الدراسة في ألمانيا: أفضل المدن الطلابية ومعلومات عن المعيشة فيها

أصبحت ألمانيا اليوم حاضنة للتنوع الثقافي ومن البلدان الأكثر دعماً له باستمرار، وهي تعمل على ذلك عن طريق استقطاب الطلاب الدوليين وتقديم العديد من المنح المتميزة لهم وفيها بعض من أفضل المدن الطلابية في العالم. كما أنها تضم العديد من أفضل وأرخص فرص التعليم في العالم، وتُعدّ شهاداتها التعليمية معترف بها عالمياً، ولذا عليك دوماً أخذها بعين الاعتبار حين تقرر أن تدرس خارجاً.

بعد أن تعرّفنا على كيفية الحصول على تأشيرة دراسة والمعلومات التي تحتاجها لفتح حساب بنكي مغلق، سنتعرف اليوم على 4 من أهم المدن التي يقصدها الطلاب الدوليين للدراسة والعيش فيها، وسنجيب على جميع الأسئلة التي قد تخطر على بالك بشأنها سواء كانت عن تكاليف العيش وجودة المواصلات وحتى الأنشطة التي يمكنك استغلال وقت فراغك للاستمتاع فيها.

تعتبر ميونخ أرض الفرص بالنسبة للطلاب الأجانب في ألمانيا، فهي مركز اقتصادي قوي يضم شركات مشهورة في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات والاتصالات. ما يعني أن هذه المدينة العالمية مثالية للطلاب والخريجين الباحثين عن فرص عمل لأن اقتصادها المزدهر باستمرار يضمن لهم الحصول على العديد من فرص العمل.

تقع اثنتان من أفضل الجامعات في ألمانيا في ميونيخ، وهما جامعة لودفيغ ماكسيميليان – Ludwig Maximilian University of Munich وجامعة ميونيخ التقنية – Technical University of Munich، تتميّز الجامعتان بتخصيصهما عدداً كبيراً من المقاعد للطلاب الدوليين ما يضمن فرصاً عالية للانتساب والقبول فيهما، ولا يمكن بالطبع تجاهل نوعية التعليم وقيمته العالية فيهما.

تكلّف الدراسة في ميونخ وسطياً: 26 ألف يورو لدرجة البكالوريوس و40 ألفاً للماجستير، لكن يمكنك بالطبع انتهاز الفرصة والتسجيل في إحدى الجامعات الحكومية، التي تكاد تكون شبه مجانية عدا عن بعض الرسوم البسيطة التي لا تتجاوز 350 يورو في الفصل الدراسي الواحد (ومنها ما هو مجاني تماماً) ولا تقلق، إذ لا يقل التعليم في الجامعات الحكومية جودةً عن الجامعات الخاصة.

تضم المدينة سكناً خاصاً بالطلاب، وتستطيع أيضاً العيش في سكنٍ مشترك حيث يتراوح الإيجار الشهري لشقة بغرفة نوم واحدة في وسط المدينة من 950-1000 يورو، بينما يمكنك العثور على سعر أفضل للشقة نفسها في أطراف المدينة، بقيمة تقريبية  تصل لـ 800 يورو. كما تبلغ تكلفة المرافق مثل الكهرباء والتدفئة والمياه حوالي 250 يورو شهرياً؛ وبالنسبة للطعام ستحتاج شهرياً ما بين 200 إلى 400 يورو.

دُمّرت العديد من المباني القديمة الجميلة خلال الحرب العالمية الثانية لكن ما يزال بإمكانك ملاحظة الجمال ولمسه في كلّ زاوية منها.

لعل مهرجان أكتوبر أحد أكثر الاحتفالات جاذبية في ميونيخ، الذي يستقطب العديد من الأشخاص سنوياً وننصحك قطعاً ألا تفوته، لكنّه ليس عامل الجذب الوحيد فيها، إذ تساهم الطبيعة في ميونخ بنقلك إلى عالمٍ آخر من الجمال حيث يعبرها نهر إيزار، الذي حرص المسؤولون على إنشاء الحدائق على ضفّتيه، التي يمكنك أن تمضي أوقات فراغك فيها.

تستطيع أيضاً زيارة جبال الألب والاستمتاع بالتزلج على الجليد فيها وتجربة الطيران المظلي وفي فصل الصيف يمكنك أن تستمتع بالسباحة والإبحار والغوص والكثير من الأنشطة التي تكاد لا تنتهي.

يستخدم الطّلاب في ميونيخ بشكلٍ شائع وسائل النقل العام. تشمل خيارات النقل العام في المدينة الحافلات والقطارات والترام، كما أنّ تأجير الدراجات متاحٌ في ميونيخ وذو تكلفة منخفضة، ويمكن أن تجعل من ركوب الدراجة إلى جامعتك فرصةً ممتازة لرؤية المدينة والاستمتاع بها، وهي طريقة ممتعة وشائعة للتنقل بين سكان المدينة. كما أن نظام مترو الأنفاق مريحٌ للغاية برحلات تستمر طوال اليوم وتكلفة منخفضة للغاية.

تبلغ التكلفة الشهرية لوسائل النقل العام 64 يورو، بينما تبلغ تكلفة التذكرة ذات الاتجاه الواحد 2.70 يورو.

أعلى متوسط درجة حرارة في فصل الصيف قد يصل إلى 35 درجة مئوية، وأدنى متوسط درجة حرارة في فصل الشتاء يقترب من -3 درجات مئوية.

إن أردت الاستقرار في مكانٍ يضمّ أكبر عددٍ من فئة الشباب في ألمانيا، فعليك التوجّه فوراً إلى برلين النابضة بالحياة، والتي تُعتبر مكاناً مثالياً للأشخاص من جميع الخلفيات والاتجاهات والأماكن ما يجعلها فريدةً من نوعها.

برلين هي أيضاً مدينة الطلاب، فبالإضافة للعديد من الشباب الألمان الذين ينتقلون إلى برلين سنوياً لإكمال دراستهم، ستجد العديد من الطلاب الأجانب المغرمين بنوعية الحياة فيها التي تجمع بشكلٍ ساحر بين الماضي والحاضر، والطبيعة والتمدّن.

يوجد في برلين خمس جامعاتٍ عامة كبرى وحوالي 20 جامعة خاصة ومهنية وتقنية. يمكن للطلاب الاختيار بين مجموعةٍ واسعة من برامج الدرجات العلمية والدورات والحصول على تعليمهم من بعض أفضل الأكاديميين في مجالاتهم.

تقدّم جامعة Freie Universität Berlin العديد من البرامج الدراسية منها تلك التي تختصّ بالعلوم الإنسانية والاجتماعية وكذلك العلوم الطبيعية بالإضافة إلى برامجها المتميزة لدراسة الطب.

وإن كنت تبحث عن جامعة مناسبة لدراسة اختصاص الهندسة الزراعية فننصحك قطعاً بجامعة Humboldt-Universität zu Berlin. وإن كنت ممن يسعى لنيل درجة الاقتصاد أو إكمال تعليمك العالي فيها، توفّر جامعة Technische Universität Berlin برامج دراسية متميزة.

تعتبر تكاليف المعيشة مقبولة في برلين مقارنةً بالدول الأوروبية، وبالنسبة للسكن فستتمكن من توفير الكثير من المال إن اخترت أن تقطن في سكن “Studentenwerk Berlin“، بالإضافة لتوفير العديد من الجامعات سكناً طلابياً خاصاً تُعطى الأولوية فيه للطلاب الدوليين. في حال لم يعجبك الخياران وأردت استئجار شقة يمكنك ذلك أيضاً ولن تكون مكلفةً جداً إذ تتراوح قيم الإيجارات بين 300 حتى 700 يورو بحسب الموقع والمساحة.

بالنسبة للطعام، ستتراوح الكلفة بين 200 إلى 300 يورو تبعاً لنظامك الغذائي؛ الأمر العجيب هو أن الأطعمة الجاهزة وغير الصحية أرخص بكثير من الأطعمة الصحية.

الأمر المميّز في برلين وجامعاتها هو خصومات الطلاب التي تشمل المعارض والمكتبات بالإضافة إلى العديد من متاجر البيع بالتجزئة.

تُعتبر برلين مدينةً عالمية تحتضن الكثير من الثقافات المختلفة، وتشجع على الاندماج والتمازج الثقافي، كما يمكن للطلاب الانغماس في الطبيعة الجميلة التي تحتضنها المدينة إذ توفر العديد من المتنزّهات في برلين مكاناً مناسباً للجلوس والاسترخاء.

يمكنك كذلك زيارة محال الأغراض المستعملة سواءً كانت ملابس أو قطع أثاث أو تذكارات، وستكتشف العديد من الكنوز فيها وتكاد لا تكلفك شيئاً.

لا تنسَ كذلك أن تجرّب الأطعمة المختلفة في برلين، حيث أن للتنوع والاندماج الثقافي فوائد عديدة لكن أهمها الطعام اللذيذ المتنوّع.

تعتبر قيادة الدراجة حول المدينة أمراً شائعاً جداً، بالإضافة إلى سهولة استئجار الدراجات، أما بالنسبة إلى المواصلات العامة فإن وسائل النقل في برلين شاملة وتغطي جميع أنحاء المدينة وهي تتنوع ما بين U-Bahn وS-Bahn والحافلات والترام.

تستطيع باستخدام هذا الموقع التعرّف على كافة خطوط السير والمواعيد الخاصة بالمواصلات العامة مع إمكانية حجز بطاقتك.

يكون الصيف في برلين دافئاً ورطباً بعض الشيء ويتراوح متوسط درجات الحرارة بين 22-25 درجة مئوية، فيما يعدّ شتاؤها بارداً حيث أن متوسط درجات حرارة في أقصاه يصل إلى 3 درجات مئوية وفي أدناه يتراوح بين -2 إلى 0 درجة مئوية.

باعتبارها واحدةً من أقوى المناطق الصناعية في ألمانيا، توفّر هذه المدينة للطلاب (خاصة أولئك الذين يعملون في مجال الهندسة) بيئةً مثالية للدراسة والتقدم في حياتهم المهنية بالإضافة لكون تكلفة المعيشة فيها مناسبة ما يجعلها من المدن المفضلة عند الطلاب الدوليين، وإن كنت من محبي السيارات فستروقك هذه المدينة أكثر لكونها المقر الرئيس  لشركتي بورش ودايملر.

تقع شتوتغارت في جنوب ألمانيا في ولاية بادن فورتمبيرغ، وإن اخترت العيش فيها فستكون تجربتك فريدةً وممتعة.

تقدّم جامعاتها ذات المستوى العالمي المهارات العملية والنظرية التي يحتاجها كل طالب للنجاح. مثلاً: تُعد جامعة شتوتغارت ذات توجهٍ تقني إذ أن أكثر برامجها تميزاً تلك التي تختص بالهندسة والعلوم، ويأتي تقيمها عالمياً حسب QS في المرتبة 21. فيما تتميز جامعة University of Hohenheim ببرامجها التعليمية الموجهة لدراسة الهندسة الزراعية والطب ويأتي تقيمها عالمياً حسب QS في المرتبة 37 وهي أول جامعة تأسس في مدينة شتوتغارت عام 1818م. كما يمكنك الاتجاه إلى الدراسات ذات الطابع الفني في أكاديمية الدولة للفنون الجميلة التي تضم العديد من البرامج المنوّعة منها التي تُدرّس الفنون الجميلة بشكلٍ عام والتصميم الداخلي وتاريخ الفن والتصميم البصري.

تعتبر تكلفة المعيشة في شتوتغارت مريحة للغاية، ستحتاج لمصروف شهري يقدّر بـ 800 يورو دون احتساب الإيجار، وتُعتبر هذه القيمة تقديرية لشخصٍ لا يسعى لأن يوفّر بل يستمتع بوقته لأقصى حد.

بالنسبة لتكلفة الإيجار فيها، يتوفّر في شتوتغارت سكن Studierendenwerk  أيضاً، وتتراوح كلفته بين 150 يورو 350 يورو، كما تملك الخيار باستئجار غرفة على أطراف المدينة (تقريباً 650 يورو) أو في المركز (850 يورو).

تشتهر شتوتغارت بمساحاتها الخضراء وكون غالبية الأنشطة الترفيهية فيها مبينة على الطبيعة فستجد فيها العديد من الحدائق التي تتنوع ما بين حدائق الحيوان والحدائق النباتية، وهكذا فإن كنت محباً للطبيعة فشتوتغارت هي المكان المثالي بالنسبة لك.

تستطيع أن تستمع أيضاً بعروض الموسيقى والأوبرا أو مهرجانات الباليه ومعارض السفر. كما تملك الخيار بممارسة التزلج على الجليد، ويُعدّ المشي لمسافاتٍ طويلة أحد الأنشطة الخارجية التي يميل السكان إلى الانغماس فيها.

لا مشكلة أيضاً إن كنت من محبي السفر إذ أن موقع المدينة في جنوبي ألمانيا سيوفّر لك إطلالة على كلّ من فرنسا، النمسا، وسويسرا أي أن بإمكانك حجز تذكرة في أي وقت لإمضاء عطلة نهاية الأسبوع في إحدى هذه البلدان الرائعة.

تعمل شبكة المواصلات في شتوتغارت يومياً من الساعة 5 صباحاً حتى الساعة 1 بعد منتصف الليل تتضمن هذه المواصلات حافلات النقل وشبكة الترام، بالإضافة لوجود شبكة حافلات منفصلة ليلاً تعمل خصيصاً بعد فترة عمل المواصلات الأخرى وتوقفها عن العمل.

تتراوح تكلفة بطاقة النقل من 1.20 يورو للرحلة باتجاه واحد، إلى 5 يورو لعدد غير منته من الرحلات اليومية. ويمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات جول حركة السير وخطوط النقل من هنا.

تهطل الأمطار دوماً في شتوتغارت إذ أنها لا تمر بمواسم جفاف خلال العام بل بهطولات متفاوتة، ويكون متوسط درجة الحرارة فيها صيفاً حوالي 20 درجة مئوية، فيما تنخفض إلى 0 درجة مئوية خلال أيام فصل الشتاء.

تُعدّ فرانكفورت خياراً رائعاً كوجهة دراسية، خاصة لأولئك المهتمين بدراسة العلوم المالية أو الأعمال التجارية، فهي موطن للبنك المركزي الأوروبي بالإضافة لكونها واحدةً من أكبر بورصات الأوراق المالية ليس فقط في ألمانيا بل في العالم.

تضم جامعة Goethe الضخمة 4 حرمات جامعية، ويضم كلّ حرم عدداً كبيراً من الكليات التي تتنوع ما بين الفنون والرياضيات وحتى إدارة الأعمال والطب البشري. أما إن كنت تبحث عن اختصاص اقتصادي في مدينة الاقتصار ننصحك بجامعة Frankfurt School of Finance and Management وهي من المؤسسات الريادية في مجال الأعمال والإدارة والمصارف والتمويل وتقدّم خدمات استشارية إلى العديد من الشركات كبرى والناشئة وتشجع طلابها دوماً على الإبداع والتفكير خارج الصندوق.

من المؤسسات التعليمية المتميزة للموسيقيين في فرانكفورت The University of Music and Performing Art التي تشمل العديد من الاختصاصات مثل العزف ودراسة العديد من الآلات والتأليف الموسيقي وهندسة الصوت، وتدريس الموسيقى.

ستكلّفك شقة مكونة من 3 غرف بين 900 إلى 1500 يورو كلما اقتربت من مركز المدينة، ويمكنك تقاسم إيجارها مع رفقاء سكن، وهكذا تعتبر المعيشة في فرانكفورت رخيصة نسبياً، فيما تكلّف الخدمات الأساسية من تدفئة وغاز وكهرباء بين 200 إلى 230 يورو شهرياً.

تضم فرانكفورت أشخاصاً من مختلف العالم يتمتعون بحياةٍ مرفّهة في المدينة التي تشتهر بشكلٍ كبير بناطحات السحاب العديدة والمباني الفريدة التي تجعلها تبدو وكأنها مدينة مستقبلية.

تتميز فرانكفورت كذلك بمتاحفها المتنوعة؛ إذ تضم مجموعةً واسعة من المتاحف، أشهرها متحف السينما الألماني المخصّص لمنتوجات الأفلام وتكنولوجيا صناعتها، ومتحف الفن الحديث الذي يستحق الزيارة قطعاً، بالإضافة إلى المعارض العديدة التي تقيمها المدينة مثل أكبر معرض كتب في العالم، ومعارض السيارات الجنونية.

وبالنسبة لمحبي الآثار والمدن القديمة فإن نهر ماين الذي يخترق المدينة ويشطرها إلى قسمين يوفّر فصلاً بين المستقبل على إحدى ضفتيه والماضي على الأخرى.

تضم فرانكفورت ثالث أكبر مطارٍ في العالم وأكثرها ازدحاماً، لكن بغضّ النظر عن الرحلات الجوية المزدحمة تتمتع المدينة بشبكةٍ ممتازة من القطارات والمترو وحافلات النقل ويجب على قاطني المدينة دفع ثمن بطاقة التنقل التي تتيح لك استخدام كافة وسائل النقل العام، التي تكلّف 50 يورو وهي إجبارية للطلاب.

يعد المناخ في فرانكفورت مائلاً للبرودة حيث أن أقصى درجة حرارة خلال فصل الصيف تصل إلى 25 درجة مئوية، أما في فصل الشتاء فينخفض متوسط درجة الحرارة ليصل إلى -1 درجة مئوية.

تكاد ميزات الدراسة في ألمانيا لا تنتهي، فالمعيشة فيها ستضمن لك تجربةً غنية ومريحة للغاية حيث أنها بلد عملية ومنظمة للغاية؛ وبإمكانك أن تثق حين تختار ألمانيا لإكمال تعليمك أنك ستنهي رحلتك فيها وفي حوزتك شيئين على الأقل: معرفة عميقة للاختصاص الذي اخترته، وخبرة عملية قوية فيه.