تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

علاج نقص البوتاسيوم

علا ديب
علا ديب

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

5 د

يُعد البوتاسيوم من العناصر الأساسية ونقصه يؤدي إلى مشاكلَ صحيةٍ عديدة. سنتعرّف في مقالنا هذا على كيفية علاج نقص البوتاسيوم وأعراضه وأهمية ودور هذا العنصر في العمليات الحيوية المختلفة في الجسم.


ما هو البوتاسيوم

البوتاسيوم عنصرٌ معدنيٌّ قلويٌّ، يُرمز له بالرّمز K، شرهٌ للتّفاعل مع الماء، العدد الذريّ له 19، تستند جميع الوظائف في جسم الإنسان إلى هذا العنصر، لمقدرته على التخلي عن إلكترونٍ إضافيٍّ، وبالتّالي اكتسابه شحنة سالبة تعمل على تحفيز الأعصاب وتسبب تقلّص العضلات.

والبوتاسيوم عنصرٌ غذائيٌّ ضروريٌّ في الحمية اليومية لكونه لا يُنتج بشكلٍ طبيعيٍّ في الجسم البشريّ، بل نحصل عليه من المواد الغذائيّة المتناولة، وهو الكتروليت ينقل النّبضات الكهربائيّة على طول الجسم، كما أن للبوتاسيوم وظائفَ عديدةً في الجسم تحافظ على توازنه. .


وظائف البوتاسيوم في الجسم

  • نقل الإشارات العصبيّة: ترتبط مستويات البوتاسيوم مع مستويات الصوديوم في الجسم ارتباطًا عكسيًّا، فبارتفاع أحدهما تنخفض نسبة الآخر، حيث تقوم المضخّات الجزيئيّة التي تسحب البوتاسيوم من الخلايا وتدفع الصوديوم إلى خارجها بالعمل كبطاريّةٍ كيميائيّةٍ؛ تحثّ على انتقال الإشارات الكهربائيّة عبر الأعصاب، وتسبّب تقلص العضلات.
  • تنظيم ضغط الدم: يكمن دوره في الحفاظ على ضغط الدم من خلال قدرته على توسيع الأوعية الدمويّة، ومساعدة الجسم على إفراز الصوديوم والماء، مما يقلّل من خطر حدوث الجلطة القلبية.
  • للمحافظة على صحة الكلى: والحماية من تشكل الحصى، فقد يتسبب نقص البوتاسيوم بفقدان الكالسيوم من العظام، وزيادة نسبته في البول، مما يؤدي إلى تشكل حصى الكلى.
  • الحفاظ على كثافة العظام: دعمت بعض الدّراسات وجود ارتباطٍ وثيقٍ بين زيادة كثافة العظام وزيادة نسبة البوتاسيوم في الدم.
  • الحفاظ على توازن السوائل في الجسم.
  • تقلّص العضلات: تلعب شوارد البوتاسيوم دورًا هامًّا في تقلّص ألياف العضلات الهيكليّة وعضلة القلب. .

نقص البوتاسيوم في الدم Hypokalemia

المستوى الطبيعي للبوتاسيوم في الدم هو 3.5 ملل/لتر دم، ونقص المستوى عن 3.5 مللملتر دم يسبب ظاهرة نقص أو عوز البوتاسيوم. يتواجد البوتاسيوم بشكلٍ أساسيٍّ في العضلات الهيكليّة والعظام، ونظرًا لدوره الأساسي في تقلّص العضلات ولعمل بعض الأنزيمات، فإن الكلى تعمل جاهدةً على تنظيم والحفاظ على التّركيز الطبيعيّ له في الجسم، حيث تتخلّص من فائض البوتاسيوم مع البول، بالإضافة إلى الكلى فإن بعض الهرمونات تعمل أيضًا على تنظيمٍ نسبته، مثل الألدوستيرون وهرمون الأنسولين، الذي يمنع نقص البوتاسيوم بتحفيزه للخلايا على زيادة امتصاصه، وبالتالي يحدث نقص البوتاسيوم نتيجة خللٍ في إحدى هذه العمليات أو لفقدانه بشكلٍ كبيرٍ كما في سلس البول، أو بسبب التعرّق المفرط الذي لا يتلوه تعويض الكمية الناقصة من البوتاسيوم، ويمكن أيضًا أن يحدث عوز البوتاسيوم كأحد الأعراض الجانبيّة للمدرات البولية.


أعراض نقص البوتاسيوم

  • ليس لنقص البوتاسيوم أعراضٌ واضحةٌ، ولكن تتمثّل غالبًا بضعفٍ في عضلات الجهاز التنفسيّ والأمعاء، وقد ينتهي بالشللّ.
  • قد يكون نقص البوتاسيوم سببًا في الجلطات القلبيّة، لمنعه التوسّع الكافي في الأوعية الدمويّة، ممّا يسبّب انخفاض تدفّق الدم في العضلات، والتشنّج وتدمير العضلات الهيكليّة.
  • تشنّج العضلات: لا يمكن للمريض التّحكم في العضلة أو تحريكها، كما تصاب العضلة بارتجافٍ وضعفٍ، وقد تتحرك حركاتٍ لا إراديّة، وفي مراحلَ متقدمةٍ تسبّب ارتخاء العضلة والإصابة بالشلّل، والذي من الممكن أن يصيب الجهاز التنفسيّ مسببًّا توقف التنفس والموت.
  • يسبب النقص الحادّ للبوتاسيوم ضعف القدرة الكلويّة على تنظيم إطراح البول، ممّا يسبّب فرط التبول والعطش الدائم.
  • من الأعراض الأخرى فقدان الشهيّة والغثيان والإقياء، وتغيراتٍ في التخطيط القلبيّ، والارتباك وانتفاخ البطن، وانخفاض النشاط العقليّ..

أسباب نقص البوتاسيوم

نقص البوتاسيوم ليس مرضًا بحدّ ذاته، وإنما يصيب الإنسان كأحد الأعراض الجانبيّة لاضطراباتٍ أخرى، من هذه الاضطرابات:

  • استخدام الأدوية المدرّة للبول.
  • نقص المغنزيوم في الدم.
  • أمراض الغدد الصمّاء: والتي قد تكون السبب في إفراط  بعض الهرمونات القشريّة مثل الألدوستيرون، ممّا يؤثّر على المحاليل الكهربائيّة، سيّما تركيز البوتاسيوم.
  • اضطرابات الكلى.
  • استخدام جرعاتٍ عاليةٍ من البنسلين (وهو أحد أنواع الصادات الحيوية).
  • سوء امتصاصٍ في الأمعاء نتيجة القيء والإسهال المتكرر، أو بسبب سوء استخدام المليّنات (أدوية الإمساك) أو الإصابة بالنواسير في الأمعاء، والتي تستنزف السوائل المعوية.
  • التعرّق المفرط نتيجة زيادة التمارين وارتفاع درجات الحرارة..

علاج نقص البوتاسيوم

يتمّ علاج نقص البوتاسيوم على أربع مراحلَ:

  • الحدّ من فقد البوتاسيوم.
  • تجديد مخزون البوتاسيوم في الجسم.
  • تقييم احتمالات الإصابة بالتسمم.
  • تحديد أسباب المرض لمنع أي إصاباتٍ مستقبليّة.

يهدف العلاج بشكلٍ أساسيٍّ إلى الحل الجذري للمرض، والبحث عن العامل المسبب ومعالجته، في حال كان السبب هو بعض الأدوية فيجب التوقف عن استخدامها، مثل الأدوية المدرّة للبول، أو أدوية قصور القلب، أو المليّنات.

يتمّ تعويض المريض بالبوتاسيوم عن طريق الفمّ، أو بالوريد وذلك وفقًا لشدّة الحالة، ففي حالات نقص البوتاسيوم المعتدل تكون نسبة البوتاسيوم في دم المريض 3.5-2.5 ميكروغرام/ لتر، ويتمّ العلاج هنا عن طريق الفم باستخدام الداعمات الغذائيّة، أمّا في حال كانت نسبة البوتاسيوم أقل من 2.5ميكروغرام/ لتر فيجب إعطاء البوتاسيوم عن طريق الوريد، ومراقبة الحالة عن كثبٍ، وإجراء تخطيطٍ للقلب، وقياس مستويات البوتاسيوم في الدام باستمرارٍ.

تعطى الجرعات الفمويّة مع الكثير من السوائل (100_250 مل) مع أو بين الوجبات، أمّا في حال الجرعات الوريديّة فيستخدم محلول كلوريد الصوديوم 0.9 %. يتمّ تشخيص ومراقبة نسب البوتاسيوم في الدم وفقًا للخطوتين التاليتين:

  • تقييم إفراز البوتاسيوم في البول: للتمييز بين فُقدان البوتاسيوم الكلويّ عن الأسباب الأخرى لنقص البوتاسيوم، مثل فُقدانه عن طريق الجهاز الهضميّ في الإسهال والقيء، أو تحوّلات البوتاسيوم في الخلايا.
  • تحديد الأس الهيدروجينيّ: لارتباط نقص البوتاسيوم بالاستقلاب القاعدي أو الاستقلاب الحمضي.

يتمّ التقييم الكلوي بجمع عيّنات البول على مدار 24 ساعةً، وهناك طريقةٌ فوريّةٌ أخرى تُساعد في حساب تركيز البوتاسيوم، وذلك عن طريق إجراء تناسبٍ بين البوتاسيوم والكرياتين في البول مباشرةً. .

هل أعجبك المقال؟