لماذا وقع المشاهد العربي في غرام المسلسلات التركية؟
4 د
لم يظن صُنّاع الدراما العربية وخاصة المصرية أنّ هناك من سينافسهم بقوة على قلوب مشاهديهم، بل صمموا على تكرار أنفسهم على مدار سنوات طويلة شعر فيها المشاهد العربي بالملل والسأم، ولكن ظهور المسلسلات التركية ونجاحها المبهر جعل صُنّاع الدراما العربية يعيدون حساباتهم من جديد.
لقد بدأت المسلسلات التركية في التغلغل في حياتنا منذ النجاح المدوي لمسلسل نور التركي، ليتوالى بعده العديد من الأعمال الناجحة التي صنعت من زيارة تركيا حلم مرغوب لدى المشاهدين العرب، وجعلت تركيا مقصد سياحي رئيسي في قوائم رحلات الشركات السياحية فمثلًا: القصور التي صُورت بها مسلسل حريم السلطان أصبحت مزار دائم لمحبي هذا المسلسل المثير للجدل، كما أنّها تركت أثرها على أسماء الملايين من المواليد الجدد، كل هذا دفعني للتفكير عما يميز تلك المسلسلات التركية بحق لتحظى بتلك الشعبية الواسعة، وإليكم الأسباب.
الرومانسية المفتقدة
تقدم لنا المسلسلات التركية جرعة مكثفة من الرومانسية من خلال قصص الحب المتشابكة بالمسلسل، فغالبًا ما تمتلئ بالصراعات والمؤامرات من أجل تفريق الحبيبين، وتمنحنا المسلسلات التركية نماذج مختلفة لقصص الحب وإن دارت أغلبها في قوالب معروفة سلفًا مثل:
– قصص الحب التي تكاد تكون مستحيلة مثل مسلسل العشق الممنوع، أو مسلسل فاطمة الذي يدور حول شاب تورط هو وأصحابه في اغتصاب فتاة، ولكنه يقع في حبها ويقرر الوقوف بجانبها على خلاف الكثير فكيف السبيل لحب فتاة دُمرت نفسيًا وجسديًا؟
– قصص الحب التي غالبًا ما يكون بطلها شاب ثري ووسيم ويمتلك قدر كبير من الجاذبية التي تدفع العديد من الفتيات للإعجاب به ولكنه يقع دائمًا في حب الفتاة الغير مناسبة فيحارب عائلته من أجل الحفاظ على هذا الحب، وهذا النموذج تكرر أكثر من مرة في العديد من المسلسلات التركية نذكر منها مسلسل فريحة الفتاة الفقيرة ابنة حارس العقار التي يقع في حبها زميلها الثري الشاب، وأيضًا مسلسل صدفة فالشاب الثري المغرور يقع في حب فتاة سرعان ما يكتشف أنّها ابنة الطباخة التي تعمل لديهم بالمنزل.
– قصص الحب التي تدور في فلك التقاليد والعادات التركية الصارمة وربما أشهر مثال على ذلك هو مسلسل سيلا، فتقوم عائلة سيلا بتزويجها غصبًا إلى الأغا تنفيذًا للعادات والتقاليد القاسية بعد هروب أخيها مع أخت الأغا.
– قصص الحب التي تدور في أحداث بوليسية مشوقة تدفع المشاهد لمتابعة الحلقات بشغف، ونذكر منها مسلسل العشق الأسود، حيث يجمع القدر بين شرطي وفتاة ثرية للبحث عن الفاعل الحقيقي وراء حادثة قتل والد الفتاة وخطيبة الشرطي.
وجوه شابة ومتجددة
لقد سئم المشاهد العربي من تكرار ذات الوجوه التلفزيونية العربية المعتادة وبخاصة الجمهور الشاب، بينما الدراما التركية زاخرة بالوجوه الشابة والمتجددة، وربما اختلف هذا الأمر في السنوات الأخيرة بعدما اتجه نجوم العرب الشباب إلى التلفزيون بعد الأزمات المتلاحقة لصناعة السينما الناتجة عن الأحداث السياسية المضطربة في الوطن العربي.
حتى النساء والرجال في منتصف العمر تقدمهم المسلسلات التركية بروح شابة متفائلة دفعت العديد من النساء العربيات الأكبر عمرًا لمتابعتها، ونذكر منها مثلًا: مسلسل نساء حائرات الذي حقق نجاحًا كبيرًا على المستوى العربي بين النساء العرب ربما لم تحظ به النسخة الأمريكية الأصلية!
دراما اجتماعية متعددة شخصيات
السر وراء جاذبية الدراما التركية للجمهور العربي هو التقارب بين المجتمع التركي والمجتمعات العربية، فتقدم لنا الدراما تركيا كمجتمع أوربي متحضر بعادات وتقاليد محافظة، كما أنّ المسلسلات التركية غمرتنا بحكايات العائلة والأقارب و الأصحاب، فأدخلتنا ببساطة إلى بيوتهم ومن ثم حياتهم، وتتميز الدراما التركية بتعدد الشخصيات داخل العمل الواحد بدلًا من التركيز على البطل الأوحد كمسلسل الأوراق المتساقطة، ومسلسل على مر الزمان، وهو أمر افتقدناه كثيرًا في الدراما التلفزيونية العربية التي عودتنا على زخم الشخصيات مثل: مسلسل ليالي الحلمية، ومسلسل باب الحارة…الخ.
صورة تلفزيونية مبهرة
تقدم لنا المسلسلات التركية صورة تلفزيونية مبهرة وجذابة، فاستخدام تقنيات التصوير المتقدمة يبرز الألوان على الشاشة بطريقة خلابة، هذا بجانب اختيار الديكورات الأنيقة والعصرية التي تكمل تلك الصورة التلفزيونية البديعة، ناهيك عن جمال الطبيعة الرائع في تركيا والذي يتعمد صانعو العمل إبرازه فينقلك إلى لوحة فنية من الطبيعة الخالصة.
ولا يمكن أن ننسى بطلات وأبطال العمل الدرامي التركي الذين يمتازون برشاقتهم وجاذبيتهم الواضحة، وإن كان التركيز على وسامة الأبطال جعل الدراما التركية تستعين بالكثير من عارضي الأزياء وملكات الجمال على حساب القدرات التمثيلية، ربما أبرزهم من وجهة نظري “كيفانتش تاتليتوغ” الذي مازالت وسامته تطغى بكثير على قدراته التمثيلية.
ترى ما هو الشيء الأكثر إزعاجًا بشأن المسلسلات التركية؟
التطويل والحشو الذي تعج به المسلسلات التركية هو أمر مزعج للغاية، فالأحداث المتلاحقة والتعقيدات التي تواجه الأبطال أحيانًا تبدو غير منطقية ومختلقة، كما أنّ مدة الحلقة الأصلية للمسلسل غالبًا ما تكون طويلة تقريبًا 90 دقيقة، ولأسباب تسويقية تقوم القنوات العربية بتقسيم الحلقة الواحدة إلى حلقتين مدة عرض كل واحدة حوالي 40 دقيقة، وبالتالي الموسم الذي يضم 30 حلقة سيتضاعف ويصبح 60 حلقة على الشاشات العربية.
وأخيرًا علينا أن نرسل تحياتنا إلى القائمين على عملية الدبلجة، فدبلجة تلك المسلسلات باللهجة السورية جعلتها قريبة للقلب خفيفة على الأذن.
وأنتم كيف رأيتم المسلسلات التركية؟ شاركونا برأيكم؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
انا صراحة لا أحب المسلسلات التركية كلها مهما كانت ولم ولن اتبعها اطلاقا لاسباب اخلاقية ودرامية و…..