ما هو الاستثمار عبر الاسهم

إذا كنت من أصحاب الأموال فلا شك لديك الكثير من الخيارات في طريقة صرف هذه الأموال؛ كشراء منزلٍ أو سيارةٍ أو الذهاب في رحلةٍ سياحيةٍ، أو استثمار هذه الأموال في البورصة وشراء الاسهم وهذا من أفضل الخيارات لأصحاب التفكير العملي والتجاري.

هي أوراقٌ ماليةٌ تمثل حصةَ ملكيةٍ في الشركة، وبالنسبة للشركات؛ فإن إصدار الأسهم هو وسيلةٌ لجمع الأموال للنمو والاستثمار في أعمالها، أما بالنسبة للمستثمرين فهي وسيلةٌ لتنمية أموالهم وتجاوز التضخم مع مرور الوقت.

عندما تمتلك أسهمًا في شركة ما فإنك تسمى مساهمًا؛ لأنك تشارك في أرباح الشركة، وتبيع الشركة العامة أسهمها من خلال بورصة الأوراق المالية مثل بورصة ناسداك أو بورصة نيويورك، ويمكن للمستثمرين بعد ذلك شراء هذه الأسهم وبيعها فيما بينهم من خلال سماسرة البورصة.

تقوم بورصات الأوراق المالية بتتبع العرض والطلب في كل شركة مما يؤثر بشكلٍ مباشرٍ على سعر السهم، وتتقلب أسعار الأسهم على مدار اليوم، لكن المستثمرين الذين يملكون الاسهم على أمل دائمًا أن تزيد قيمة الأسهم مع مرور الوقت.

من الممكن أن تفقد الأسهم قيمتها أو تتوقف الشركة عن العمل تمامًا في بعض الأحيان، وبذلك يخسر المستثمرون جزءًا من استثماراتهم أو كاملها، لهذا السبب يجب أن يقوم المستثمرون بتوزيع أموالهم جيّدًا، أي شراء الأسهم في العديد من الشركات المختلفة بدلًا من التركيز على واحدة فقط.

تقوم الشركات بإصدار الاسهم من أجل جمع الأموال لتشغيل أعمالها؛ فعندما يشتري شخصٌ ما أو مساهم عددًا من الأسهم فهو كأنما اشترى قطعةً من الشركة ويحق له المطالبة بجزءٍ من الأصول والأرباح، ويتم تحديد الملكية من خلال عدد الأسهم التي يملكها الشخص بالنسبة لعدد الأسهم الكلية؛ فعلى سبيل المثال، إذا كانت الشركة تتألف من 1000 سهم، وأحد المساهمين يمتلك 100 سهم، فإن هذا الشخص يملك 10% من أصول الشركة وأرباحها.

يمنحك امتلاك الأسهم حق التصويت في اجتماع المساهمين، وتلقّي أرباح الأسهم، وإمكانية بيع الأسهم لشخصٍ آخر، وإذا كنت تمتلك غالبية الأسهم فستزداد قوتك التصويتية بحيث يمكنك التحكم بشكلٍ غير مباشرٍ في اتجاه الشركة من خلال تعيين مجلس إدارتها.

يمكن للشركات إصدار أسهمٍ جديدة كلما دعت الحاجة الى جمع أموالٍ إضافيةٍ، إذ تخفف هذه العملية ملكية وحقوق المساهمين الحاليين وذلك بشرط ألا يقوموا بشراء أسهمٍ جديدةٍ، ويمكن للشركات أيضًا المشاركة في عمليات إعادة شراء الأسهم والتي من شأنها أن تعود بالنفع على المساهمين الحاليين لأنها ستؤدي الى ارتفاع قيمة أسهمهم.

عندما يتحدث الناس عن الأسهم بشكلٍ عام فإنهم على الأرجح يشيرون إلى هذا النوع، في الواقع غالبية الأسهم الصادرة هي من هذا النوع، إذ تمثل الاسهم العامة ملكيةً في شركةٍ ومطالبة بجزءٍ من الأرباح.

يحصل المساهمون على صوتٍ واحدٍ للسهم الواحد لانتخاب أعضاء مجلس الإدارة الذين يشرفون على القرارات الرئيسية التي تتخذها الإدارة على المدى الطويل.

إن الأسهم العادية تحقق عوائد أعلى من كل الاستثمارات الأخرى تقريبًا عن طريق نمو رأس المال، وفي حالة إفلاس الشركة وتصفيتها فلن يتلقى المساهمون أموالًا حتى يتم تسديد الأموال للدائنين وحملة السندات والمساهمين الممتازين.

يمثل السهم الممتاز درجةً معينةً من الملكية في الشركة ولكن ليس مع حقوق التصويت نفسها، ويضمن المساهمون بالأسهم الممتازة عادةً أرباحًا ثابتةً إلى الأبد وهذا ما يميزها عن الاسهم العادية التي لها أرباحٌ متغيرةٌ غير مضمونةٍ على الإطلاق .

لها أيضًا ميزةٌ أخرى هي أنه في حالة التصفية يتم سداد المستثمرين أو المساهمين الممتازين قبل المساهمين العاديين، ولكن طبعًا بعد سداد الديون.

قد يكون المخزون الممتاز أيضًا قابلًا للاستعادة مما يعني أن الشركة لديها خيار شراء الاسهم من المساهمين في أي وقتٍ ولأي سببٍ كان، وعادةً ما يكون السبب هو دفع قسط التأمين، ويعتبر بعض الناس أن الأسهم الممتازة تشبه إلى حدٍ ما الديون أكثر من الأسهم؛ أي أنها تتراوح بين السندات والأسهم العادية.

له عدة فوائدٍ من أبرزها توفر السيولة الكبيرة بالإضافة الى المرونة والتنوع في التعاملات، وأهم فائدةٍ هي العائدات المرتفعة في وقتٍ قصيرٍ.

على الرغم من هذه الفوائد العديدة إلا أنه يجب على المستثمرين توخي الحذر أثناء اتخاذ قراراتهم ومن الأفضل فهم أساسيات سوق الاسهم والقيام بدراسةٍ جيدةٍ قبل استثمار المال في هذا المجال لتخفيف المخاطر وزيادة العوائد.