تريند 🔥

🤖 AI

حجر الرشيد

زاهر بلبيسي
زاهر بلبيسي

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

يحمل حجر الرشيد معالم حضارية تاريخية تعود بنا إلى مصر القديمة واللغات التي كانت تستخدم وقتها للتخاطب وتسجيل التاريخ، وقد أثار هذا الحجر اهتمام العالم أجمع، وتم إجراء أبحاثٍ عديدةٍ لفهم نصوصه والتاريخ الغامض ورائه.


ما هو حجر الرشيد

حجر الرشيد هو حجرٌ تاريخيٌّ يعود إلى قرونٍ من الزمن خلال فترة حكم بطليموس الخامس على مصر القديمة، وقد أثار اهتمام العالم لامتلاكه نصوصًا غريبةً وبلغاتٍ متعددةٍ وشيفراتٍ كتابيةٍ مختلفةٍ، وهو من أشهر الأشياء التي ستجدها في المتحف البريطاني الأكبر بالمملكة المتحدة.

هذا ويُعتقد أن هذا الحجر هو جزءٌ منكسرٌ من لوحٍ حجريٍّ كبيرٍ يحتوي على رسالةٍ منقوشةٍ بالخطوط المصرية واليونانية القديمة.


أهمية حجر الرشيد

ساعد حجر رشيد في القرن التاسع عشر العلماء بعد دراساتٍ مطولةٍ على فهم اللغة الهيروغليفية ونظام الكتابة المصرية القديمة، هذا ويتميز الحجر بمرسومٍ صدر عام 196 قبل الميلاد من قبل مجموعةٍ من رجال الدين المصريين وحاكم مصر بطليموس الخامس، ما يعتقد أنه قد يدل على على كرمه وتفانيه.

يُعتقد أنه تم عرضه في الأصل في معبدٍ ربما بالقرب من بلدة سايس القديمة، ثم بعد ذلك بقرونٍ انتقل إلى مدينة رشيد المصرية، واستخدم في بناء طابية رشيد (التي تعرف في المصادر الغربية باسم حصن جوليان).

حقق العالم البريطاني توماس يونغ -الذي بدأ دراسة نصوص رشيد ستون في عام 1814- بعض التقدم الأولي في تحليل كتابته الهيروغليفية، وتبين له أن هنالك نوعًا من التهجئة الصوتية للأسماء الملكية، وكان اللغوي الفرنسي جان فرانسوا شامبليون هو الذي فك شفرة حجر الرشيد وكسر سر الشفرة الهيروغليفية، وذلك بين عامي 1822 و1824.

أظهر شامبليون أن الهيروغليفية كانت مزيجًا من العلامات الصوتية والأيديولوجية بدلًا من مجرد كتابة صورٍ رمزيةٍ، وهي لا تمثل أيضًا أصواتًا لغويةً كما كان يشتبه العلماء السابقون لاكتشافاته.

يستطيع شامبليون قراءة اليونانية والقبطية ولذلك كان قادرًا على معرفة ما هي علامات الديموطيقية في القبطية من خلال النظر في كيفية استخدام هذه العلامات في القبطية، ولهذا كان قادرًا أيضًا على تفسير أو تحديد ما يرمزون إليه، ثم بدأ في تتبع هذه العلامات الديموطية إلى علامات الهيروغليفية.


لغات حجر الرشيد

المرسوم الخاص بالحجر مكتوب ثلاث مرات بلغات مختلفة، وهي:

  • الهيروغليفية: والتي كان يستخدمها الكهنة بشكلٍ أساسيٍّ (تلاشى استخدام الهيروغليفية بعد القرن الرابع، مما جعل نظام الكتابة هذا لغزًا للمؤخرين والعلماء).
  • الكتابة الديموطيقية: وتستخدم لأغراض الحياة اليومية مثل تدوين النصوص الدينية، ونصوص تدريب الكتبة والرسائل والوثائق القانونية والتجارية وغيره.
  • اللغة اليونانية القديمة: التي كانت لغة حكام مصر في ذلك الوقت.

سبب هذا التنوع في اللغات على الحجر نفسه هو أن مصر القديمة كانت تعتمد على أكثر من طريقةٍ لكتابة النصوص المُهمة، وخلال الفترة الزمنية التي تم صناعته بها كان الاعتماد الشائع هو ثلاث نصوصٍ كما ذكرنا في الأعلى، ولهذا استخدمت هذه النصوص الثلاث كي يتمكن الجميع من فهمه، الكهنة، والمسؤولون الحكوميون، وحكام مصر.

إذا كنت تتسائل عن ترجمة النصوص الموجودة في حجر الرشيد فسوف تشعر ببعضٍ من خيبة الأمل إن كنت تنتظر درسًا تاريخيًا مبهرًا وشيّقًا، حيث تبين أن ما كُتب على الحجر هو مجرد مرسومٌ للاحتفال بالذكرى السنوية لتتويج بطليموس الخامس ابيفانيس كملك لمصر، وجميع التفسيرات والترجمات الأخرى للنصوص تشير إلى مدح بهذا الملك أو شيء من هذا القبيل، دون وجود تفسيراتٍ تاريخيةٍ ذات معنى مختلفٍ.


تاريخ صنع واكتشاف الحجر

اكتشف مهندسو وجنود الجيش الفرنسي الذين كانوا جزءًا من حملة نابليون بونابرت في مصر البلاطة الحجرية عام 1799 أثناء إجراء إصلاحاتٍ في حصن بالقرب من مدينة رشيد.

هذه القطعة الأثرية المصنوعة من الجرانوديوريت تبلغ من الارتفاع 44 إنش، وعرض 30 إنش، وسبب تسيمتها باسم حجر الرشيد يعود إلى اسم المدينة التي وُجدت فيها.

أصبح حجر الرشيد في حوزة البريطانيين بعد هزيمة الفرنسيين في مصر في عام 1801، وهو موجودٌ الآن في المتحف البريطاني بلندن، ولم يغادر هذا المتحف منذ سنة 1802 إلا خلال فترة الحرب العالمية الأولى عندما تم نقله إلى مكانٍ مؤقتٍ تحت الأرض، ويعود عمر هذا الحجر إلى سنة 196 قبل الميلاد، وهي سنة بناء الحجر التاريخي كما هو معتقدٌ.

ذو صلة
    هل أعجبك المقال؟