تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

خمسة أسباب هدمت السينما العربية والحل في الماضي!

أحمد الروبي
أحمد الروبي

3 د

أتحب سينما الأبيض والأسود أم الحديثة؟ بالطبع نسبة لا بأس بها تفضل تلك الأعمال التي أنتجت لنا قصص عظيمة، وفنانون لا يمكن نسيانهم، ولكن هل سألت أحد عن سرّ حب البعض للسينما القديمة، وسر التعلق بها، ما الذي كانت تخبرنا به؟ أهو الحنين للأجداد، أم الاختلاف بين السينما في الماضي والحاضر.

لعلّ بعض النقاط التي راعتها السينما في السابق ولم تراعيها قرينتها الحالية جعلت الانجذاب لها مختلف، نُفضّل دائمًا أن نشاهد واقعنا بما يحمله من خير أو شر، ولكننا لا نفضّل مشاهدة شرورنا فقط، لذلك نرصد في المقال التالي أبرز أوجه الاختلاف بين السينما العربية سابقاً وحاليًا.


الهوية العربية

ظهر جليًا في أفلامنا القديمة والتي بلغت ذروتها في فترة الستينات “الهوية العربية” من عادات وتقاليد وقيم حافظت عليها الأفلام ودأبت على إظهارها كنوع من التمسك بها، والحث على عدم التخلّي عن الهوية وإلا ضعنا مع ضياع هويتنا، ولم تكتفِ بإظهارها في الأعمال فقط بل جعلتها انعكاس واقعنا من الاعتزاز بهويتنا وعاداتنا.

وعلى الرغم من أن تلك الأعمال حافظت على “الهوية” في خضمّ الأحداث التي جرت في البلاد العربيّة إلا أن الفَنّ كان مرآة الشعوب كما يقال وعكست مدى تمسك شعوبها بالهوية العربية.

إلا أن الفَنّ الحديث تخلّى بكل ما ناضل الفَنّ لأجاله، حثّ على الفجاجة في كافة التعاملات، والأفعال، وتخطى فتيل حرية الإبداع ليكون لغم ينفجر في وجهنا جميعًا.


العقلية

في السابق لم تكن تتمتع السينما بالإمكانات الحالية من كافة الجوانب حتى كتابة إنتاج، تصوير،سيناريو، إمكانات مالية إلا أنها كانت تحترم عقل المشاهد في حدود الإمكانيات المحدودة، دون مبالغة أو مماطلة، فقط قُرّر صناعة ما يحترم عقل المشاهد وتركوا لأنفسهم العنان فأبدعوا.

أما حاليًا فبالرغم من الإمكانات الهائلة، إلا أن تجارة السينما طغت عن الهدف، والغاية بررت الوسيلة، والربح عصف بوجود اعمال جيدة كما قال كاظم الساهر في أحد أغانيه “إني خيرت فاختاري” وبالفعل اختار عدد لا بأس به من المنتجين بالمادة على حساب الجودة، متناسين أن المنتج الجيد سيدر الربح أيضًا.


الحارة الشعبية

hamam1

من أزمات السينما العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص مؤخرًا منظر الحارة الشعبية، والتي اعتدنا على مشاهدتها تعج بالإباحية، والبلطجة، والمواد المخدرة، وحتى الصالحون في تلك الأماكن لا يقوون على المكوث فيها فيرحلون ببساطة.

حقًا؟ أتلك الحارة الشعبية والأحياء الفقيرة في بلادنا العربية، وماذا عن تلك النماذج المشرفة التي خرجت من الحارة الشعبية، اختفت، تبخرت.

لا أستطع أن أخرج من ذهني فيلم “زهرة” للعملاقة الراحلة فاتن حمامة، كيف ساندت تلك الحارة فتاة فقيرة، كيف تكون الروابط الحقيقية بين البشر، بين الجيران، كيف أن الحارة الشعبية تلتف حول أبنائها فتحيطهم بدفئ الأهل والوطن.

وكيف ينصر الجيران في روابط تبدو أنها أزلية حتى الممات، في الماضي الحارة الشعبية أظهرتها الأعمال بصورتها الحقيقية، لم تعتمد فقط على إظهار أسوء ما فيها بل أظهرت كافة جوانبها بحرفية شديدة، أما حاليًا فالفساد من نصيب الفقراء، بالطبع غير عادل.


الصواب والعقاب

ينتصر الخير دائمًا، إنه قانون الكون، مهما كانت أفكارك وتوجهاتك فالخير حتمًا سينتصر، إنه الأمل، والعدل، إنه النظام، وهذا ما كان يظهر دائمًا في الأعمال السينمائية في أوطاننا سابقًا، إنهم يجعلون الأمل والإيمان نصب عينيك.

في الحالي لم يلتفت صنّاع السينما برمتهم بذلك، اعتمدوا على التشويق و الإثارة، وتناسوا أنهم يمتلكون آلة جبارة تبث في العقول سموم، الشر ينتصر، القوة هي الحل، كسر القانون شيء اعتيادي، لماذا نلتفت للآخرون مادمنا بخير، الرشوة تُسيّر الأمور، وتناسوا أن دائمًا في الواقع الحق ينتصر، والقوي يسقط، والمرتشي يلقى جزائه في الدنيا والآخرة.


الواقعية

ذو صلة

اختلفت السينما في الماضي عن وقتنا الحالي في دقتها في رصد الواقع بواقعيته، بشكل دقيق دون تحريف، أو مواربة، حتى أن الحبكة الدرامية لم تفسد ما يُقدّم من أعمال، فلم نرَ االبلطجة في كل مكان، فبين الواقع والحبكة الدرامية شعرة تجاوزها يفسد الأعمال الفنية.

في النهاية.. السينما دائمًا تجارة بالنسبة للمنتجين، والعمل بالنسبة للمخرجين والمؤلفين والفنانين، ولكنها الوطن بالنسبة للمشاهدين فلا تسيئوا لأوطانكم.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة