
ما هو التنمر الالكتروني
أدى التوجه المتزايد لكل أنشطة الحياة نحو العالم الافتراضي كالعمل عبر الإنترنت وبناء العلاقات الاجتماعية عبر وسائل التواصل وغيرها من النشاطات، التي لطالما كان مكانها الأصلي هو العالم الحقيقي، إلى ظهور العديد من الظواهر غير المتوقعة افتراضيًا، ومنها موضع مقالنا التنمر الالكتروني أو Cyberbullying.
تعريف التنمر الالكتروني Cyberbullying
يقصد بالتنمر الإلكتروني استخدام التكنولوجيا الحديثة كوسائل التواصل الإجتماعي وكافة الخدمات التي توفرها الإنترنت لمضايقة شخصٍ آخر أو تهديده أو إحراجه أو التحرش به، يشمل ذلك نشر معلوماتٍ شخصيةٍ أو صورٍ أو مقاطع فيديو مصممة لإيذاء شخصٍ آخر أو إحراجه.
ومن أكثر التصرفات التي يمكن تصنيفها ضمن سلوكيات التنمر الالكتروني نجد:
- إرسال رسائل البريد الإلكتروني أو النصوص أو الرسائل الفورية.
- تكرار إرسال رسائل لا معنى لها لشخصٍ ما إلى حدِ المضايقة.
- نشر أشياءٍ مؤذيةٍ عن شخصٍ ما على وسائل التواصل الاجتماعي.
- نشر الشائعات أو القيل والقال عن شخصٍ ما عبر الإنترنت.
- السخرية من شخصٍ ما في دردشةٍ جماعيةٍ عبر الإنترنت.
- مهاجمة أو قتل شخصيةٍ في لعبةٍ على الإنترنت، بشكلٍ مستمرٍ وعن قصدٍ.
- انتحال شخصية شخصٍ آخر عن طريق إنشاء ملف تعريفٍ مزيفٍ عبر الإنترنت.
- تهديد أو تخويف شخصٍ ما عبر الإنترنت أو عبر رسالةٍ نصيةٍ.
- التقاط صورةٍ أو فيديو محرج ومشاركتها دون إذن.
يكثر هذا النمط من أفعال التنمر الالكتروني بين الشباب اليافعين والأطفال، في حين أن تعرض البالغين لمثل هذه الأفعال أقل، فيمكن أن يحيل البالغون الأمر للقضاء ليُعامل على أنها جريمةٌ لها عواقب قانونية قد تصل حتى عقوبة السجن.
إحصائيات وأرقام
قد يعتقد البعض أن موضوع التنمر الالكتروني أمرٌ مبالغٌ فيه ولا يستحق المعالجة فهو ظواهرٌ فرديةٌ قليلةٌ ونادرةٌ يمكن أن تختفي تلقائيًا، إلا أن الإحصائيات تشير إلى خلاف ذلك!
فيما يلي نعرض بعضًا منها:
- يتعرض ما يقارب من 43% من الأطفال الذين يستخدمون الإنترنت للتخويف، ربعهم بشكلٍ متكررٍ.
- تعرض 70% من طلاب المدارس المتوسطة للمضايقات الإلكترونية المتكررة.
- يستخدم أكثر من 80% من المراهقين الهواتف المحمولة مما يجعلهم عرضةً للتنمر الإلكتروني.
- يعتبر 68% من المراهقين أن التنمر الإلكتروني مشكلةً خطيرةً تحتاج المعالجة.
- اعترف حوالي 58% من الأطفال بأن شخصًا ما قد استخدم عباراتٍ ضارةً معهم عبر الإنترنت، وأكثر من 4 من أصل 10 يقولون إن هذا قد حدث أكثر من مرةٍ.
- ضحايا التنمر الالكتروني أكثر عرضةً للتفكير في الانتحار من باقي أقرانهم في نفس العمر.
كيف نحمي أطفالنا وطلابنا من التنمر الالكتروني
تظهر الإحصائيات التي عرضناها أعلاه أن مشكلة التنمر الإلكتروني قد توصل الضحية حد التفكير في الانتحار، لذلك على الآباء والمدرسين التعامل بجديةٍ والسعي لحماية الأطفال الطلاب.
أفضل طريقةٍ لمنع التنمر الالكتروني هي تعليم الطفل وتدريبه للتعامل مع هذه التصرفات وعدم التأثر بها، فمن المستحيل أن نبعد أطفالنا عن استخدام الإنترنت الذي غدا جزءًا أساسيًا في حياتنا.
فيما يلي نسرد بعض الإجراءات الممكنة:
- تعريف الطفل بماهية التنمر الإلكتروني وتقريبه إليه بكلماتٍ بسيطةٍ دون تعقيدٍ.
- احرص على ممارسة النشاطات الاجتماعية في العالم الحقيقي بمشاركة الطفل ليتعلم آداب الحديث وما يمكن أن يعتبر شاذًا وغير مقبولٍ.
- من الضروري الحفاظ على خطوط اتصالٍ صريحةٍ ومفتوحةٍ بين الطفل ووالديه، أو الطالب وأستاذه في المدرسة.
- معرفة الأجهزة والتطبيقات والتكنولوجيا التي يستخدمها طفلك.
- من المهم جدًا إبقاء التكنولوجيا خارج غرف نوم الأطفال حيث يمكن أن يستخدمها دون إشرافٍ، وقد يسيء استخدامها.
- في حال تخصيص الطفل بهاتفٍ محمولٍ مع شريحة اتصالٍ يمكن استخدام عقد شراء الشريحة لتفعيل المراقبة الأبوية للجهاز وذلك بالتعاون مع مزود الخدمة.
- تعليم الأطفال الاحترام والتعاطف مع الآخرين عبر الإنترنت.
بالإضافة للخطوات العملية المذكورة من المهم جدًا ألا يشعر الطفل أو المراهق أن الأهل يفعلون ذلك بهدف تقييد حريته، بل بالعكس، ذلك أنّ حماية خصوصية الاطفال على الانترنت يجب أن تكون إجراءً واضحًا، ويكفل بوضوحٍ اطمئنان الطفل أو المراهق لتجربته في العالم الافتراضي.
العقوبات والقانون
على الرغم من أن جميع القوانين في كل أنحاء العالم تجرّم التنمر أو البلطجة في العالم الحقيقي، إلا أن الكثير من الدول لا تجرّم من يمارس التنمر الالكتروني حتى الآن!
الكشف عن أسرار مصدر نهر النيل الذي كان لغزاً لآلاف السنين!

2 د
ظلّ مصدر نهر النيل لغزاً لآلاف السنين.
لنهر النيل مصدران رئيسيان: النيل الأزرق من إثيوبيا والنيل الأبيض من البحيرات الأفريقية الكبرى وما وراءها.
حاولت العديد من الحضارات البحث عن مصدر النيل، لكن نظام النهر المعقّد يجعل من الصعب تحديد أصل واحد.
يعتبر نهر النّيل من أطول الأنهار في العالم وأحد أهم الأنهار في مصر والمنطقة العربية. ومنذ القدم، كان مصدر المياه الذي ينبعث منه النّيل يثير اهتمام المصريّين القدماء، وحتى الآن لا يزال هذا السؤال غامضاً ولا يحمل إجابة واضحة. على الرّغم من التقدّم التكنولوجي والمعرفة الجيوفيزيائية، لا يزال أصل النّيل لغزاً حتّى يومنا هذا.
في حين أنّ الإجابة البسيطة هي أنّ للنيل مصدرين رئيسيّين -النّيل الأزرق من إثيوبيا والنّيل الأبيض من البحيرات الأفريقيّة الكُبرى وما وراءها- فإنّ منشأ النّيل أكثر تعقيداً ممّا يبدو.
حاول الرّومان القدماء العثور على منبع النّيل، وبمساعدة المرشدين الإثيوبيين، توجّهوا عبر إفريقيا على طول نهر النيل إلى المجهول. على الرغم من أنّهم وصلوا إلى كتلة كبيرة من المياه كانوا يعتقدون أنّها المصدر، إلا أنّهم فشلوا في النّهاية في حلّ اللغز.
قبل الرّومان، حرص المصريّون القدماء معرفة أصل النّيل لأسباب ليس أقلّها أنّ حضارتهم كانت تعتمد على مياهه لتغذية ترابهم وتكون بمثابة طريق مواصلات. فتتبّعوا النهر حتّى الخرطوم في السّودان، واعتقدوا أنّ النّيل الأزرق من بحيرة تانا، إثيوبيا، هو المصدر. وقد كانت رؤية النيل الأزرق على المسار الصحيح، ولكن لا يوجد دليل على أنّ المصريين القدماء اكتشفوا القطعة الرئيسية الأخرى في هذا اللغز؛ النيل الأبيض.
واليوم، تمّ الاتّفاق على أنّ للنيل مصدرين: النّيل الأزرق والنّيل الأبيض، يلتقيان في العاصمة السّودانية الخرطوم قبل أن يتّجه شمالاً إلى مصر. يظهر النّيل الأزرق من الشّرق في بحيرة تانا الإثيوبيّة، بينما يظهر النّيل الأبيض من حول بحيرة فيكتوريا يخرج من جينجا، أوغندا. ومع ذلك، حتى هذه المصادر هي أكثر تعقيداً ممّا تبدو عليه لأول مرة.
يوضّح المغامر الشهير السير كريستوفر أونداتجي أنّ بحيرة فيكتوريا نفسها عبارة عن خزّان تغذّيها أنهار أخرى، وأنّ النّيل الأبيض لا يتدفّق مباشرة من بحيرة ألبرت ولكن من نهر كاجيرا ونهر سيمليكي، اللّذان ينبعان من جبال روينزوري في الجمهورية الكونغو الديمقراطية. في نهاية المطاف، كما يجادل، يمكن تتبّع النّيل الأبيض مباشرة إلى نهر كاجيرا ونهر سيمليكي.
في الختام، ليس لنهر النّيل مصدر واحد، بل يتغذّى من خلال نظام معقّد من الأنهار والمسطّحات المائية الأخرى. في حين أنّ الفكرة اللّطيفة القائلة بإمكانيّة تحديد المصدر بدقّة على الخريطة هي فكرة جذابة، إلّا أنّ الحقيقة نادراً ما تكون بهذه البساطة.
حتى اليوم، لا يزال مصدر النيل لغزاً يثير إعجاب النّاس في جميع أنحاء العالم.
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّة واحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.