تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

ما هي السنوريات

علا ديب
علا ديب

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

5 د

كم هو جميل الاعتناء بقط صغير في منزلك، يتقاسم الدلال معك أو مع صغارك، ولكن ماذا لو قمت بالاعتناء بأحد أنسبائه؟ ستصبح الفكرة مرعبة بمجرد معرفتك أن الأسد أو النمر هو أحد هؤلاء الأنسباء، وتتبع جميعًا بالإضافة لأنواع أخرى العائلة ذاتها والتي تدعى بالسنوريات، فلنتعرف على هذه العائلة سويّةً من خلال هذا المقال.


تعريف السنوريات

السنوريات هي عائلة الهرّيات أو القطط، حيوانات ثدية ولاحمة، والبعض يطبق عليها اسم "الماكرة" ولكنه مصطلح يختص بمجموعة محددة، وتتنوع أحجام أفراد العائلة بين القطط الصغيرة كالأنواع المنزلية والوشق، والحيوانات الكبيرة كالأسد والنمر التي تقع في قمة السلسلة الغذائية كمفترسات ضخمة، فالأنواع البرية منها تعتمد الصيد كوسيلة للحصول على الغذاء، باستخدام مخالبها للإمساك بالفريسة، والأسنان والأنياب المخصصة للافتراس، والأضراس لتقطيع اللحوم، وتساعدها حاسة الرؤية القوية لديها على تمييز الفريسة حتى في الإضاءة المنخفضة، حيث أن أفضل أوقات الصيد بالنسبة لها في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء.

تمشي السنوريات على أطرافها الأربعة، بحيث تكون الأطراف الخلفية أطول وأقوى من الأمامية، مما يساعدها على الركض والقفز، وبمساعدة ذيلها الطويل، وتتغطى بفراءٍ كثيفٍ ذو نقشات وألوان مختلفة باختلاف النوع، وعلى عكس الحيوانات اللاحمة الأخرى فإنها تمتلك مخالبًا قابلة للسحب مما يحميها من التلف.


التصنيف والأنواع

تتبع عائلة السنوريات (Felidae) مجموعة الثدييات اللاحمة (Carnivora)، ويمكن تقسيمه إلى فصيلتين فرعيتين (تحت عائلة)، هما:

  1. (Pantherinae) أو عائلة القطط الكبيرة وتضم جنسين وسبعة أنواع:
    • جنس النمور Panthera ويضم بشكل أساسي أنواع الأسد والنمر والاليغور والببر.
    • جنس القطط الجديد Neofelis، ويضم الفهد المرقط.
  2. (Felinae) عائلة القطط الصغيرة وتضم 12 جنسًا و 33 نوعًا، أهمّها Felis جنس القطط المنزلية الداجنة.

وعلى الرغم من ذلك تبقى مهمة تصنيفها عملية صعبة للغاية، بسبب صعوبة تمييز الأنواع عن بعضها مورفولوجيًّا وتشريحيًّا، فعلى سبيل المثال من الصعب تمييز جمجمة الأسد عن جمجمة النمر، فتمتلك جميع أنواع القطط رأسًا مستديرًا وهيكلًا عظميًّا متشابهًا، وتنحدر جميعها من سلف واحد عاش منذ ما يزيد عن 10-12 مليون سنة على سطح الأرض، ثم انتشرت جميع الأنواع لاحقًا في جميع المناطق باستثناء القطب الجنوبي واستراليا ومدغشقر واليابان ونيوزيليندا.


الوظائف والتشريح

ساعد تشريح السنوريات في معرفة سر الرشاقة والخفة في الحركة التي تتمتع بها، فأهم النقاط التي تم ملاحظتها ما يلي:

  • تضاؤل حجم عظم الترقوة وانفصاله عن العظام الأخرى، وتواجده بين عضلات الكتف، مما يحمي الحيوان من كسر عظامه أثناء وقوفه على الفريسة.
  • تدعم الأرجل الخلفية بعضلات قوية تساعد على دفع القط نحو الأمام عند الانقضاض على الفريسة، بالإضافة للعضلات الداعمة للعمود الفقري.
  • تكيفت عيونها على الرؤية في الليل، فشبكيتها مزودة بطبقة إضافية من الجوانين، مما يسبب انعكاس الضوء عنها وتألقها ليلًا، أما حاسة الشم لديها فهي ضعيفة مقارنة بالكلاب ويمكن تفسير ذلك بصغر أنفها.
  • تُعدّ القطط من أمهر الحيوانات المفترسة، بسبب بنيتها المميزة، فبالإضافة للأطراف القوية لديها دماغ كبير، وأنياب قوية لطعن وتثبيت الفريسة، وأضراس لتقطيع اللحم، وجهاز هضمي بسيط، ولسان مزود بأشواك خشنة تميل للخلف تساعد في التنظيف وامتصاص السوائل.
  • من حيث السلوك، تعد القطط كائنات نظيفة، تنظف نفسها بلسانها الخشن، وتغطي برازها وبولها في التراب، ولكنها عمومًا تخشى الماء أو لا تفضله فتتجنبه إلا عند الضرورة، كما تتميز جميع أنواع القطط بعادة هز الذيل، وهي أسلوب للعب عند الصغار، ومقدمة للافتراس عند الكبار.

سلوك السنوريات

  • في حين تعيش بعض الأنواع كأزواج، إلا أن أنواعًا أخرى كالأسود تعيش في جماعات عائلية، وتمارس في يومها الاصطياد وتنظيف نفسها والنوم، فتحتاج القطط للنوم لأكثر من ثلثي اليوم، لتعويض طاقة الصيد، وبسبب انخفاض درجة حرارة أجسامها خلال النوم تعمد للبحث عن البقع الدافئة أو المشمسة للنوم فيها.
  • تتمتع معظم القطط بالرشاقة والتوازن خلال حركتها وجريها، وتساعدها المخالب القابلة للسحب (باستثناء الفهد) على القفز والتشبث، وتمشي على أصابع أطرافها فقط مما يزيد من سرعنها خلال الجري، وتتميز عن باقي الحيوانات بقدرتها على السقوط باستقامة، فتهبط على أطرافها الأربعة، بسبب قدرتها على توجيه رأسها أولًا ثم جسدها بما يسمى منعكس التصحيح.
  • يتعلم الصغار الصيد إما بشكل غريزي، أو بالتعليم بعد إعادة الأم لتمثيلية الصيد على فريسة ميتة، أو على طريدة مصابة، فتعلمها كيفية قتل الفريسة بأنفسهم، ثم الذهاب في رحلة صيد حقيقية لتمارس المطاردة وقتل الفريسة حتى تحترف الصيد.
  • تعيش القطط في أقاليم صغيرة خاصة بها، وتعمد إلى تحديد حدود إقليمها إما بالتبول على الأطراف، أو بفرك جسدها بالأشجار أو الأشياء الثابتة المحيطة حتى تعلق رائحتها عليها، وفي موسم التزاوج تتداخل المناطق مع بعضها، أو يستدرج الذكر الأنثى لإقليمه، أو تجذبه هي بصوت خاص تصدره تعبيرًا منها عن استعدادها للتزاوج.
  • خلال التزاوج تعمد القطط على تكرار الاتصال الجنسي لضمان حدوث الإباضة، وحتى الحمل الذي يستمر لمدة تتراوح بين أقل من 60 يومًا للقطط الصغيرة، في حين تتجاوز 115 يومًا للقطط الكبيرة كالأسود، وتحتضن عادة أربعة قطط صغيرة وسطيًّا، ترعاها الأم حتى الفطام وتعليمها الصيد باستثناء الأسود.

أهم أنواع السنوريات


القطط الكبيرة

أكثر الحيوانات إثارةً، حتى أصبحت أكثرها عرضة للانقراض، ومنها:


النمر (Panthera Tigris)

أكبر قطط جنس Panthera، يصل وزنه حتى 320 كغ، ومن الأنواع المهددة بالانقراض في العقود الأخيرة، ولكن ساعدت تدابير الحماية في شرق روسيا على حماية النمر السيبيري من الانقراض، وحاليًا يمكن مشاهدة أغلب النمور البنغالية في الهند.

النمر (نمر دجلة) Panthera tigris

الأسد (Panthera Leo)

ثاني أكبر السنوريات حول العالم، قلت أعداده بكثرة في الفترات الأخيرة، فاقتصرت على مجموعات متفرقة في إفريقيا، ومجموعة واحدة مهددة بالانقراض في الهند في أحد منتزهاتها الوطنية، في حين انقرض الأسد البربري الذي كان في مصر والمغرب والجزائر.

السنوريات - الأسد (Panthera Leo)

 القطط الصغيرة

لم تحظى بشهرة القطط الكبيرة، ولكنها أكثر انتشارًا في البرية، إلا في استراليا والقارة القطبية الجنوبية، باستثناء بعض الأنواع المنزلية التي وصلت مع المستوطنين إلى أستراليا، ومنها:


الفهد (Acinonyx Jubatus)

هي أسرع الحيوانات على الأرض، فقد تبلغ سرعتها 96 كم/ساعة في ثلاث ثوانٍ فقط، والأكثر رشاقةً ودهاءً، يمكنها التكيف مع ارتفاع الحرارة في إفريقيا، فلا تضطر للشرب إلا مرة واحدة كل أربعة أيام، تنتشر في إفريقيا، وأعداد قليلة في إيران.

السنوريات - الشيتا (Acinonyx jubatus)

القط الصدئ (Prionailurus rubiginosus)

أصغر القطط البرية، ولكنه من أسرعها، فهو قادر على اصطياد القوارض والطيور الصغيرة، بحركات سريعة ومندفعة، يصل وزنه إلى 1.6كغ، ولا يتجاوز طوله نصف المتر، أكثر ما يمكن رؤيته في الهند وسريلانكا.

القط الصدئ (Prionailurus rubiginosus)

القط الرملي (Felis margarita)

بعيش في صحراء شمال إفريقيا، والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، يساعده فراؤه السميك في الحماية من برد ليالي الصحراء، في حين يتجنب حرارة الرمال بتبطين قدميه بخيوط فراء أسود وسميك، ويمكن مشاهدته في الصحراء الغربية أو في أحد منتزهات تونس.

السنوريات - القط الرملي (Felis margarita)
ذو صلة
    هل أعجبك المقال؟