تريند 🔥

🤖 AI

منهن “حضرة العمدة”.. كيف يرى النقاد تمرد الفنانات على المهن النسائية التقليدية برمضان 2023؟

نرمين حلمي
نرمين حلمي

7 د

يفصلنا شهر تقريبًا عن انطلاق الماراثون الرمضاني السنوي، والذي يشهد على منافسة قوية بين مسلسلات عربية اجتماعية وكوميدية وتاريخية متنوعة، بعضها يأتي في 15 أو 20 حلقة وأخرى 30 حلقة، المعدل المعتاد للزخم الدرامي بهذا الموسم.

ومن الملاحظ توجه النجمات لمهن مغايرة عن الشكل التقليدي السائد للمرأة بالسينما أو الدراما في عدة مسلسلات منتظرة بهذا الموسم الرمضاني. أبرزها ظهور روبي "عمدة" في مسلسل "حضرة العمدة"، كما تقدم روجينا في "ستهم" نموذجًا لمرأة تعمل كهربائية تأسيس وتشطيبات وأخرى تعمل في مصانع الطوب.

كذلك منى زكي في "تحت الوصاية" تظهر كامرأة تقوم بإعالة أسرتها من خلال امتلاكها مركب صيد وتعمل في توريد السمك والجمبري، أما نيللي كريم في "عملة نادرة" فهي سيدة صعيدية تدخل في عدة صراعات مدافعة عن حقوقها من أجل الميراث. لذا تواصلت "أراجيك فن" مع النقاد لمعرفة توقعاتهم واَرائهم بهذه الاختيارات.


مهن مغايرة للمرأة

يقول الناقد إيهاب التركي إن الدراما قدمت مهن المرأة المغايرة في وقت صعود نجمات السينما مثل نادية الجندي التي قدمت أدوار المعلمة الشعبية والجاسوسة والمحامية وغيرها ونبيلة عبيد قدمت أدوار ضابطة الشرطة وتاجرة في سوق السمك ونماذج أخرى للمرأة الفاعلة المؤثرة، وعلى الرغم من غلبة الطابع التجاري على هذه النماذج إلا أن هذه الأعمال فتحت الباب لتقديم صورة مختلفة للمرأة عن السائد في الدراما.

يضيف: "لكن التلفزيون ظل مخلصًا لنموذج المرأة التقليدي الذي لا يخرج عن إطار المرأة ربة المنزل أو الموظفة أو المدرسة مثلًا، وشيء إيجابي أن تتغير نظرة الدراما التليفزيونية لشكل مهن المرأة لأن الواقع ثري بنماذج نسائية مُكافحة وتعمل في وظائف مختلفة تمامًا عن السائد."

"ظهور المرأة دراميًا في مهن غير التقليدية أمر ليس بالجديد" هكذا يؤكد أيضًا الناقد محمد عبد الخالق، ويعلق: "الدراما المصرية والسينما قدمتا لنا قصصًا مشابهة لسيدات يعملن في مهن صعبة مثل مسلسل "النوة" الذي قدمت فيه فردوس عبد الحميد دور فتاة رفضت الزواج لتسيير تجارة الأسرة إلى أن أصبحت تقود أفراد أسرتها الرجال.

يتابع: "الدراما مرآة للواقع، وفي نماذجها الناجحة تكون إرهاصًا أو تبشيرًا بما سيكون عليه هذا المجتمع. تقديم روبي لدور "عمدة قرية" ينتمي للنوع الأخير. فبعد عمل المرأة في القضاء والنيابة وبعدما شاهدناها في مهن شاقة مثل قيادة سيارات الأجرة والعمل في مصانع الطوب لم يعد مستبعدًا أن تكون "عمدة" قرية".

يضيف: "تقديم هذه النماذج دراميًا يقرب الفكرة لشرائح أكثر من المجتمع ويسهل من قبولها ويمنح هؤلاء السيدات المكافحات قليلًا مما يستحقونه من احترام وتقدير في المجتمع".

الأمر ذاته الذي يتفق معه الناقد أحمد سعد الدين مشيرًا إلى أن المرأة قاسم مشترك بكافة المجالات بالمجتمع وتصل لمناصب عديدة كـ "وزيرة وسفيرة وسائقة وغيرها"، مضيفًا إن "روبي" ستعد الممثلة الثانية لتقديم دور العمدة بالدراما بعدما قدمته بامتياز الفنانة نهال عنبر في منتصف التسعينيات.


المسلسلات النسوية

المعيار "كيفية تقديم صناعها هذه الشخصيات بصورة واقعية ومصداقية تتشابه مع المجتمع الذي نرى به سائقة تعمل بالأجرة وأخرى مسؤولة عن تجارتها بالأسواق الشعبية على مستوى المعالجة الدرامية والتشخيص فيما يخص الأداء واللكنة والطلة من استايل ووضع مستحضرات التجميل وغيره". هكذا يطرح الناقد محمد عبد الرحمن تساؤلًا عقب ثنائه على الخروج عن القوالب الفنية المعتادة، مرحّبًا بعودة تقديم نماذج مختلفة للمرأة كما اعتادنا رؤيته في الأعمال الفنية المصرية القديمة، واصفًا: "هذه مؤشرات لتمكين الفنانات بمساحات فنية جيدة منافسة لغيرها.

هُنا تساءلنا عن تحديات هذه المسلسلات فيما يخص تداخل الخطوط الدرامية بين تقديم سيرة هذه الحِرف أو المهن وإبراز تأثير ممارستها في حياة المرأة على صعيد التأليف والإخراج والتمثيل.

يقول "سعد الدين" إن ثقافة المؤلف تلعب دورًا حيويًا في إبراز هذه التفاصيل، لافتًا إلى أن السيناريست من المفترض أنه يكتب الشخصية المناسبة للحدوتة الدرامية ذاتها بعيدًا عن "تفصيل الدور على الممثلة، فالأصل أن تتقمصه جيدًا على الشاشة وليس العكس وعلى قدر إتقانها يتحقق النجاح"، نافيًا وصفهن بـ "الأعمال النسائية" فهي دراما اجتماعية معبرة عن شريحة موجودة بالمجتمع.

كذلك يجيب "عبد الخالق": "التحدي موجود بالفعل. فإذا كانت القصة متوفرة وحقيقية فسيكون التحدي الحقيقي في المعالجة وطريقة التقديم، والرسالة التي سيتم التركيز على إبرازها دراميًا. بينما ستكون المفارقة بين صعوبة المهمة وغرابتها وقدرة المرأة على مزاولتها والنجاح بها نقطة جذب إيجابية في صالح الكاتب والعمل كله".

وعن إشكالية وصفها "بالأعمال النسائية" يعلق: "ربما تكون بطولة المسلسلات نسائية، وهذا لا يعني أنها أعمال موجهة للنساء، بالعكس أرى أنها فرصة عظيمة لعرض كفاح المرأة الذي يتغافل عنه البعض سهوًا أو عمدًا في بعض الأحيان، وتحمل رسائل ربما يكون المستهدف الأول منها الرجل وباقي أفراد الأسرة".

فيما يقول "التركي": "لا أظن، المرأة نصف المجتمع البشري ومشكلاتها جزء من مشكلات الإنسانية ونحن في مجتمع شرقي له رصيد تاريخي سلبي مع المرأة، وعلى الرغم من تطور المجتمع والحياة ما زالت المرأة الشرقية تُعاني من تراث العادات والتقاليد التي تقمع طموحاتها وحريتها، ومناقشة ذلك ضرورة، ليس من باب البحث عن حلول، ولكن من باب تصوير هموم وحياة جزء مهم من المجتمع وطرحها للجمهور. أتفهم بالطبع الانزعاج من بعض الأفكار النسوية المتطرفة ولكن علينا مشاهدة الأعمال قبل تحليل أفكارها".

يضيف: "مؤلف أي عمل يفترض أنه اختاره لأن لديه ما يقوله من خلال السيناريو، والكاتب البارع لابد أنه قد تعمق في المجتمع وكوّن حصيلة هائلة من الملاحظات تُمكّنه من التعمق في الشخصيات التي يكتب عنها، ولديه إلمام كافٍ بعوالمها وتفاصيلها وحياتها اليومية وتأثير كل ذلك على سلوكها، وإلا سيكتب عملًا فاترًا بلا روح ولا جذور له في أرض الواقع، وبالتأكيد لن يكتمل الأمر دون أداء الممثلة للشخصية والإمساك بتفاصيلها الدقيقة لأن المشاهد يُفترض أنه سيشاهد شخصية مختلفة وسينسى تمامًا الممثلة التي تؤديها؛ ولهذا فهذه النوعية ستكون تحديًا لطاقم العمل كله".


دمج التوثيق بالدراما

ومن الحديث عن الواقعية بالفن وتوثيق نماذج حقيقية بالفعل في بعض من هذه الأعمال كـ "ستهم" تطرقنا لأهمية دمجها مع الخيال الدرامي؛ والذي يؤيده "سعد الدين" بقوة، موضحًا: "ظهور قصة كفاح لسيدة حقيقية بالدراما يرقّي هذه النماذج كقدوة للبنات والشباب، وإبراز الأمومة ودورها وأهميتها".

أما "عبد الخالق" يقول: " توظيف القصص الحقيقية دراميًا له دوران أساسيان على المستوى الاجتماعي، أولهما تسليط الضوء على حياة شريحة مهمشة تكافح في ظروف صعبة زادها صعوبة غياب دور الرجل لسبب أو لآخر، والثاني دعم هذه الشرائح نفسيًا وتشجيعها ومنحها تقديرًا يليق بكفاحها ويضيء لها بارقة أمل، أما دراميًا فبكل تأكيد هي إثراء للأفكار والتيمات الدرامية من خلال الحياة التي تمثل الرافد الأهم للدراما".

بينما يعلق "التركي": " الدراما بشكل عام تقتبس من الواقع، وهناك أعمال درامية كثيرة مأخوذة عن شخصيات وحوادث حقيقية، ولكن يظل للعمل الفني تفرده وحريته في أسلوب الطرح والشكل الفني. ولا أريد استخدام مصطلح توثيق لأنه يدخلنا في إطار نوع آخر من الفن، ولا أعرف "ستهم" ينتمي إلى أى نوع: (دراما) أم (دوكيو دراما)، وإن كنت أتوقع أنه سيكون عملًا دراميًا يستلهم حياة شخصية عرفها الجمهور من الإعلام وسيضيف إليها ما يخدم الشكل الدرامي".


الموعد Vs القبول الجماهيري

وفي سياق المفاضلة بين طرح هذه النماذج برمضان أو دراما "الأوف سيزون"، يستكمل موضحًا: "على الدراما كسر ربط رمضان بنوعية معينة من الموضوعات، فالجمهور سينجذب لأى عمل جيد بغض النظر عن النوع، ونجاح العمل الدرامي لا يتوقف عند اختيار فكرة جيدة أو جديدة بل على أسلوب تقديمها؛ فالفن الأصيل يُفترض أن يكون جريئًا وغير خاضع لمعايير نمطية تتعلق بمواسم مصطنعة لعرض الأعمال الدرامية".

كذلك يؤكد "عبد الرحمن" أننا أصبحنا في "سوق مفتوح لا يوجد به حدود زمنية" يستوعب المزيد من الأعمال غير المنحصرة بموسم محدد، مشيرًا إلى أن تجربة طرح مسلسلات "الأوف سيزون" أثبتت أن أسباب النجاح تعود لمدى جودة المنتج الفني نفسه الذي يؤدي لقبول الجمهور للمشاهدة من عدمها، مشيرًا إلى أن صدارة "النجمات" لبطولة هذه المسلسلات عنصر جاذب لهن.

بينما يصف "عبد الخالق" موسم دراما رمضان بـ "أبو المواسم" ويعلق: "نعم أصبح لدينا مواسم درامية ممتدة طوال العام لكنها ما تزال تمثل الهامش مقارنة بموسم رمضان. وليس دليلًا على ذلك أكثر من تسميتها "أوف سيزون" وكأننا نقول هذه الأعمال خارج "الموسم" الذي لا يوجد غيره.

يضيف: "يستوعب موسم رمضان العديد من الأعمال والأفكار والمستويات والاتجاهات. اعتدنا أن نرى فيه الاجتماعي والتاريخي والخيالي والكوميدي والترفيهي، وسيظل المسلسل الاجتماعي عندما يُقدَّم بحرفية هو سيد الأشكال الدرامية. أتوقع نجاح هذه الأعمال جماهيريًا نظرًا لموضوعها الإنساني الذي يميل إليه جمهور الدراما أولًا، وثانيًا نظرًا لتعطش المشاهدين للدراما الاجتماعية التي قلت بشكل ملحوظ في الأعوام السابقة لصالح الكوميديا والسياسي والأكشن".

ذو صلة

في السياق ذاته، يقول "التركي" إنه من الصعب توقع ذوق الجمهور، ولكنه يثق بأن الفن الأصيل المصنوع برهافة الفنان وحسه الإنساني سيصل ولو بعد حين، متمنيًا أن تكون تلك الأعمال جادة في مضمونها وثرية فنيًا وبعيدة عن النمطية والخطابية والمواعظ المباشرة.

كذلك يتفق "سعد الدين" مع صعوبة استنتاج قدر تفاعل الجمهور، لافتًا إلى أن النجاح من عدمه يتوقف على جودة السيناريو وقدرة النجمات على "لبس الشخصية ومفرداتها". فيما يلفت "عبد الرحمن" إلى أننا نمتلك فئات كبيرة وعديدة من الجمهور، لذا سينجذب لهذه الأعمال الفنية هؤلاء الذين يبحثون عن دراما أقرب لواقعهم وبيئتهم الطبيعية، بالإضافة إلى محبي النجمات بطلات هذه المسلسلات.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة