تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

ما هي اثار ضرب الاطفال

وائل سليمان
وائل سليمان

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

كثيرةٌ هي المفاهيم الخاطئة المنتشرة في مجتمعاتنا، وإحداها أن العصا من الجنة وأن ضرب الاطفال هو خيرُ وسيلةٍ لتربية الأطفال ليصبحوا أشخاصًا سوييّن، لكن ما أثبته العلم والتجارب والحالات الكثيرة أن للضرب نتائجًا كارثيةً على الطفل إن تجاوزت المعقول وأصبحت أكثر من مجرد وسيلةٍ أخيرةٍ لتهذيب بعض سلوكيات الطفل بعد أن فشلت معه بقية الوسائل والطرق!

لذلك سنحاول الإضاءة على بعض تلك الآثار السلبية التي لا بد وأن الجميع يعلم بعضها بل وقد تعامل مع حالاتٍ مشابهةٍ على أرض الواقع.


أسباب تدفع الأهل إلى ضرب الأطفال

عادةٌ ما يحاول الأهل بكافة الوسائل الممكنة إفهام أطفالهم الصواب وضبط تصرفاتهم وإبعادهم عن الخطأ، لكن إذا فشلت كل محاولاتهم سيلجؤون إلى العنف والضرب ليصبح ضرب الاطفال أمرًا سهلًا ومعتادًا عند أصغر خطأ يرتكبونه خاصةً مع نجاح الحالات السابقة في كبت الطفل وترهيبه، وبالتالي يقتصر تعاملهم مع الأطفال على العنف بدلًا من الأساليب الأخرى، الأمر الذي يترك آثارًا سلبيةً على الطفل من خوفٍ وضعفٍ في الشخصية وعدم القدرة على التعبير عن ما بداخله.


اثار ضرب الاطفال النفسية

ينتج عن ضرب الاطفال المتكرر آثارًا سلبيةً عديدةً تظهر على سلوك الطفل وجسمه:

  • العنف يؤدي إلى العنف

من المعروف أن الأطفال يقلدون سلوك من حولهم وخاصةً الآباء والأمهات، فعند رؤية الطفل طريقة تعامل والديهم العنيفة معه ومع أشقائه سيظن أنها الطريقة الصحيحة ويبدأ بتقليدها وتطبيقها على من هم حوله.

  • التأثير على ثقة الطفل بنفسه

إضافةً للتأثير الجسدي يترك العنف والضرر المتكرر تأثيرًا سلبيًا على مشاعر الطفل وتفكيره الأمر؛ الذي ينعكس على ثقته بنفسه ويظن أن كل ما يفعله خطأ ويستوجب العقاب، فيُصبح ضعيف الشخصية غير قادرٍ على الانخراط بالحياة العملية عندما يكبر، ويسيطر عليه التفكير السيئ طيلة حياته.

  • تكون الذكريات السيئة  

من أهم اثار ضرب الاطفال المتكرر هي سيطرة المشاعر السلبية عليه، والتي بدورها تستحضر الذكريات السيئة والمؤلمة له لتلازمه طيلة حياته وقد يصبح كنوعٍ من العقدة النفسية التي تظهر على شخصيته في المستقبل، بدلًا من أن يحمل الطفل في ذاكرته مشاهد سعيدةً وذكرياتٍ ممتعةً عن طفولته تعطيه دافعًا للانطلاق نحو مستقبلٍ أفضل.

  • التأثير على نظرة الطفل لأهله

قد يعتقد الأهل أن الضرب طريقةٌ نافعةٌ وتؤدي الغرض الصحيح في ضبط الطفل وتوعيته على الابتعاد عن أمورٍ معينةٍ والقيام بما هو مفيدٌ له، دون أن يعلموا أن ذلك مصدر الخوف والرعب سرعان ما يحاول الابتعاد عنه حالما يكبر.

  • الضرب قد يزيد من أخطاء الطفل

على عكس ما هو متوقعٌ عند ضرب الطفل فلن يتحسن سلوكه أبدًا! بل سيعتاد على الشعور بالألم وقد ينعكس على نظرته لنفسه أيضًا مما يقوده إلى ارتكاب الأخطاء من جديد نتيجةً لعدم ثقته بقدرته على القيام بالصواب، فكلما ازداد الضرب ازدادت معه الأخطاء وكأنها دائرةٌ مغلقةٌ تكبر شيئًا فشيئًا.


اثار ضرب الاطفال على النمو والمستقبل

مع تكرار الضرب واعتماد الأهل عليه كإحدى وسائل التربية سيشعر الطفل دائمًا بالخوف من العقاب، وأول ما يتبادر إلى ذهنه حالات الضرب السابقة التي تعرض لها بدلًا من فهمه سبب الضرب ومحاولته معرفة الخطأ الذي اقترفه واستحق عليه هذا العقاب.

مع تقدم الطفل بالعمر سيتحول إلى شخصٍ عدوانيٍّ لا يستطيع الانسجام مع بقية الأطفال في المدرسة، وقد يتطور الأمر إلى عدم قدرته على التركيز مما يؤثر على تحصيله العلمي أيضًا وفي حالاتٍ قليلةٍ جديدةٍ تتأزم الحالة النفسية للطفل وتتحول إلى عقدةٍ يصعب حلها لتقوده في مراحلٍ متقدمةٍ إلى أفكارٍ سوداء كالانتحار مثلًا.


وسائل بديلة عن ضرب الاطفال

قد يتساءل الكثيرون عن الطرق الأخرى الممكن اتباعها لضبط الطفل وتربيته بطريقةٍ صحيحةٍ بدلًا من الضرب لما له آثارٌ سلبيةٌ على علاقة الأهل قبل الطفل.

  • التعبير عن عدم الموافقة

من أفضل الأساليب المتبعة في تغيير سلوك الطفل هو التعبير عن عدم الرضا عنه وعن السلوك الذي قام به مباشرةً، وبوضوحٍ مع ذكر الأسباب والنتائج المترتبة على ذلك السلوك دون غضب، بل بطريقةٍ هادئةٍ ليشعر الطفل عندها أنك تتصرف لمصلحته وبالتالي سيتذكر الكلام مرةً أخرى، ويحاول التصرف بطريقةٍ مختلفةٍ تجعل من والديه راضيين عنه فيكتسب ثقةً بنفسه.

  • مناقشة السلوك بشكل غير مباشر

بدلًا من ضرب الاطفال عند السلوكيات الخاطئة، يفضل جلوس الأهل معهم، ومناقشتهم حول ما قاموا به، وتعليمهم وتوضيح الأبعاد المترتبة على ذلك التصرف، فالطفل بحاجةٍ لأن يتعلم الطريقة التي يسلسل فيها الأحداث بشكلٍ منطقيٍّ ليتعلم تقييم سلوكه بمفرده.

  • التجاهل

أحيانًا قد تكون أفضل وسيلةً للتعامل مع سلوك الطفل هو تجاهل ما قام به لكن مع مراقبته بشكلٍ صامتٍ للتدخل في الوقت المناسب إذا دعت الحاجة خاصةًَ إن كان الأمر خطيرًا هنا لا بد من التدخل مباشرةً.

حيث يميل معظم الأطفال إلى القيام بسلوكياتٍ وتصرفاتٍ مزعجةٍ لتلفت الانتباه إليهم، فكلما زاد الانتباه ازدادت قناعتهم أنها طريقة صحيحة فيعيدون هذه التصرفات مرارًا وتكرارًا ليصبح الاهتمام في هذه الحالة سلبيًا على الطفل.

  • ضعف القدرات الذهنية

قد يعاني الأطفال الذين تعرضوا للضرب من إعاقةٍ ذهنيةٍ واضطراباتٍ نفسيةٍ؛ فالمعاملة القاسية التي تعرضوا لها ستسبب لهم تدني احترام الذات وتلحق ضررًا بالدماغ إضافةً لمشاكلٍ واضطراباتٍ في التركيز والانتباه لتتطور وتصبح مشاكل نفسية كالقلق والاكتئاب تزداد مع التقدم بالسن.

ذو صلة
    هل أعجبك المقال؟