أفلام شكلت مسيرة كيانو ريفز فتى هوليود الوسيم

يُعتبر كيانو ريفز واحدًا من أشهر ممثلي هوليوود وخصوصًا في وطننا العربي، لذلك حين يُذكر خبرٌ لمشاركته في أي فيلم،  تُصبح مشاهدته عند الجماهير أولويًة قصوى.

ورغم أنه لا يُعتبر من مُمتلكي الموهبة الفريدة، إلا أنه يمتلك مسيرة فنية كبيرة تجعله من صفوة أبناء جيله من الممثلين، ورغم احتواء تلك المسيرة الفنية علي بعض الأفلام التجارية السيئة، إلا أن الأفلام المتميزة التي شارك فيها تركت صدى كبيرًا في الوسط السينمائي أثناء صدورها وحققت النجاح الباهر.

بعد الاشتراك في سبع أفلام تلفزيونية سواءً كان في دور رئيسي أو ثانوي، ظهر “كيانو ريفز” في أول أفلامه القوية ليقدم نفسه  وبقوة في ساحة السينما الواسعة للثمانينات، حيث ظهر بدور “مات” في هذا الفيلم، وقد قدم أداءً مُلفتًا جعل جميع الأنظار تتجه إليه، وهو ما يعود الفضل فيه إلي مخرج العمل “تيم هانتر” الذي قدم “كيانو” كواحد من الأوجه الشابة التي تستحق الانتباه .

لا يُعد هذا الفيلم مُهمًا في مسيرة “كيانو ريفز” الفنية لأنه قدم أداءً استثنائيًا مثلًا، بل فقط لأنه قد شارك فيه، ويرجع ذلك لأهمية الفيلم ذاته، حيث كان واحدًا من أهم أفلام عامه، وقد فاز بثلاثة جوائز أوسكار أهمها جائزة أفضل سيناريو مقتبس ل”كريستوفر هامبتون”، بالإضافة إلي الأسماء الكبيرة التي شاركت فيه ك”ميشيل فايفر” و”جون مالكوفيتش” و”غلين كلوز، وأيضًا “أوما ثيرمان” .

قدم “كيانو ريفز” في هذا الفيلم دور عميل سابق في المخابرات اسمه “جوني” والذي يعود للخدمة لمساعدة العميل “أنجلو” في التحقيق بجرائم متتالية لسرقة البنوك، تبدو بالقصة المكررة ولكن في هذا الفيلم قُدمت بشكٍل أكثر فاعلية، حيث كانت مشاهد الحركة والإثارة في أبهى صورة وهو ما سعت إليه مخرجة العمل “كاثرين بيغلو” بجانب اعتمادها علي “كيانو ريفز” بشكل أساسي لتحقيق هذا الغرض .

تُعتبر بداية التسعينات هي البداية الحقيقية ل”كيانو ريفز” علي مستوي الشهرة الجماهيرية بل والأوساط السينمائية ككل، حيث تميزت الأعمال التي شارك فيها في هذه الفترة بأن أغلبها أعمال مهمة لمخرجين لديهم ما يقدمونه، ويُعتبر هذا الفيلم دليلًا كبيرًا على ذلك، ودعنا نثبت لك ذلك عن طريق تقييم الناقد الكبير “روجر إيبرت” والذي كان 3.5 من 4 .

يُعتبر فيلم دراكولا واحدًا من أهم الأفلام التي اشترك فيها “كيانو ريفز” في مسيرته، وتعود تلك الأهمية الكبيرة لطبيعة الفيلم وحكايته التي تقص على المشاهد الحكاية الأسطورية لدراكولا، بالإضافة لاسم مخرج العمل، وهو واحد من أعمدة المدارس الإخراجية الهوليوودية، ونقصد هنا “فرانسيس فورد كوبولا”، بالإضافة طبعًا لأسامي الممثلين المشتركين في العمل وعلي رأسهم السير “غاري أولدمان”، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وأثبت مرةً أخرى أن فترة التسعينات لها الأهمية القصوى في الحياة الفنية ل” كيانو ريفز” .

ما جعلني أذكر هذا الفيلم في القائمة بالإضافة إلى التقييم العالي الذي حصل عليه على كل المواقع النقدية وأسماء القائمين علي العمل، هو أن دور “كيانو ريفز” في هذا الفيلم لم تكن مساحته صغيرة كما اعتاد في أفلامه مع الممثلين المعروفين، لقد كان دورًا ثانويًا أيضًا ولكن مساحة الدور كانت أكبر مما جعله يظهر بالشكل الأمثل بالرغم من أن كلًا من “كينيث براناه” و”إيما تومسون” و”دينزل واشنطن” هي أسماء لها صداها في الوسط الفني .

نصل الآن للحديث عن المرحلة الأهم في تاريخ “كيانو ريفز” الفني، فنحن نتحدث عن فيلم بطولة كاملة ل”كيانو”، وطاقم تمثيلي يحتوي علي اسم بحجم “أل باتشينو” وعلي الهامش توجد أيضًا “تشارلز ثيرون”، وبالرغم من أنه لم يتفوق تمثيليًا إطلاقًا علي أيٍ منهما وذلك لسببٍ ذكرته في أول الحديث وأكرره هنا وهو أن “كيانو ريفز” ليس بصاحب موهبة فذة، ولكن رغم ذلك فقد كانت مرافقته ل”أل باتشينو” في فيلم من هذا الحجم خطوةً بارزةً جدًا في حياته المهنية” .

سيطول بنا الحديث هنا قليلًا، لأننا نتحدث عن الماتريكس، الثلاثية الأشهر في وطننا العربي، وهي السبب الرئيسي في شهرة “كيانو ريفز” الكبيرة بين الجماهير العربية وهذا بالطبع عائد لأنه بطل السلسلة .

ثلاثة أجزاء من المتعة البصرية، فقد قدم الفيلم أساليب جديدة في استخدام المؤثرات البصرية، وجمع بأجزائه ثلاثة عناصر أساسية جعلته ثورة في عالم صناعة السينما وهي الإثارة والحركة مع الخيال العلمي مع فلسفية ورموز دينية متنوعة من عدة ديانات منها الهندوسية والمسيحية واليهودية والبوذية، إضافةً لإيحاءات ميثولوجية وكلام مستوحى من مناهج فلسفة مهمة .

تُعتبر سلسلة الماتريكس من تلك الطائفة الفيلمية التي لا تعرف كيف تصف قصتها، لذلك سيكون من الصعب الحديث عنها، ولكن يسعى الفيلم بأجزائه الثلاثة للإجابة عن سؤاٍل واحد، ما هي المصفوفة ؟ لذلك يتوجب عليك المشاهدة لتعرف الإجابة .فاز الفيلم بالعديد من جوائز الأوسكار، وأيضًا يعتبر واحدًا من أكثر الأفلام في تاريخ شُباك التذاكر الأمريكي جلبًا للإيرادات .

اقرأ أيضًا: نظرة على فلسفة السلسلة المثيرة للجدل The Matrix

لنقل أنه بعد انتهاء سلسلة الماتريكس في العام 2003 دخل “كيانو ريفز” في دوامة كبيرة من الأعمال الهابطة والمثيرة للسخرية والشفقة، ولم يعرف كيف يخرج منها حتي أتى له “ديفيد ليتش” و”تشاد ستاهلسكي” بطريقٍة فريدة لعمل فيلم أكشن، وحولوها لسيناريو بديع ممتلئ بكل ما هو جديد في هذا النوع السينمائي، وعاد نجم “كيانو ريفز” مرًة أخري للسطوع وتعود شهرته التي خبت بعد الماتريكس .

أقرأ أيضًا: فيلم John Wick عودة قويّة للنجم كيانو ريفس أم لأفلامه؟