أفلام عالمية أرخت مسيرة نيلسون مانديلا النضالية.. أيام الحب والحلم والمعاناة!
5 د
يعود إدخال الأحداث التاريخية إلى الأعمال الفنية إلى زمن بعيد وقد سبقت الفنون الأدبية نظيرتها السينمائية إلى ذلك النمط باعتبارها الأعرق والأقدم، لكن مع ظهور الفن السينمائي وتطوره ظهر مُصطلح “Docudrama” وهو دمج بين مُصطلحي Documentary وDrama الذي يُعني مزج الأحداث الحقيقية بالقصص الدرامية أو بالأحرى تقديم أفلام مستوحاة من قصص حقيقية، ومع مرور الزمن اندرجت العديد من التصنيفات الفرعية تحت هذا المصطلح فظهرت الأفلام الحربية والأفلام التاريخية وأخيراً أفلام السيرة الذاتية.
استلهمت السينما كماً هائلاً من أفلامها من حياة الأشخاص المؤثرين وقدمت عدداً كبيراً من الأفلام التي أرخت لمسيرتهم أو مرحلة منها، وما كان صُنّاع السينما ليغفلوا شخصية مثل نيلسون مانديلا الذي يمتلك تاريخاً نضالياً حافلاً بالمعاناة والإنجازات على السواء، مما يجعله شخصية مثيرة ومادة ثرية درامياً.
بمناسبة حلول الذكرى 101 لميلاد المناضل والسياسي نيلسون مانديلا -المولود في 18 يوليو 1918- والذي يعد أحد الشخصيات المُلهمة والأكثر تأثيراً بالعالم، تستعرض أراجيك فن معكم مجموعة من الأفلام العالمية التي دارت أحداثها حول مسيرته النضالية من أجل تحقيق المساواة والقضاء على التفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا.
أفلام تناولت سيرة نيلسون مانديلا
سيرة نيلسون مانديلا حافلة بالأحداث وتنقسم إلى فصول عديدة وهذا سمح بتعدد الرؤى واختلاف وجهات النظر حولها، الأمر الذي دفع العديد من صُنّاع السينما إلى تناولها من مناظير مختلفة، ونتج عن ذلك العديد من الأفلام السينمائية التي تدور حول ذات الشخص المُلهم، ولكن رغم ذلك لا تشعر بأي قدر من الملل ولا تشوبها شبهة التكرار.
Goodbye Bafana
تستند أحداث فيلم Goodbye Bafana إلى قصة حقيقية وتدور حول ضابط السجون جيمس جريجوري المتأثر بمجتمعه المُنغمس في الأفكار العنصرية من قمة رأسه لأخمص قدميه، ولكن تتغير أفكاره بالكامل نتيجة تأثره بالشاب الثائر نيلسون مانديلا الذي كان يتولى حراسة زنزانته لأكثر من عشرين عاماً.
استندت أحداث فيلم Goodbye Bafana إلى عِدة مصادر في مقدمتها مذكرات الضابط جيمس جريجوري نفسه، الفيلم للمخرج “بيلي أوجست” ومن بطولة “جوزيف فينيس” و”ديان كروجر” بالإضافة إلى “دينيس هايسبيرت” في دور نيلسون مانديلا وهو من إنتاج عام 2007.
Mandela’s Gun
النسبة الأكبر من الأفلام السينمائية التي تطرقت إلى رحلة كفاح نيلسون مانديلا ركزت على فترة سجنه أو السنوات الأولى من ولايته الرئاسية، إلا أن فيلم Mandela’s Gun يأخذنا لأبعد من ذلك ويعود بنا إلى أوائل عقد الستينيات ليُطلعنا على بعض الصفحات المسكوت عنها من تاريخ المناضل الشهير، مستعرضاً جهوده الأولى لتنظيم وتكوين خلية سرية جديدة تسعى لمناهضة سياسة الفصل العنصري في بلاده.
يُعد فيلم Mandela’s Gun أحد أحدث الأفلام التي تناولت السيرة الذاتية للمناضل الإفريقي نيلسون مانديلا إذ تم إنتاجه في 2016 وعُرض بالولايات المتحدة الأمريكية بمنتصف عام 2018. الفيلم من إخراج “جون إرفين” وشارك في بطولته كل من “توميشو ماشا” و”خالد بيناسا” و”نيك بوراين”.
Winnie Mandela
ينص أحد أشهر وأصدق الأقوال المأثورة على أن “وراء كل عظيم امرأة أعظم” ومن هنا تحديداً وُجدت فكرة فيلم السيرة الذاتية الدرامي Winnie Mandela -المعروف أيضاً باسم Winnie- الذي يؤرخ مسيرة ويني مانديلا التي تحملت الكثير وواجهت العديد من المصاعب بسبب مساندتها الدائمة لزوجها نيلسون مانديلا ومؤازرتها له في أحلك المواقف التي تعرض لها خلال رحلته النضالية، مع التركيز على مُعاناتها خلال فترة سجنه.
أحداث فيلم Winnie Mandela مُستقاة من عِدة مصادر أبرزها كتاب Winnie Mandela: A Life للكاتبة آن ماري بيزدوب، والفيلم من بطولة “جينيفر هدسون” في يدور ويني، بينما جسد شخصية نيلسون مانديلا ضمن أحداثه الممثل “تيرينس هوارد”، عُرض الفيلم للمرة الأولى في سبتمبر 2011 وهو من إخراج داريل رودت.
اقرأ أيضاً: أفلام نسائية مُلهمة أظهرت قوّة المرأة
Mandela and de Klerk
يستعرض الفيلم التلفزيوني Mandela and de Klerk الكواليس التي دارت في أروقة البرلمان الجنوب إفريقي في مطلع عقد التسعينيات، والتي قادت الرئيس دي كليرك إلى إعلان تقنين أوضاع المؤتمر الوطني الإفريقي والعديد من الجمعيات والأحزاب السياسية المحظورة، علاوة على إعلانه عن الإفراج عن نيلسون مانديلا المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة والذي قضى سبعة وعشرين عاماً فعلياً خلف الأسوار.
يتميز فيلم Mandela and de Klerk بأن تم تصوير مشاهده في دولة جنوب إفريقيا داخل الأماكن الحقيقية التي جرت بها الأحداث، وهو من إخراج “جوزيف سيرجنت” وجسد شخصية نيلسون مانديلا ضمن أحداثه الممثل “سيدني بواتييه” بينما جسد شخصية الرئيس كليرك الممثل “مايكل كين” الذي رُشح لجائزة جولدن جلوب عن هذا الدور، وقد تم عرض الفيلم للمرة الأولى في فبراير 1997.
Endgame
ينتمي فيلم Endgame إلى فئة الأفلام التاريخية أكثر منه فيلم سيرة ذاتية؛ إذ أنه لم يهتم باستعراض مسيرة نيلسون مانديلا بقدر تركيزه على القضية التي ناضل عمراً كاملاً من أجلها وتسليط الضوء على ثمرة جهاده؛ حيث يرصد الفيلم من خلال أحداثه الأيام الأخيرة لسياسات الفصل العنصري التي كانت سائدة في دولة جنوب إفريقيا لعقود طويلة.
فيلم Endgame بريطاني الإنتاج وتم عرضه في عام 2009 وهو من إخراج بيتي ترافيس وشارك في بطولته “ويليام هرت”، “شيويتل إجلوفر” و”جوني لي ميلير”، بينما جسد شخصية نيلسون مانديلا ضمن أحداثه “كلارك بيترس”.
Mandela: Long Walk to Freedom
فيلم Mandela: Long Walk to Freedom مأخوذ عن السيرة الذاتية التي كتبها نيلسون مانديلا نفسه، وهو يستعرض رحلة مانديلا بالكامل ابتداءً من نشأته في إحدى القرى الفقيرة وحتى تقلده منصب رئيس دولة جنوب إفريقيا، مع تسليط الضوء على أبرز الأحداث التي مَرّ بها خلال مسيرته وفي مقدمتها تجربة السجن المريرة.
عُرِض فيلم Mandela: Long Walk to Freedom للمرة الأولى في ديسمبر 2013، وتم ترشيحه لجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى، الفيلم من بطولة “إدريس إلبا” في دور نيلسون مانديلا -الذي رُشح عنه لجائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل رئيسي- وشاركه البطولة كل من “ناعومي هاريس” و”تيري فيتو”، الفيلم من إخراج البريطاني جاستن تشادويك.
Invictus
تنطلق أحداث فيلم Invictus مع جني نيلسون مانديلا ثمرة كفاحه الطويل من أجل الحرية وتوليه منصب الرئاسة في جنوب إفريقيا، ومن ثم يدخل في صراع جديد -ربما يكون أشد شراسة- من أجل تنفيذ مشروعه الهادف إلى توحيد الأمة التي مزقها التمييز العنصري لسنوات طويلة، وبالتزامن مع ذلك يستعد الجنوب إفريقي الأبيض فرانسوا بينار لخوض منافسات كأس العالم للرجبي ممثلاً لوطنه.
صدر فيلم Invictus في عام 2009 وهو يستند إلى كتاب Playing the Enemy: Nelson Mandela and the Game that Made a Nation للباحث والصحفي البريطاني جون كارلين، وكان للفيلم حضوراً قوياً في منافسات الأوسكار خاصة في فئات التمثيل؛ إذ رُشح “مورجان فريمان” لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل رئيسي عن تجسيده لشخصية نيلسون مانديلا بينما رُشح “مات ديمون” لجائزة أفضل ممثل مساند عن تجسيده لشخصية الرياضي فرانسوا بينار، والفيلم من إخراج كلينت إيستوود.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.