تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

الطحال وظيفته وأهميته في توازن سوائل الجسم

المهندس سعيد عطا الله
المهندس سعيد عطا الله

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

الطحال هو أكبر الأعضاء في الجهاز اللّمفاوي، بنفسجيُّ اللّون غالبًا ويقع تحت القفصِ الصّدري وفوق المعدة أعلى يسار البطن، وهو عضٌو هامٌّ لإبقاء سوائل الجسم متوازنةً، لكن يمكن العيش بدونه.

يتكوّن الطحال من نوعين مختلفين من الأنسجة، وهما نسيج اللّبِّ الأحمر الذي يقوم بتنقية الدّم والّتخلّص من خلايا الدّم الحمراء القديمة أو المتضرّرة، ونسيجُ اللّبِّ الأبيض والذي يتكوّن من خلايا مناعيّةٍ (الخلايا التائيّةِ والبائيّة)، ويُساعد الجهاز المناعيَّ بمحاربة الالتهابات.


دور الطحال في الجسم

تتمثّل الوظائف الأساسيّةَ للطّحال بما يلي:

  • تنقية مجرى الدّم من الميكروبات ومولّدات الضّد الجٌسيميّة.
  • تركيب الغلوبيلين المناعي (IgG)، والبروبردين (مكوّن أساسي للطريق البديل لتنشيط الجهاز المتمِّم)، والتوفتزن ( رباعي ببتيد منبّه للمناعة).
  • إزالة كريات الدم الشّاذة.
  • تكوين الدّم خارج نقي العظام في أمراض معينة.

آليّة عمل الطحال

يبلغ وزن الطحال لدى الأفراد الأصحّاء حوالي 6 أونصات، ويمكن أن يزداد حجمه عندما يمرض الإنسان أو يتعرّض لإصابةٍ ما.

تتمثّل أهمُّ وظائفِه بتنقية الدّم، فهو يؤثّر على عدد خلايا الدّم الحمراء التي تنقل الأوكسجين عبر الجسم وعلى عدد الصُّفيحات الّدمويةِ، وهي الخلايا التي تساعد على تخّثر الدّم من خلال التّخلص من خلايا الدّم التّالفةِ أو القديمةِ أو المتضرّرة، كما يقوم بتخزين خلايا الدّم الحمراء والصّفيحات الدّموية وخلايا الدّم البيضاء المضادة للالتهابات، ويلعب دورًا هامًّا جدًا في استجابة النّظام المناعي عندما يرصد وجود البكتيريا أو الفيروسات أو الجراثيم في الجسم حيث يُنتج خلايا الدّم البيضاء اللّمفاوية لمهاجمة هذه الالتهابات.


الأمراض التي تؤثّر على الطّحال

يمكن لكثيرٍ من الأمراض أن تؤثّر على الطّحال وتُسبّب زيادةً في حجمه، خاصّةً الأمراض التي تسبّبُ تدميرَ كريات الدّم بسرعةٍ، حيث أنّ الكثير من هذا التّدمير يدفع بالطّحال لزيادة عمله ممّا يُسبّب زيادةَ حجمه. هناك حالاتٌ أخرى يمكن أن تؤدي إلى زيادةٍ في حجم الطّحال وتشمل:

  • الالتهابات البكتيريّة والفيروسّية والطفيليّة مثل مرض السّيفلوس، والسّل، والتهاب شغاف القلب، وكثرة الوحيدات الخمجيّة ( mononucleosis ) والملاريا.
  • سرطانات الدّم مثل داء هودجكن (وهو سرطان في الجهاز اللمفاوي)، واللّوكيميا وسرطان الغدد اللمفاوية.
  • أمراض الكبد مثل تشمّع الكبد.
  • فقر الدّم الانحلالي.
  • الاضطرابات الاستقلابيّة كداء غوشر وداء نيمان بيك.
  • تخثّر الدّم في أحد أوردة الكبد أو الطّحال.

عندما يزداد حجم الطحال لن يتمكّن من تنقية الدّم بنفس فعاليّته بوضعه الطّبيعي، فقد يقوم عن طريق الخطأ بفلترة خلايا الدّم الحمراء الطّبيعيّة والصّفيحات الدّموية تاركًا كميّةً قليلةً من الخلايا السّليمة في الجسم، وتُسمّى هذه الحالة بتضخّم الطّحال.


هل يمكن للإنسان العيش دون طحال

لا شكَّ أنَّ لكلِّ عضوٍ في جسم الإنسان دوره الهام، لكن ماذا يمكن أن يحدث في حال استئصال الطّحال الذي يُنقّي الدّم ويحارب الالتهابات؟

إنَّ جسم الإنسان أكثر مرونةً ممّا نعتقد، حيث تستطيع أعضاءٌ أخرى أن تعوّض الّنقص في الجسم النّاتج عن استئصال الطّحال، فيتولّى نقيُّ العظمِ والكبد مهام الطّحال ويقومان بمساعدة جهاز المناعة، وإحدى الأمور التي لا تصدَّق هي أنَّ نسبة 25 إلى 30% من حالات استئصال الطحال يستطيع فيها الجسم تشكيل طحالٍ جديدٍ، من خلال تسرّب بعض أنسجته أو إبقاء بعضها في الجسم حيث يزداد حجم هذه الخلايا وتمارس دور الطحال نفسه.


الحفاظ على صحّة الطحال

من الصّعبِ بمكانٍ حماية الطّحال بشكلٍ تامٍ فمعظم الحالات التي تسبّب زيادة حجمه كالسّرطانات وشذوذ خلايا الدّم لا يمكن تجنّبها؛ ومع ذلك يوجد ما يمكن تجنّبه كالالتهابات أو الإصابات التي يمكن أن تؤذيه، إليك بعضها:

  • عدم مشاركة الأغراض الشّخصية كأدوات المائدة أو فرشاة الأسنان أو المشروبات مع الآخرين، خاصةً إذا أُصيبوا سابقًا بالتهاباتٍ مثل كثرة الوحيدات الخمجيّة.
  • ارتداء معدّات السّلامة المبطَّنة عند ممارسة كرة القدم أو غيرها من رياضات التّلامس لحماية الطّحال والأعضاء الأخرى من التّعرض للأذيّة.
  • استخدام الواقي الذّكري في حال عدم التّأكُّد من سلامة الشّريك لتفادي الإصابة بالأمراض المنقولةِ جنسيًّا.
  • الاعتدالُ في شرب الكحول لحماية الكبد وتجنّب تليّفِ الكبد (cirrhosis)، والمقصود بالشرب المعتدل هو كأس واحد من الكحول يوميًا للنّساء وكأسان للرّجال.
  • وضع حزام الأمان عند قيادة أو ركوب السيارة.
  • في حال تعرُّضك لتضخّم الطّحال اتبع إرشادات الطبيب بدقّةٍ والتزم بالمعالجة وتجنّب رياضات التّلامس والنشّاطاتِ القويّة المُجهدة حتى يسمح لك الطّبيب.
هل أعجبك المقال؟