تريند 🔥

🤖 AI

7 أسباب جعلت Pyscho أشهر فيلم رعب في التاريخ

مازن فوزي
مازن فوزي

5 د

في عام 1960 قام (هيتشكوك)، سيد التشويق، بصناعة فيلم رعب نفسي، تلقى وقتها نجاحًا نقديًا متوسطًا، ليصبح بعدها أشهر أعماله ويخلد كواحد من كلاسيكيات السينما.


لكن أين يكمن تميز الفيلم؟

قام هيتشكوك في هذا الفيلم باتخاذ مجموعة من القرارات الجريئة والتجريبية أعطت للفيلم أهمية تاريخية لا يتوقف الناس عن دراستها والحديث عنها حتى اليوم.

أقرأ أيضًا: بعدما كرمت مارفل القارة السمراء ببلاك بانثر، حان الدور على المرأة في كابتن مارفل


البطلة المزيفة

جانيت لي فيلم سايكو

يبدأ الفيلم بماريون التي تقوم بسرقة مبلغ مالي من مدير مكتبها وتهرب إلى فندق وبعد مضي حوالي نصف الفيلم تُقتل ماريون، حتى هذه اللحظة يتعامل الجمهور مع تلك الفتاة على أنها الشخصية المحورية بالفيلم، لكن عندما تموت ينكشف أن الشخصية المحورية ليست هي بل قاتلها، والذي يحمل عنوان الفيلم وصفًا له، Psycho، المريض النفسي.

بالطبع هذا قرار جريء، ضاعف من تأثيره أن من لعبت دور ماريون كانت نجمة شباك التذاكر آنذاك، وفي النهاية رأى الجمهور نجمة الفيلم التي شاهد الفيلم لأجلها تموت بعد نصف الوقت، والحقيقة أن هذا القرار ليس استعراض عضلات من هيتشكوك، بل له أثره المهم في كيفية تلقي الفيلم.

فلنتخيل أن الفيلم يبدأ بموت الفتاة في الفندق ومن ثم البحث عن القاتل، هذا فيلم جريمة تقليدي لا تتعاطف فيه مع الشخصيات ولا تهتم لمصائرها بعكس فيلمنا هنا، كم أن موت الفتاة في بداية الفيلم أمر متوقع لكن في منتصفه يأتي كصدمة للمتفرج ومفاجأة غير متوقعة.

وبهذا القرار يكون هيتشكوك قام بخلق مصطلح جديد في السينما ألا وهو البطل المزيف الذي نظن في بداية الفيلم إنه بطل لنتفاجأ بغير ذلك فيما بعد. بالإضافة لكونه الفيلم الأول في السينما الذى بندرج تحت وصف فيلم سلاشر/مشرح حيث يتبع الفيلم قاتلًا مجنونًا يقوم بقتل ضحاياه بسكين، وبذلك فإن هيتشكوك أيضًا قد اخترع نوعًا جديدًا من أفلام الرعب.


الأبيض والأسود

فيلم سايكو

القرار الثاني الجريء هو استخدام الأبيض والأسود لتصوير الفيلم. كان التصوير بالألوان ممكنًا في وقت صناعة الفيلم، لكن هيتشكوك اختار التصوير بالأبيض والأسود لسببين: الأول، هو للواقعية ففي مشهد القتل لم يقتنع هيتشكوك بالدماء المعدة، وقرر استخدام نوع من الشيكولاتة تساوي كثافتها كثافة الدماء الحقيقية وبالطبع لونها ليس أحمر.

أما السبب الثاني هو لتعزيز أثر الرعب النفسي، فالأبيض والأسود يعزز من قدرة اللعب بالظل والنور في خلق حالة الرعب، وفي سينما هيتشكوك، الظلام هو السائد ووجود النور دائمًا ما ينذر بالخطر والعنف، بالإضافة لأن كثرة الظلال ساعدت في إخفاء حقيقة شخصية “الأم” التي تنكشف فقط في النهاية.


مجرم غير تقليدي

بطل فيلم سايكو

قرار آخر جريء هو جعل الجمهور يتعاطف مع القاتل، فعلى حد وصف هيتشكوك نفسه “أردته أن يكون كجارك الودود”، بالطبع السبب الأساسي هو تحفيز أثر المفاجأة ليكون أشد صدمة وأقل توقعًا.

ولكن أيضًا هيتشكوك هنا، يبعد عن كل ما هو كليشيه، عندما تتخيل صورة قاتل يكون شخصًا ضخمًا، باردًا، مسنًا لكن هنا هو شاب لطيف، مثقف، منطوي قليلًا وبعيدًا كل البعد عن الصورة التقليدية للقاتل في أفلام السينما ويكون صورة أقرب للواقع.


الموسيقى الموترة

بطل فيلم سايكو

بيرنارد هيرمان، المؤلف الموسيقى، هو من أفضل الموسيقيين في تاريخ السينما وأكثرهم تأثيرًا، وهو الشريك الدائم تقريبًا لهيتشكوك لكن تعاونهما هنا هو شيء آخر.

صناعة مشاهد الرعب في العموم، تعتمد بالأساس على شريط الصوت وفيلمنا هنا ليس استثناءً فهيتشكوك، اعتمد على الموسيقى في خلق التوتر والجحيم.

ربما مقطوعة مشهد القتل هي أفضل نموذج على ذلك، هذه المقطوعة التي تعتبر أشهر مقطوعة استخدمت في تاريخ السينما، فالقاصي والداني، يعرفها أو سمعها من قبل حتى لو لم يرى الفيلم.

المقطوعة استطاعت تحقيق حالة الرعب عن طريق الدمج بين أصوات الوتريات وخاصةً الكمان بصوت الطيور، وهي لمحة عبقرية، لأنها تنذر بهوية القاتل الحقيقي، نورمان، المهووس بالطيور.

من الطريف أنه هيتشكوك لم يكن يريد أن يستخدم الموسيقى في هذا المشهد لكن هيرمان صنعها على أي حال، وعندما سمعها، هيتشكوك، وافق على استخدامها على الفور.


مشهد أيقوني

فيلم سايكو

ونأتي إلى أهم سبب لتفرد الفيلم والذي جعله أيقونة يتحدث عنها الجميع حتى اليوم، (مشهد القتل) نفسه، كيف تصنع مشهد قتل بسكين بدون أن ترى اختراق السكين للجسد؟

مشهد مدته 3 دقائق استغرق تصويره 7 أيام واستخدمت فيه 77 زاوية مختلفة للكاميرا ويتضمن 50 قطعة مونتاج.

قيمة هذا المشهد تكمن في استخدامه لكل أدوات السينما تقريبًا لخلق حالة شعورية وصفها هتيشكوك بقوله “إنها تنقل إحساس الخطر من الشاشة إلى ذهن الجمهور” بمعنى أنك لا تشاهد مشهد قتل بل تعيش رعب هذا الموقف بالفعل.

ولتحقيق هذه الحالة، اختار هيتشكوك أن يعتمد على لقطات شديدة القرب طوال المشهد تقريبًا ومونتاج سريع خافت، بالإضافة لشريط الصوت المرعب المعتمد ليس فقط على الوتريات، بل أيضًا صوت صرخات ماريون والصوت الموتر للمياه المتساقطة المستمر طوال المشهد تقريبًا.


المرأة في سينما هيتشكوك

فيلم سايكو

ويسحبنا الحديث عن مشهد القتل إلى الحديث عن قيمة الفيلم ككل، قيمة الفيلم لا تكمن في الأحداث نفسها بقدر ما تكمن فيما تمثله أو ما ترمز إليه، المرأة في سينما هيتشكوك دائمًا متلاعبة، دائمًا مذنبة ودائمًا شقراء. وفتاتنا هنا تسرق 40 ألف دولار من مدير مكتبها وتهرب بهم لكنها تقرر أن ترجع النقود مرة أخرى وبعد ذلك تذهب للاستحمام، الاستحمام هنا يرمز للتطهر، ماريون تريد أن تتطهر من خطاياها. لذلك عندما تقتل، نتابع سريان دمائها التي ترمز لخطيئتها وهي تختفي ببطء في البالوعة، أخيرًا تطهرت ماريون لكن بعد ذلك نقطع مباشرةً على لقطة لعينيها الخالية من الحياة.


نظرة هيتشكوك العدمية

ذو صلة

هيتشكوك هنا لا يعاقب شخصيته لكنه يعبر عن نظرته للعالم وعن القدر وهي نظرة ساخرة. حياة ماريون مجردة من السعادة: حبيبها تخلى عنها، وحيدة لا عائلة لديها ولا منزل، فقط عندما تموت، يوافق حبيبها على الزواج منها وتظهر أختها لتبحث عنها. إنها سخرية القدر فالحياة غير عادلة، هذه وجهة نظر هيتشكوك والتي تظهر في أفلامه وتجلت في فيلمنا هذا، لذلك فبالتأكيد الفيلم يستحق المكانة التاريخية التي حصل عليها، هيتشكوك هنا قد وصل لأوج نجاحاته في صناعة الأفلام، استطاع التعبير عن وجهة نظره مستخدمًا كل الأدوات السينمائية الممكنة، هل هناك صانع أفلام يحلم بأكثر من هذا؟َ!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة