تكنولوجيا خط المرمى .. ما هي و كيف تعمل؟

تعد بطولة كأس العالم لكرة القدم من أكثر الأحداث متابعةً في جميع أنحاء العالم وخاصيّة وقوعها مرة كل 4 سنوات تجعل منها حدثاً لا يفوّت لمُحبي ومتابعي الرياضة الأكثر شعبية في العالم “كرة القدم”. فبعيداً عن المشكلات العالمية وتعدد الأزمات الداخلية عند بعض الدول أتى كأس العالم 2014 في البرازيل بالرغم من الاحتجاجات والمشكلات العديدة التي تمر بها خامس أكبر دولة في العالم رافعاً شعار انسوا السياسة و لنلعب الكرة!

بدأ كأس العالم بطريقة مميزة، افتتاح هو الأرخص في التاريخ الحديث للمونديال وذلك لعدم استفزاز المحتجين على إقامة المونديال في البرازيل، منذ الجولات الأولى شهدنا غزارة تهديفية ومستوى عالي جداً، وبالطبع الأمر لم يخلو من المفاجئات هنا وهناك. لكن نحن هنا للحديث عن التقنية وليس عن متعة مونديال البرازيل 2014 فليس من الغريب استخدامها في هذه الأيام بشكل كبير في الرياضة فهي تساعد على التحكيم بشكل أساسي و رفع مستوى اللعبة بشكل عام.

التقنية لا تحتاج إلى أن تكون معقدة لتثير إعجابنا بل تبقى أهميتها في فوائدها، فببساطة شديدة تم استخدام و لأول مرة بخاخ مكون بشكل اساسي من الماء في مباريات كأس العالم لتحديد موقع تنفيذ المخالفة و بُعد حائط الصد مع العلم إنها ليست بالفكرة الجديدة و لكنها أصبحت رسمياً قيد التنفيذ، من التقنيات الأخرى المثيرة للإعجاب في هذا الكأس هي تكنولوجيا خط المرمى و التي أثبتت و بطريقة رائعة جودتها العالية و أهميتها بعدما أصبحت قيد التفكير بسبب حادثة هدف لامبارد (المنتخب الإنجليزي) على نظيره الألماني في مونديال جنوب أفريقيا 2010. فما هي هذه التكنولوجيا و كيف تعمل؟

تكنولوجيا خط المرمى هي طريقة أو وسيلة تُستخدم لتحديد ما إذا كانت الكرة قد عبرت بأكملها خط المرمى أم لا بمساعدة أدوات تقنية و أجهزة الكترونية. هذه التكنولوجيا لم يتم ابتكارها لتأخذ مكان الحكام، ففي كرة القدم الحكم الرئيسي هو صاحب القرار، و لكنها تساعد على تحديد مكان تواجد الكرة في موقع حساس جداً ألا وهو خط المرمى! الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” رفض هذه التقنية سابقاً و لكنه سمح بها الآن ليأتي الأمر على 9 تقنيات دخلت في مراحل تجريبية عديدة، حصلت 4 منها فقط على موافقة الاتحاد الدولي ليتم استخدام واحدة منها على جميع ملاعب البرازيل في هذا العام لتكون بذلك أول بطولة تُستخدم بها هذه التقنية الحديثة بشكل رسمي، فلنتعرف الآن على هذه التقنيات:

التقنية المستخدمة حالياً في البرازيل أتت من انتاج ألماني و هي من أول تقنيتين التي وافقت الفيفا على استخدامهم في مسابقاتها العالمية المحلية و الدولية، تعتمد هذه التقنية على 14 كاميرا يتم تثبيتها في أرجاء الملعب، 7 كاميرات خاصة بكل مرمى تقوم بتعقب مجرى طيران الكرة و كشف ما إذا كانت قد عبرت خط المرمى أم لا.

المنتخب الفرنسي كان له الشرف في تسجيل أول هدف بمساعدة هذه التقنية عندما سدد بنزيما كرة ارتطمت بالعارضة قبل أن تعود و تدخل الشباك بعد تدخل خاطئ من حارس المنتخب الهوندوراسي، و تم الاستعانة بهذه التقنية مرتين في هذه اللقطة لتأكيد دخول الكرة في المرمى كما ستشاهد في الفيديو التالي!

لقطة أخرى مثيرة في مونديال 2014 أثناء تحديد مسير الكرة بعد رأسية نيمار أمام حارس المنتخب المكسيكي المتألق جوليرمو اوشوا في المواجهة التي انتهت بالتعادل السلبي

************************

عين الصقر كلمة شهيرة في عالم الرياضة نظراً لاستخدامها سابقاً في ألعاب مثل الكريكت،السنوكر و بالطبع التنس، هي شبيهة بتقنية GoalControl، حيث تستخدم كاميرات فيديو عالية السرعة منتشرة حول الملعب لتحديد ومتابعة موقع الكرة، و يُلزم لكل مرمى 7 كاميرات ليسمح للنظام بالعمل في حالة حجب عدد من الكاميرات، هذه التقنية تم استخدامها في الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2013 – 2014 كجزء من مراحل التجارب التي كانت تمر بها هذه التقنيات.

************************

شركة كايروز للتكنولوجيا بمساعدة أديداس انتجت نظاماً لا يعتمد على الكاميرات، بل على مجال مغناطيسي يقوم بتعقب الكرة، حيث يتم زرع جهاز استشعار داخل الكرة قادر على كشف الحقل المغناطيسي التي تسببه أشرطة رقيقة موجودة تحت أرضية منطقة الجزاء على الملعب. كمبيوتر يتابع موقع الكرة عن طريق أجهزة الاستشعار و يحدد متى تعبر الكرة بكاملها خط المرمى.

************************

آخر التقنيات الأربعة التي وافق عليها مجلس اتحاد كرة القدم الدولية IFAB و التي تعمل أيضاً بناءً على المجال المغناطسيسي لشكرة كايروز، و لكن بدلاً من أن تعمل الكرة كجهاز استشعار، إطار المرمى سيحدد عبور الكرة.

************************

الجدير بالذكر هو أن هذه التقنية ليست آلية بالكامل أي أن النظام يقوم بمراقبة الكرة أثناء عبورها لخط المرمى و لكن القرار يبقى أولاً و أخيراً للحكم، مثل ما يحدث الآن في البرازيل فعند الكشف عن عبور الكرة لخط المرمى يتم إرسال تنبيه مشفّر للحكم في أقل من ثانية “إلى ساعته”، و يتم استخدام هذا التنبيه من قبل الحكم في اتخاذ القرار الأهم في لعبة كرة القدم.

تقنية رائعة عملت بمثالية في دور المجموعات لكأس العالم في البرازيل و بالطبع سنشهد المزيد منها في الأيام القادمة، و لكن هذا التقدم و التطور لم و لن يمنع الحكام من الوقوع في الخطأ فاحتمالية حدوث ذلك ما زالت واردة، و نحن في انتظار المزيد من التقنيات لرفع من جمالية هذه اللعبة و هذه المناسبات الكبيرة التي لا يمكن لفت النظر عن روعتها!

المصدر