تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

Queen Cleopatra.. المسلسل الذي أثار هجومًا ومطالبات عالمية بإلغائه قبل عرضه على نتفليكس!

Queen Cleopatra.. الفيلم الذي أثار هجومًا ومطالبات عالمية بإلغائه قبل عرضه على نتفليكس!
عبد الرحمن توفيق
عبد الرحمن توفيق

6 د

يبدو أن منصة "نتفليكس" تثير الجدل مجددًا، بعد عرض الفيديو الترويجي للمسلسل الوثائقي الجديد الذي تنتجه حول الملكة كليوباترا، وقد بدأت حالة من الغضب الشعبي المصري تتكون تجاه المنصة الأمريكية.

جاءت أكبر الصدمات في الفيديو الترويجي للوثائقي Queen Cleopatra وهي تجسيد كليوباترا بأنها امرأة مصرية ذات أصول إفريقية وسمراء البشرة، وقد جاء على لسان واحدة من السيدات المشاركات في العمل في آخر الفيديو مقولة أن والدتها قالت لها "لا يهم ما تعلمتِه وأخبروك به فكليوباترا كانت سمراء البشرة".


جدل فيلم Queen Cleopatra

انتشرت اَراء حول توجه منصة نتفليكس الأمريكية لإنتاج عرض وثائقي لتزييف التاريخ من أجل هذه السيدة، وأنها اتخذتها مرجعًا لها بدلًا من الكتب العلمية والعلماء المهمتين بدراسة التاريخ في مصر أو اليونان أو حتى العالم أجمع.

لكن المهم هو ما تذكره المراجع التاريخية حول أصل الملكة المصرية العظيمة كليوباترا التي تريد المنصة الأمريكية اختطافها تاريخيًا من أجل عيون الأمريكيين أصحاب البشرة السمراء من المنتمين لجماعة blackwashing.

كذلك يرى البعض أنهم يريدون إثبات أن أصل الحضارة المصرية القديمة إفريقيٌّ وليس مصريًا، وأن الشعب الأمريكي الأسمر هم أحفاد بناة الأهرامات، وهو أمر بالتاكيد مخالف تمامًا للحقيقة ولكل كتب التاريخ والعلوم الإنسانية التي تمت دراستها عن أصل الحضارة المصرية القديمة وعلوم الجينات التي أثبتت أن الشعب المصري هو شعب أصيل وهو من الشعوب القليلة في العالم التي حافظت على أصولها العرقية عبر التاريخ.

تلك "الغيرة" الأمريكية تبنتها جماعة من الأمريكيين من أصحاب البشرة السمراء الذين لا يعرفون حتى ما هي البلدان الإفريقية التي جاؤوا منها لأنهم ليسوا من أصل واحد أو حتى من ثقافة واحدة، ويبدو أن "نتفليكس" قد نفدت منها الأفكار الجديدة؛ لهذا بدأت في تبني هذه الأفكار الشاذة.


استراتيجية نتفليكس التسويقية

وهو أمر غير جديد على المنصة الأمريكية، التي أصبحت رقم 1 في تبني الأفكار الغريبة عن المألوف والشاذة عن الفكر السائد في المجتمع، لكن يبدو أنهم غير مهتمين بجودة الأفكار التي ينتجونها بقدر اهتمامهم بكفاءتها التجارية، فهم في النهاية أصحاب فكر تجاري بحت واستراتيجية تسويقية.

فيبدو أن العنصرية التي ترسخت في التاريخ والتفكير الأمريكي وتوصيف الناس بطريقة عنصرية بناء على ألوانهم، للدرجة التي دفعتهم للعنصرية تجاه المواطن الأمريكي صاحب الأصول الإفريقية بوصفه أنه "أسود" والآسيوي بأنه "أصفر" وحتى السكان الأصليين للقارة الأمريكية الذين أطلقوا عليهم اسم الهنود "الحمر".

ويبدو أن منصة نتفلكيس تريد مداعبة مشاعر الشعب الأمريكي لينسى هذا التاريخ العنصري حتى لو على حساب الحقيقة، فبعد انخفاض جودة أعمالهم الأمريكية الأصلية، والتي أصبحت عبئًا على المنصة، لجأت الشركة إلى خفض الإنتاج واللجوء إلى القضايا الغريبة، فتارة يذهبون لقضايا الشذوذ الجنسي، وتارة لقضايا feminism والآن إلى حركة Blackwashing.


مَن هي ضحية نتفليكس "الملكة كليوباترا"؟

فيديو يوتيوب

من المعروف عن الملكة كليوباترا آخر ملوك الحضارة الفرعونية في مصر بأنها مصرية ذات أصل يوناني، تنتمي إلى البطالمة الذين حكموا مصر بعد غزو الإسكندر الأكبر المقدوني لمصر، وعلى الرغم من هذا الغزو فقد اندمجت أسرة البطالمة مع الحضارة المصرية القديمة ولم يسعوا لتشويه أو تزييف تاريخ البلد الذي احتضنهم، بل ذابوا في نسيج الشعب المصري، وتقلد ملوكهم تاج حكم مصر باعتبارهم فراعنة، ودافعوا عن هذا البلد بكل ما لديهم من قوة.

وكانت كليوباترا واقعة في حب مصر لدرجة أنها حاربت من أجل هذا العرش رفقة حبيبها ماركوس أنطونيوس اليوناني بعد أن أصبحت مصر تحت حمايته، وقد وقع أنطونيو في حبها للدرجة التي جعلته يحارب وطنه الأصلي "روما" من أجلها، وقد انتحرت بعد هزيمته ليخلّد التاريخ قصة حبهما.

ويبدو أن نتفليكس أعجبت بهذه الملحمة المصرية اليونانية المشتركة فأرادت أن تطوعها لصالح الشعب الأمريكي.

يعلق عالم التاريخ المصري الأشهر الدكتور زاهي حواس على الأمر قائلًا ضمن حواره الإعلامي ببرنامج "الحكاية" على "MBC مصر" قبل 4 أعوام: "كليوباترا يونانية الأصل ولا يمكن أن تكون سمراء البشرة" وهو ليس تقليلًا من البشرة السمراء لكنه انتصارٌ للحقيقة التاريخية! فهل نقوم بجعل كل الشخصيات التاريخية سمراء البشرة حتى نرضي نتفليكس ولا نُتهم بالعنصرية؟!

فيديو يوتيوب

ركود فني في هوليوود وريادة كورية وأوروبية للفن العالمي

يبدو أن "نتفليكس" اتجهت لإنتاج هذا الفيلم الوثائقي بسبب التراجع الواضح في الأفكار الفنية الدرامية والسينمائية، والتي طغت عليها في الآونة الأخيرة الأفكار الرأسمالية التجارية أكثر من الأفكار الفنية الإبداعية، لنرى الأوسكار تذهب في السنوات الأخيرة إلى أفلام كورية مثل فيلم Parasite المنتج عام 2019 والذي حصد 4 جوائز أوسكار.

مما جعل صناع السينما في هوليود نفسها يلجؤون لنجوم من أصول كورية ومخرجين كوريين من أجل البحث عن المحتوى الفني الجيد، وهو ما تحقق في فيلم Everything Everywhere All at Once المنتج عام 2022 والحاصل على 7 جوائز أوسكار، والفيلم الذي حصد جائزة أوسكار لأفضل فيلم فهو The Whale الذي يتنمي بصورة أو بأخرى إلى أفكار LGBTQ.

وحتى الأعمال الدرامية التي اشتهرت بها منصة نتفليكس الأمريكية نفسها نجدها تخلو من الأفكار والأعمال الأمريكية الأصلية فنجد مسلسل la casa de papel الإسباني والمنتج عام 2017 يغزو العالم ويحقق نجاحًا مبهرًا، ومن منا ينسى مسلسل Squid game الكوري المنتج عام 2021 والذي حقق شهرة عالمية واسعة.

وأيضًا مسلسل Lupin الفرنسي المنتج عام 2021 وحتى المسلسل المصري "ما وراء الطبيعة" المنتج عام 2020 للنجم المصري أحمد أمين، وغيرها الكثير من الأعمال التي تخلو من الصفة والأفكار الموجهة للشعب الأمريكي التي أصبحت مؤخرًا لا تخلو من المشاهد الجنسية المنفرة أو الأفكار الشاذة والغريبة والمنافية للمنطق والتاريخ.

مما دفع الجمهور العالمي وخاصة المصري مؤخرًا للبحث عن بديل للسينما الأمريكية التي كانت في وقت من الأوقات صاحبة الريادة في العالم أجمع، لكن اليوم تراجعت كثيرًا أمام الأعمال الأوروبية والهندية التي بدأت في تخطي الأعمال الأمريكية شهرة وجماهيرية.

وأيضًا هناك تزايد مستمر في متابعة المسلسلات التركية خاصة بسبب التشابه الفكري والثقافي والاجتماعي بين البلدين، وأيضًا المسلسلات الكورية، بل حتى زيادة غير مسبوقة في جماهيرية الأنمي الياباني في شتى أنحاء الوطن العربي، وغيرها الكثير من الأعمال التي تسعى لتقديم إبداع حقيقي للمشاهد بعيدًا عن "الأجندات".


كليوباترا في السينما العالمية وحتى في هوليوود "الزمن الجميل"!

وقد تم اقتباس اسم الملكة كليوباترا في العديد من الأعمال حول العالم، بل تم إنتاج الأفلام السينمائية الرائعة تمجيدًا لقصتها الخالدة عبر التاريخ ولا نجد أيًا منها قد قدمها "سمراء" البشرة غير هذا الوثائقي غريب الأطوار الذي تسعى نتفليكس لإنتاجه.

فنجد مثلًا الفيلم الرائع بل والأروع عن الملكة كليوباترا وهو فيلم Cleopatra المنتج عام 1963 في هوليود نفسها، وقد حصل الفيلم على تقييم 7 من 10 على موقع الأفلام العالمي IMDB في تصويت الجمهور، وهو من أروع أفلام السينما العالمية على الإطلاق.

وقد قدمت فيه النجمة الأمريكية الأجمل في عصرها Elizabeth Taylor دور الملكة كليوباترا، وامتاز الفيلم بالأزياء المبدعة والديكور المبهر الذي أذهل العالم في وقتها وحتى يومنا هذا، لكن وقتها لم يكن همّ هوليود تزييف الحقيقة بل كان فقط تقديم قصص رائعة وفن بديع.


مطالبات عالمية بإلغاء العرض الوثائقي Queen Cleopatra

وخلال الأيام القليلة الماضية، تعرض مشروع نتفليكس الجديد لمطالبات بإلغاء عرضه وهجوم بقسوة في مصر واليونان ووصْفه تزييفًا للتاريخ للحد الذي دعا العديد من النشطاء في مصر واليونان لتوقيع عريضة من أجل إلغاء هذا العمل الوثائقي من منصة نتفلكس.

وتم إنشاء العديد من هذه المطالبات عبر الموقع العالمي Change.org الذي يتبنى شعار The world’s platform for change، ويمكن الوصول إلى أي من هذه المطالبات من (هنا).

ذو صلة

 دعم هذه المطالبات بإلغاء منصة نتفليكس لهذا الوثائقي عن الملكة كليوباترا أكثر من 50 ألف شخص حتى الآن من الجنسيات المختلفة، وقد امتلأت المواقع العالمية بالنقد لهذا العمل الرديء من منصة نتفليكس، وانفجرت الصحافة العالمية -وخاصة المصرية واليونانية- غضبًا في وجه تعنت المنصة الأمريكية الشهيرة وجهلها.

وما بين الاحتجاجات والاعتراضات والنقاشات والجدل، أيام قليلة وسيُحسم الأمر بكل تأكيد..إذًا كيف سترد "نتفليكس" المنصة الأشهر عالميًا على هذه المطالبات؟  

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة