تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

بحث عن الجفاف بالمغرب

شادي ديب
شادي ديب

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

6 د

تقع المملكة المغاربية أو المغرب، وهي دولةٌ عربيةٌ اسلاميةٌ في أقصى الشمال الشرقيّ لقارة أفريقيا، يحدّها البحر الأبيض المتوسط من الشمال، ومن الغرب المحيط الاطلسي، ومن الشرق والجنوب الشرقي دولة الجزائر، ومن الجنوب تحدّها موريتانيا. يبلغ عدد سكانها ما يُقارب 36 مليون نسمةٍ، يسود المناخ القاري الجاف في أغلب مناطق المملكة الجنوبية الشرقية التي تُشكل امتداد الصحراء العربية الكبرى، فما هو الجفاف في المغرب وما هي أسبابه وآثاره؟


الجفاف

هو انخفاض الهطولات المطرية بمختلف أشكالها عن المعدل العام في المنطقة، أو انحباسها بشكلٍ كاملٍ خلال فترةٍ زمنيةٍ وما يترتب عليه من نقص الرطوبة الأرضية والمياه الجوفية والتأثيرات المُدمّرة على المحاصيل الزراعية، حيث يأتي الجفاف في المرتبة الثانية بعد الأعاصير من ناحية آثاره المدمرة للبيئة. في حين يسهل التنبؤ بالأضرار الأولية لعددٍ من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير يصعب تحديد الأضرار الأولية الناجمة عن الجفاف لصعوبة تمييز مرحلة بدء الجفاف ونهايته إلا بعد انقضائهما بمدةٍ، وترتبط قيمة الضرر طردًا بمدة استمرار الجفاف.


أنواع الجفاف

  • جفاف الطقس: هو انخفاض معدلات الهطولات المطرية وتعتمد شدّته على درجة نقص الأمطار وطول فترة الجفاف.
  • الجفاف الهيدرولوجي: يعتمد على تأثير نقص هطول الأمطار على إمدادات المياه مثل تدفق الأنهار، ومستويات الخزانات والبحيرات، وانخفاض منسوب المياه الجوفية.
  • الجفاف الزراعي: يشير الجفاف الزراعي إلى التأثيرات على الزراعة من خلال عوامل مثل نقص هطول الأمطار، وانخفاض مستوى مياه التربة، وانخفاض المياه الجوفية، أو مستويات الخزانات اللازمة للري.
  • الجفاف الاجتماعي والاقتصادي: يأخذ الجفاف الاجتماعي والاقتصادي في الاعتبار تأثير ظروف الجفاف (جفاف الطقس، والجفاف الزراعي، والجفاف الهيدرولوجي) على العرض والطلب على بعض السلع الاقتصادية مثل الفواكه والخضروات والحبوب واللحوم. يحدث الجفاف الاجتماعي والاقتصادي عندما يتجاوز الطلب على سلعة اقتصادية العرض نتيجة للعجز المرتبط بالطقس في إمدادات المياه.

مناخ المغرب

يختلف المناخ في المغرب باختلاف المنطقة منه وبحسب بعدها عن السواحل، ففي المناطق الساحلية على سواحل البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي يكون المناخ معتدلًا إلى حار صيفًا ودافئُا شتاءً، والرطوبة النسبية مرتفعةٌ مقارنةً بالمناطق الداخلية باتجاه الجنوب الشرقي حيث يصبح المناخ صحراويًا نوعًا ما فيكون الصيف حارًا جدًا والشتاء شديد البرودة مع انخفاضٍ كبيرٍ في الرطوبة النسبية.

تهطل الامطار في الفترة الممتدة من تشرين الأول وحتى شهر نيسان وأيار وتكون الهطولات المطرية غزيرةً جدًا على السواحل خصوصًا سواحل الأطلسي في حين تكون شبه نادرة في الصحراء الجنوبية الشرقية.


الجفاف في المغرب

شهد المغرب أحداث جفافٍ أكثر تواترًا، إذ ارتفعت وتيرة الجفاف من مرةٍ واحدةٍ لكل 10 سنواتٍ في أوائل القرن العشرين إلى 5 أو 6 مراتٍ لكل 10 سنواتٍ في بداية القرن الحادي والعشرين، ولقد نمت حالات الجفاف باضطرادٍ منذ بداية القرن الحادي والعشرين، كما زاد تصنيف العديد من المناطق في المغرب مثل مدن وهي وجدة وتازة والقنيطرة والرباط ومكناس على مؤشر مارتن للجفاف.

يُشكّل انخفاض هطول الأمطار مشكلةً في جميع أنحاء منطقة المغرب العربي في شمال غرب إفريقيا، بما فيها المملكة المغاربية وبالخصوص انحسار الأمطار في فصلي الربيع والخريف ما يُضرّ بالقطاع الزراعي المغربي بشكلٍ خاصٍ.

أدى الجفاف إلى إضعاف الأهداف الاستراتيجية لخُطة الاستثمار الزراعي للحكومة المغربية، والتي تعطي الأولوية لدعم إنتاج المزارع الكبيرة على المزارع الصغيرة المُنتجة لحاجتها فقط من أجل زيادة عائدات التصدير.

يُجبر ضعف الإنتاج المحلي المغرب على استيراد المزيد من المحاصيل الأساسية اللازمة لإطعام 36 مليون مواطن، إلى جانب خسارة الإيرادات الزراعية المهمة، وهو ما يزيد من عجز الميزان التجاري للبلاد.


أسباب الجفاف في المغرب


أسباب طبيعية

يؤثر تغير المناخ العالمي على مجموعةٍ متنوعةٍ من العوامل المرتبطة بالجفاف، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة هطول الأمطار على حساب تراجع الثلوج، وذوبان الثلوج في وقتٍ مبكرٍ، وزيادة التبخّر والنتح وبالتالي تزداد مخاطر الجفاف.

وهو ما ينطبق على المغرب، حيث ارتفع متوسط ​​درجة الحرارة في المغرب بمقدار 0.5 درجةٍ مئويةٍ متجاوزًا المتوسط ​​العالمي بنحو 0.15 درجة في كل عقدٍ منذ عام 1970 عن العقد الذي سبقه.


الأسباب البشرية

  • زراعة المناطق شبه الحافة: يقلل فقدان الغطاء من قدرة التربة على امتصاص الماء والاحتفاظ به، ويؤدي إلى الجريان السطحي، ويقلل من الوقت المتاح لتسرب الماء إلى الطبقات العميقة من التربة. لذلك تجف التربة بسرعةٍ ولا يمكنها أن تدعم نمو النباتات والمحاصيل وتؤدي على المدى القصير إلى الجفاف الزراعي. يكون تأثير ذلك أكبر في مناطق ذات معدلات الهطول المطري القليلة حيث يعتمد 95% من الزراعة على رطوبة التربة. بزيادة الجريان السطحي، وانخفاض ترشيح المياه إلى التربة، تنخفض كمية الماء الجوفية المُضافة، مما يؤدي إلى جفافٍ هيدرولوجيٍ طويل المدى.

تزايدت مخاطر الجفاف في المغرب خلال القرن الحالي، بسبب التوسع في الزراعة إلى المناطق الهامشية ذات الأمطار المنخفضة وبسبب الحد من الأراضي البور. نتجت هذه العمليات عن إزالة وقطع الغطاء النباتي، والضغط السكاني، وندرة الأراضي الزراعية الجديدة القابلة للحياة.

  • الزيادة السكانية: إن الاستخدام البشري لخزانات المياه الجوفية من خلال الضخ من أجل الشرب والاحتياجات المنزلية، أو استخدام مياه الأنهار للري يمكن أن يستهلك أيضًا المياه التي تساهم في الجفاف الهيدرولوجي. أدى الاستخدام البشري بشكل عام إلى زيادة وتيرة حدوث الجفاف الهيدرولوجي بنسبة 27% على مستوى العالم ، وبنسبة 35% في آسيا ، و25% في أمريكا ، و20% في أوروبا.

تأثيرات الجفاف السلبية في المغرب

يحتل المرتبة 22 بين دول العالم من حيث الإجهاد المائي وفقًا للأطلس العالمي لمخاطر المياه التابع لمعهد الموارد العالمية. ومن المتوقع أن تتفاقم وتيرة الجفاف وشدته ومدته بسبب تغير المناخ.

يمثل القطاع الزراعي المغربي 14-20% من الناتج المحلي الإجمالي، و43% من إجمالي العمالة في عموم المغرب و(78% في المناطق الريفية). يعتمد المزارعون على هطول الأمطار إلى حدٍ كبيرٍ، إذ لا تتجاوز المساحة المروية 15% فقط من إجمالي المساحة المزروعة.

لفترات الجفاف تأثيرٌ كبيرٌ على دخل المزارعين والعاملين في القطاع الزراعي وعلى الانتاج الزراعي للبلاد ككلٍ، حيث تراجع إنتاج الحبوب في المغرب من 10 ملايين طنٍ في موسمٍ جيدٍ مثل 1996 إلى أقل من 2 مليون طنٍ في عام ٍجافٍ مثل 2000.

كما يؤدي الجفاف إلى انخفاض مستويات خزانات المياه السطحية ما يُعرّض أيضًا الأراضي المروية للخطر، مثلا في الجردان شرقي مدينة أغادير، يعتمد أكثر من 50% من مزارعي الحمضيات على احتياطي المياه من سدين في جبال أولوز لكن وبسبب فترات الجفاف المُتلاحقة يتنافس المزارعون على المياه مع سكان أغادير ويستغل المزارعون المياه الجوفية القليلة المتاحة، مما قد يؤدي إلى نضوبها، وتتأثر جودة وحجم المحصول.

أثّرت فترات الجفاف سلبًا على تدفق المياه إلى سد تاكركوست في الشدادية، وبالتالي على كمية المياه المُخصّصة للري الزراعي، وأظهرت السنوات التي عانت فيها حالات الجفاف انخفاضًا لأكثر من 50% من حجم المياه المُتاحة للري، لذلك يُقلّل المزارعون أو يتجنبون تمامًا ري المحاصيل الحقلية لتوفير المياه لري الأشجار المُثمرة. أدى نقص مياه الري في بعض الحالات إلى انخفاضٍ يصل إلى 100% من المساحة المُخصصة لإنتاج المحاصيل الموسمية.

هل أعجبك المقال؟