تريند 🔥

🤖 AI

طريق القراءة المنسي: القراءة للمتعة دعنا نعيدك إليها إن زهدتها

القراءة
أحمد سامي
أحمد سامي

7 د

طريق القراءة المنسي الذي قد نجهله. القراءة يا رفاق هدفها الأول والأخير هو الإمتاع. لن تستطيع إكمال سطر واحد إذا لم تجد متعة في الشيء الذي تتصفحه من الأساس. عدم وجود متعة في القراءة ببساطة يجعلها مجرد عملية روتينية خالية من المشاعر والشغف. ويحول الوقت الذي تقرأ فيه من وقتٍ لضبط الحالة النفسية، إلى وقت لقتل الملل فحسب، دون فائدة فعلية من الأمر على الإطلاق.


طريق القراءة المنسي

لكن لا، القراءة لا يجب أن تكون مملة، ولا يجب أيضًا أن تكون جبرية. ستقول لي الآن: “أنا أريد أن أقرأ فعلًا، وأحب الذي أختار تصفحه، لكن لسببٍ أجهل طبيعته، لا أستطيع إكمال 5 صفحات حتى!”.

يقول الكاتب الكبير “جراهام جرين” عن القراءة ودور الكتب والمطالعة في تشكيل وعي البشرية: “أحيانًا أفكر أن حياة البشر تشكلت بواسطة الكتب أكثر مما ساهم البشر أنفسهم في تشكيل هذه الحياة”.

إعادة شغفك لعملية القراءة من جديد

وهنا يأتي دور مقال اليوم يا عزيزي. اليوم سوف نحاول إعادة شغفك لعملية القراءة من جديد، عبر سرد نصائح تساعدك على الاستمتاع فعليًّا أثناء القراءة المتقطعة حتى، لنعيدك لطريق القراءة المنسي من جديد.


قراءة الروايات والقصص القصيرة

القراءة

طريق القراءة المنسي: القراءة هدفها الإمتاع، دعنا نساعدك على الرجوع إليها إذا زهدتها!

حديثنا في الفقرات التالية مرهون بالروايات كفنٍ أشمل وأعم، لكن ينطبق أيضًا على فن القصة القصيرة، حيث أنه عبارة عن (اختزال) للروايات.

  • لا تنتظر معلومات

الروايات هي اللون النثري الوحيد المخصص للمتعة الفائقة، مقارنة بكل الألوان الأخرى. هو اللون النثري الذي ستجد فيه الدراما، التصاعد، المشاعر، البصريّات، السمعيّات، وكل شيء يجعلك تدخل في قلب رحلة خيالية من الطراز الرفيع. لذلك الروايات لون أدبي يهدف للمتعة المطلقة، بالضبط مثل الأفلام والمسلسلات التي تشاهدها على الدوام.

في الأعمال الفنية المُتلفزة، أنت لا تحاول اقتناص المعلومات، أنت تحاول أن تستمتع فحسب، أن تعيش أجواء القصة، وأن يزداد معدل ضربات قلبك مع الوقت.

لا تنتظر أي معلومات دقيقة من الروايات، حيث أنها ليست أبحاثًا علمية أو اعترف كاتبها أنه مؤرِّخ مثلًا. وحتى إذا اعترف، من حقه تحريف الحقائق التاريخية بالكامل من أجل خدمة حبكته، حيث أن الحبكات الروائية في الأساس عادة ما تكون فانتازية وخيالية تمامًا، ونادرًا ما تأخذ خطوطها العريضة من الواقع. لذلك إذا كنت تقرأ رواية تاريخية مثلًا، لا تجادل على صحة معلوماتها، واستمتع بالأحداث فحسب.

  • إذا مللت من السرد، اقذف الرواية من النافذة

السرد هو المفتاح الرئيسي لفن الرواية. مهما كانت الحبكة خارقة، الشخصيات عبقرية، أو حتى الأجواء محببة إلى قلبك، بدون السرد لا توجد قابلية لإتمام العمل الذي أمامك، وبناء عليه ستكون عملية القراءة مجرد محاولات مستمرة لقتل الملل الناتج عن ملل السرد نفسه.

هنا السؤال الطبيعي سيكون: “كيف لي أن أعرف مناسبة أسلوب السرد لذائقتي الفنية بدون القراءة يا عزيزي؟ ألا يجب اقتناء الكتاب أولًا، ثم الوصول لتلك المرحلة التقييمية؟”. في الواقع لا، الأمر أبسط من ذلك بكثير فعلًا.

وأنت واقف في متجر الكتب، اعمل على قراءة النبذة جيدًا، ثم بعدها اقرأ أول صفحة من المقدمة. لا ضير من مطالعة الكتب لدقيقتين فقط قبل أخذ قرار الشراء، وصاحب المتجر سيرحب بذلك، لأنه لا يريد أن يأتيه زبون بكتاب مرتجع لأنه لم يناسب ذائقته الفنية مثلًا. فإذا أعجبتك النبذة، ورأيت أسلوب سرد الصفحة الأولى جذَّابًا، ابتع الكتاب، وأتمنى لك قراءة ممتعة!


قراءة الكتب المعلوماتية

القراءة

السبب الرئيسي لوجود ملل من الكتب المعلوماتية، هو أن معلوماتها كثيرة جدًا، ولا تعرف ما الذي يجب أن تحتفظ له، وما الذي يجب أن تتركه خلفك. ذلك الترتيب لأولويات حفظ المعلومات، هو من أهم الأشياء التي تجعل عملية القراءة المعلوماتية في الأساس، مفيدة.

  • ورقة وقلم، ودَوِّن ما تراه مناسبًا

ومن أجل تحقيق ذلك الترتيب المنشود للأولويات، هناك طقوس مُعينة يجب فعلها قبل الشروع في القراءة يا عزيزي. يجب عليك جلب دفتر مخصص لمخرجات الكتب، ومعه قلم سلس في الكتابة بالنسبة لك. وبدلًا من تشويه الكتب بأقلام التلوين، أو التخطيط بالأقلام الرصاص، فقط انسخ المعلومة التي تريدها في الدفتر الذي جلبته، وانتهى الأمر.

وهنا طبعًا يمكنك صياغة المعلومة المكتسبة بأي طريقة تجدها مناسبة، فلا يجب أن تتقيد بنفس أسلوب الكاتب. أنت في النهاية الذي سيُعالج المعلومة الجديدة، وعقلك بالطبع يختلف عن عقل الكاتب، وعن عقل أي قارئ آخر لنفس الكتاب.

  • الوقت هو سيد القضية

الكتب المعلوماتية بطبيعتها، لا توجد فيها عناصر جذب مثل الروايات، فلا تتوقع أن يجذبك الكتاب للقراءة لساعات وساعات، هذا لن يحدث. إلا بالطبع إذا كنت باحثًا، ومُجبر على القراءة لإتمام رسالتك العلمية. وكما يُقال في علم النفس: “الاعتراف بالمرض هو الخطوة الأولى في العلاج”. أجل، الكتب المعلوماتية ليست مثيرة كالروايات، لذلك القراءة فيها يجب أن تكون مقننة وموزونة.

لكن بعيدًا عن تلك النقطة، لن تجد المتعة في الكتب المعلوماتية أبدًا. نحن نقرأ تلك الكتب للاستزادة غير المشروطة، أو للتدقيق من معلومة معينة ليس إلا.

لذلك لا تطمح بإنهاء كتاب معلوماتي في جلسة واحدة، احرص على تقسيم الوقت. وإذا عقدت العزم على إنهاء كتاب واحد بعينه، حدد له يوميًّا مجموعة صفحات (ذات عدد محدود للغاية)، والتزم بها. ستُنهي الكتاب بعد فترة طويلة أجل، لكن ستنهيه. بدلًا من محاولة تكديس 50 صفحة في يوم، ثم وضع الكتاب في المكتبة حتى نهاية العالم.


قراءة الشعر

القراءة

طريق القراءة المنسي – دعنا نساعدك على الرجوع إليها إذا زهدتها!

قراءة الشعر ممتعة للغاية فعلًا. أن تقرأ الأبيات وتفهم المدلول الخفي للكلمات، هذا شيء يبعث على البهجة والسرور بطريقة لا تتخيلها. لكن الشعر مثله مثل أي لون فني آخر، يعتمد على جودة الشاعر من جهة، والحالة النفسية للقارئ من جهة أخرى. جودة الشاعر تتمثل في المفردات، والحالة النفسية تتمثل في القابلية على الاستكمال.

العلاقة بينهما طردية في أغلب الأحيان، لكن توجد بعض حالات الحيود التي تكون فيها قراءة الشعر عملية مملة للغاية، حتى إذا كان الشاعر قابضًا على مَلكة شعرية لا تُضاهى. في هذه الحالة، احرص على تقليد الشاعر.

أجل، عليك الاستفادة من الشعر عبر تقليده، وقتها ستشعر أنك تستطيع صياغة أبيات جميلة مثله، وهذا سيعزز ثقتك بنفسك، ويجعل وقت القراءة أطول. وجود نوع من التحدي بينك وبين الشاعر، يعمل على خلق بيئة تنافسية تحببك في الشعر أكثر وأكثر، وتقضي على الملل الذي قد يصيبك من آنٍ لآخر.

نرشح لك قراءة: تودّ لو كنت تقرأ أكثر؟ تعرّف على 20 نصيحة بسيطة لتحويل القراءة لعادة يومية


قراءة النصوص المسرحية

القراءة

على طريق القراءة المنسي هذا آخر لون أدبي سوف نتناوله اليوم: النصوص المسرحية!

المسرح من الألوان الأدبية الهامة جدًا، لكن للأسف منسية، بعدما بات الإقبال عليه هذه الأيام محدودًا للغاية. بينما في الماضي، كان النصّ المسرحي هو اللون الأدبي الأسمى، وكان له روّاد عرب وأجانب، استطاعوا إعلاء شأنه بشدة، حتى بات هو الأصل والمنشأ. وإذا نظرنا بعين الناقد إلى فن الرواية حاليًّا، سنجد أنه عبارة عن (إطناب) لفن الكتابة المسرحية (المختزلة).

لكن المسرح مثله مثل أي فنٍ آخر، تشوب نصوصه الملل من وقتٍ لآخر. لذلك القراءة فيه تحتاج إلى حنكة بعض الشيء، والسر يا أعزائي يكون في القراءة بصوتٍ عالٍ. أجل، لا تتعجبوا، النصوص المسرحية في الأساس تُكتب كي تُقال على لسان بشر يعتلون خشبة مسرح كبيرة جدًا.

القراءة في ذلك اللون الأدبي ممتعة جدًا، والمتعة تكمن في خَلق طبقة صوتية لكل شخصية. لنفترض أن المسرحية بها ثلاثة أبطال، عليك بصنع طبقة صوت مختلفة لكل شخصية، والقراءة بتلك الطبقات خلال النص. والدليل الأقوى على صواب هذه الطريقة، هو أنك عندما تبحث عن أي شرح لمسرحية للكاتب “شكسبير” مثلًا على يوتيوب، ستجد أن المحاضر يقرأ النصّ جهرًا، وبطبقاتٍ صوتية مختلفة. هذا بدوره يعزز من تجربة المسرح، ويُحوِّل النص من مجرد سطور رتيبة، إلى موجات صوتية رنّانة تعلق بالذهن أبد الدهر.

ذو صلة

وفي ختام حديثنا اليوم، عن طريق القراءة المنسي والعودة لمتعة القراءة، أحب التنويه عن شيء واحد: “لا توجد قاعدة ثابتة للمتعة”. كل الطرق والنصائح التي طرحتها عليكم اليوم، ربما لن تتناسب مع أغلبكم، وربما تتناسب. لأننا في النهاية مختلفون، لكن عزائي الوحيد هو إمكانية تفتيح عقولكم، وجعلكم تخترعون أساليب أخرى مبنية على الأساليب التي قلتها اليوم.

حياتك قصيرة وواحدة، لا تضيعها في قراءات مملة!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة