كيف احسب عمري بدقة؟

هناك لغزٌ يقول: “ما هو الشيء الذي كلما ازداد طوله، قصر؟؟!”، في الحقيقة، تحيّرنا كثيرًا ونحن صغار حتى نعرف ما هو هذا الشيء الغريب، فمعروفٌ أن لا شيء يزداد طوله ويقصر في آنٍ واحدٍ، ولكن توصلنا جميعًا للإجابة، والتي ربما في ذاك الوقت لم تكن بهذه الأهمية، فقد اعتبرناه لغزًا للتسلية، وكان هذا الشي هو “العمر”. يمرّ عمرنا بسرعةٍ قد لا نشعر بها، كما لعمرنا أهمية كبيرة في حياتنا العملية، فهناك الكثير من الأشياء تحتاج معرفة عمر الفرد، سواءً عند التقدم لوظيفةٍ ما، أو إذا رغبت بالزواج، كما أول ما يسأل عنه الطبيب في حال لديك مشكلة صحية هو عمرك، إذن، نقدم لك في هذا المقال إجابةً واضحةً عن سؤالك ” كيف احسب عمري ” في حال أردت أن تحسب عمرك بشكلٍ دقيقٍ، أو كان لديك بعض الفضول لمعرفة عمر غيرك.

يمكننا تعريف العمر على أنه عدد السنوات التي يعيشها الإنسان أو غيره من المخلوقات وحتى الجمادات، وأحيانًا يُطلق مصطلح العمر على المعنويات، فنقول “عمر علاقة فلان وفلانة سنتين”، أو يمكننا اختصاره بالفترة الزمنية التي يبقي فيها شيءٌ أو شخصٌ ما على قيد الحياة، مثال: رجل عمره ستون عامًا.

.

نمتلك نحن البشر عمرين رئيسيين، أحدهما هو العمر الزمني، والآخر العمر البيولوجي. عادةً ما يشير العمر الزمني إلى مقدار الوقت الفعلي الذي بقي فيه الشخص على قيد الحياة؛ أي لا يتغير عدد الأيام أو الأشهر أو السنوات التي مضت، وتكون محسوبةً على الفرد، فقد مضت!، بصرف النظر عن اهتماماته الصحية أو اتباع أنظمةٍ غذائيةٍ مناسبةٍ أو ممارسة الرياضة، أو أي نشاطٍ يحافظ على صحته.

في بعض الحالات، نجد أن بعض الأشخاص يبدو شكلهم أصغر أو أكبر من عمرهم الفعلي، هذا هو العمر البيولوجي، وبذلك، يمكننا تعريف العمر البيولوجي للإنسان بأنه العمر الذي يبدو عليه الشخص، أو أنه العمر الفسيولوجي لجسم الإنسان، باعتبار عدة عواملَ خاصة بنمط الحياة، منها: النظام الغذائي وتنشيط الجسد بالرياضة وعادات النوم المفيدة.

يعتقد الباحثون أن العمر الزمني ليس إلا رقمًا غير مكتملٍ، إذ أنه لا يأخذ في الاعتبار العوامل التي تؤثر على صحة الجسم البشري، مما دفع العلماء للبحث في تلك العوامل الخارجية، وثبت أن النظام الغذائي والتمارين الرياضية والتدخين والتوتر، تتحكم في العمر البيولوجي للإنسان.

للإجابة على هذا السؤال، يتحتم علينا التعمق أكثر في جسم الإنسان، تحديدًا على المستوى الخلوي. عندما تتعمق في تركيب الخلية، ستجد أنّ هناك عضيةً تسمى النواة، يوجد بداخلها المادة الوراثية وهي عبارةٌ عن كروموسومات تتكون من سلسلةٍ من النيوكليوتيدات، وعادةً ما نجد في أطراف هذه الكروموسومات جزءٌ يسمى بالتيلوميرات. يحافظ هذا التيلومير على أطراف الكروموسومات من الالتصاق مع الكروموسومات الأخرى، كما يحفظها من الضرر، إضافةً إلى أنه يحدد معدلات زيادة أعمار الخلايا وموتها.

وجد العلماء أنه كلما زاد العمر الزمني لشخصٍ ما، تقصر التيلوميرات خاصته، وكلما قصر طول التيلومير، أصبح الشخص أكثر عرضةً للوفاة المبكرة أو الإصابة بمرضٍ ما. على الصعيد الآخر، فقد وُجد أنّ نمط الحياة الصحية يطيل التيلوميرات، وبالتالي تقل فرصة تعرض الشخص للشيخوخة المبكرة كما تحميه من الوفاة.

لحساب العمر البيولوجي لشخصٍ ما، يستخدم العلماء ما يسمى بمثيلة الحمض النووي الريبوزي المنقوص الأكسجين (DNA Methylation)، تساعد هذه العملية في التحكم في عملية التعبير الجيني، مما يساعد على استقرار الكروموسومات، ثم يبدأ العلماء في فحص التيلوميرات خاصتها.

.

.

مثال: رجل ولد في 7 أغسطس (الشهر 8) عام 1970. ولنفترض أننا نريد حساب عمره في يوم 20 سبتمبر (الشهر 9) عام 2020. تتم العملية الحسابية كالتالي:

.

إذا كنت تتساءل، كيف احسب عمري بسرعةٍ وبدقةٍ؟! لا تقلق، لست مضطرًا لاستخدام قلم وورقة، إليك بعض المواقع الإلكترونية التي تفرض عليك نفس الشروط أعلاه، إدخال تاريخ الميلاد وتاريخ اليوم، ثم اضغط “احسب” فقط، وإليك بعض المواقع المتاحة: