تريند 🔥

🌙 رمضان 2024
كيف تقرأ رسم تخطيط القلب؟

كيف تقرأ رسم تخطيط القلب؟

سالي ديب
سالي ديب

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

7 د

يُعد قراءة تخطيط القلب من الخطوات الرئيسي التي ينبغي أن يلم بها الطبيب، ولكن هل يمكننا كأشخاص عاديين قراءة رسم تخطيط القلب، كيف ذلك؟

تخطيط القلب الكهربائي من الإجراءات التشخيصية المهمة والواسعة الاستخدام في مجال الكشف عن أمراض القلب المختلفة. يعتمد مبدأ عمل تخطيط القلب على حقيقة أن نشاطًا كهربائيًا دقيق التنظيم يشرف على النّشاط العضلي لتقلّصات القلب، يقيس الجهاز الكهربائي هذه الفعاليّة وبالتّالي يكشف عن اضطراب هذه الفعاليات المختلفة (سواء العضليّة أو العصبيّة). تخطيط القلب الكهربائي اختبار سريع، آمن، وغير مؤلم، يسمح للطّبيب بـ:

  • قياس معدل نبضات القلب.
  • كشف حالات نقص التروية القلبية.
  • تشخيص النوبة القلبية العابرة والاحتشاء.
  • كشف التشوّهات والشّذوذات (كتضخم العضلة القلبية).
  • كشف مدى تأثر العضلة القلبيّة باضطراب شوارد الدم سواء زيادة أو نقصان (خاصّة شاردة البوتاسيوم).

تعد تقنيّة قراءة تخطيط القلب الكهربائي صعبة ومعقّدة حتى بالنّسبة لطلّاب الطب والأطباء وتحتاج للكثير من الممارسة والخبرة، ولكن إليك بعض المفاتيح الأساسيّة التي يمكنك من خلالها فهمه أو على الأقل تحديد وجود مشكلة وحاجة إلى زيارة الطّبيب من عدمها.


كيف تقرأ رسم تخطيط القلب؟

بالنّظر إلى الصّورة في الأعلى، يمكننا تقسيم كل موجة قلبيّة إلى عدّة أقسام، يشير كلّ منها إلى فعاليّة جزء القلب:

  • الموجة P تعبّر عن فعاليّة الأذينتين.
  • المجموع QRS يعبّر عن فعاليّة البطينين.
  • الموجة T تحدث بعد انتهاء انتشار الموجة الكهربائيّة ضمن كامل عضلات البطينات ويكون القلب بعد انتهائها جاهز لاستقبال موجة عصبيّة جديدة وتقلّصة جديدة.

كيفية تحديد الاضطرابات الأكثر شيوعًا

والآن إلى بعض المعلومات الأساسيّة وكيفيّة تحديد الإضطرابات الأكثر شيوعًا:

  • تحديد سرعة القلب: بدايةً، نلاحظ على المخطّط وجود ما يعرف “المسافة R-R” وهي تعبّر عن المسافة الزّمنية بين الموجتين المتتاليتين؛ تَساوي أطوال هذه المسافات على كامل المخطط الكهربائي يدل على سرعة طبيعيّة للقلب، بينما يشير تَقارب هذه المسافات إلى وجود تسرّع وتباعدها يشير لوجود بطء في سرعة القلب.
  • تحديد انتظام الضّربات القلبيّة: وجود الموجة P قبل كل مجموع QRS يشير إلى أن الفعاليّة العصبيّة للقلب تعمل بشكل منتظم وسليم.
  • كشف خلل الأذينات: الموجة P الأقل عرضًا من مربعين صغيرين أو الأكبر من 3 مربّعات صغيرة تعتبر مرضيّة، وتشير لوجود خلل في الأذينات.
  • كشف أمراض البطينات: العرض الطّبيعي للمجموع QRS هو 1.5-2.5 مربعات صغيرة؛ إذا كان أعرض من ذلك فهذا يعني أن الموجة استغرقت وقتًا أطول لتعبر البطينين وبالتّالي بأن البطين أضخم من الطّبيعي. لضخامة البطينات العديد من المؤشّرات والدّلالات المرضيّة (منها وجود ارتفاع ضغط الدم).
  • تحديد وجود احتشاء: المسافة بين نهاية المجموع QRS وبداية الموجة T تعرف باسم القطعة “ST”، يجب أن تكون هذه القطعة على حد السّواء الكهربائي (أي منطبقة على الخط الأحمر في الرّسم البياني أو أقرب ما يمكن إليه)، تحرّكها للأعلى أو للأسفل يشير إلى وجود عدم تزامن في انتقال الإشارة الكهربائيّة ضمن جميع أقسام عضلة القلب، ويشير عدم التزامن هذا إلى وجود منطقة مريضة ضمن البطين، وغالبًا مرض المنطقة يكون ناتجًا عن نقص تروية أو احتشاء.

تعليمات أساسية عند قراءة تخطيط القلب

يسمح تخطيط القلب (ECG) لك بقياس النشاط الكهربائي لقلبك، وهو اختبار غير باضع؛ أي غير جراحي، فهو يقيس سرعة نبضات القلب وجودة النقل العصبي فيه، والتخطيط غير الطبيعي قد يشير لكثير من المشكلات الطبية التي تحتاج لعلاج، إليك بعض التعليمات لتسهيل قراءة تخطيط القلب:


1.   تقييم المريض:

قم بتأمل المريض؛ إذا كان جلده دافئ جاف أو رطب، ولاحظ لون الجلد، قيّم الأعراض التي أتى بها المريض، وجس نبضه، وحاول أن تتكلم معه، وراقب أنفاسه،  ذلك سيساعدك في قراءة التخطيط ومقاربة الأعراض.


2.   تعرّف على القيم الطبيعة:

يحتوي نظم القلب الطبيعي على ثلث موجات وهي: الموجة P، والموجة QRS، والموجة T، فيجب عليك أن تعرف سعة، والمدة الزمنية، والانحراف لكل موجة لتفسيرها بدقة:

السعة: فهي تدل على التيار الكهربائي في كل موجة من خلال معرفة ارتفاع المرجة، فكل 1 ميلي متر يساوي 1 ميلي فولت.

الانحراف: ويختلف باختلاف الليد.

المدة: زمن كل موجة من خلال حساب عدد المربعات الأفقية التي تمتد على طولها الموجة الواحدة أو النبضة، ويمكن حساب معدل ضربات القلب من خلال قسمة 300 إلى عدد المربعات الكبيرة بين موجتي متتاليتين (R-R)، فتلاحظ:

يكون النبض طبيعي إذا كان بين 60-100 نبضة بالدقيقة.

ويكون القلب متسرع إذا كان >100 نبضة بالدقيقة.

ومتباطئ عندما يكون<60 نبضة بالدقيقة.

هناك ستة ليدات ذات اتجاه عامودية (I، II، III، AVR، AVL، AVF)، وستة اتجاهات أفقي (من V1-V6)، وكل منها تنظر إلى القلب بمنظور مختلف، وتسجل تواترات كهربائية مختلفة، ومعرفة أشكالها الطبيعية سيساعدك في قراء التخطيط.


3.   استخدم مقاربة منهجية:

أولًا: احسب معدل  القلب، واعرف إذا كان متسرعًا أو متباطئ، أو إذا كان منتظم أو غير منتظم، من خلال حساب المسافة بين موجتين (R-R): يكون النظم طبيعي: في حال تكرار شكل ونمط وزمن كل موجة. ويكون النظم غير منتظم: تكون فيها الأمواج مختلفة تمامًا فيما بينها.

ثانيًا: حدد محور القلب، باستخدام الليد 1 و AVF  ، يفيد ذلك في تحديد درجة ميلان القلب إلى اليمين أو اليسار، وبالتالي التوجه إلى بعض الأمراض.

ثالثًا: ادرس الموجات P و QRS و T والشدفة PR  وST، ومقارنتها مع الشكل الطبيعي لها.


4.   تعلم أشكال التخطيطات القلبية المرضية:

 وحاول أن تُقارب المعطيات التي لديك بجميع الأمراض المحتملة.


قبل قراءة التخطيط

هنالك مجموعة من الأمور التي يجب التأكد منها قبل البدء بقراءة التخطيط، وهي:

  • تأكَّد من هوية صاحب التخطيط.
  • تأكَّد من التاريخ والوقت: وذلك لأن تخطيط القلب الكهربائي قد يتغير بين ساعة وأخرى عند مرضى نقص التروية.
  • تأكَّد من الفولتاج القياسي (1ميلي فولت = 10 مم).
  • تأكَّد من سرعة الورق القياسية  (25 مم/ثا).
  • تأكَّد من صحة وضع المساري.

لقراءة تخطيط القلب الكهربائي بالشكل الأمثل يجب أن تقوم بما يلي وفق التسلسل التالي:

الخطوة 1- قياس سرعة القلب: إنّ القيمة الطبيعية لعدد ضربات القلب بين 100-60 نبضة في الدقيقة، وبالتالي:

تسرُّع القلب> 100 نبضة في الدقيقة.

بطء القلب < 60 نبضة في الدقيقة.

يمكن حساب النظم القلبي بإحدى الطريقتين:

النظم منتظم: قم بتقسيم 300 على عدد المربعات الكبيرة بين موجتي R متتاليتين.

النظم غير منتظم: احسب عدد مركبات الـ QRS الموجودة في 10 ثوان من التخطيط (30 مربع كبير)  ثم اضرب الناتج بـ 6 (كي يصبح النظم بالدقيقة).

الخطوة 2- النظم القلبي: يجب أن تكون المسافات بين R-R متساوية على طول التخطيط حتى نقول إنه منتظم.

الخطوة 3- دراسة محور القلب الكهربائي: يشير محور القلب الاتجاه العام للانتشار الكهربائي داخل القلب،  لتحديد محور القلب، يجب أن تدرس اتجاه المساري الأولى والثانية والثالثة، في الفرد السليم، يجب أن يمتد المحور من الساعة 11 إلى الساعة 5.

الخطوة 4- دراسة الموجة P: الموجة P تعبر عن نزع استقطاب الأذينتين، يُعبّر ثلثها الأول عن الأذينة اليمنى وثلثها الأخير عن الأذينة اليسرى، أما ثلثها المتوسط فهو مشترك بين الأذينتين، بالنسبة لأبعاد الموجة P الطبيعية، وهي كالتالي:

ارتفاع الموجة P الطبيعي: أصغر أو يساوي 2.5 مربع صغير.

عرض الموجة P الطبيعي: أصغر أو يساوي 2.5 مربع صغير.

الخطوة 5- دراسة المسافة PR: هي المسافة من بداية الموجة P حتى بداية المركب QRS، تكون مسافة PR الطبيعية حوالي 120 – 200 ميلي ثانية (أي 3 – 5 مربعات صغيرة).

الخطوة 6- دراسة المركب QRS: عند تقييم المركب QRS، عليك الانتباه إلى الخصائص التالية:

العرض: إذا كان عرض مركب 60 – 100 ميلي ثانية (مربع ونصف لمربعين ونصف) فهو طبيعي.

الارتفاع: نقول أن هناك نقص في الارتفاع أيّ الفولتاج، حين تكون سعة مركب الـQRS أقل من 5 مم في كافة الاتجاهات المحيطية (اتجاهات الأطراف) و/أو أقل من 8 مم في كافة الاتجاهات الصدرية.

الشكل: الموجة Q: تُعد الموجة Q طبيعية إذا لم يتجاوز عرضها ms 40، ولم يتجاوز عمقها ربع سعة الموجة R التي تليها (في نفس الاتجاه).

الموجتان RوS: تبدأ الموجة R صغيرة على V1 وتكبر تدريجياً، وذلك بخلاف الموجة S التي تبدأ كبيرة على V1 وتصغر بالتدريج، تتساوى الموجتان R وS على V3.

الخطوة 7- دراسة الوصلة (الشدفة) ST: وهي الوصلة بين نهاية الموجة S وبداية الموجة T.

في الفرد السليم، يجب أن يكون خطًا كهربيًا مستويًا (لا مرتفع أو منخفض)، وأن أي تزحّل للأعلى أو الأسفل له دلالات مرضية خطيرة.

الخطوة 8- دراسة الموجة T: تمثل الموجة T إعادة استقطاب البطينين، التبدلات المرضيّة المتعلقة بالموجة T فهي: الموجة T المؤنفة، وانقلاب الموجة T.


كيف يعمل القلب

يعمل القلب وفق نظام كهربائي دقيق، تنقبض فيه الأذينتان ثم بعد أجزاء من الثانية ينقبض البطينان، يرتاح القلب بمقدار الوقت الذي يعمله، ويعد عضوًا ذاتي التعصيب أي أنه لا يحتاج لإشارات من الدماغ.

تستطيع أجهزة تخطيط القلب نقل الفعالية الكهربائية وصياغتها كمخطط، فيساعد الطبيب في تشخيص العديد من الأمراض القلبية، ومنها التسرعات والتباطؤات، وأمراض نقص التروية والاحتشاء، والسكتة القلبية. ويجرى تخطيط القلب الكهربائي عن طريق وضع اثنا عشرة مسرى أو حساس على الصدر والذراعين والساقين، ثم إعطاء الأمر بطباعة التخطيط، أو رؤيته مباشرة على شاشة الجهاز.

ويطلب الأطباء غالبًا تخطيط القلب الكهربائي عند وجود ألم بالصدر، أو ضيق التنفس، أو عند متابعة حالة معروفة وتقييم نتائج العلاج. ويعد تخطيط القلب إجراء سليم خلال الحمل والرضاعة، ولا يتطلب أي تحضيرات مسبقة، وهو اختبار سهل من ناحية التطبيق، وفعال جدًا في تقييم الأمراض القلبية.

هل أعجبك المقال؟