عزة عبد القادر
عزة عبد القادر

د

قهوة سامة….

لقد قال الحكيم (ومن الحب ما قتل ) تلك الحكمة الواقعية التي تثبت كل يوم مدى صدقها . فالعشق يعمي الأبصار ويجعل العقول تائهة ،وكم شغفت العشق القلوب وأشعل العقول بالخيال والفكر.
في صباح كل يوم يكون لنا موعد مع الكوب الساحر الذي يمتليء بمشروبنا المفضل(القهوة)، فكم تغنى الشعراء بالقهوة وكم روى القصاصين عنها ، ولازال العالم يصنع كل يوم من حبوب البن الجديد والغريب ، فالقهوة تمتزج بكثير من المشروبات وتذوب معها ولكنها تطغى بنكهتها عليهم مما يميزها على كافة المشاريب ، يمكنك أن تخلطها باللبن أو تضع عليها مزيج من الكاكاو بالمكسرات أو تتناولها بجوز الهند، كذلك يمكنك وضع بعض من بذور القرنفل والنعناع لتذويقها.

لا تلهث وراء الموضة ..
على عشاق القهوة من اليوم فصاعدا أن يفكروا جيدا ولا يلهثون وراء صيحات الموضة لخلطات البن الحديثة لأن ذلك يمكن أن يؤدي بهم لمشكلات صحية لا حصر لها،  بل إن المسألة يمكن أن تصل إلى الموت.
لا تتعجب إذا عرفت أن القهوة يمكنها أن تقتل إحدى محبيها ،‏ خاصة إذا عرفت أن (قهوة الرغبة بالموت) هي علامة تِجارية لأحد أنواعها ، هذه القهوة تحتوي على ما يعادل 728 ملليغرام من الكافيين  اي نسبة 200%، وتتميز هذه القهوة بأنها مصنوعة من مواد طبيعية خالصة و لا تحتوي على أي مواد كيميائية، كما أنها تساعد صاحبها على الشعور باليقظة طيلة الفترة التي تلي تناولها الذي يمكن أن يصل إلى يومين، بسبب كمية الكافيين المرتفعة فيها.

 إدمان ..

ظهرت (قهوة الموت) سنة 2012 ، حيث قامت شركة أمريكية بإنتاجها للمشاركة في مسابقة باسم “عمل صغير لعبة كبيرة” الشيء الذي حقق لها الفوز في المسابقة و الشهرة الواسعة كما حققت مبيعات كبيرة في العالم، وقد كتبت الشركة المصنعة لهذه القهوة تحذيرا جانبيا على عبوة القهوة” أن متناولها قد يصاب بالإدمان، وكما يصف متناولي تلك القهوة  أن مذاقها لايقاوم ويختلف كلية عن القهوة العادية ، ويصل ثمنها إلى 40 دولار للكيلو الواحد أي ما يعادل 800 جنيه مصري.

قررت شركة (ديث ويش) المنتجة لقهوة الرغبة بالموت سحب عبوات من منتجها لاحتمال احتواء بعضها على مادة البوتولين السامة ،  وقالت الشركة : إن هناك خطراً على المدى البعيد يتمثل في أن المنتجات التي تحتوي على نيتروجين ربما تكون بها بكتيريا يمكن أن تؤدي لإنتاج مادة البوتولين السامة في الأغذية منخفضة الحموضة التي تباع في عبوات قليلة الأكسجين.