تريند 🔥

🤖 AI

ما هو تعريف الربوبية

ليال عبد الله
ليال عبد الله

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

الربوبية (Deism) لغةً هي مصطلحٌ يعني باللاتينية "الإله"، لكن ما هي الربوبية؟ متى بدأت؟ ما أفكار روّادها ومعتقداتهم؟ وهل تختلف عن المسيحية؟ كل هذا وغيره سنتعرف عليه في مقالنا هذا.


لمحة عن الربوبية

الربوبية هي مجموعةٌ من التعاليم القائلة بأن الله موجودٌ، وقد خلق الكونَ وكلَّ ما فيه، ولكنه توقف عن التورط في الكون وفي حياة الناس، فبعد أن كوّن اللهُ الكونَ، انسحب منه وترك كل شيءٍ يسير في مساره الطبيعي دون أي تدخلٍ إضافيٍّ من جانبه، فتجزم الربوبية أن المعجزات لم تعد موجودةً، هذا إن كانت موجودةً بالفعل قديمًا، وأن الكتاب المقدس ليس وحيًا من الله.

بالإضافة إلى ذلك، تعترف الربوبية بوجود قوةٍ إبداعيةٍ عالمية أكبر من تلك التي أظهرتها البشرية، مدعومة بالملاحظة الشخصية لقوانين الطبيعة والكون، والتي تدعمها القدرة الفطرية للعقل البشري، بالإضافة إلى أن الربوبية ترفض دعوة الأديان والأفراد التي تلقّت الوحي الإلهي الخاص.

الجدير بالذكر أن الربوبية ليست مذهبًا كتابيًّا، أي غير مكتوبةٍ أو محفوظةٍ في الكتاب، حيث يخبرنا الكتاب المقدس أن الله متورطٌ في العالم وقد تدخل فيه مرات عديدة، وذلك بخلق المعجزات، وبالطبع، فإن أعمق مثالٍ على تورط الله في العالم هو تجسيد المسيح الذي قام بالعديد من المعجزات.


تاريخ الربوبية

نشأت الربوبية في إنجلترا أوائل القرن السابع عشر، وعلى الرغم من أنّ المفردة ذاتها كانت مستخدمةً في البداية في فرنسا في القرن السادس عشر، إلا أنها لم تكتسب معناها الحالي حتى وقتٍ لاحقٍ. كانت ذروة الربوبية الإنجليزية في الفترة ما بين 1689 إلى 1742، وقد جاءت كرفضٍ للمسيحية الأرثوذكسية، وبحلول أواخر القرن الثامن عشر كانت الربوبية هي الموقف الديني السائد بين الطبقات المتعلمة في أوروبا.

تم قبول ذلك الموقف من قبل العديد من الأمريكيين من الطبقة العليا في نفس الحقبة، بما في ذلك الرؤساء الأمريكيون الثلاثة الأوائل، أي أنها كانت موقفًا دينيًّا مشتركًا بين المثقفين والطبقة العليا، وقد تزامنت بشكلٍ كبيرٍ مع فكر التنوير واحتضنها وجهاء مثل بنجامين فرانكلين (Benjamin Franklin)، وتوماس جيفرسون (Thomas Jefferson)، ووفقًا لفكر التنوير، فإن الإنسان قادرٌ على تحسين نفسه، وكان يعتقد الكثيرون من رواد الربوبية أن المدينة الفاضلة يمكن تحقيقها من خلال العقل البشري والتعليم. .


اختلاف المسيحية والربوبية

  • بنظر المسيحية؛ الله موجودٌ في حياة الإنسان، يخاطبه، ويهتمّ به، على عكس الربوبية التي تصر كل الإصرار على أن الله خلق الإنسان ومن ثم تركه وشأنه، لا يتدخل في حياته أبدًا؛ أي أن الله من وجهة نظر رواد الربوبية غير موجودٍ في حياة الإنسان.
  • بالنسبة للربوبية؛ أخلاق الشخص هي مصدر خلاصه، أما بالنسبة للمسيحية، فالمسيح هو مصدر الخلاص، وكونك شخصًا جيدًا وتتمتع بأخلاقٍ عاليةٍ، فهذا لا يكفي للدخول إلى الجنة.
  • الكتاب المقدس هو كلمة الله من وجهة نظر المسيحية؛ ففي حين يعتقد رواد الربوبية أن حفظ الكلمات والقواعد الموجودة داخل الكتاب المقدس شيءٌ غير مهمٍ ولن ينقذ إنسانًا، يؤكد المسيحيون على أن كلمات الكتاب هي المنقذ والمخلص.
  • ذُكرت نار الجحيم في الكتاب المقدس، وهي نارٌ لا تنطفئ أبدًا، ويؤمن المسيحيون بوجودها ووجود الشيطان الذي يوسوس ويرمز إلى الشر، أما الربوبية فتدحض هذه الفكرة..

ما يثير الشك حول الربوبية

  • تنكر الربوبية شخص المسيح باعتباره وسيلة للخلاص.
  • تتمحور حول الإنسان وتنكر الوحي الالهي، فبفهم الإنسان يُفهم الكون.
  • برأي دعاتها، إن الإنسان سيفعل الصواب في حال عدم وجود تدخلٍ إلهيٍّ، حيث أن التدخل الإلهي يفرض القيود، مما يؤدي إلى فشل الإنسان..

عالم اليوم والربوبية

في هذه الأيام، نملك نحن كبشرٍ، إيمانًا أقل بكثيرٍ مما كان لدى البشر الأوائل في قدرة الإنسان على تحقيق السلام التام، خاصةً بعد أحداث الحروب العالمية في بدايات القرن العشرين، حيث تم التخلي عن أفكار التنوير إلى حدٍّ كبيرٍ لصالح الحداثة والتطور وما بعدهما.

مع ذلك، قد تكون صادفت يومًا أثناء تصفحك للإنترنت بعض الجمل مثل "أعتقد أن هناك إلهًا، لكن ليس لدي الكثير لأفعله به"، جملة كهذه توضح لنا بشكلٍ كبيرٍ أن الربوبية ما زالت منتشرةً في أيامنا هذه بشكلٍ أو بآخر، وأنه مازال هناك دعاة يدعون لها ويدعمون أفكارها..

هل أعجبك المقال؟