Animation ) والتقنية الرقمية (CGI )  والتي نتج عنها نتائج مبهرة في التعامل مع العناصر والخلفيات المكونة للعمق الفني  هذا التمازج الرائع بين هاتين التقنيتين هو ما عبر عنه المدير التنفيذي لديزني أنداك والمدير التنفيذي الحالي لدريم ووركس  Jeffrey Katzenberg  بفن الـ Animation Tra-Digitional وهو إشارة مقصودة لعملية التمازج  بين تقنيتي الرسم اليدوي والرقمي.

لقد شكل فيلم ( (Brave  2012م اختباراً حقيقيا  لهذه التقنية الرقمية المبهرةCGI) ) تمثل ذلك في مدى قدرتها على رسم مئات الألاف من خلايا بصيلات الشعر للأميرة الأميرة Merida)) ذات الشعر المجعد والكثيف، ليتطلب الأمر منهم حينها ابتكار تقنية خاصة لعملية  الرسم المعقدة تلك، حدث الشيء ذاته مع فيلم بلال 2015 م  حيث تم اختراع تقنية خاصة لنسج ملابس  بطل الفيلم “بلال”  استمر التحدي التقني بعد ذلك  مع فيلم  Zootopia ))   2016م  من خلال ابتكار أداة خاصة جديدة لتصفيف فرو وشعر الأرنوبة الشرطية ((Judy  عرفت هذه الأداة باسم بـ (I Groom).


ضريبة الجودة

هانك فيلم finding dory

عملية إنتاج الرسوم المتحركة عملية مجهدة ومستنزفة للوقت والمال بشكل قد لا يخطر على بال الكثيرين بل وتسير في خط انتاجي غاية في التعقيد، الرسم الرقمي برغم خياراته المتعددة وتقنياته المتجددة يوماً بعد يوم وبما يحويه من خيارات فنية و مكتبات رسومية وخلايا حركية وخامات طبيعية وبلتات لونية وخيارات فنية لا عد لها ولا حصر،  إلا أن ذلك كله لا يعني أن هذا الفن  يسير من دونما تعقيد، يقول مشرف التحريك في Pixar  “”Scott Clark Supervision Animator  أن فيلم (Monsters, Inc.) استغرق منهم ثلاث سنوات عمل !! وبما أن التقنية الرقمية تخضع للكثير من العمليات الحسابية والفيزيائية يكفي أن نعلم أن بناء شخصية Hank في فيلم (Finding Dory) والتي عدت كأكثر شخصيات Pixar  تعقيداً استغرق تصميم حركتها فيزيائياً قرابة ستة أشهر!!كما أن عملية رسم وتحريك الصقر في فيلم بلال استغرق زهاء عشرة أشهر!! 

في المقابل يواجه الرسم التقليدي هو الآخر الكثير من التحديات والتعقيدات في الوقت والجهد، يقول مدير الانتاج في الاستديو الياباني الشهير Studio I.G أن معدل إنجاز الرسام الواحد  في اليوم بمعدل ثانية واحدة، وفي الشهر دقيقة واحدة فقط !!

Finding Dory ودرس جديد تقدمه بيكسار في الأبوة


هل انحسر الرسم التقليدي مقابل الرسم الرقمي  

فيلم Winnie The Pooh 2011

في عام2000 م بدأت شركات الانتاج تزدهر في صناعة أفلام الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، الأمر الذي ساهم وساعد في انتشار تقنية الرسم الرقمية، على الجانب الأخر كان الرسم التقليدي في ذلك الوقت يعاني من بداية موجة انحسار في حسابات استديوهات Disney إذا كان من المخطط أن يكون فيلم (Winnie The Pooh) من انتاج عام 2011 م هو آخر انتاجات Disney بأسلوب الرسم التقليدي (2D) حيث أعلنت عن عدم وجود أي خطط مستقبلية لمثل هذا النوع من الأعمال، والسبب يكمن في عدم تحقيق أرباح مجزية، خاصة بعد السقوط الكبير لها في فيلم ( Treasure Planet) والذي منُيت فيه الشركة بنكسة إنتاجية فاقت30  مليون دولار!! 

 الرسم التقليدي  Traditional  Animation باعتباره فن أصيل ومؤسس لفن الرسم  بقالبيه الـ(2D-3D)  يأبى الانحسار تحت وطأة الثورة الرقمية، تلك التقنية التي قاوم سطوتها أسطورة العالم في فن الرسوم المتحركة الياباني (Hayao Miyazaki) الذي  لطالما  عارض استخدامها في أعماله اعتقادا منه أنها تعبث بفن وروح الرسم الأصيل.

ذو صلة

والذي يقول في هذا الصدد متفاخرا ” أنا من جيل القرن العشرين ولا أنتمي لجيل القرن الحادي والعشرين”

 باختصار يمكن القول بأن الرسم التقليدي وإن أنحسر في حسابات ديزني الغرب في أمريكا إلا أن قواعده لازالت راسخة وشامخة  في حسابات ديزني الشرق في اليابان، لكن القدر الحتمي لهاتين التقنيتين لن كمتابعين هو أن تمتزجا بسحرهما وروعتهما وخصوصيتهما لينتجا لنا تحف فنية من الجمال والسحر والخيال.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة