آية عامر
آية عامر

د

كانت هنا.. لولا الآخرون

كل كلمات الرثاء والفقد لا تسعفني، لا أعلم يا صديقتي أكتب لرثائك أم لأرثي حالي، حتى هذه اللحظة لأ أعي ما حدث، كلماتهم عنكِ بصيغة الماضي تقتلني، كل ما حدث بعد الخبر فتت قلبي.

تعلمين على غير عادتي نمت مبكرًأ، واستقيظت ليلًا ابحث عن هاتفي كالمعتاد، لأجد منشور يقولون رحلتِ، لم أفهم ماذا يعني رحلتِ، البرودة تملكتني يا سهر، سقطت لم يساعدني جسدي لأقوم واخبر من حولي بما حدث، ظللت ابحث عن كلمة تطمئننِ أن ما قرأته غير صحيح، أن ما يحدث حولي كابوس واصحو، لا لم يكن كابوس.

مرت 5 أيام يا سهر والوجع لا يهدأ مع الوقت كما قالوا من باب المواساة، الفاجعة ثقبت قلبي ثقب يتسع كل لحظة، حاولت الوصول لأي شخص قريب منك في بلدك، وودت لو أسافر وابحث عنكِ في كل شبر حتى أجدك، فرحت لما وجدت رفيقتك من الدراسة، سألتها عنك بعد يومان من الفاجعة وكأنني كنت انتظر أن تقول لي انك بخير، والصدمة كانت تتحدث عنك ب”كانت”، حريق صدري اشتعل وكان الخبر يحط على قلبي لأول مرة، لا مستحيل، قولي أنها بخير، وأن كل ما حدث غير صحيح.

الكل يعزيني أن الوقت كفيل بكل شيء، لكن لا أريد أن يهدأ الوجع، لا اريد أن يمر الوقت وتصبح مجرد ذكرى، احاول العودة لحياتي وأقوم بمهامي اليومية، اضحك مع الجميع، وانتحب في غرفتي، الشعور بالذنب بأنك لم تكن كافٍ، الأسف على كل لحظة لم تشبع فيها ممن تحب، تكره حزنك وتحاول أن تخفيه بشتى الطرق، تشعر أن الحزن شعور نبيل لا تستحقه.

لم أكن أعلم ان الإنسان قادر على تحمل كل هذا القدر من الألم، مع كل أسى نقول هذه هي النهاية، ولكن نكتشف أن مازال هناك متسع للمزيد من الألم والحزن، ولكن ما يبقينا هو الأمل، الأمل أن يومًا ما سوف تتبدد الغيوم، أن سهر كانت تسعى ليكون العالم مكان آمن لكل البشر باختلافاتهم، ومن الخيانة لذكراها أن اتناسى ما سعت إليه دومًا.

حبك ودعمك و ورودك الحلوة مثل وجهك الملائكي، وكأن جمال العالم اجتمع في روحك، سوف تبقين الأجمل في قلبي وقلوب سكر بنات، الأجمل والأنقى والأشجع يا سهر.