ممثلون صاعدون يحملون في مواهبهم مستقبل السينما العالمية

تجري الأحكام عادةً أن يصعد ممثل أو ممثلة ما عن طريق الأدوار الصغيرة إلى قمّة هرم الشهرة، وهي مسيرة طبيعية هدف من يسلك طريقها الخلود بين صفحات السينما العالميّة، وكما نعلم الوصول إلى درجات عاليّة من الشهرى دائماً ما يتطلب التزاماً هائلاً من قبل العاملين في هذا المجال ليتمكنوا من اكتساب ما يستحقونه في عالم السينما.

ما أريد التحدث عنه هو عدد من الممثلين الصاعدين الذين بدأوا بإثبات اسمائهم بين الكبار في عالم السينما لتكون الفترة القادمة حدّ فاصل مهم جداً في مسيرتهم التمثيلية والفنيّة.

أنا لا أتحدث هنا عن جينيفر لورينس أو برادلي كوبر، فهؤلاء أصبحوا نجوماً ومن أكبر النجوم إذا صحّ القول، سأحاول التركيز على مجموعة رائعة من الممثلين الذين ستتوجه عليهم العيون في الفترة القادمة، وهي مواهب ليست بالخفيفة وتحمل بين أسطرها مستقبل العالم التمثيلي وبالتالي السينمائي الحديث، لنتعرّف على هذه الشخصيات المميزة التي تشكّل مجموعة ممثلون صاعدون في عالم السينما:

من إحدى المواهب المميزة والصاعدة في عالم السينما، اتّسمت مسيرة كريس برات في الفترة الأخيرة بالحظ الكبير حيث اختياره للمشاركة ولعب دور البطولة في أحد أهم الأعمال السينمائية في السنتين الماضيتين مثل Guardians of the Galaxy  و The Lego Movie بالإضافة إلى أنجح أفلام 2015 لحدّ الآن  جعلته أحد النجوم العالميين دون أي شك.

لكن ما زال التحدّي والطريق طويلاً بالنسبة لهذا النجم الحديث وعليه أن يقدّم أكثر من أفلام الإنتاجات الضخمة لإثبات قدراته التمثيليّة المتنوعة مع العلم أن ظهوره السينمائية يتّسم بجاذبية هائلة تساهم في تقديمه متعة ليس لها مثيل على الشاشة الكبيرة، وبالنظر إلى ذلك تم اختياره للقيام بعدة أعمال قادمة أهمها النسخة الحديثة من فيلم The Magnificent Seven وجزء ثاني من الفيلم الناجح Jurassic World.

يتمتّع هذا الممثل بموهبة ليس لها مثيل جعلته من المفضلين لدي في الفترة السينمائية الحاليّة، فظهوره الأول الكبير عن طريق فيلم Inside Llewyn Davis لا يمكن وصفه إلا بالمثالي، لينتقل بعد ذلك للمشاركة في الكثير من الأعمال التي ابهرتنا بعرض خيالي لقدراته التمثيلية الاستثنائية مثل فيلم A Most Violent Year ولوحة الخيال العلمي لهذا العام Ex Machina.

أوسكار عكس كريس برات، بدأ بالأعمال المستقلّة التي تتطلب أداء تمثيلي والتزام ليس له مثيل ليتم اختياره بسبب شخصيته الفذّة المدهشة ليمثّل في أفلام الإنتاجات الضخمة وأولها هو الجزء السابع من سلسلة Star Wars لهذا العام The Force Awakens بالإضافة إلى اختياره للعب دور الشرير في فيلم X-Men القادم Apocalypse، ولمعرفة المزيد عن مسيرة هذا الممثل المميّز اقرأ هنا.

بدأت الحسناء السويدية، التي لا يمكن مقاومتها أبداً، بتكثيف ظهورها في عالم الشاشة الكبيرة ولذلك سنشاهدها في 6 أعمال مختلفة بين 2015 و 2016 تتراوح انطلاقاً من مجال الدراما القويّة في فيلم The Danish Girl أو حتى الأكشن الأنيق لفيلم غاي ريتشي القادم .The Man From U.N.C.L.E وصولاً إلى الكوميديا مع فيلم برادلي كوبر القادم Adam Jones.

حصلت هذه الممثلة على فرصتها الكبرى أيضاً من فيلم الخيال العلمي الرائع لهذا العام Ex Machina، حيث قامت بلعب دور الشخصية الرئيسي “إيفا” في هذا الفيلم بدور لا تشوبه شائبة جذبت أنظار الجميع على ما تمتلكه من ظهور فتّاك على شاشة السينما بالإضافة إلى قدراتها التمثيلية المثيرة للإعجاب.

حاول هذا الممثل كثيراً الوصول إلى النجوميّة المرغوبة والآن يملك فرصته المثالية، حيث شاهدناه كثيراً يشارك في أدوار تطغو عليها الآثار النفسيّة المدمّرة سواء على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة، وساعدت مشاركته الصغيرة في أفلام حائزة على جائزة الأوسكار مثل Argo و 12 Years a Slave على انتشار اسمه بشكل واسع ليعود الفضل إلى فيلم Monsters المستقلّ في كشف ما يملكه هذا الممثل الموهوب.

شارك هذا الممثل في الكثير من الأعمال التلفزيونية، وتمكّن العام الفائت من اثبات وجوده في عالم السينما عن طريق فيلم Gone Girl والعمل المستقلّ الجيّد The Rover، ليعمل حالياً على عدة أعمال مثل فيلم الأكشن Sleepless Night مع تأكيد ظهوره في فيلم السوبرهيرو المرتقب العام المقبل Batman V Superman: Dawn of Justice في دور لم يتم الكشف عن تفاصيله لحدّ الآن، ولكن دون شك يملك هذا الممثل تماماً ما يتطلبه النجاح في مجال التمثيل.

حظي هذا الممثل الإنجليزي بفترة سينمائية ممتازة مؤخراً شارك من خلالها في بطولة عدد من أعمال مشوّقة ورائعة لم تكن لتستطيع أن تثبت نفسها دون نجومية هذا الممثل الصاعد، بدايةً من فيلم Starred Up عام 2013، و 71′ عام 2014 ليتابع عبر فيلم Unbroken للمخرجة أنجيلينا جولي في العام ذاته قبل أن يستعد لسنة أخرى ضخمة في مسيرته المميزة لحدّ الآن.

ما قدمه هذا الممثل الشاب في فيلمي Starred Up و ’71 جعل منهما لوحتين سينمائيتين فائقتي المتعة، ولا أرى أي مانع من تكراره لهذا الانجاز في أعماله المستقبلية وهو في الواقع حصل هذا العام على جائزة النجم الصاعد في حفل توزيع جوائز البافتا، لذى علينا النظر إليه كموهبة تمثيلية لا يمكن الاستهانة بها أبداً.

إحدى الممثلتين اللتين ترشحتا لجائزة الأوسكار في لائحتنا هذه، ونعم ما زلت أرى أنها بحاجة إلى دور مقنع آخر لإثبات ما تملكه في عالم السينما، واعتقد أن لولا المنافسة الضعيفة في فئة أفضل ممثلة ساعدة في أوسكار 2015 لما حازت على ترشيح بعد مشاركتها في فيلم أعشقه وهو Birdman، وحتى أعتقد أن زميلتها في الفيلم نايومي واتس استحقت هذا الترشيح أكثر منها.

عملت إيما في عدة مجالات، ضمنت ظهورها في أفلام الإنتاج الضخمة بمشاركتها بدور غوين ستيسي عشيقة سبايدرمان الحديث، وتابعت مشاركاتها الكوميدية عن طريق فيلم Magic in the Moonlight لكن 2015 لم تكن سنة كريمة جداً معها حيث تم عرض أول أفلامها Aloha إلى جانب برادلي كوبر مع كميّة لا نهائية من النقد السلبي، بالإضافة إلى مشاركتها مع خواكين فينيكس في فيلم Irrational Man لوودي آلن، الذي بدوره لم ينال ذلك الانتباه الهائل.

أحد المفضلين لديّ في هذه اللائحة، لا تهمني كثيراً أعماله السابق سواء كانت تلك الراقصة منها في نسخة فيلم Footloose الحديثة أو واقع مشاركته في سلسلة Divergent، ما يهمني في الحقيقة هو Whiplash الذي عبّر ببساطة شديدة عن نضوج هائل لهذا الممثل ولهذه الموهبة التمثيلية الخارقة التي يمتلكها ممكنةً إياه من الظهور في واحد من أفضل أفلام 2014 بشكل لن تستبدله أبداً.

أما بالنسبة لأعماله القادمة، فسنشاهد الشهر القادم عرض النسخة الحديثة من فيلم Fantastic For الذي سيلعب فيه دور رييد ريتشاردز، وتشمله خططه السينمائية دراما رياضية تحت عنوان Bleed for This ولوحة كوميدية تحمل اسم Get a Job في 2015، وعدة أعمال أخرى في 2016، لكن ستُعتبر أعمال هذا العام فرصة حقيقية لإثبات تلك القدرات التي انفجرت أمامنا في فيلم Whiplash الهائل.

نعم .. بذلك نختم ثلاثي فيلم Ex Machina، في الواقع ظهر هذا الممثل الايرلندي من حيث لا نعلم “نعلم من أين أتى لكن استخدمت ذلك المصطلح مجازياً” حيث انطلق بشكل مخيف للعب أدوار مهمة في العديد من الأفلام الهائلة، وبهائلة أعني ممتعة إلى أبعد الحدود مثل فيلم الرومانس الخيالي About Time أو الدراما المستقلّة الرائعة المتمثلة بفيلم Frank وكما ذكرت أولاً ذلك الفيلم الفريد Ex Machina.

انطلاقته مسرحيّة، تابع بأدوار صغيرة عبر عدد من الأفلام المتنوعة أهمها آخر جزأين من سلسلة هاري بوتر، ثم شارك بأفلام غربية مثل True Grit تاريخية مثل Anna Karenina ليثبت ما يمتلكه من تنوّع فعّال أمام الشاشة السينمائية، وهو ممثل محترف دون أدنى شك بدأ بحفر اسمه بين الأفضل حالياً، سنشاهده هذا العام أيضاً في فيلم Star Wars بالإضافة إلى فيلم ليوناردو دي كابيرو الجديد The Revenant.

لا أعلم لما قامت هذه الممثلة المرشحة لجائزة الأوسكار، بعدما قدّمت أداء لا يُنسى في فيلم True Grit، باختيار أعمال سينمائية لا ترقى لقدراتها التمثيلية، وخاصةً تلك الغنائية منها “آخرها كان Pitch Perfect 2” لا أصرّح أن هذا الفيلم سيء ولكن ما تملكه هذه الممثلة البالغة من العمر 19 عاماً قد يصلح لأعمال أكبر من ذلك بكثير.

حصلت هذه الممثلة منذ 5 سنوات على فرصة ذهبية واستغلتها على أفضل وجه في منطلق مسيرتها السينمائية وكأنها الآن تحاول التعويض عن أفلام الكوميديا والرومانس التي فاتتها قبل دخولها إلى عالم جوائز الأوسكار، فقط نأمل أن تعود مرّة أخرى إلى أدوارها القويّة وتقدّم كل قدراتها على الشاشة الكبيرة.

من أقوى الممثلين الصاعدين على الإطلاق، والأفلام التي شارك فيها لحدّ الآن تحتوي على دراما قويّة قام تاي بتأدية دورها بشكل مثالي، مفاجئ في الواقع، فمن الصعب جداً أن تجد فيلم Mud مثيراً للاهتمام لكنه كان لوحة دراميّة ليس لها أي مثيل بمساعدة هذا الممثل بالإضافة إلى الخبير ماثيو ماكونوهي، ليعيد الكرّة مرّة أخرى إلى جانب نيكولاس كيج الذي قدّم في فترته الأخيرة فيلم واحد جيّد ألا وهو Joe، كان تاي من أقوى نقاطه مرة أخرى.

بدايته التمثيلية كانت مثالية، ومشاركته في فيلم The Tree of Life ساعدت كثيراً في تقدّمه للعب تلك الأدوار الرئيسية، والآن هو من أهم المواهب الصغيرة في عالم السينما وينظر الجميع للحصول على خدماته التمثيلية التي بالفعل يمكن وصفها بالمثالية، سيظهر في كثير من الأعمال هذه السنة والسنة القادمة وسيلعب دور سايكلوبس الصغير في فيلم X-Men القادم Apocalypse.

ما رأيكم بهذه المواهب المتنوّعة؟ تشرح وبكل بساطة الأفلام التي شاركوا فيها ما هو نوع الموهبة الحقيقية التي يمتلكونها هؤلاء الـ ممثلون صاعدون .. لذلك نتمنى فقط أن يتابعوا في مسيرتهم بنجاح دون الانحراف عن طريق النجوميّة الصحيح، فهناك الكثير من الأمثلة التي لخّصت ما قد تعنيه هذه المرحلة في حياة الممثلين الصاعدين، وربما سنتحدّث عنها في وقت لاحق.