تنبؤات نوستراداموس

ربما من المهم جدّا أن نحظى بقائمة تنبوءات نوستراداموس ونقرأها بتمعّنٍ، لعلّنا نكشف بعضًا مما يخبِّئه لنا المستقبل. هل تعلم بأن فيروس كورونا المستجد أو ما يسمى كوفيد-19 ( Covid-19)، والذي استقبلْنا به عام 2020 كان أحد تنبؤات نوستراداموس القديمة؟ وهل تعلم أيضًا أنه وبحسب تنبؤاته من المقرر أن ينتهي العالم عام 3797؟. أظن بأنك متلهّفٌ الآن لمعرفة من هو نوستراداموس، وما هي أبرز تنبؤاته.

هو الكاتب ميشيل دي نوسترادام (Michel De Nostredame)، والمعروف أيصُا كطبيبٍ ومنجّمٍ ونبيٍّ فرنسيٍّ، إلا أنه كان رافضًا للقب "نبي". السبب وراء اسمه المعروف وشهرته الواسعة التي لم تنطفئ حتى بعد أكثر من 400 عامٍ من وفاته، هو كتابه الذي نشره عام 1555 بعنوان النبوءات (Prophecies)، والذي يُقال أنه يحمل تنبّؤات بالمستقبل.

ليس هناك معلومات كثيرة عن طفولته، ولكن تشير الأدلة أنه كان ذكيًّا جدًا حيث تقدّم بسرعةٍ في المدرسة، كما تعلّم اللاتينية واليونانية والعبرية، ويُعتقد أن الفضل يعود في ذلك لجده في بداية رحلته لتعلّم التنجيم؛ إذ قدّمه إلى الطقوس القديمة للتقاليد اليهودية والعلوم السماوية لعلم التنجيم؛ مما أعطاه فكرة حول علم السماويات وكيف يُقاد مصير الإنسان. كان لنوستراداموس الفضل في التنبؤ بدقةٍ بعدة أحداثٍ محوريةٍ في التاريخ، بدءً بالثورة الفرنسية، وحتى صعود أدولف هتلر، ووصولًا إلى الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001.

عام 1554، أصبحت رؤى نوستراداموس جزءًا لا يتجزأ من عمله في كتابة تنبؤات الأحداث القادمة، وقرر عندها تحويل كل طاقته باتجاه التنبؤ وتأليف كتابٍ ضخمٍ بعنوان "القرون Centuries"، إذ كان يخطط لكتابة 10 مجلداتٍ تحتوي على 100 توقعٍ للألفي عامٍ القادمة. نشر عام 1555 مجموعةً من تنبؤاته الرئيسية في كتاب "النبوءات"، وعمد فيه إلى ابتكار طريقةٍ لحجب معاني نبوءاته، وهي الرباعيات (نوعٌ من الشعر، كل رباعيةٍ مكونة من أربعة أسطرٍ قصيرة)، واستخدم مزيجًا من اللغات مثل اليونانية والإيطالية واللاتينية والبروفنسالية (لهجة جنوب فرنسا).

لم يواجه نوستراداموس أي مشاكلَ مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، ولم يُطلب إلى محاكم التفتيش بحجة ممارسة البِدع، إذ لم تمتد كتاباته إلى مرحلة ممارسة السحر أو ما شابه. على الرغم من ذلك، لم يسلم من تعليقات الناس من حوله، فقد اعتقد البعض أنه خادم الشيطان، ونعته البعض الآخر بأنه مجنونٌ وتنبؤاته مزيفة، ومن جانبٍ آخر، كان هناك من آمن أن نبوءاته مستوحاة روحيًّا.

دافع نوستراداموس عن نفسه أمام هؤلاء، فادعى أنه يبني تنبؤاته المنشورة على علم التنجيم الفضائي؛ وهو فن التنبؤ بالأحداث المستقبلية من خلال حساب حركة الكواكب والأجسام النجمية وعلاقتها بكوكب الأرض. كما ساعده في عمله اعتماده على معلومات غيره من المؤرخين الكلاسيكيين مثل بلوتارخ (Plutarch)، والمؤرخين من العصور الوسطى. في الواقع، يعتقد الكثير من العلماء أن ما ساعد نوستراداموس في التنبّؤ هو إعادته صياغة نبوءات نهاية العالم القديمة (من الكتاب المقدّس) بالإضافة إلى القراءات الفلكيّة للماضي..

هناك الكثير من تنبؤات نوستراداموس التي وقعت في أيدينا، بعضها تحقق وبعضها ربما في انتظار ذلك. إليك الآن أبرز سبع رباعياتٍ كتبها نوستراداموس مع الشرح أو الإشارة التي تدل عليها أسطر كلّ رباعيةٍ (سنشير إلى كلّ سطرٍ بين قوسين لسهولة التوضيح).

نجمت وفاة هنري الثاني عن اشتراكه بمبارزاتٍ أُقيمت خلال أيام الاحتفالات بزواج أخته، وزواج ابنته أيضًا، استغرقت الاحتفالات ثلاثة أيامٍ تخلّل جميعها المبارزات. اشترك الملك في المباريات المُقامة في ميدان شارع القديس أنطون، وانتصر في أول يومين، ولكنه نازلَ في اليوم الثالث قائد الحرس الإسكتلندي مونتغومري Montgomery (الأسد الصغير)، فشل هنري (الأكبر سنًا) في إسقاط خصمه من فوق سرج حصانه (قتال فردي)، وأصرّ على إعادة المحاولة، وفي المحاولة الأخيرة، كَسَرَا رمحي بعضهما وفشل مونتغومري في سحب رمحه في الوقت المناسب، فاخترق الرمح خوذة الملك وأصابه فوق عينه تمامًا (السطر الثالث). تجدر الإشارة إلى أن كلّ منهما كان لديه شعار أسد على درعه. تقول بعض المصادر أنه تعرّض لجرحٍ آخر في الحنجرة وبقى طريح الفراش لمدة 10 أيامٍ قبل وفاته، أي كانت ميتته قاسيةً (السطر الأخير). 

من أشهر تنبؤات نوستراداموس الكارثيّة، كانت بداية الأمرِ عبارةً عن حريقٍ صغيرٍ في مخبز في لندن، كان ذلك في 2 سبتمبر عام 1666، ثم امتدّ الحريق فيما بعد واستمرّ ثلاثة أيامٍ متتاليةٍ احترقت فيها مساحات واسعة من المدينة. غالبًا أشار نوستراداموس في كتابة (الدم العادل) و (العديد من نفس الطائفة)، إلى ملايين الفئران التي قُتلت خلال الحريق، الذي عرف لاحقًا باسم حريق لندن الكبير.

تشير هذه الرباعية من تنبؤات نوستراداموس إلى أناشيد الجماهير وطلباتها (السطر الأول) عندما كان لويس السادس عشر سجينًا مع عائلته في الكنيسة. الحمقى الذين سيفقدون رؤوسهم هم أوائل قادة الفتن أيام الثورة. سيطر الفلاحون فيما بعد على باريس بعد أن كان حكمهم ضعيفًا، وجُرِّدت الطبقة الإرستقراطية (الأمراء والملوك) من السلطة؛ وأُخذوا إلى سجن الباستيل (أسرى في السجون)، كما قُطعت رؤوسهم في المقصلة (حمقى دون رؤوس في المستقبل).

كان هناك الكثير من الرباعيات بخصوص هتلر، منها:

ولد هتلر في 20 أبريل 1889 لأبوين فقيرين للغاية (السطرين الأوائل)، وخلال السنوات التي تلت الحرب العالمية الأولى، انتقل هتلر إلى ألمانيا وارتقى من خلال مهاراته الخطابية الكبيرة (السطر الثالث). شكّل هتلر فيما بعد؛ تحالف المحور مع اليابان (السطر الرابع).

يعبّر الوحوش الجائعون عن غزو الجيش الألماني لفرنسا، وهُزمت وقتها فرنسا على يد قوّات الحُلفاء (سيكون الجزء الأكبر من ساحة المعركة ضد هستر) وتجدر الإشارة هنا أن تنبؤات نوستراداموس ربمّا أشارت إلى أدولف هتلر عندما ورد "هستر"، ولكن لم يُعرف السبب الحقيقي وراء هذا اللّغط، فالبعض يقول خطأ إملائي، وفسّر البعض الآخر ذلك بأن نوستراداموس تسلّم الاسم بطريقةٍ مضطربةٍ مشوّشةٍ، كما يُقال بأن الاسم مشتقٌ من الاسم اللاتيني لنهر الدانوب وهو Ister.

عام 1945، شنّت الولايات المتحدة الأمريكية هجومًا على اليابان، إذ قصفت مدينتي هيروشيما وناجازاكي بالقنابل النووية، وعانى الشعب من الانفجار، وبشكلٍ خاصٍّ من التسمم الإشعاعي (بكوا إلى الله لإغاثتهم).

قُتِل جون  كينيدي John Kennedy (الرجل العظيم) ضربًا بالرصاص (الصاعقة) في وضح النهار في دالاس، تكساس، في 22 تشرين الثاني عام 1963، بعد تعرّضه للعديد من التهديدات بالقتل (السطر الثاني) وأما الرجل الآخر فهو أخوه روبرت كينيدي Robert Kennedy الذي قُتل ضربًا بالرصاص أيضًا في 5 حزيران عام 1968، وقد تم ذلك في الصباح الباكر عندما كان يحتفل بانتصاره في الانتخابات الرئاسية الأولية في أحد الفنادق. .

كما كان لهجمات 11 سبتمبر 2001 نصيبٌ في تنبؤاته، بالإضافة إلى هبوط رحلة أبولو11 على سطح القمر عام 1969، ووفاة الأميرة ديانا عام 1997، وحادث تحطّم مكوك الفضاء تشالنجر عام 1986. في الواقع، من الصعب تسمية جميع تنبؤات نوستراداموس..

إليك الرباعية:

يُفترض أن تشير القوائم الضعيفة إلى المرضى والقتلى بسبب المرض إذ لا حول لهم ولا قوّة، كما سجلت أمريكا وإيطاليا (لومبارديا تقع شمال إيطاليا) أعلى نسبة إصابة بين الدول التي انتشر فيها الفيروس. بالنسبة للكواكب والأبراج، فقد دخل عطارد برج القوس في ديسمبر 2019، وكان هذا تاريخ حدوث الحالات الأولى للإصابة بالفيروس التاجي، وانتقل زُحل إلى برج الدلو في 21 مارس، حيث كانت مدينة نيويورك في حالة حجرٍ وإغلاقٍ تامٍّ في هذا التاريخ. غالبًا كانت الإشارة في السطر الثاني (السفن) تعني العديد من السفن التي أُوقفت في البحر مع حالاتٍ هائلةٍ من حاملي الفيروس.

حملت لنا تنبؤات نوستراداموس صراعًا آخر، وهو صِراع الموتى. نعم، لقد توقّع ظهور الزومبي، ربما لن تضطر لمشاهدة أفلام Zombie بعد الآن؛ بل ستتهادن معهم. إليك الرباعية:

مهلًا، هل يقصد (الرقم السابع) بعام 2027؟ أتمنى أن لا تصيب هذه المرّة يا نوستراداموس..