ما هي اضرار البلاستيك
إن كميّة البلاستيك المُصنّعة خلال العشر سنوات الأولى من هذا القرن تفوق مجمل إنتاج البلاستيك في القرن الماضي بأكمله، وبما أن البلاستيك مكوّنٌ بشكلٍ أساسيٍّ من مادة الإيثيلين (Ethylene C2H4) والتي هي عبارة عن غازٍ عضويٍّ، وبالتالي فهو عبارة عن مركباتٍ سامّةٍ وغير قابلةٍ للتحلل الحيويّ، والتخلص غير السليم منه يشكّل ضررًا كبيرًا على كلٍّ من الإنسان والحيوان والبيئة بهوائها ومائها وتربتها، هذا ما أجمع عليه الكثير من العلماء حول العالم وفي هذا المقال سنسرد أهم اضرار البلاستيك تلك..
اضرار البلاستيك على الإنسان
- بعض المواد الكيميائية المُضافة إلى البلاستيك قابلة للامتصاص في الأجسام البشرية، وتحتوي على مركباتٍ تسبب تغيّرًا في الهرمونات..
- تحدث أحيانًا تفاعلاتٌ بين العبوات البلاستيكية والمواد الغذائية بداخلها مسببةً انتقالًا كيميائيًّا لبعض المواد من البلاستيك إلى الأطعمة التي تحتويها.
- ثُنائي الفينول-أ (Bisphenol A، أو اختصارًا BPA) الموجود داخل بطانات علب الطعام والمشروبات يمكن أن يتسرّب إليها، حيث أفادت المراكز الأمريكيّة لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن 93% من الناس لديهم مستويات من BPA في بولهم.
- تُشير بعض التقارير أن التعرض العالي للخُدّج وحديثي الولادة في وحدات العناية المركزة لكل من BPA والفثالات (Phthalates) يُشكل مصدرَ قلقٍ كبير حاليًّا حول تأثير كليهما.
- كما أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أن الأشخاص الأكثر تعرّضًا لمركّب BPA لديهم زيادة في معدل الإصابة بأمراض القلب والسكّري، وأيضًا بعض التجارب التي أُجريت على الحيوانات كشفت أن للأثيرات ثنائية الفينيل متعددة البروم (PBDEs) القدرة على إتلاف الدماغ والجهاز التناسلي. أشارت بعض التقارير الطبيّة أن هذه المواد الكيميائية وغيرها من التي تدخل في صناعة البلاستيك تؤثّر على التكاثر والتطوّر لدى الحيوانات، وكذلك من الممكن أن تسبب التشوهات التناسلية لدى الإنسان..
- بعض مصانع البلاستيك تقوم بإلقاء نفاياتها مباشرةً في المسطّحات المائية، مُسببّة بتكوّم جبالٍ من القمامة البلاستيكية، مؤثّرة بذلك على الخصائص الكيميائية للمياه، الأمر الذي له تأثيرات سلبية كبيرة على كلٍّ من البيئة وصحة الإنسان، وأهمها التسمم بسبب بعض المواد الكيميائية كالرصاص والزئبق، والسرطانات، والاضطرابات في عمل الغدد الصُمّ، ما يمكن أن يؤدي إلى خللٍ في عمل الجهاز المناعي ومشكلاتٍ في النمو عند الأطفال.
- الفثالات: هي أملاح وإسترات حمض الفثاليك، ولهذه المركبات الكثير من التطبيقات المهمة حيث تُضاف في صناعة البلاستيك من أجل زيادة مرونته وشفافيته وفترة استخدامه.
- ثنائي الفينول-أ (Bisphenol A) وPBDEs، مواد كيميائية صناعية تستخدم في المواد البلاستيكيّة.
لا تزال اضرار البلاستيك وآثاره على صحة الإنسان على المدى البعيد مجهولةً بشكلٍ كبيرٍ، لذلك يقوم العلماء بدراساتٍ أكثر دقّةً وتعقيدًا باستمرارٍ.
مضارّ البلاستيك على البيئة
- هناك ما يُقدر بحوالي 270000 طن من البلاستيك تطفو عبر البحار في العالم وتهدد حياة حوالي 700 نوعٍ بحريٍّ من الحيوانات، كما وتلعب دورًا في ارتفاع معدلات انقراض بعض أنواعها.
- يمكن للبلاستيك المدفون عميقًا في مكبات النفايات أن تتسرب منه بعض المواد الكيميائية الضارّة لتصل إلى المياه الجوفيّة، وتنتشر فيها ملوثةً إياها.
- إن 4% من إنتاج النفط العالمي يُستخدم كمواد أوليّة لصناعة البلاستيك، ونسبة ممائلة أيضًا يتم استهلاكها كطاقةٍ في عمليات تصنيعه.
- تم توثيق أكثر من 180 نوعًا من الحيوانات تقوم بابتلاع الحُطام والقطع البلاستيكية من طيور وأسماك وسلاحف وثدييات بحرية.
- الدراسات المختبرية التي أُجريت على مجموعةٍ من الحيوانات أظهرت أن مركّب BPA والفثالات تؤثّر على تكاثر جميعها وتعيق النمو عند القشريّات والبرمائيات.
- بما أن البلاستيك يطفو عبر البحار والمحيطات ويسافر حول العالم، فإنه يعمل كأداة نقلٍ لبعض الأنواع من الكائنات الحيّة كالطحالب، والديدان الأنبوبية التي تعيش عليها إلى أجزاء غير مألوفةٍ من العالم كالقطب الشمالي مثلًا، مما يهدد التنوع الحيوي كما ويزيد الاحتباس الحراريّ..
- التخلص من البلاستيك في مكبّات النُفايات المفتوحة يُمثل أرضًا خصبةً للحشرات والبعوض ولتكاثرها، وهذا ما يسبب الكثير من الأمراض كالملاريا على سبيل المثال.
- بما أنّ المواد البلاستيكية غير قابلةٍ للتحللّ، فإنها تبقى في التربة لسنواتٍ عديدةٍ، وهذا يؤثر سلبًا على خصوبة هذه التربة ويضعف جودتها.
- دخول المواد والقطع البلاستيكية إلى الأنابيب وأنظمة الصرف الصحي يُسبب انسدادًا فيها.
- التخلّص غير السليم من أكياس الطعام وعدم رميها في سلات المهملات الخاصّة بها، ممكن أن يؤدي إلى تناولها من قبل بعض الحيوانات مسببة لها الكثير من الأمراض، وخاصّةً الهضمية كأمراض المعدة والأمعاء أو الاختناق وكذلك الموت.
- رمي المواد والنفايات البلاستيكية في مجاري الأنهار والبحار، يؤدي أحيانًا إلى ابتلاعها من قبل الأسماك والحيتان والسلاحف والطيور البحريّة مسبّبًا اختناقها وموتها..