تريند 🔥

🤖 AI

لم المهندسون بالذات؟ كتاب يكشف السر وراء المتطرفين من خريجي الهندسة

مهندسو الجهاد
صالح محمد
صالح محمد

21 د

مهندسو الجهاد – Engineers of Jihad قد يستنكر العديد عنوانًا كهذا، لذا لنقم بمراجعة سريعة: محمد عطا، أحد قادة أعمال الحادي عشر من سبتمبر، خريج كلية الهندسة المدنية بجامعة القاهرة، عبد الحكيم بلحاج، أمير الجماعة الإسلامية الليبية، خريج كلية الهندسة المدنية، خالد محمد شيخ، العقل الرئيسي في أحداث 11/09، درس الهندسة الميكانيكية بجامعة البنجاب الأمريكية، سيف الدين زرقي الذي قتل 38 شخصًا في تونس، كان طالبًا بكلية الهندسة الكهربية.


العلاقة بين التطرف والتعليم

هل كل هذه الحالات مجرد صدفة بحتة؟ أم أنها ليست كذلك ولكن الخريجين الجامعيين تصبح لهم فرص أكبر في تحقيق ما يأملون له (حتى وإن كان عمليات إرهابية) أكثر من الناس العاديين؟ ولكن لم المهندسون بالذات؟

يقدم لنا ديجو غامبيتا، عالم الاجتماع الإيطالي، في كتابه “Engineers of Jihad: the curious connection between violent extremism and education – مهندسو الجهاد: العلاقة بين التطرف العنيف والتعليم” محاولة لإيجاد وتفسير هذه العلاقة الغريبة بين الجهة التعليمية وبين التطرف والإرهاب.

مهندسو الجهاد: كتاب يشرح العلاقة الغريبة بين الجهة التعليمية وتخريج الإرهابيين

غلاف كتاب مهندسي الجهاد: العلاقة بين التطرف العنيف والتعليم للباحث ديجو غامبيتا

مهندسو الجهاد والعينة المدروسة

لتقديم إجابة علمية وأقرب للحقيقة على السؤال، نحتاج أن نعامله بشكلٍ علمي محايد وأن نستخدم عينة عشوائية لدراستها وليس فقط الأسماء المشهورة، وهذا بالضبط ما قام به غامبيتا في بحثه.

درس ديجو غامبيتا 497 فردًا شارك في عمليات عنف متطرف واستطاع أن يحصل على المعلومات التعليمية لـ 335 فردًا من بينهم، وعلى عكس الصورة النمطية للمتطرفين على أنهم مجرد معتدين غير متعلمين، لم يكن بين الـ 335 فردًا إلا 30 لم يحصلوا على شاهدتهم الثانوية، بينما حصل 230 منهم على شهادة تعليمٍ جامعي، ومن بينهم 40 درسوا في دول غربية[1].

يوضح لنا الشكل التالي النسبة بشكل أوضح:

مهندسو الجهاد

نسبة المتعلمين إلى غير المتعلمين في العينة المدروسة

كما نرى، نسبة الأفراد الذين تلقوا تعليمًا عاليًا ملحوظة للغاية: 69%، في أغلب الحالات نجد هؤلاء الأفراد هم أكبر من يؤثر في العمل الإرهابي، على سبيل المثال، كان المفجر الرئيسي لهجمات بالي بإندونيسيا 2004 و2005، أزهري حسين، مهندسًا حائزًا على درجة الدكتوراه من جامعة ريدينج، أضف إليه رمضان عبد الله شلح والذي حصل على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة دورهام، هؤلاء ليسوا سوى غيض قليل من فيض كثير للغاية من المثقفين.

المستوى الكبير من المتعلمين –وحتى إن لم يتضمن المهندسين– مثير للاستغراب هو الآخر، فالدول التي جاء منها الأعضاء لا يزيد نسبة الملتحقين بالجامعة بها عن 11.3% (في المتوسط[2]) وبالتالي فإن احتمالية حصول عضو إرهابي على شهادة جامعية، هي أعلى بـ 6 مرات من نسبة فرد عادي.


“على الرغم من أننا لا نستطيع أن نحدد النسبة الدقيقة، إلا أنه مما لا شك فيه أن المتطرفين الإسلاميين المتورطين في العمليات الإرهابية هم أكثر تعليمًا بكثير من باقي شعبهم” – ديجو غامبيتا، مهندسو الإرهاب[3].

وقبل أن تسأل: لم المهندسون؟ من الواضح أن هناك فقط العديد من المتعلمين، أدعوك أن تتفحص الجدول التالي:

نسبة المهندسون إلى الدراسات الأخرى من عينة الحاصلين على تعليم جامعي في العينة الرئيسية

مهندسو الجهاد: نسبة المهندسين إلى الدراسات الأخرى من عينة الحاصلين على تعليم جامعي في العينة الرئيسية

كما ترى، فإن المهندسين يشكلون حوالي 44,9% من العينة ومن بعده الطب (21 فردًا)، يشكل الطب والهندسة والعلوم حوالي 58.9% من المجموع الكلي، هذه المجالات عادة ما يكون لها معايير قبول صارمة للغاية مقارنة بغيرها: يمكننا القول إنهم ليسوا فقط طلابًا متميزين، بل الأرقى في وسطهم الطلابي.


“الإسلاميون المتشددون ليسو فقط على درجة عالية من التعليم، ولكن لديهم أرقى الشهادات المتاحة في مجتمعاتهم، كان للظواهري سبب وجيه كي يشعر بالفخر (يقصد أيمن الظواهري، أحد كبار تنظيم القاعدة وهو حاصل على شهادات في الجراحة من جامعة القاهرة)” – ديجو غامبيتا، مهندسو الإرهاب.[4]

تتراوح تواريخ ميلاد المهندسين في العينة من الثلاثينيات إلى أواخر السبعينيات، أقدمهم هو الناطق باسم حماس إبراهيم غوشه، من مواليد 1936 وتخرج بشهادة في الهندسة المدنية من جامعة القاهرة، بينما أصغرهم هو مفجر السروال الداخلي عمر عبد المطلب (حاول تفجير طائرة أمريكية)، يليه يوسف محمد الحاج وجهاد حامد، وهما لبنانيان من مواليد عام 1985 انتقلا إلى ألمانيا للحصول على شهادتهم في الهندسة، ولكن قبض عليهم وهما يحاولان تفجير قطار قبل أن ينهيا مسارهم الدراسي.

فيما يتعلق بمجالات الدراسة التي تخصص بها المهندسون، لا يوجد علاقة محددة واضحة وغالبًا أنها فقط تعكس حالات ديموجرافية، ولكن ما نعرفه أن أكبر المؤثرين من المهندسين ينتمون لواحدٍ من الأفرع الثلاثة –على الأغلب– وهي: الهندسة المدنية، الكهربية، أو الحاسوب: دوكو عمروف، القائد الشيشاني وأمير الدولة الإسلامية لإمارة القوقاز، حصل على درجة علمية في هندسة البناء، أبو حمزه المصري، المعروف بتأثيره في مسلمي لندن والمحكوم عليه بالسجن المؤبد، حاصل على شهادة في الهندسة المدنية.

كذلك نلاحظ كتيبة قوية من كبار الشخصيات الجهادية من المهندسين الكهربائيين: محمد عبد السلام فرج المتورط في اغتيال السادات، رمزي يوسف أحد المخططين في الهجوم الأول على مركز التجارة العالمي 1993، والذي قام بتلفيق “مؤامرة بوجينكا” مع خالد الشيخ (وهو نفسه مهندس ميكانيكي) لتفجير 12 طائرة بنفس الوقت في الجو بين آسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك سعيد بهاجي، منير المتصدق، يحيى عياش كلهم كانوا مهندسين كهربائيين وقد شاركوا بشكل مباشر في أحداث 11/9.


مرة أخرى، لم المهندسون؟

أعتقد أننا قد أثبتنا بوضوح ارتفاع نسبة الخريجين العلميين بشكل عام، والمهندسين بشكل خاص، بين المتطرفين الإسلاميين، هذا الارتفاع يتطلب منا تفسيرًا، ولكن ما يجب شرحه بالضبط يحتاج إلى إثباته أولًا.. هناك عمليتان يمكنها أن تجعل المهندسين جوهريين في التنظيمات المتطرفة:

  • الأولى، هي ميل المهندسين والخريجين للانضمام للجماعات المتطرفة (وهو ما سنحاول أن نثبته).
  • الثانية، هي عمليات داخلية بداخل تلك التنظيمات تستهدف المهندسين والجامعيين دون غيرهم لينضموا في صفوف الجهاد.

هناك أسباب –قد نفصلها فيما بعد– تدفعنا للتيقن بأن انتقاء الجهاديين على أساس مستواهم التعليمي، لا يمكن أن يفسر ارتفاع خريجي الجامعات في عينتنا، على سبيل المثال نحن نجد أن هناك اختلافات كبيرة بين المستويات التعليمية للمتطرفين في مناطق مختلفة (قد نجد قائدًا غير متعلم يقود حاملًا للدكتوراه)[5].


مهندسو الجهاد وهندسة القنابل؟

أحد التفسيرات التي تُقدم للإجابة عن سؤال مهندسي الجهاد هي أن الجماعات قد تستهدفهم بحثًا عن مختصين للمساعدة في عملية صناعة القنابل، سنحلل هذا الادعاء لإثبات عدم صحته تمامًا.

إذا كان كم الحاضرين في جنازة رجل هو مقياس لمدى نجاحه في الحياة، فإن القليل من الناس حققوا نجاحًا مثل يحيى عياش، عندما أُغتيل من قبل الموساد الإسرائيلي في يناير 1996 وظهرت عشرات الآلاف من أنصاره الغاضبين. من سمع عن عياش قد يكون يعرفه كمهندس قنابل أكثر من مهندس كهرباء تخرج من جامعة بير زيت، كان عياش قد تولى مجموعة من التفجيرات الانتحارية التي أودت بحياة ما لا يقل عن تسعين فردًا من دولة الاحتلال، وجعلته الهدف المطلوب للموساد ليقوم بتفخيخ هاتف محمول له، وضعه بجانب رأسه وفجرها.

مهندسو الجهاد - العلاقة الغريبة بين الجهة التعليمية وتخريج الإرهابيين

مهندسو الجهاد كتاب يدرس العلاقة الغريبة بين الجهة التعليمية وتخريج المتطرفين

في كانون الأول من العام نفسه، قامت سمر العلمي، التي ستحصل في نفس العام على درجة علمية في الهندسة الكيميائية من جامعة كوليدج لندن (وهي نفس الجامعة التي التحق بها عمر عبد المطلب وصديقة بعد عقدين من الزمن) وماجستير في الهندسة الكيميائية من إمبريال كوليدج، قامت مع زميلها جواد بوطمة، والذي حصل هو كذلك على شهادات في الهندسة الكهربائية من جامعة ليستر، بتفجير السفارة الإسرائيلية بالمملكة المتحدة.

كذلك قُتل المهندس أزهري حسين، صانع القنابل الرئيسي في عام 2005 بباتو خلال تبادل طلق ناري مع الشرطة، تدرب حسين كمهندس ميكانيكي في أستراليا في الثمانينات، قبل أن يحصل على الدكتوراه في جامعة ريدينغ عام 1990.

تختلف قصة عياش، حسين، العلمي وبوطمة في الخلفية الاجتماعية والسيرة الذاتية، ولكن بينهم جميعًا شيءٌ مشترك: تدربوا كمهندسين وعندهم مهارات ممتازة في صناعة القنابل.

قد يقودنا هذا إلى استنتاج أن الجماعات المتطرفة تتعمد اختيار الأفراد ذوي المعرفة التقنية لمساعدتهم في صناعة القنابل، وقد يُدعم هذا أن الجماعات الإسلامية تعتز بأعضائها المهندسين.

على سبيل المثال كان لقب عياش “المهندس” ودائمًا ما كان يلُقب بالمهندس قبل اسمه، ولكن بالرغم من ذلك، هناك أدلة دامغة أخرى تشير إلى أن القدرة التقنية والتعليم لا يفسر هذه الظاهرة فعلًا.

فأولًا: أحد الأدلة التي تثبت لنا ذلك، هو ملف استخباراتي نشرته المخابرات البريطانية حاول أن يتتبع شبكة من المتطرفين تقوم بنشر شبكة للبحث عن المجندين في الجامعات، جاء في التقرير[6] أن البحث يتم في النطاق الجامعي لأن “المتطرفين الإسلاميين معروفون باستهداف المدارس والكليات حيث يكون الشباب فضوليين وضعيفين” ويبحث المُجندِين عن مُجنَدْين بهم الصفات التالية:

  • الانضباط والطاعة.
  • الذكاء.
  • الصبر.
  • الذر والحصافة.
  • القدرة على الملاحظة والتحليل.

من المُرجح أن تكون هذه السمات جميعها موجودة بين المهندسين أكثر من غيرهم لأسباب غير محددة ولكن:


“عندما قمنا بفحص جميع الأدلة الاستخباراتية الأخرى التي تدرس استهداف الطلاب، لم نجد أي دليل يحاول أن يستهدف طلاب الهندسة.” ديجو غامبيتا، مهندسو الإرهاب. [7].

يؤكد لنا هذا حتى الآن أن مهندسي الجهاد أو وجود المهندسين ليس عملًا مستهدفًا.

وثانيًا: صناعة القنابل هي مهمة عدد قليل جدًا من المتخصصين في مجموعة، وبالتالي فلا قيمة للنسبة العالية للغاية من المهندسين، ونحن نجد أن العديد من المهندسين يعملون في مناطق عليا في المنظمة لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالعنصر التقني، وإن بحثنا في جميع أسماء قادة حماس، فلا يوجد واحد من بينهم على الأقل له شهادة تقنية[8].

ثالثًا: لا تتطلب التكنولوجيا المستخدمة في الهجمات المتطرفة خبرة كبيرة في المتفجرات، وفي الواقع، قد أظهر الكهربائيون والميكانيكيون وضباط الجيش السابقين خبرة أكبر في صناعة القنابل (وتكاد تكون أفضل) من المهندسين. دولماتين، العقل المدبر الآخر لتفجيرات بالي، والمُلقب بـ “العبقري” لبراعته في صنع المتفجرات، كان ميكانيكي سيارات، زميله في صنع القنابل، نور الدين محمد والذي قُتل في 2009 يمتلك شهادة في المحاسبة[9]، وتجربة تفجير طائرات المحيط الأطلسي في عام 2006 تنفي لنا هذا الادعاء بشكل أوضح: فبينما كان رئيس التموين المسؤول عن المتفجرات، وهو أسد سرور، أستاذًا في العلوم الرياضية، كان قائد الخلية (وليس صانع القنابل) حاصل على الشهادة في الهندسة الكهربية، المهندس أحمد عبد الله علي.

رابعًا: لا يتعلق عنف هذه الأنظمة التفجيري بوجود مهندسين، فالجماعات السعودية قامت بتفجير عمليات إرهابية بين عامي 2004 و2003 بلا صفوفٍ من المهندسين، بالإضافة إلى أن دراسة الهندسة لن تكون دائمًا متعلقة بخبرة المتفجرات بل نجد مثالًا على مهندسٍ فاشل في المتفجرات، وهو فيصل شهزات الذي حاول تفجير تايمز سكوير، ولكنه فشل في صنع المادة المتفجرة.

اقرأ أيضًا:

الإرهاب في صور أخرى بعيداً عن الجماعات المُتأسلمة 


نظرية الحرمان Relative Deprivation

التعليم في عالمنا النامي، أكثر من أي مكان آخر، هو وسيلة التقدم الاجتماعي الوحيدة: الوسيلة الأفضل (والتي تكاد تكون الوحيدة) للحصول على التأمين الوظيفي، والذي يصبح ضروريًا في بلدان فقيرة كبلدان العالم النامي.

عانت العديد من البلدان الإسلامية أزمة تنموية في خلق وظائف لائقة لخريجي الجامعات، وهذا ينطبق بشكل كبير على نسبة عالية جدًا من الخريجين في مصر وفلسطين.

تفرض إحدى النظريات أن التمردات السياسية قد تنشأ من الآمال المحبطة التي يعاني منها المثقفين، فإذا كان الحصول على شهادة من التعليم العالي في بلد نامي هو انعكاس لأمل كبير في التقدم الاجتماعي (وهو ما يحدث نادرًا) فهل هذا الأمل المحبط يخلق لنا جهاديين بين خريجي الجامعات؟ هل يمكن لهذه النظرية أن تساعدنا في فهم الحالة التي أثبتناها؟

إن الصلة بين الطموحات المحبطة والتطرف السياسي (والمعروفة باسم نظرية الحرمان النسبي) لها تاريخ طويل يمتد من تفسير بداية حركات التمرد التي يعود تاريخها لأرسطو وتوكفيل. لا تتعلق النظرية بالفقر الشديد (وهي عوامل لا ترتبط بالتشدد أصلًا) ولكن تتعلق بتوقعات التقدم الاجتماعي –الفردي والمجتمعي– والتي ترتفع ثم تسقط في خيبة من الآمال، وعندما تأتي تلك الخيبة في مرحلة من التقدم، يحدث التمرد.

قد لا تقتصر الآمال فقط على الفشل الاقتصادي الفردي أو الاجتماعي ولكن يمكن أيضًا أن تشمل الحرمان النسبي الجماعي – group relative deprivation وهو مفهوم اقترحه عالم الاجتماع جي رونسيمان على أنه -حرمان تجريدي – fraternal deprivation.

يحدث هذا النوع من الحرمان عندما يشعر الفرد بأن الجماعة التي ينتمي إليها محرومة بشكل جماعي مقارنة بالنخب الخارجية.

العوامل التي تؤدي لنقطة الاعتراض بحسب نظرية الحرمان.

العوامل التي تؤدي لنقطة الاعتراض بحسب نظرية الحرمان.

وجد علماء النفس الاجتماعي أن الحرمان النسبي الجماعي من المرجح أن يؤدي إلى عمل جماعي أكثر من الحرمان الفردي النسبي. وحيث أن الحرمان النسبي هنا له عناصر ديناميكية، فإنه ينتج تنبؤات أكثر دقة من نظرية “الفقر يولد الإرهاب” إنه يقودنا للبحث عن “أسباب محددة” لتتبع توقيت التطرف.

اقرأ أيضًا:


نظرية الحرمان: مصر أنموذجًا

وللوقوف على دراسة ظاهرة مهندسي الجهاد سأحاول -اختصارًا- أن أطبق نظرية الحرمان التي شرحناها على الشرق الأوسط عمومًا ومصر خصوصًا: عانى الشرق الأوسط كله من مشاكل تنموية وإخفاقات عديدة، من الممكن أن نعتبرها تُمثل “خيبات الأمل” في نظريتنا وسنرى كيف خُلق الأمل عند المثقفين بعد قليل.

لكن لنكن على يقين أنه بينما تطورت الصناعات المتقدمة في العديد من الدول النامية الأخرى كالصين، كوريا الجنوبية، والهند، بل وحتى فيتنام وغيرها، بقيت دول شمال أفريقيا (والتي تشمل كمًا كبيرًا جدًا في أعضاء دراستنا) في تخلف مستمر عن الركب الاقتصادي، من هذه النقطة تحديدًا ظهرت الجماعات الإسلامية المتشددة التي يسكنها الطلاب والخريجين في جميع أرجاء المنطقة.

لنلقي نظرة عن كثب في مصر، والتي تكونت فيها إحدى أهم الجماعات الإسلامية المؤثرة، بل والتي كانت منبعًا لباقي العالم، والتي كانت منبعًا كذلك في “خيبات الأمل” لطلاب الجامعات خلال سنوات الاشتراكية من 1960 إلى 1966، فتح عبد الناصر نظام الجامعات المصرية لطلاب الطبقات الدنيا كلهم، وزاد الالتحاق بشكل ضخم، عرض ناصر التوظيف الحكومي على كل الخريجين الجدد وبحلول عام 1969، ووفق الدراسات، فإن جميع المهندسين، العلميين، والمهندسين الزراعيين، وأكثر من 87% من الأطباء وثلثي المحامين، قد حصلوا على وظائف جيدة: خلق عبد الناصر توقعًا لنهضة عالمية فريدة من نوعها.

عندما تعثرت التنمية وخسرت مصر حرب 1967، كان الطلاب القادمين من الريف والذين تم دمجهم ضمن الأيدولوجية الناصرية هم أكثر من خاب أملهم دون أي مجموعة أخرى، ومن ثم هيمنت عليهم الشعارات اليسارية والتي ستتحول فيما بعد لخطاب إسلامي مُدعم من حكومة السادات في السبعينيات. وقد ثبت أن هذا الخطاب الإسلامي جذاب للغاية خصوصًا لشباب من الريف كانوا يتمتعون بأخلاق محافظة ويشعرون بالتهميش الاجتماعي مقارنة بسكان القاهرة.

وعلى الرغم من فائض الخريجين وندرة العاملين الحاصلين على تدريب مهني، زاد الالتحاق الإقليمي بالجامعات في عهد السادات، والذي –للأسف الشديد ولأسباب قريبة للاستخبارات الأمريكية– قام بدعم الطلاب الإسلاميين ضد منافسيهم من اليساريين الحضريين.

حتى الآن مع فشل النهضة الناصرية، لم يحدث إلا القليل من “خيبة الأمل”، فبعد قليل ستنهار أسعار النفط في 1985 لتتقلص سوق العمل في دول الخليج التي كانت ملجأ القوى العاملة المصرية المتعلمة بشكل كبير.

ضع إلى هذا جانب ارتفاع معدل البطالة في مصر من 7.7% عام 1976 إلى 14.7% عام 1986، وبشكل غير عادي، تشير الدراسات إلى أن البطالة تركزت بشكل خاص بين الشباب الحاصلين على تعليم عال، من الواضح أنهم رفضوا العمل بالوظائف المنخفضة الأجر.

وعندما يصبح الجواز باهظ التكلفة، ولا يوجد أي فرص للعمل، حاول الخريجين، بدافع الضرورة، استعادة كرامتهم بتبني أخلاق إسلامية صارمة لتحاول أن تعوض حرمانهم المادي.

لا، لم نصل للخيبة الكاملة بعد: مع سياسات التحرر التي دعا إليها السادات، زادت الفروق الطبقية وعدم المساواة بين الطبقات في الوقت ذاته التي انخفضت فيه مستوى المعيشة للطبقة الوسطى.

ظهرت طبقة مصرية برجوازية ثرية ومتفاخرة، يهيمن عليها أصدقاء نظام حسني مبارك، أرسل الرأسماليون أطفالهم إلى جامعات خاصة باهظة الثمن مثل الجامعة الأمريكية بالقاهرة –والتي كان عبد الناصر قلص تمددها فيما سبق– بينما كانت الجامعات الحكومية تعاني من نقص الموارد وتُركت حتى تتعفن اليوم، أصبح التهميش الضخم للطبقة المتوسطة –والتي كانت منذ سنوات ليست كثيرة هي حجر الأساس لنظام عبد الناصر– واضحًا للغاية.

تشير الدراسات[10] إلى أن حتى الوظائف التي توافرت في السوق كانت تحافظ عليها الطبقة القليلة لتعطيها إلى نسلها، وبدون اتصال شخصي بهم أصبح من المستحيل أن تحصل على عمل يتناسب مع تعليمك.


“ربما كان التصور القائل بأن النجاح المهني يعتمد على العلاقات بشكل أكبر من المهارات مناسبًا بشكلٍ خاص للخريجين المصريين”[11] ديجو غامبيتا، مهندسو الإرهاب.

إذا، استطاعت الجماعة الإسلامية توفير تركيز منظم للمعارضة والاعتراض على هذا السخط، استطاعت أن تمطي الحركات الإسلامية جميع الاستياءات الاقتصادية من خلال المواعدة بالإنصاف والعدل، وجد الإخوان المسلمون دعمًا قويًا بين طلاب الطبقة المتوسطة الذين تم منحهم مكانًا بارزًا في الحركات الإسلامية، مما منحهم إحساسًا بالأهمية وإيصال الرسالة التي لم يستطيعوا إرسالها في النظام الأبوي الذي أضحوا عليه.

قد يكون كل ما حكيناه الآن هو الفصل الأول من حياة محمد عطا، مهندس أحداث 9/11، والذي لم يكن يتوقع وظيفة بعد أن فشلت الحكومة في توفير وظائف لخريجي ما بعد عام 1984، عندما أراد محمد عطا أن يعود من دراسته الفنية في ألمانيا كي يعود للعمل بالقاهرة، علم أن أمر عمله في القاهرة مفروغٌ منه، لذا غادر ألمانيا نهائيًا في صيف عام 2000، لم تكن وجهته هي أسرته، بل مدرسة طيران بفلوريدا بناءًا على أوامر أسامة بن لادن، وباقي الفصول؟ تاريخ.


للمرة الثالثة، لم المهندسون؟

حتى الآن، التفسير الذي نصل إليه هو الدور القوي للتعليم الجامعي الذي تلقى دعمًا جيدًا من المتطرفين الإسلاميين، ولكن لما يبرز المهندسون بشكل أكبر بين جميع الخريجين؟ وخصوصًا أنهم ليسوا النسبة الأكبر على الإطلاق؟ أثناء دراسة الباحثين للنظم التعليمية في العالم الإسلامي برزت إحدى السمات البارزة للهندسة إلى جانب الطب: الهندسة أرقى درجة اجتماعية، ومتطلبات الالتحاق بها أصعب بكثير من غيرها.

 أنور العولقي، حاصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة ولاية كولورادو ودكتوراه في تنمية الموارد البشرية، قُتل بقصف جوي من الولايات المتحدة الأمريكية على سيارته

من مهندسي الجهاد – أنور العولقي، حاصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة ولاية كولورادو ودكتوراه في تنمية الموارد البشرية، قُتل بقصف جوي من الولايات المتحدة الأمريكية على سيارته.
من مهندسي الجهاد – أنور العولقي، حاصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة ولاية كولورادو ودكتوراه في تنمية الموارد البشرية، قُتل بقصف جوي من الولايات المتحدة الأمريكية على سيارته.

في منطقة الشرق الأوسط، تحمل الشهادة في الهندسة أكثر من مجرد معنى وظيفي، يختارها العديد من الطلاب لمكانتها الاجتماعية، المرموقة أكثر من اهتمامهم بالموضوع ذاته، يضع العديد من المديرين العرب لقب “المهندس” أمام اسمهم ليحظوا بالاحترام، في إيران وباكستان كذلك تعد الهندسة والطب من أكثر الشهادات المرموقة التي يمكن للمرء الحصول عليها، في العالم الإسلامي يظهر التسجيل في البرامج الطبية والهندسية على أنه علامة جيدة للطموح الاجتماعي، وهذا هو الأمل في نظريتنا، يجب أن يكون إحباط هذا الأمل الكبير (والذي حدثت العديد من المراحل الصعبة للوصول له) أمرًا مؤلمًا للغاية.


المهندسون المبكرون

مهندسو الجهاد - كتاب

قدم لنا ديجو غامبيتا، عالم الاجتماع الإيطالي، في كتابه مهندسو الجهاد محاولة لتفسير العلاقة الغريبة بين الجهة التعليمية وبين التطرف والإرهاب.

في وقت مبكر من عشرينات القرن العشرين، كانت أنظمة التحديث في مصر تحت حكم أسرة محمد علي تلهث حتى تتمكن من اللحاق بالغرب، كان المهندسون والأطباء في مصر نخبة صغيرة تحظى بتقدير كبير للغاية[12] تم تدريبها في أفضل الجامعات الأوروبية وفي الجامعات المحلية التي بُنيت على النموذج الأوروبي، استمر هذا الاتجاه طوال الفترة الاستعمارية في القرن العشرين حيث ظل التعليم العالي حكرًا على نخب صغيرة جدًا.

قدمت فترة ما بعد الاستقلال فيما بعد دفعة أخرى للوضع الاجتماعي للمهندسين، شرعت الحكومات جميعها في بدء برامج طموحة للتحديث، تبنت تلك الحكومات خطابًا تكنوقراطيًا للتنمية حتى تشجع على نوم الكليات التقنية، كانت الخمسينات والستينيات من القرن الماضي عقدين من النمو السريع الذي لعب فيه المهندسون دورًا طليعيًا في تخطيط وتنفيذ التحديث الذي تريده الدولة.


“في ظل النظام الناصري في مصر والحكم البعثي في سوريا في الستينيات، كان المهندس الموظف من قبل الدولة مثالًا لهذه الأيدولوجية: مُجهز بمجموعة أدوات تقنية متينة وإحساس حاد بالواجب تجاه الأمة القومية العربية، كانوا يرون أنفسهم كمن أوكلت إليه المصير الاقتصادي لبلدانهم[13]” – ديجو غامبيتا، مهندسو الإرهاب.


دفعة نحو الأسوأ، والأكثر تطرفًا

خلال العصر الذهبي لتخطيط الدولة بقيادة المهندسين من الخمسينيات إلى السبعينيات، شهد العالم العربي تقدمًا ملموسًا في البنية التحتية والاجتماعية والتعليمية[14] كما لم يحدث منذ زمن، وبدت تطلعات المهندسين التنموية وكأنها تتحقق أمام أعينهم، بل إن بعضهم بدأ في أن ينسب استمرارية الإنجازات العلمية والبنية التحتية إلى الأطباء والمهندسين وحدهم في العالم العربي ما بعد الاستعمار.

ولكن مع تشكل الشقوق في مشاريع التحديث بدءًا من السبعينيات فصاعدًا، سيبدأ المهندسون بالظهور في الحركات الإسلامية لا سيما الجماعات المسلحة المصرية المبكرة بينما في سوريا، فقد قاد جماعة “الطليعة المقاتلة” التي أدت لانتفاضة حماة السورية عام 1982 المهندس المدني عدنان عقلة، والذي سيخلف فيما بعد طبيب أسنان ليحل مكانه.


“من بين 1,384 ناشطًا اسلاميًا وقعوا في أيدي النظام السوري، كان من بينهم 27% طالبًا و7.9% معلمًا و13.3% عاملًا؛ من بينهم 79 مهندسًا، 57 طبيبًا، 10 صيادلة[15]” – ديجو غامبيتا، مهندسو الإرهاب.

فيما بعد وبحلول التسعينيات، سيكتشف المهندسون أن كل ما طمعوا به راح هباءً وأن مستقبل دولهم قد ضاع بالفعل، جانبًا إلى جنب سيصبح هناك فائض من المهندسين، نمى عدد الخريجين بشكل كبير بمعدل فوق المتوسط (يجب ألا ننسى العامل الاجتماعي الذي يؤدي إلى ذلك) ولكن تقلصت فرص سوق العمل للمهندسين في جميع الجمهوريات العربية بشكل كبير[16].

كتب Longuenesse، المؤرخ الاجتماعي والاقتصادي للمهندسين العرب:


“في أقل من نصف قرن، تحول المهندس العربي من منصب موظف حكومي كبير إلى رتبة موظف فني أو بيروقراطي، وأصبح عائقًا أمام الإدارة والمؤسسات العامة”.

على عكس الغرب الذي كان فيه التعليم العالي مصحوبًا دائمًا بزيادات مستمرة في الإنتاجية الاقتصادية وفرص عمل خاصة، كان المهندسون في الشرق الأوسط عاطلين عن العمل في الإدارات العامة المتضخمة، مع حدوث أزمة النفط 1982 وحدوث الانكماش الاقتصادي، ومع سياسات التفتح، تعطلت تماما كل الاستثمارات التي كانت تنتظر عمل المهندسين بها، وعند تطبيق الانفتاح الاقتصادي راقب المهندسون رجال الأعمال والمحاسبين وهم يصبحون من النخب الاجتماعية في اقتصاد خاص، متوسع، وغير عادل بشكلٍ متزايد.[17]

إذًا فما نحاول قوله إنه في بداية السبعينيات، وجد المهندسون أنفسهم في وضع مؤلم تمامًا عندما تحطمت جميع الطموحات العالية وسقط عليها كم كبير من الإحباط، لقد شعروا بالخداع بسبب الخطاب التنموي لبلادهم والذي ظهر ويكأنه احتال عليهم فعليًا، وفوق كل هذا، اعتقدوا أنهم يستحقون الكثير أكثر مما أمكنهم الحصول عليه.

في حين أن الأشخاص الحاصلين على تعليم عال عمومًا شعروا بهذا أكثر من بقية السكان، فإن المتفوقين في التعليم الجامعي (وهم في حالتنا المهندسون) شعروا بذلك بشكلٍ أكبر، ولا تنسى أن تضف لذلك الأزمات التي حدثت للمهندسين دون غيرهم فيما بعد.


نظرة في خيبة الأمل الفردية للمهندس المسلم

تعتبر المناهج الهندسية في أي مكان معرضًا هائلًا للكم الهائل من الإنجازات التكنولوجيا الغربية، وعندما تدرس شيئًا كهذا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فأنت تهجو بشكل حاد التخلف المحلي والاقتصادي للبلاد، على عكس هؤلاء الذين حاولوا الحصول على درجات علمية في العلوم الإنسانية والفنون؛ يجد المهندسون صعوبة في تجاهل نظرائهم من الدول الغربية الذين تقدموا عليهم بمراحل، كل هذه العوامل أدت إلى صعود كبير في الإحباط الجماعي للمهندسين.

يفسر لنا هذا حالة أخرى: وهي حالة المهندسون المسلمون الذين درسوا في الغرب، وهو في حد ذاته علامة على وجود طموح كبير للغاية كي يجعل الفرد مستعدًا على ترك وطنه. نحن نجد ما لا يقل عن 27 مهندسًا من أصل 93 قد درسوا الهندسة في دول غربية، إن من المحتمل أن يكون تعرض المهندسين المسلمين المباشر لبيئة ثقافة غربية أدى إلى تفاقم التنافر المعرفي بينهم، عندما جذبتهم الإنجازات الغربية في نفس الوقت الذي كانوا محرومين من سوق العمل في بلدانهم الأصلية.

وبالتالي، كان الذين درسوا في الغرب هم الأكثر عرضة لتجربة الحسد والاستياء من التجربة الغربية، يظهر هذا في محمد عطا الذي تخبرنا مذكراته أنه كان يتحسر على النفوذ الغربي في المدن العربية[18] يخبرنا كذلك ديتمار ماتشول، مشرف أطروحة محمد عطا في جامعة هامبورغ، أن عطا كان يكره ناطحات السحاب لأنها تذكرة بمدينة حلب السورية، التي سرقت ناطحات السحاب العالية فيها خصوصية البيوت العربية التقليدية والتي كانت تستطيع النساء فيها أن تخلع الحجاب من دون أن يراها الغرباء[19].

حتى المهندسون الذين لم يغادروا بلادهم كانوا يتعرضون لمشاعر الاستياء تلك، فكانت للشركات الأجنبية موقع قيادي في الأسواق المحلية كبير للغاية لا سيما في مشاريع البناء الكبيرة، في مصر عام 1993، كان هناك 60 ألف خبير أجنبي، 1200 منهم أمريكيون، وكان دخلهم أكبر بكثير من دخل المهندسين المحليين[20]. ولد هذا قدرًا كبيرًا من الكراهية، ليس فقط تجاه الأجانب الذين كانوا يظهرون كلصوص لثروات البلاد، بل كذلك تجاه الحكومات التي كانت تعطي امتيازات للخبرات الأجنبية لا تعطيها للمحلية.


“لم يُعط المهندسون المحليون سوى المهام الوضيعة” – ديجو غامبيتا، مهندسو الإرهاب.


مهندسو الجهاد والاستثناء السعودي

وضع غامبيتا فصلًا كاملًا من كتاب مهندسو الجهاد ليدرس فيه الحالة الشاذة الوحيدة التي لا تنطبق عليه دراسته في سلوك الهندسيين، وهي حالة المملكة العربية السعودية، يوضح لنا المخطط التالي نسبة العينة القادمة من السعودية والتي شاركت في الأعمال المتطرفة بالنسبة لمهنهم، ومقارنة بباقي دول الشرق الأوسط:


مهندسو الجهاد والاستثناء السعودي: مقارنة بين نسبة طلاب الهندسة من السعوديين (تساوي الصفر) إلى نسبة غير السعوديين في العينة.

وعلى الرغم من العديد قد يرون هذا كثغرة في استنتاج غامبيتا، إلا أنه يبدو تأكيدًا على ما طرحه، يجب أن نوضح ندرة عينة المهندسين في المملكة العربية السعودية: تقول إحدى الدراسات أنه بين كل 10 خريجين هناك مهندس واحد فقط سعودي[21] وأخرى تقول إنه من بين 14 خريجًا لا يوجد بينهم مهندس واحد.

ولكن ما الذي يميز المهندسين السعوديين دون غيرهم في الدول الإفريقية غير الخليجية؟

الإجابة: السوق السعودي.

على عكس الأسواق الأخرى، تمكن السوق السعودي من استيعاب جميع خريجي الجامعات التقنية تقريبًا، قدم القطاع الخاص السعودي مرارًا وتكرارًا التماسات للحكومة يطلب منها أن ترسل المزيد من الموظفين التقنيين[22].

سعت الحكومة السعودية لتشجيع شركات القطاع الخاص على توظيف المواطنين بدلًا من الأجانب، (على عكس ما فعلته تمامًا الدول الأخرى التي أعطت الامتيازات للأجانب)، كما عاش المهندسون القلة الموجودون في المملكة العربية السعودية فترة طويلة من الازدهار، لم يحصلوا على حصتهم من خيبة الأمل التي حصل عليها باقي المهندسين في شمال أفريقيا.

  • تنويه:

“لا يعبر المقال عن وجهة نظر أراجيك، ونذكر أن هذه مراجعة لكتاب وتناول ما فيه، ولا نهدف التهجم على أحد، ووجود أسماء ضرب بها مؤلف الكتاب أمثالًا عن المهندسيين التقنيين لا يعني اتفاقًا بوجهة نظرنا معه”.



ذو صلة

المصادر:

[1]DIEGO GAMBETTA, STEFFEN HERTOG ENGINEERS OF JIHAD, Princeton University Press, pp. 25.
[2] Ibid, pp. 10.
[3] Ibid.
[4] Ibid, pp. 11.
[5] Ibid, pp. 22.
[6] Ibid, pp. 25.
[7] Ibid.
[8] Ibid.
[9] Sydney Morning Herald, 18 September 2009, www.smh.com.auSydney Morning Herald, 18 September 2009, www.smh.com.au/world/terror-kingpin -dies-in-siege-20090917-fttc.html.world/terror-kingpin -dies-in-siege-20090917-fttc.html.
[10] DIEGO GAMBETTA, STEFFEN HERTOG ENGINEERS OF JIHAD, ibid, pp.37.
[11] Ibid.
[12] Ibid, pp43.
[13] Ibid, pp.44.
[14] Ibid, pp.46.
[15] Ibid.
[16] Ibid, pp. 48.
[17] Ibid.
[18]Ibid, 50.
[19] Ibid.
[20] Ibid.
[21] Ibid, pp. 55.
[22] Ibid.

أحلي ماعندنا،واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة