أعراض فتق الحجاب الحاجز وعلاجه
الحجاب الحاجز هو العضلة الأساسية التي تعتمد عليها عملية التنفس، وهي ذات شكلٍ مقوَّسٍ تقع تحت القلب والرئتين. تنقبض هذه العضلة وتتسطح عند كل شهيقٍ دافعةً الهواء نحو الرئتين، وتسترخي عند الزفير ليُدفع بالهواء خارج الرئتين. يمكن أن يتعرض الحجاب الحاجز إلى عدة ظروفٍ مرضية أحدها هو فتق الحجاب الحاجز (Diaphragmatic Hernia) الذي سنتحدث عنه في مقالنا.
تعريف فتق الحجاب الحاجز
يحدث الفتق بشكلٍ عام عندما يندفع عضوٌ من أعضاء الجسم الداخلية في فتحةٍ موجودةٍ في العضلة أو النسيج الذي يحتويه ويحفظه في مكانه، ومعظم حالات الفتق ليست مهدِّدةً للحياة فور حدوثها، لكن قد يحتاج الفتق أحيانًا إلى إجراءٍ جراحيٍّ لتجنب أي مخاطرَ صحيةٍ.
أما في حالة فتق الحجاب الحاجز، فإن عضوًا أو أكثر من أعضاء البطن يندفع إلى منطقة الصدر بسبب وجود فتحةٍ في الحجاب الحاجز، ويمكن أن يكون هذا الفتق عيبًا خلقيًّا أو أن الفرد قد اكتسبه مع مرور الوقت، وهي حالةٌ إسعافيةٌ تحتاج إلى تدخلٍ جراحيٍّ سريع لتصحيحها.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بفتق الحجاب الحاجز
معظم حالات فتق الحجاب الحاجز الخلقية مجهولة السبب، ويُرجح أن مجموعةً من العوامل يمكن أن تسبب تطورها كالتشوهات الجينية والصبغية، وما يتعرض له الجنين من بيئته المحيطة ومشاكل التغذية أثناء الحمل، كما يمكن أن تظهر هذه المشكلة مترافقةً مع مشكلةٍ أخرى كالتطور غير الطبيعي للقلب أو للجهاز الهضمي أو التناسلي، وفيما يلي مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة:
- إصابة كليلة بسبب حادث سيارة.
- إجراءات جراحية للصدر أو البطن.
- السقوط على منطقة الحجاب الحاجز.
- الجروح الناجمة عن الطعن أو عن طلقٍ ناريٍّ.
أعراض الإصابة بفتق الحجاب الحاجز
تتفاوت الأعراض حسب حجم الفتق وسببه والأعضاء المتضررة، وقد تشمل التالي:
- صعوبة في التنفس: حيث تنتج مشاكل التنفس في حالة فتق الحجاب الحاجز الخلقي (CDH) بسبب تشوهات الرئتين، وفي حالة الفتق المكتسب (ADH)، فإن صعوبات التنفس تنتج عن عدم قدرة الرئتين على العمل بشكلٍ صحيحٍ بسبب تزاحم الأعضاء في منطقة الصدر.
- زيادة سرعة التنفس: يحدث هذا بسبب محاولة الرئتين تعويض مستويات الأكسجين المنخفضة في الجسم عن طريق زيادة سرعة عملها.
- زيادة معدل ضربات القلب: وهي محاولةٌ من القلب لتزويد الجسم بالدم المؤكسج.
- تغير لون الجلد إلى الأزرق: حيث يسبب عدم تلقي الجسم للكميات اللازمة له من الأكسجين من الرئتين إلى تغير لون الجلد إلى الأزرق.
- وجود أصوات للأمعاء في الصدر: ويحدث هذا عندما يندفع جزءٌ من الأمعاء إلى تجويف الصدر.
- غياب أصوات التنفس: يحدث هذا العارض عند مصابي فتق الحجاب الحاجز الخلقي نتيجة حدوث خللٍ في هيكلية إحدى الرئتين، مما يسبب صعوبةً في سماع أصوات التنفس في الجهة المتضررة.
- نقصٍ في حجم البطن: قد يبدو البطن أقل امتلاءً من حالته الطبيعية عند الفحص باللمس، لأن أعضاء البطن بدأت بالاندفاع نحو تجويف الصدر.
توجد أعراضٌ متأخرةٌ تشير إلى الفتق الحجابي وهي:
تشخيص وعلاج فتق الحجاب الحاجز
فتق الحجاب الحاجز المكتسب (ADH)
يتم تشخيص المرض عن طريق إجراءاتٍ تصويريةٍ مختلفة، كإجراء الصورة الشعاعية للصدر والتصوير فوق الصوتي للبطن (تخطيط الصدى)، والتصوير بالرنين المغناطيسي مع تصويرٍ مقطعيٍّ محوسب. وتحتاج جميع حالات الفتق الحجابي إلى عنايةٍ طبيةٍ وتدخلٍ جراحيٍّ ملائم للحالة المرضية.
فتق الحجاب الحاجز لدى الأطفال
غالبًا ما يحدث فتق الحجاب الحاجز في الجهة اليسرى، ويكون مترافقًا مع عدم التطور الطبيعي لأنسجة الرئة والأوعية الدموية في هذه المنطقة، ولا يبدو واضحًا حتى الآن إن كان فتق الحجاب الحاجز السبب في عدم تطور الرئة الطبيعي أم العكس.
تخضع النساء أثناء الحمل إلى اختباراتٍ للكشف عن عيوب الولادة وحالاتٍ مرضية أخرى، وغالبًا ما يتم تشخيص هذه المشكلة قبل ولادة الطفل عبر إجراء صورةٍ بالأشعة فوق الصوتية للحجاب الحاجز، والرئتين للجنين بحثًا عن أيّ أمرٍ غير طبيعيٍّ.
قد لا يتم اكتشاف هذا الفتق في بعض الأحيان قبل ولادة الطفل، لكن يستطيع الطبيب كشفه بعد ملاحظة صعوبات التنفس لدى الطفل، وتُظهر صورة الأشعة السينية في هذه الحالة وجود أعضاءٍ داخليةٍ في التجويف الصدري يجب أن تكون في البطن، وأنّ حجم الرئتين أصغر من حجمهما الطبيعي، أو أنهما قد دُفعَتا إلى جهةٍ واحدةٍ بسبب تزاحم الأعضاء؛ وبذلك تكون الجراحة بُعيد ولادة الطفل أمرًا لا مفر منه في هذه الحالة لإصلاح عيب الحجاب الحاجز، وسيحتاج الطفل بعدها إلى مساعدةٍ مستمرةٍ على التنفس إلى أن تتعافى الرئتان وتتوسعا.
هل يمكن الاستغناء عن الجراحة؟
تكون الجراحة ضرورةً قصوى في حال أصبح النسيج، كالأمعاء مثلًا، محتجزًا في جدار البطن مما يسبب اختناقه وعدم وصول الدم إليه، وينتهي ذلك بموت الجزء العالق منه، وهذا الأمر كفيلٌ بالتسبب بأذيةٍ كبيرةٍ لصحة المريض.
لذلك، يجب إبلاغ الطبيب عن أي حالةٍ مرضيةٍ مفاجئة كالحمى أو الغثيان أو ألم بطني مفاجئ يزداد سوءًا، أو في حال أصبحت منطقة الفتق حمراءَ أو بنفسجيةً أو ذات لونٍ غامق أو زاد حجمها وألمها. وتوجد بعض الحالات التي لا تستدعي التدخل الجراحي وهي: