تريند 🔥

🤖 AI

كيف تبدأ حياتك المهنية مع انطلاق الجامعة؟

كيف تبدأ حياتك المهنية أثناء دراستك الجامعية
معاذ يوسف
معاذ يوسف

6 د

من المخطئ اعتقاد البعض بأنّ الاستعداد للحياة المهنية يبدأ بعد الانتهاء من الجامعة، وأنّه أثناء الدراسة الجامعيّة، فإنّ التركيز يكون فقط على الدراسة ولا شيء غيرها.

بالطبع الاهتمام بالدراسة يأتي في قائمة الأولويات في الجامعة، لكنّه في الواقع ليس فقط الشيء المهم، وأنّ قائمة الأولويّات يجب أن تشمل أشياءً أخرى، على رأسها أيضًا البدء في الحياة المهنيّة.

وفي رأيي هذا الأمر في الأساس يرتبط بالغرض الرئيسي الذي من أجله تم وضع المرحلة الجامعية، حتى يستفيد منها الإنسان في تأهيل نفسه للمستقبل، ويبقى السؤال المطروح دائمًا: كيف يمكنني البدء في حياتي المهنية مع أول عام دراسي لي في الجامعة؟ وهذا ما سوف نجيبه في هذا المقال.


الارتباط بين الدراسة والمستقبل

في الواقع هناك ارتباط دائمًا بين الدراسة والمستقبل، من ناحية الدور الذي تلعبه الدراسة لمساعدتك في الاستعداد للعمل فيما بعد، لكن العديد من الأشخاص يعتقدون بأنّ الدراسة لا تفيد، نظرًا للاختلاف بينها وبين سوق العمل الموجود.

وهذا الأمر يأتي من الفهم الخاطئ للدراسة، أو الافتراضات غير الصحيحة عمّا يجب تعلّمه فعلًا، وهذا بعيدًا عن الأنظمة التعليمية السيئة بالطبع.

فالدراسة تركز على الجانب الأكاديمي، وسوق العمل يحتاج إلى الجانب العملي، فيظن البعض أنّه يجب أن يدرس الجانب العملي في المقام الأول.

هذه ليست فكرة خاطئة في المجمل، لكن المعرفة الأكاديمية مطلوبة، وبدونها لن يكون جانبك العملي بنفس القوة.

وبالتالي، يجب أن تركز مع الدراسة، وتبدأ في الربط بينها وبين سوق العمل، وتحدد أي الجوانب الأكاديمية تحديدًا ستكون أكثر فائدة من غيرها من الجوانب.


هل تنوي العمل في مجال دراستك؟

يبدو السؤال مبكرًا قليلًا باعتبار أنّه موجه لطلّاب السنة الأولى في المقام الأول، لكن التفكير فيه مطلوب من البداية.

فما يحدث هو أنّ هناك العديد من الأشخاص الذين يدخلون إلى كلية غير التي رغبوا فيها في الماضي، ويشعر بأنّه مجبر على دراستها ولاحقًا العمل في مجالها.

لكن أنت المتحكم في مصيرك، وبالتالي يمكنك أن تفكر في هذه النقطة، وتتساءل حول المجال الذي ترغب فيه حقًا، وإن كان بإمكانك العمل في هذا المجال أو لا، بعيدًا عمّا أنت مضطر إلى دراسته.

وهذا لا يعني أن تتنازل عن مجال دراستك الحالي، بل أن تربط بين الاثنين إن أمكن، فأنا على المستوى الشخصي من مناصري مبدأ تنوع مجالات العمل لدى نفس الشخص؛ لأنّ الأمر ليس مستحيلًا، فقط يحتاج إلى تنظيم وتدريب أكثر.

وبالتالي لا مشكلة في الاهتمام بمجال الدراسة الأساسي، سواءً كان هو الذي تمنيته لنفسك أو لا، وكذلك التفكير في المجالات الأخرى المتاحة بالنسبة لك، والعمل على تطوير ذاتك في كل هذه المجالات.


العمل أثناء الدراسة

من الأشياء التي تساعدك على البدء في حياتك المهنية مع انطلاق الجامعة، وهي استغلالك لهذه الفترة بأفضل صورة ممكنة.

من بين الأشياء التي يمكنك القيام بها لذلك هي تجربة العمل أثناء الدراسة.

هذا الأمر سيفيدك في العديد من الأشياء، من أهمها هي أنّك سوف تحصل على الفرصة لاختبار نفسك في الالتزام بأداء مهام معينة لفترة من الوقت، وهذا يعطيك لمحة عن إمكانياتك الحقيقية التي تمتلكها، وكذلك سوف تتطور هذه القدرات مع الوقت.

أنصحك ألّا يكون تركيزك فقط على المقابل المادي في هذه الفترة، بل أن يكون الاهتمام الرئيسي بتطوير ذاتك، وتعلّم مهارات جديدة، لا سيما إن كنت في غير حاجة إلى المال.

فالعمل أثناء الدراسة يتيح لك فرصة تجربة أكثر من مجال، ويعطيك صورة مبدئية عن المجالات التي تحبها ويمكنك الاستمرار بها، وهذا قد لا تجده بعد في الجامعة، عندما تكون محاطًا بمسؤوليات عديدة ترغب في أدائها، وتقل قابلية التعلّم لديك.

لذلك أنصح دائمًا أي شخص بأن يهتم بفكرة العمل أثناء الدراسة؛ لأنّ ما نعتقده عن أنفسنا بشكل نظري، يختلف تمامًا عن الواقع العملي لاحقًا.


التدريبات والدورات التعليمية والتطوع

من الأشياء المهمة التي تساعدك على بدء حياتك المهنية مع انطلاق الجامعة، وهي أن تدرك الاحتياج الموجود لديك، وتعمل على إشباع الرغبات الناتجة عن هذا الاحتياج.

لكن ماذا إن كنت لا تعرف الاحتياج بالضبط؟ أو كنت تدرك جوانب منقوصة منه لا وتعرف الباقي؟

من هنا تأتي أهمية التدريبات والدورات التعليمية، والتطوع في الأنشطة المختلفة الموجودة في جامعتك، فهي تساعدك على معرفة العديد من الأشياء المتعلقة بكليتك، سواءً من ناحية المعلومات أو المهارات أو السلوكيات التي قد تحتاج إليها. بجانب كونها تساعدك على المستوى الشخصي لا العملي فقط.

وقد تظن أنّك تحب مجالًا بعينه، ثم تكتشف بعد ذلك أنّ شعورك خاطئ، وهذا لا يأتي إلّا بالتجربة بالتأكيد، وكلما فعلت ذلك مبكرًا، كلما كان بإمكانك معرفة المزيد عن المستقبل العملي الذي ينتظرك، وأن تقلل الفجوة بين دراستك وسوق العمل الذي سوف تخرج إليه بعد الكلية.

كذلك فإنّ كل كلية يكون لها مجموعة من التدريبات والدورات المعروفة، ومن خلال بحثك المبكر عن هذه التدريبات والدورات، سيكون بإمكانك الحصول على أكبر قدر ممكن منها، لا من أجل العدد، إنّما للحصول على مساحة أكبر من التجارب التي تجهزك أكثر للمستقبل.


القراءة ترافقك دائمًا

في رأيي تمثل القراءة عنصر هام جدًا في حياتك المهنية؛ لأنّ مصادرها متوفرة بكثرة، وقد تساعدك على تعلّم العديد من الأشياء المهمة.

ولذلك أؤمن بأنّ القراءة يجب أن ترافقك دائمًا، وأن تقرأ عن كل شيء يمكنه أن يفيدك حقًا.

القراءة سوف تعدل لديك العديد من الافتراضات الخاطئة، وستساعدك على تكوين منظور سليم عن أشياءٍ أخرى، فربما من خلال ما تقرأه تكتشف أنّ هناك مجال جديد يمكنك الدخول إليه، لم تعرف عنه أي شيء قبل ذلك.

ومن هنا حاول أن تخصص جزءًا من وقتك للقراءة يوميًا، ولو عدد صفحات قليلة، سوف تدرك هذا الأثر على نفسك في المستقبل، عندما تكتشف كيف ساهمت القراءة في تشكيل شخصيتك، ومساعدتك على اختيار المجالات العملية التي تناسبك، بل وأن تصبح أكثر معرفة وتخصصية تمنحك تميزًا عن الآخرين من حولك.


السيرة الذاتية

سأحاول تلخيص كل الفقرات التي ذكرتها في المقال من خلال هذه النقطة، فنحن عندما نقوم بالتقديم لأي وظيفة أو تدريب أو غيرها، فإنّنا نرسل لهم ما يعرف بـ”السيرة الذاتية”.

وتتكون السيرة الذاتية من العديد من الأشياء، من بينها: الخبرات السابقة، الدورات التعليمية، التدريبات، الأنشطة الطلابية.

لذلك فأنا أؤمن دائمًا أنّ بداية الحياة المهنية مع انطلاق الجامعة، تتمثل في العمل على بناء سيرة ذاتية قوية، وإضافة كل العناصر السابقة التي تحدثنا عنها في المقال.

كن حريصًا على أن تملأها بأشياءٍ مفيدة حقًا، فالمسألة لا يُنظر إليها بالعدد كما ذكرنا، لكن بجودة ما حصلت عليه، ومساحة التجارب الخاصة بك.

ذو صلة

ستبدأ دراستك وأنت ترى أنّ سيرتك الذاتية خالية تمامًا من كل شيء، لكن تدريجيًا مع المضي قدمًا في الجامعة، ستجدها مليئة بما تفعله، وعندما تقوم بالتقديم إلى وظيفة في المستقبل، سوف تدرك أهمية ما فعلته خلال الجامعة، وتحصد النتائج.

ختامًا ربما ترى أنّني أركز على من يبدأون الجامعة لأخبرهم عن الأمر، لكن هذا لا يعني أنّ الوقت قد تأخر على البداية لو كنت تشعر بذلك، وسواءً كنت في سنتك الأولى أو الأخيرة. دائمًا هناك فرصة للتعلّم والبناء يا صديقي، والمهم هو أن تبدأ في أقرب وقت.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة