تريند 🔥

🤖 AI

بحث عن أسباب تلوث المياه

علا ديب
علا ديب

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

5 د

"الماء والهواء، العنصران الأساسيان للحياة على الأرض، أصبحا حاويات قمامةٍ عالميّةٍ"، هذا ما قاله عالم البيئة وباحث البحار الفرنسي جاك إيف كوستو (Jacques Yves Cousteau)، في إشارةٍ منه للخطر المُحدق بكوكبنا بعدما ألحق بمواردنا المائة - والتي تصل إلى 70% من سطح الأرض- من تلوث بالمخلفات البلاستيكية والكيمائية وغيرها، والتي جعلت منها مرتعًا للسموم، ومشكلةً صحيةً خطيرة، فما هي أهم أسباب تلوث المياه؟ لمعرفة الإجابة تابع القراءة معي.


مفهوم تلوث المياه

يُعرَف تلوث المياه على أنّه وصول مواد ضارة كالمواد الكيميائية أو عوامل بيولوجية من كائناتٍ حيّةٍ دقيقةٍ، أو حتى إطلاق طاقة حرارية أو نشاط إشعاعي في المسطحات المائية، من بحيرات وينابيع وأنهار ومحيطات، والمياه الجوفية، وما ينتج عنها بعد تراكمها من استنزافٍ للمياه الصالحة للاستخدام، أو ما تُحدثه من تغيّراتٍ في النظم الايكولوجية، سواء كان بشكلٍ مباشرٍ أو غير مباشر.


أسباب تلوث المياه

يتمتّع الماء أو كما يسمى (المذيب الشامل) بقدرةٍ فريدةٍ على إذابة نسبةٍ كبيرةٍ من المواد، وبقدر ما تمنحه هذه الخاصية من فوائد وأهمية كبيرة، إلا أنه يصبح أكثر قابلية للتلوث وحمل المواد الضارة والمؤذية معه، ومن أهم أسباب تلوثه ما يلي:


التخثث

تحدث هذه الظاهرة بسبب زيادة نسبة المغذيات في المياه، مما يتيح الفرصة للعوالق النباتية والطحالب بالتكاثر بسرعة كبيرة مسببة عددًا من المشاكل، ومنها:

  • تستهلك معظم الأكسجين المنحل في المياه، فتعاني باقي الكائنات المائية من نقص الأكسيجين حتى موتها كالأسماك.
  • تحجب الضوء عن نباتات القاع واللازم لقيامها بالتمثيل الضوئي.
  • تنتج بعض أنواع الطحالب للمواد السامة والتي قد تدخل إلى السلة الغذائية لتؤثّر على باقي أشكال الحياة.

انسكاب الوقود

تُشكل تسرّبات النفط أو انسكاباته من سفن الشحن، ومصارف المياه ما يصل إلى 12% من النفط الذي يصل إلى المحيطات، وهو ما يشكل مشكلةً بيئية كبيرة، خاصة لدى تركّزها بمكان واحد، فتقضي على الحياة البرية كالطيور؛ لأنه يعلق على ريشها وجلدها ويمنعها من الطيران، ويخنق الأسماك ويمنع الضوء عن النباتات البحرية.

انسكاب الوقود

الصرف الصحي المنزلي

تحتوي مياه الصرف الرئيسي على كلٍّ من المكروبات الممرضة، والمواد العضوية المتعفّنة، والمغذّيات النباتية، ولكلٍّ منها تأثيره:

  • فالمكروبات الممرضة والناتجة عن الفضلات البشرية تُشكّل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة.
  • تتحلل المواد العضوية المتعفنة بالمكروبات المحللة فتستهلك كامل الأكسيجين اللازم لحياة الكائنات المائية الأخرى، وعلى الرغم من الدور الهام لعمليات معالجة مياه الصرف في تقليل تلوث المياه إلا أنّها لا تقضي عليه نهائيًّا.
  • تأتي المغذيات النباتية من النترات والفوسفات مع مياه الجريان السطحي من الأسمدة الزراعية، فينشط تكاثر الطحالب ونموها، وعندما تموت تتحلل بالمكروبات مُستهلكةً نسبةً كبيرةً من الأكسيجين، وتطلق غازات الميتان وكبريتيد الهيدروجين فتبقى الكائنات الحية الأخرى دون مخزونٍ كافٍ من الأكسجين الذائب، أي هي ظاهرة التخثث التي يموت بها الجسم المائي النظيف المتوازن.

النفايات السامة

كالمواد المسرطنة والمُشعّة والمتفجرة، أو المواد المسببة لحدوث تغيّراتٍ جينيّةٍ (طفرات)، أو للتشوهات الخلقية، أو المتراكمة في المستويات العليا من السلسة الغذائية، وتأتي من مصادر عديدة مثل الصرف الصحي للمنشآت الصناعية والكيميائية كالرصاص والكروم والزئبق، أو ما يصل للصرف الصحي من مبيداتٍ حشريّةٍ مثل الكلوردان واليليدرين وسباعي الكلور.

النفايات السامة

الجريان السطحي من العمليات الزراعية

ينتج عن الزراعة أنواع عديدة من المخلفات الزراعية النباتية والحيوانية والصناعية، مما يُلحق الضرر البيئي بالمسطحات المائية المجاورة وتلوّثها، ومن هذه المخلفات بشكلٍ رئيسيٍّ:

  • العناصر المغذية: كالنترات والفوسفات، ومن الأمثلة المناطق المائية الميتة والضحلة في خليج المكسيك وسببها جريان مياه الزراعة في نهر المسيسيبي
  • المخلفات الحيوانية: وما تحمله من أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد
  • المضادات الحيوية والهرمونات: وتُستخدمان على الحيوانات بشكلٍ رئيسيٍّ.
  • المعادن الثقيلة: كالكروم والزرنيخ والرصاص والزنك، بعضها يُستخدم للماشية والبعض الآخر لتسميد التربة.
  • الأسمدة: وما تحمله من أملاح كالصوديوم والبوتاسيوم والكبريتات والبيكربونات والنترات.

اقرأ أيضًا: بحث عن تلوث المياه.


الأنشطة الصناعية

تمثل المصدر الرئيسي لتلوث المياه العذبة وتغير لونها وحرارتها، وبشكلٍ خاصٍّ ما ينتج عنها من معادن كالزئبق والأسبست والرصاص، ومنها عمليات التعدين وتكسير الصخور والتي يتسرّب عنها الكبريتيدات، والغازات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري والتي تُعدّ السبب في تشكل الأمطار الحمضية.


جريان مياه الأمطار

فتحمل معها كل ما تصادفه من مواد زيتية ونفطية، وملوّثات ومخلفات المدن والريف.


التسرب من مجرور الصرف الصحي

فهي من أهم ملوثات المياه الجوفية، ومنها ينتقل التلوث إلى المسطحات المائية، مثل الكلوروفورم وبعض المذيبات المكلورة المستخدمة في عمليات التنظيف الجاف.


وسائل النقل

ينتج عن عوادم السيارات ووسائل النقل الأخرى غازات ضارّةٍ، مثل مركبات الكبريت وأكاسيد النتروجين ومركباته وثاني وأول أكسيد الكربون، والتي تجد طريقها إلى المسطحات المائية والجوفية مع مياه الأمطار.


التلوث الحراري

وهو الارتفاع المفاجئ في درجة حرارة مجسّمٍ مائيٍّ، بسبب بعض الممارسات الصناعية البشرية، وبشكلٍ رئيسيٍّ بسبب تصريف مياه تبريد المنشآت الصناعية فيها، فتشكل الحرارة أيضًا أحد الملوثات الخطيرة للمياه، لأنها تقللّ من نسبة الأكسيجين المنحل، وتزيد من معدلات التمثيل الغذائي، حتى تصبح البيئة غير ملائمةٍ للكائنات الحية، فإما تهاجر إن أمكنها أو تموت، وهذا ما نشاهده في تبييض الشعب المرجانية أي موت الكائنات المرجانية.


النفايات النووية

لها تأثيرٌ خاصٌّ على الموائل الطبيعية للكائنات الحية النباتية، وتأتي من عدة مصادر أهمها:

  • نفايات محطات الطاقة النووية، والتي تصل تأثيراتها إلى مسافاتٍ بعيدةٍ جدًا، ومنها محطة معالجة الوقود النووي في أوروبا، وهي ما ظهرت آثارها على نباتات جزيرة جرينلاند.
  • منشآت تعدين اليورانيوم والثوريوم، ينتج عنها نفايات مشعة بحرية خطيرة.
  • نواتج استخدام الوقود النووي في المنشآت الطبية والعلمية، كصناعات الدواء.

يفوق عدد ضحايا المياه الملوثة سنويًّا عدد ضحايا الحروب مجتمعةً، مما جعلها أخطر المشاكل المهددة للبشر والبيئة، فهي وإن كانت تغطي 70% من سطح كوكبنا؛ فإن 1% منها فقط متاح للشرب، لذلك لا بدّ من اتخاذ إجراءاتٍ ضروريةٍ ووضع حلولٍ سريعةٍ لحل أسباب تلوث المياه.

هل أعجبك المقال؟