تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

التنمية المستدامة

زاهر بلبيسي
زاهر بلبيسي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

تلخّص كلمة التنمية المستدامة مجموعةً من الخطط الضرورية لتلبية احتياجاتنا المختلفة في الوقت الحاضر، والاهتمام أيضًا بمسؤوليتنا تجاه المستقبل. وسنتحدث بشكلٍ أوسع عن هذا الموضوع في مقال اليوم.


ما هي التنمية المستدامة

التنمية المستدامة هي مفهومٌ اقتصاديٌّ لعلاج مشاكل النمو في البيئات الاقتصادية والمساهمة في ابتكار طرقٍ جديدةٍ للإنتاج واستهلاك الموارد المتاحة، وعلاج المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.

كان الظهور الأول لمصطلح التنمية المستدامة في عام 1987، عندما نشرت برونتلاند (سياسية نرويجية) تقريرًا حذرت فيه من العواقب البيئية السلبية للنمو الاقتصادي والعولمة، وضرورة إيجاد حلولٍ ممكنةٍ للمشاكل الناجمة عن وسائل وإجراءات التصنيع والنمو السكاني.

ويمكن تفسير مفهوم التنمية المستدامة بعدة طرقٍ مختلفةٍ، ولكنه في جوهره يمثل نهجًا للتنمية يسعى لتحقيق التوازن بين الاحتياجات المختلفة والتي غالبًا ما تكون متنافسةً، مقابل الوعي بالقيود أو العوائق البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي نواجهها كمجتمعٍ.

وبالتالي يمكن القول أن الاستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة وضمان التوازن بين النمو الاقتصادي ورعاية البيئة والرفاه الاجتماعي.

إن العديد من التحديات التي تواجه البشرية مثل تغير المناخ، وندرة المياه، وعدم المساواة، والجوع، لا يمكن حلها إلا على المستوى العالمي وبتعزيز التنمية المستدامة، التي تستهدف الالتزام بالتقدم الاجتماعي والتوازن البيئي والنمو الاقتصادي.

حيث يكون الدافع وراء التنمية في كثيرٍ من الأحيان ناجمًا عن حاجةٍ معينةٍ واحدة دون النظر بشكلٍ كاملٍ في الآثار الأوسع أو المستقبلية، حتى أصبحنا نشهد بالفعل الضرر الذي يمكن أن يسببه هذا النوع من النهج مثل الأزمات المالية الواسعة النطاق الناجمة عن الأعمال المصرفية غير المسؤولة، والتغيرات فى المناخ العالمي الناتجة عن اعتمادنا على مصادر الطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري.

فكلما طال اتكالنا على تنميةٍ غير مستدامةٍ كلما أصبحت عواقبها أكثر تكرارًا وخطورةً، أي من الضروري أن نتخذ إجراءاتٍ فوريةً لتدارك الوضع..


أهداف التنمية المستدامة

تمثل أهداف التنمية المستدامة -والمعروفة أيضًا باسم الأهداف العالمية- دعوةً من الأمم المتحدة إلى جميع البلدان في جميع أنحاء العالم للتصدي للتحديات الكبيرة التي تواجه البشرية، لضمان تمتع جميع الناس بنفس الفرص لعيش حياةٍ أفضل دون المساس بأي ضررٍ لكوكبنا. وتشمل هذه الأهداف:

  • القضاء على الفقر والجوع وضمان حياة صحية.
  • تعميم الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والطاقة المستدامة.
  • دعم توليد فرص التنمية من خلال التعليم الشامل والعمل اللائق.
  • تعزيز الابتكار والبنية التحتية المرنة، وخلق مجتمعاتٍ ومدنٍ قادرة على الإنتاج والاستهلاك بشكلٍ مستدامٍ.
  • الحد من عدم المساواة في العالم وخاصةً تلك المتعلقة بالنوع الاجتماعي.
  • رعاية البيئة التي تكافح تغير المناخ وحماية المحيطات والنظم الإيكولوجية الأرضية.
  • تعزيز التعاون بين مختلف العوامل الاجتماعية لخلق بيئةٍ من السلام والتنمية المستدامة..

هل تركز على المستقبل فقط؟

ليس بالضرورة أن تكون التنمية المستدامة متعلقةً بأبحاثٍ لتحسين المستقبل فحسب، بل تتعلق مهماتها بإيجاد طرقٍ أفضل لفعل الأشياء في المستقبل والحاضر، وقد نحتاج إلى تغيير طريقة عيشنا وعملنا في الوقت المعاصر، ولكن هذا لا يعني أن نوعية حياتنا ستسوء أو تتدنى.

كما ويمكن أن يحقق نهج التنمية المستدامة العديد من الفوائد على المدى القصير إلى المتوسط، ​وليس بالضرورة أن تظهر نتائجها في المستقبل فحسب، فعلى سبيل المثال تستطيع الحكومات توفير مبالغَ كبيرة من الأموال نتيجة اتباع طرقٍ ذات كفاءةٍ أكبر، وإجراء خطوات تدقيقٍ شاملة لعملياتها.

وبدلًا من القيادة يمكن التبديل إلى المشي أو ركوب الدراجات في الرحلات القصيرة، حيث سيوفر ذلك المال ويحسن صحتك، وغالبًا ما يكون بنفس درجة السرعة والكفاءة..


كيف تؤثر التنمية المستدامة على حياتنا

في الحقيقة، تؤثر الطريقة التي نتعامل بها مع التنمية على الجميع، حيث أن تأثيرات قراراتنا كمجتمعٍ لها عواقب حقيقية للغاية على حياة الناس، فسوء التخطيط للمجتمعات يقلل من نوعية أو جودة حياة أشخاص الذين يعيشون فيها. وعلى سبيل المثال، ظهرت مشكلةٌ اقتصاديةٌ كبيرةٌ في المملكة المتحدة تتمثل في الاعتماد على الواردات بدلًا من زراعة الأغذية محليًّا، الأمر الذي عرّض المنطقة إلى خطر نقص الأغذية.

هذا وتوفر التنمية المستدامة نهجًا لاتخاذ قراراتٍ أفضل بشأن القضايا التي تؤثر على حياتنا، وذلك من خلال دمج الخطط الصحية بشكلٍ مباشرٍ في تخطيطات المجتمعات الجديدة، إذ يمكننا ضمان وصول السكان بسهولةٍ إلى مرافق الرعاية الصحية والترفيه عند الحاجة. وفيما يخص المثال السابق عن مشكلة المملكة المتحدة، فيمكن من خلال تشجيع خطط الإمداد الغذائي الأكثر استدامةً التأكد من أن المملكة المتحدة لديها ما يكفي من الغذاء للمستقبل على المدى الطويل.

إن تأثير الإجراءات الصغيرة التي من الممكن أن نتخذها جميعًا لصالح المجتمع وصحته الاقتصادية والاجتماعية يتوقف أيضًا على مدى مساهمة الحكومات، وتكريسها للوقت والإمكانيات الكافية من أجل التنمية المستدامة، ولكن بلا شك لدينا جميعًا دورٌ للقيام به في هذا الموضوع..

ذو صلة
    هل أعجبك المقال؟