تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

كيفية تكون الشعاب المرجانية

روان سالم
روان سالم

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

تُعد الشعاب المرجانية من أكثر النُّظم البيئية تنوعًا وقيمةً على وجه الأرض، وتوفر موطنًا لمجموعةٍ كبيرةٍ ومتنوعةٍ من الكائنات البحرية، بما في ذلك الإسفنج والمحار وسرطان البحر ونجم البحر، والعديد من أنواع الأسماك كما ترتبط إيكولوجيًّا بمجتمعات الأعشاب البحرية. إذن، لنتعرف معًا على كيفية تكون الشعاب المرجانية وما هي أهميتها.


تعريف الشِّعاب المرجانية

الشعاب المرجانية (Coral Reef) هي هياكلُ كبيرةٌ من اللافقاريات البحرية الاستعمارية، والتي تعيش تحت الماء ويسمّى كلّ جزٍء منها المرجان. تُقسم هذه الشِّعاب إلى نوعين:

  1. تُعرف الأنواع المرجانية والتي تبني الشّعاب المرجانية بالمرجان الصلب (Hard)، وذلك لأنها تستخرج كربونات الكالسيوم من مياه البحر وتستخدمها لتكوين هيكلٍ خارجيٍّ صلبٍ ودائمٍ لتحمي أجسامها الناعمة الشبيهة بالأكياس؛ وبذلك يمكننا القول إن الشعاب المرجانية هي هياكلُ عظميةٌ من اللافقاريات البحرية.
  2. أما الشعاب المرجانية التي لا تُشارك في البناء، فتسمى المرجان اللّيّن (Soft)، وهي كائناتٌ مرنةٌ غالبًا ما تشبه الأشجار والنباتات، وتشمل عدّة أنواعٍ مثل مراوح البحر (مرجان مروحي) وسوط البحر.

توجد الشعاب المرجانية في جميع أنحاء محيطات العالم، بدءًا من جزر ألوتيان (Aleutian Islands) قبالة ساحل ألاسكا، ووصولًا إلى المياه الاستوائية الدافئة في البحر الكاريبي. عُثِر على أكبر الشّعاب المرجانية في المياه الصافية الضحلة من المناطق المدارية وشبه الاستوائية (الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا)؛ ويبلغ طوله أكثر من 2400 كيلومتر..


تكون الشعاب المرجانية

تبدأ الشعاب المرجانية في التكوّن عندما تلتصق اليرقات المرجانية؛ والتي تسبح بشكلٍ حرٍّ في المياه بالصخور المغمورة أو الأسطح الصلبة الأخرى على طول حواف الجُزُر أو القارات. تلتصق هذه اليرقات؛ وتتجمع على شكل طبقاتٍ خارجيةٍ؛ وتتسع عامًا بعد عام، وطبقة تلو الأخرى.

إن حجر الأساس في تكون الشعاب المرجانية هو المرجان الصخري، وهو نوعٌ من المرجان الذي يتميز بهيكله الصلب. تتكون المستعمرات المرجانية الحجرية من مئات الآلاف من الأورام (Polyp) الفردية (التي تنشأ عن انقسام بوليب المرجان أثناء التكاثر)، تسحب البوليبات فيما بعد الكالسيوم المذاب من مياه البحر وترسّخه في هيكلٍ معدنيٍّ صلبٍ (كربونات الكالسيوم)، والذي يعمل كداعمٍ للهيكل العظمي للمرجان.

عندما تنظر إلى مستعمرةٍ مرجانيةٍ، فإن الطبقة الرفيعة الملساء الموجودة على سطحها هي عبارة عن المرجان الحي فقط، وإنما تكون الكتلة الصلبة تحتها هي هيكل كربونات الكالسيوم الذي يكون عمره عقودًا من الزمن، إذ إن النمو البطيء للأورام الحميدة، وتوسّع وترسيخ الهياكل العظمية الصلبة تحتها يؤسس فيما بعد بنية الشعاب المرجانية الدائمة بمرور الوقت.

 يبدأ ويتطوّر تكون الشعاب المرجانية لتأخذ واحدًا من ثلاثة أشكال مميزة:

  • الشعاب الهدبية (Fringing Reefs): وهي الأكثر شيوعًا، تنمو مباشرةً من الشاطئ باتجاه البحر، وتشكّل حدودًا على طول الساحل والجُزُر المحيطة.
  • الحواجز المرجانية (Barrier Reefs): أيضًا تمتد على طول السواحل الحدودية، ولكن على مسافاتٍ أكبر من التي تمتد عليها الشعاب الهدبية، وتُفصَل الحواجز عن الكتلة الأرضية المجاورة لها ببحيرةٍ من المياه المفتوحة والعميقة في غالب الأحيان.
  • الشّعاب الحلقيّة (Atoll Reefs): عندما تنمو الشّعاب الهدبية حول جزيرة بركانية، فإنها تغرق تمامًا تحت مستوى سطح البحر، بينما يستمر المرجان في النمو إلى الأعلى وهكذا تكون قد تشكّلت الشّعاب الحلقية، وتُسمى أحيانًا الجُزُر المرجانية نسبةً إلى تشكّلها حول الجُزُر (هذه الجُزُر غالبًا ما تكون قمم براكين تحت الماء). عادةً تكون الجُزُر دائريةً أو بيضاويةً مع حلقةٍ مركزيةٍ.
  • كما توجد شعابٌ صغيرةٌ ومعزولةٌ تُسمى Patch Reef، تنشأ من أسفل الجزيرة أو الجرف القاري، وتكون موجودةً عادةً بين الشعاب الهدبية والحواجز المرجانية. تختلف في الحجم ونادرًا ما تصل إلى سطح الماء..

تتشابه الأنواع الثلاثة السابقة من حيث الصفات البيوجغرافية، إذ تعمل طبوغرافيا القاع والعمق والموجات والقوة الحالية، والضوء ودرجات الحرارة، والرواسب المعلّقة جميعها على تكون الشعاب المرجانية والطحالب والأنواع البحرية الأخرى وفق مناطق أفقية ورأسية، وتختلف تلك المناطق وفقًا لنوع وموقع الشعاب.

الجدير بالذكر أن الحواجز المرجانية والشعاب الحلقية هي من أقدم أنواع الشعاب المرجانية وأجملها وأكثرها تنوعًا بيولوجيًّا. يبلغ معدل نمو الشعاب المرجانية الضخمة حوالي 0.3-2 سم في السنة، وتصل فروع الشعاب المرجانية إلى حوالي 10 سم، ويمكن أن يستغرق الأمر 10000 سنةٍ لتشكيل الشعاب من مجموعة اليرقات إذ يعتمد ذلك على حجمها..

كيف تنمو وتتغذّى الشعاب المرجانية!؟

تحتوي الأورام الحميدة على طحالب مجهرية تُسمى Zooxanthellae، والتي تبني علاقة تكافؤية مع المرجان، وتوفر تلك الأورام (التي تعتبر حيوانًا هنا) للطحالب (نبات) المأوى، وفي المقابل؛ توفر الطحالب للأورام الطعام اللازم لنموها، وذلك من خلال عملية التمثيل الضوئي (التركيب الضوئي)، كما تمنح الطحالب المرجان لونه؛ إذ أن الأورام هي في الواقع شفافة، واللون الظاهر بداخلها هو لون الطحالب.


أهمية الشعاب المرجانية

توفر الشعاب المرجانية ما يلي:

  • الموطن والتغذية والتبويض والحضانة لأكثر من مليون نوعٍ من الأحياء المائية.
  • الغذاء لأولئك الناس الذين يعيشون بالقرب منها، وخاصةً في أماكن الجُزُر الصغيرة.
  • المساهمة في دعم الاقتصادات المحلية، من خلال توفير فرص الترفيه والسياحة بما في ذلك الغوص وصيد الأسماك.
  • حماية البنية التحتية الساحلية، والحد من الخسائر في الكائنات البحرية في حال نشوء العواصف والتسونامي والفيضانات وغيرها.
  • مصادر لبعض منتجات الأدوية..
هل أعجبك المقال؟