تريند 🔥

🤖 AI

فيلم Aladdin القادم ليس للجمهور العربي.. هل أخطأت ديزني باختيار الممثلين؟!

صورة فيلم علاء الدين Aladdin
محمود حسين
محمود حسين

8 د

منذ أن بدأت ديزني في إعادة تقديم أفلامها الشهيرة من خلال نسخ حيّة Live-Action عَلِم الجميع بأن الدور سوف يحين عاجلاً أو آجلاً على فيلم Aladdin لما حققه الفيلم الأصلي من نجاح وما يحظى به من شعبية، وبالفعل أعلنت شركة ديزني في 2016 عن نيتها في تقديم النسخة الحَيّة من هذا الفيلم، وفي وقت لاحق أعلنت أسماء المشاركين بالفيلم تباعاً والتي تضمنت العديد من المفاجآت -التي اعتبرها البعض صدمات- أبرزها اختيار الممثل مصري الأصل كندي الميلاد والنشأة مينا مسعود لتجسيد الشخصية الرئيسية.

أثير الكثير من اللغط حول فيلم Aladdin وأعاد ذلك للأذهان الانتقادات التي واجهها فيلم الرسوم المتحركة الأصلي خلال عقد التسعينات، وكان محور الأقاويل المُثارة حول الفيلم -المُنتظر عرضه في 24 مايو 2019- هو اختيار الممثلين، فهل جانب ديزني والمخرج جاي ريتشي الصواب في اختيارهم؟ وهل كانوا خيارهم الوحيد؟!


لماذا الحل دائماً ممثل من (أصول) عربية؟

مينا مسعود وناعومي سكوت في فيلم Aladdin

بدأت أزمة فيلم Aladdin بالتزامن مع الكشف عن المشروع وإعلان بدء رحلة البحث عن ممثلين شباب لتجسيد شخصيتي علاء الدين والأميرة ياسمين، لكن كان هناك تهميشاً متعمداً للمتقدمين لاختبارات الممثلين من الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط بالكامل، وفي النهاية خرج بعض القائمين على الفيلم صرحوا متأففين “يصعب إيجاد موهبة شرقية ملاءمة للعمل!”.

أثارت آلية البحث نفسها الكثير من علامات الاستفهام وأحياناً التعجب؛ إذ جمعت العرب والهنود في بوتقة واحدة رغم التباين الكبير في الملامح والأسلوب واللكنة، هذا يعني أن المخرج لم يكن مُحدداً فيما يبحث عنه أو بالأحرى لم يكن يبحث بجدية، ولم تتوانى ديزني عن إغراق وسائل الإعلام المقروءة والمرئية بدعوى نبذ العنصرية واستعدادها لتقبل الآخر لكن هذا الآخر غير موجود!

جاءت تلك البروباجندا الإعلامية مصاحبة للاتجاه العام نحو التعدد العرقي ودعم الأقليات في أفلام هوليود بالفترات الأخيرة والذي شاركت به ديزني نسبياً سواء من خلال أعمالها الأصلية أو من خلال أفلام عالم مارفل السينمائي الذي استحوذت على حقوقه، هذا يرجع لأسباب متعددة أغلبها سياسي يمكن التطرق لها باستفاضة لاحقاً، لكن في النهاية كل ما تم ترديده في هذا الصدد لم يكن له أي صدى بالواقع ولم يؤثر بأي شكل على توجهات ديزني، يمكن تبيُن ذلك بوضوح من خلال استعراض قائمة المشاركين بالعمل الخالية تماماً من أي عنصر عربي فعّال رغم تواجد تلك العناصر في العديد من الأعمال السينمائية الأخرى خاصة إذا كانت أحداثها تدور بالشرق.

أما بالنسبة للشخصيتين الرئيسيتين على وجه التحديد فقد أسندت ديزني دور علاء الدين إلى الممثل الكندي مينا مسعود الذي يندرج من أصول مصرية، أما شخصية الأميرة ياسمين فقد ذهبت إلى ناعومي سكوت الأمريكية ذات الأصول الهندية، وهنا تحديداً ساهم الإعلام العربي -الضال أكثر منه مُضلل- في تنقية صفحة ديزني بعدما رَوّج لذلك الخبر تحت عناوين على شاكلة “ممثل مصري بطلاً لفيلم ديزني”، لكن هذا في الواقع لم يحدث وقد لا يحدث أبداً، لربما فتحت ديزني الأبواب ببعض أعمالها أمام التعدد العرقي لكن القلوب لا تزال موصدة!


انتفاء نظرية التسويق بالنجم أو الاسم اللامع

أبطال فيلم علاء الدين Aladdin

قد يرى البعض أن اختيار ممثلين غربيين قد تم لأغراض تسويقية بحتة، لكن هذا سوف يضعنا أمام السؤال الأهم من يكون “مينا مسعود” ومن تكون “ناعومي سكوت“؟!، فكلاهما لا يمتلك أي قاعدة جماهيرية أو رصيد حقيقي لدى المشاهدين وإن كان وجه الأخيرة مألوفاً بالنسبة للكثيرين لمشاركتها في عدد من الأعمال الشهيرة -وإن لم تكن مميزة بقدر كبير- مثل فيلم The 33 وفيلم Power Rangers، ليبقى بذلك “ويل سميث” -الذي يجسد شخصية “جني”- هو الاسم الأبرز بين طاقم التمثيل.

إن كانت تبحث ديزني حقاً عن الممثل ذو الشعبية أو المألوف -على الأقل- بالنسبة للمشاهدين كان بإمكانها إسناد الشخصية لممثل أمريكي صريح حتى لو لم تكن ملامحه شرقية تماماً، وهذا أمر ليس بالجديد أو الغريب فقد جرى سابقاً مع عِدة ممثلين بالعديد من الأفلام مثل والممثل رودولف فالنتينو في فيلم The Son of Sheikh إنتاج 1926، إليك جينيس في فيلم Lawrence of Arabia إنتاج 1962، وأنتوني كوين وإيرين باباس في فيلم Lion of Desert إنتاج 1980. كما قامت به ديزني نفسها حين أسندت دور البطولة للممثل جيك جيلنهال بفيلم Prince of Persia: The Sands of Time، لكن يبدو أن ديزني أرادت تلك المرة أن تمسك بالعصا من المنتصف ولربما وجدت ضالتها في ممثل غربي باسم شرقي مثل مينا مسعود.

تعاونت ديزني في السابق ولا تزال مع عدد كبير من الأسماء اللامعة في هوليود مثل أنجلينا جولي، جوني ديب، جوليا روبرتس وغيرهم، لكن رغم ذلك لا يمكن بأي حال القول بأنها تعتمد في تحقيق النجاح على شعبية أبطال أفلامها، خاصة أن قصص تلك الأفلام عادة ما تفرض أن يكون الممثلين الرئيسيين من الأطفال أو المراهقين.

كان خيار ديزني الأول أن يكون علاء الدين وجهاً غير معتاد على الشاشة الكبيرة وكذلك اختارت ألا يكون شرق أوسطي، لهذا أهملت كافة المواهب التي تقدمت لأداء الشخصية من تلك البلدان بشهادة عدد كبير ممن شاركوا بالاختبارات، ولعل الدليل على ذلك هو عدم إسناد أي دور لممثلين عرب بما في ذلك الأدوار المُساندة والثانوية، بالإضافة إلى أن تلك ليست الأزمة الأولى من هذا النوع، بل أن ديزني قد واجهت اتهامات بالعنصرية في 2014 حين قدمت المسرحية الاستعراضية “علاء الدين” بسبب تجاهل القائمين على العرض لأي مواهب عربية أو مسلمة.

لم يتوقف الأمر هذه المرة عند حد عدم اختيار أي ممثلين عرب، بل أن ديزني ضمت الممثل بيلي ماجنسون إلى طاقم عمل الفيلم وأبرز مؤهلاته للدور هو أنه ممثل أشقر، مما دفع البعض النقاد -بما في ذلك الغربيين- إلى التندر على الأمر، وقد تم استحداث شخصية بهذا الفيلم لم تكن موجودة بالفيلم الأصلي فقط كي تُستند لممثل بتلك المواصفات وهي شخصية الأمير آنديرس الذي ينافس علاء الدين على قلب محبوبته.

اقرأ أيضاً: نجوم ذو أصول عربية تَتَلأْلأُ في سماء هوليود.. فهل كنتم تعرفون؟!

فيديو يوتيوب

ماذا لو اختارات ديزني ممثلاً عربياً؟ وماذا لو كان علاء الدين أسيوياً؟

فيلم Aladdin و فيلم Mulan

يحرص معظم المخرجين الكبار على إسناد أدوار بارزة -وإن لم تكن محورية- للممثلين العرب المحليين بالأفلام التي تدور أحداثها في المنطقة العربية، إذ أن ذلك يُضفي على الفيلم درجة أكبر من المصداقية كما أنهم يستفيدون من لكنة هؤلاء الممثلين، كان من هؤلاء المخضرم ديفيد لين -الحاصل على جائزتي أوسكار- الذي قدم عمر الشريف للمرة الأولى في هوليود من خلال فيلم Lawrence of Arabia، وكذلك المخرج العالمي ريدلي سكوت الذي ضم السوري غسان مسعود والمصري خالد النبوي إلى طاقم فيلم Kingdom of Heaven.

أبناء الثقافات المختلفة هم الأجدر بالتعبير عنها وتقديمها على الشاشة الكبيرة، حتى أن بعض استوديوهات الإنتاج تسعى إلى تعيين مخرجين ينتمون إلى ذات الثقافة أو المجتمع الذي تدور حوله الأفلام، لعل المثال الأكبر على ذلك هو أن العديد من الأفلام المميزة التي استعرضت عالم المافيا السري حملت توقيع مخرجين إيطاليين، حتى أن شركة ديزني نفسها تفاوضت مع أكثر من مخرج آسيوي لتقديم النسخة الحَيّة من فيلم Mulan منهم المخرج آنج لي -مخرج فيلم Life of Pi– وحين فشلت المفاوضات أسندت المهمة للمخرجة النيوزيلندية نيكي كارو.

بالحديث عن النسخة الحية من فيلم Mulan وبالعودة إلى اختيارات الممثلين، سوف نجد أن شركة ديزني قد أسندت جميع الأدوار بالفيلم -بما في ذلك الشخصية المحورية- إلى ممثلين صينيين لعل الوحيد الذي يتمتع ببعض الشهرة بينهم هو نجم أفلام الحركة جيت لي، يُشاع أن الهدف من ذلك كان تفادي أزمة جديدة واحتواء غضب الجمهور الصيني بشكل خاص والأسيوي بشكل عام، ممن رأوا أن الفيلم الأصلي -الذي أنتجته ديزني في 1998 وأعادت تقديمه في 2004-  بمثابة تشويه لمجتمعاتهم وإهانة لثقافتهم الشعبية، ليبقى السؤال هنا لم يتم التعامل مع فيلم Aladdin بنفس أسلوب التعامل مع فيلم Mulan؟!

فيديو يوتيوب

انتقادات الفيلم الأصلي تلوح بالأفق

فيلم Aladdin 1992

يبدو أن شخصية “علاء الدين” لديها إصرار غريب على أن تكون لعنة بالنسبة لشركة ديزني وأن تكون سبباً في توجيه الانتقادات اللاذعة إليها، وما يزيد الأمر سوءاً أن تلك الانتقادات ليست فنية إنما انتقادات لسياسة ورؤية جهة إنتاجية أغلب أعمالها موجهة لفئة النشء هادفة إلى تشكيل وعيهم، حتى أن الأمر قد بلغ حد الاتهام المباشر والصريح بترسيخ الأفكار العنصرية.

حَمل فيلم Aladdin الأصلي -إنتاج 1992- العديد من الرسائل العنصرية ضد العرب والشرقيين بشكل عام، بعض تلك الرسائل اتسم بالمباشرة الفَجة، لعل أبرزها الأغنية الافتتاحية للفيلم التي وصفت المدينة العربية بأنها مأوى الغوغاء الغارق بالفوضى، وقد اضطرت ديزني -مُكرهة- إلى حذف عِدة مقاطع من الأغنية بالنسخ التالية من الفيلم بعد حملة الهجوم الشرسة التي شُنت ضدها.

تبيّن من المقاطع الدعائية والأخبار الواردة إن الشكوك التي أحاطت بالإصدار الجديد من فيلم Aladdin كانت بمحلها؛ إذ أنه لم يستفد من دروس الفيلم السابق وأنه لا يزال يعاني من نفس المشاكل، يلتزم حرفياً بالصورة النمطية للمدينة العربية وشعوبها وكل ما فعله أنه حَوّلها من صورة كرتونية إلى صورة حَيّة، الأمر نفسه ينطبق على رسم شخصية علاء الدين اللص المُطارد من الشرطة والذي لن يستحق الأميرة -رغم بطولاته- إلا إذا صار هو الآخر أميراً على نقيض أبطال أفلام ديزني الآخرين!

فيديو يوتيوب
بوستر فيلم Aladdin

قد يرى البعض أن كل ما سبق ذكره مجرد شكل من أشكال التحذلق المُتسم بالكثير من المبالغة وأن فيلم Aladdin ليس إلا فيلم مغامرات عائلي يقدم وجبة دسمة من المتعة البصرية، لربما كان ذلك احتمالاً قائماً لولا أن شركة ديزني تملك تاريخاً حافلاً بالعنصرية بقدر ما يحفل بالأعمال المميزة والشخصيات الشهيرة.

واجهت ديزني على مدار تاريخها ما يفوق حصره من الاتهامات بالعنصرية تجاه كل ما هو غير الجنس الأبيض والتمييز على أساس العرق والنوع واللون؛ إذ أن كثيراً ما حطت أعمالها -خاصة الكلاسيكية- من قدر الزنوج ويمكن اعتبار فيلم Song of the South غيث من قطرة في هذا الصدد، أما العرب فقد تم تشويههم بصراحة مُطلقة في فيلم Crazy with the Heat، والقائمة تطول لتشمل الهنود الحمر والإسبان وغيرهم من الشعوب والمجتمعات.

الأزمة الحقيقية -أزمتنا الحقيقية- هي أن فيلم Aladdin سوف يلقى الكثير من الانتقادات والإقبال على السواء في الوطن العربي، فقد اعتاد المشاهد العربي على رؤية نفسه بتلك الصورة المشوهة والزائفة في الأعمال الهوليودية حتى فقد قدرته على الامتعاض ولم يعد ذلك يؤثر غالباً على متعة المشاهدة بالنسبة له، خاصة في ظل افتقاده للبديل وعجزه عن الرد على ذلك الهجوم بذات السلاح بعدما تردى مستوى الأعمال السينمائية العربية بشكل غير مسبوق باستثناء قلة قليلة، لعل هذا هو الفارق الحقيقي بين “علاء الدين” و”مولان”!

ذو صلة
فيديو يوتيوب

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة