تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

كيف تحمي الطفل من التنمر

وائل سليمان
وائل سليمان

تم التدقيق بواسطة: فريق أراجيك

4 د

يحتاج الأطفال خلال مراحل طفولتهم الأولى إلى تعلّم كيفية التصرف حيال ما يحدث لهم من مواقفَ مختلفةٍ قد يظهر أثرها طيلة حياتهم، ولعلّ من أبرز الأمور التي يُعاني منها نسبةٌ لا بأس بها من الأطفال ما يُعرف بـ التنمر الذي ينعكس سلبًا على سلوكه وشخصيته بشكلٍ يستدعي تدخل الأهل لإنقاذ الموقف وحماية الطفل من التنمر .

ومع ازدياد ظاهرة التنمر بين الأطفال يفضّل الكثيرون اتّباع تدابيرَ استباقيةٍ تحمي أطفالهم وتعلّمهم طريقة مواجهة مثل هذه السلوكيات والتي سنذكر بعضًا منها لتَعلَم كيف تحمي طفلك من التنمر، لكن قبل ذلك سنذكر باختصارٍ أنواع التنمر التي قد يتعرض لها الطفل.


أنواع التنمر

في البداية يفضل أن يعلم الجميع مختلف أنواع التنمر الذي قد يتعرض له الأطفال حتى تتخذ الإجراءات الكفيلة بحمايتهم من ذلك، حيث يوجد ثلاثة أنواعٍ للتنمر:

  • التنمر الجسدي: هو سلوكٌ جسديٌّ عدوانيٌّ كالضرب والركل والصفع.
  • التنمر اللفظي: ويكون على شكل مضايقاتٍ مستمرةٍ أو إطلاق ألقابٍ معينةٍ أو شائعاتٍ مُخجلةٍ أو استخدام العبارات العنصرية.
  • التنمر الإلكتروني: وهو توجيه الإهانات ومختلف أنواع السخرية والأذية عبر الوسائل الإلكترونية كالهاتف المحمول أو شبكة الإنترنت.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن أخطر أنواع التنمر هو الإلكتروني كونه يحدث ضمن المنزل وفي غرفة الطفل وعندما يكون بمفرده، وهذا ما قد يسبب مشاكلَ نفسيةً أكبر من بقية أنواع التنمر التي قد تحدث في المدرسة مثلًا.


تعزيز ثقة الطفل بنفسه

من أهم طرق وعوامل مواجهة التنمر هو بناء شخصيةٍ قويةٍ للطفل تمكنه من مجابهة الخوف الذي يشعر به بالفطرة، حيث يؤكد علماء النفس والأطباء أن إحدى أهم طرق التغلب على الخوف من موضوعٍ معينٍ مواجهته لكن مع قليلٍ من الحذر.

فعند اكتساب الطفل ثقة بنفسه سيتمكن من مواجهة الشخص المتنمر وإيقافه عند حده، ومن التعامل مع مختلف المواقف التي يتعرض لها لتفادي أي آثارٍ سلبيةٍ تؤثر على نظرته لنفسه.

يضاف إلى الناحية النفسية مساعدة الطفل على بناء قوةٍ بدنيةٍ تعزز من قدرته على مواجهة التنمر الجسدي والشعور أنه شخصٌ قادرٌ على حماية نفسه أثناء التعامل مع الآخرين.


التواصل الجيد مع الطفل

يفضل غالبية الأطفال الذين يعانون من التنمر العزوف عن إخبار ذويهم وإبقاءهم بعيدين عن الأمر خاصةً إن لم تكن هناك علاقة قوية بين الطرفين، لذلك يعتبر أطباء النفس أن وجود علاقة قوية تربط الأهل مع طفلهم خطوة هامة في حمايته من التعرض للتنمر لأن ذلك من شأنه أن يشجع الطفل على إبلاغ والديه والاستعانة بهما.

لكن إن لم يخبر الطفل أهله بتعرضه للتنمر سيبدو ذلك من خلال تصرفاته اليومية وسلوكه المتغير في النوم وتناول الطعام والتهرب من الذهاب إلى المدرسة والشعور بالمرض الدائم، عندها يجب التدخل والتكلم معه مباشرةً وسؤاله إن كان يتعرض لمضايقاتٍ من أحدٍ ما.


توضيح معنى التنمر للطفل

ينصح بعض الخبراء النفسيين بضرورة التكلم مع الأطفال وتوضيح معنى التنمر بشكلٍ بسيطٍ ومساعدتهم على التمييز بينه وبين العراك مع الزملاء.

فلا بد من التوضيح للطفل أن التنمر يعني قيام أحد الأشخاص ممن يتمتعون بقوةٍ أكبر كأن يكون طويلًا أو ضخم الجثة بالاعتداء على شخصٍ أقل قوة منه مرارًا وتكرارًا وبطريقةٍ متعمدةٍ. فذلك من شأنه أن يساعد الطفل على معرفة إن كان ما يحدث معه مجرد عراكٍ لا يدل على أي شيءٍ غير عادي، أم أنه أحد أشكال التنمر وبالتالي يستوجب تدخل الأهل بشكلٍ أفضل.


تعليم الطفل كيفية التصرف عند التعرض للتنمر

أكثر الأماكن التي يتعرض فيها الطفل للتنمر هي المدرسة حيث يكون بعيدًا عن والديه، لذلك ولحماية الطفل من التنمر يفضل تدريبه وتعليمه كيفية التصرف وبطريقةٍ مناسبةٍ إذا ما شعر أنه يتعرض للتنمر.

يمكن تعليمه بعض العبارات ذات التأثير القوي والمباشر على المتنمر والتي تعطي انطباعًا عن قوة شخصية الطفل وأنه ليس ضحيةً سهلةً، أو أن يتعامل مع الموقف بطريقةٍ هزليةٍ كفيلة بتحويله إلى شيءٍ بعيد عن التنمر بينما يوصي البعض أطفالهم بالتعامل بهدوءٍ ورويّةٍ وضبط النفس وعدم التجاوب مع الشخص المتنمر.


مراقبة الأطفال أثناء استخدامهم الإنترنت

قد يسمح كثيرٌ من الأهالي لأطفالهم بقضاء وقتٍ محددٍ على شبكة الإنترنت يستخدمون فيه مختلف مواقع التواصل الاجتماعي ويتواصلون مع أشخاصٍ آخرين، وهذا ما يجعلهم عرضةً لأحد أنواع التنمر، لذلك ينصح بعدم ترك مطلق الحرية للأطفال وإجراء قليلٍ من الرقابة على نشاطاتهم على الإنترنت والتي تُتيحها أغلب المواقع، وذلك لحماية الأطفال حتى لا يكونوا ضحيةً من ضحايا التنمر والتدخل المباشر في حال حدوث ذلك.

هل أعجبك المقال؟