تريند 🔥

🤖 AI

عشر قصص غريبة عن ادولف هتلر

هتلر
أراجيك
أراجيك

18 د

يعتبر أدولف هتلر من الشخصيات المثيرة للجدل عند معظمنا مع العديد من الأمور والقصص عن حياته والتي سنتعرف عليها في مقالنا.


10- الشارب الأيقونة

من الصعب تخيّل البعض دون شارب، مثل: (Hulk Hogan, Tom Selleck, Salvador Dali)، كذلك يعتبر هتلر بتسريحة شعره الأملس وشاربه الشهير علامةً مميزةً على مر الأزمان، لدرجة أن لا أحد يجرؤ على اتخاذ نفس شكله الذي صار من التابوهات، فما هي القصّة وراء شارب هتلر الشهير؟

قبل الإجابة، يجدر بنا العودة إلى تاريخ الرجل الغامض:

ظهر شكل الشارب الذي عُرِف به الديكتاتور والمشبّه بـ “شعر فرشاة الأسنان” أول مرةٍ في الولايات المتحدة، ثم انتشرت بعد ذلك موضته لتصل إلى ألمانيا.

وقد عزى البعض الأمر إلى رغبة الألمان في إظهار تحدّيهم للقيصر (Wilhelm II)، عبر اتّخاذ الشارب الخفيف على النقيض من شاربه الكثّ.

وقد وصف “بريان بالمر” ذلك، قائلاً: «كان شارب هتلر أكثر كثافةً وتقارباً من شعيرات فرشاة الأسنان، مما يعطيه مظهراً يقارب شكل هذه الأخيرة».

وفي حين كانت أداة فرشاة الأسنان ذاتها تحقّق نجاحاً في تلك الفترة، فإن نسخة هتلر أثارت الاستهجان والسخرية، من خلال تشبيهات شاربه بـ “الذبابة” أو “فرامل المخاط”، لدرجة أن المحيطين بهتلر حاولوا إقناعه بإطالة شاربه المربّع، إلا أن “الفو هرير” رفض بشدةٍ قائلاً: «إن لم يجاري شاربي الموضة اليوم، فسوف يصبح رائجاً غداً، فقط لأنني اتخذته».

في حين يروي بعض المؤرخين أن هتلر استوحى شكل شاربه الشهير من ذلك الذي يميّز الممثل شارلي شابلن (Charlie Chaplin) الذي ساهم في انتشار هذا المظهر بعد اتخاده في دوره «المتشرد الصغير» سنة 1919، وقد تزامن ذلك مع ارتداء هتلر لشاربه ذي قَصّة طابع البريد، إبّان الحرب العالمية الأولى.

غير أن شارب هتلر كان أطول من ذلك الشكل الذي بات لصيقاً في الذاكرة باسمه، قبل أن يتطوّع في صفوف الجيش الألماني.

هناك حيث أُجبر من طرف رؤسائه على “تشذيبه”، لأن شعر وجهه أعاقه في ارتداء قناع التنفّس المضادّ للغازات السامة المستخدَمة بشكلٍ واسعٍ في الحرب في تلك الفترة من قبل قوات الحلفاء والمحور على حدٍ سواء.

وكان ذلك بمثابة ولادة أكثر شاربين شرّاً في العالم.


9- قصّة قرطاسية هتلر

من المتعارف عليه بأن وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA تعد مؤسسةً غامضةً وشديدة التكتّم، فحتى المتحف التابع لها يعود حق زيارته لموظفي الوكالة وذويهم بشكلٍ استثنائي.

وهو أمرٌ مؤسفٌ لبقية العامة، إذ تُعرض في هذا المتحف بعض القطع التاريخية المثيرة للاهتمام، من معدّات تجسسٍ تعود لحقبة الستينيات، إلى البندقية التي استُخدمت في مداهمة أسامة بن لادن، مع عددٍ من الاختراعات التي ظهرت في فترة الحرب الباردة.

كما نجد قطعة قرطاسيةٍ مدهشةٍ طُبع على أوراقها النسر الإمبراطوري، ورمز «الصليب المعقوف» إلى جانب اسم أدولف هتلر.

نعم، تملك وكالة الاستخبارات الأمريكية أوراقاً من قرطاسية هتلر الخاصة، بل وإن أحدهم تجرّأ على استعمال إحداها لكتابة رسالةٍ شخصيةٍ باللغة الانجليزية، ويتعلّق الأمر بمدير الوكالة ريتشارد هيلمز (Richard Helms) للفترة ما بين (1966 – 1973).

وقد كتب هيلمز تلك الرسالة سنة 1945، حينما كان يعمل لدى مكتب خدمات الاستخبارات اللوجستية، حيث قام العميل الخاص بعد إسقاط «الرايخ الثالث» بالتسلّل إلى مركز قيادة “الفو هرير” مختلساً أوراقاً من القرطاسية، وأحد أطباق الديكتاتور (ويعرض أيضاً في متحف الوكالة).

استعمل هيلمز الورق لكتابة رسالةٍ مؤثرة لابنه “دينس” ذي الثلاث سنوات، بتاريخ الثامن من مايو/أيّار سنة 1945 يوم «الانتصار في أوروبا»، وقال فيها: «إن الرجل الذي صُنعت من أجله هذه الورقة ليَكتب عليها، حَكَمَ أوروبا لفترةٍ قصيرة، منذ ثلاث سنوات خلت، أي عندما أبصرت النور.

اليوم هلك ذاك الرجل تاركاً ذاكرةً محتقَرةً، ووطناً مخرَّباً.

كان يستمد قوّته في البدء من فكرة تُهين اعتبار الإنسان فرداً كاملاً، وتخشى من حرية الرأي والثقافة.

إن موت هذا الشخص وخسارة جيوشه، لهو نعمةٌ للجنس الآدمي؛ ورغم أن الآلاف غيره لاقَوا حتفهم أيضاً في هذه الحرب فلعلّ ذلك كان الثمن الواجب أداؤه لتخليص البشرية من الشر، مع حبي، والدك».

إنها رسالةٌ ملهمةٌ حقاً، رغم أنها حملت تاريخ الثامن من مايو/أيّار 1945، أو نهاية الحرب العالمية الثانية بانتصار الحلفاء في ألمانيا، فإن “هيلمز” لم يكن يومها هناك، بل بفرنسا،

فهل قام بتزوير تاريخ الرسالة بعد حصوله على قرطاسية هتلر من أجل إعطائها قيمةً أكبر؟ سيظل ذلك لغزاً! و في عام 2011، قام “دينس” بالتبرع برسالة والده إلى وكالة الاستخبارات الأمريكية، حيث تم عرضها في توقيتٍ ملفت بمقر الوكالة الرئيسي، اليوم التالي لتصفية أسامة بن لادن، وما في ذلك من إشارةٍ ضمنية لربط الحدث بمحتوى الرسالة السابق ذكره.


8- الرجل الذي قلّد هتلر

لطالما قام الناس في الماضي بشغل وظائف غير اعتيادية، ولعل أكثرها غرابةً كان عمل مقلّد هتلر، الذي اعتاش منه المدعو إيمن جينوفسي (Emin Gjinovci).

بدأ الأمر في مطلع التسعينيات، حين كان جينوفسي جندياً في جيش تحرير كوسوفو.

وبينما كانوا يحاربون الصرب، لاحظ رفاق الرجل في السلاح شبهه الكبير بالدكتاتور الألماني الأشهر، وشرعوا في مناداته باسم هتلر.

وبعد أن كان جينوفسي يتلقّى العلاج من جرحٍ أصابه في اشتباك، في مستشفى بوطنه الأم ألمانيا، اتخذ شارباً صغيراً مثيلاً لذلك الذي عُرف به أدولف، مما عزّز ملاحظات المشرفين في الوحدة حول شبههما الملفت.

أحسّ الرجل بفرصة الاستفادة من صدفة هذا الشبه وجني المال، فبدأ بالتقاط صورٍ مدفوعة الأجر مع الناس، محوّلاً هذه المفارقة الهزلية إلى فصلٍ تمثيلي لا ينتهي.

وهكذا دأب جينوفسي على إتقان تجسيده للدور، بتمشيط شعره على شكل تسريحة الديكتاتور وبالاستمرار في تشذيب شاربه المميّز، كما حَملَ متعلّقات وحلي هتلر أينما حلّ وارتحل، ومنها نسخة من كتابه «كفاحي»، وشارات الحزب النازي دون نسيان رمز «الصليب المعقوف».

تماماً مثل هتلر، فإن الرجل لم يكن من المدخنين، كان عوضاً عن ذلك يمتلك بطاقات عملٍ باسم الحزب النازي، وكان يُستدعى كضيفٍ في الأعراس والمآتم، غير أن السؤال يبقى هل كان أحدهم يرغب حقاً أن يقف هتلر إلى جانب تابوته؟!

قام الناس ممازحين بتأدية تحية هتلر لجينوفسي عند مقابلته في الشارع، لكن قد يتقاسم الممثل المقلّد بعض أفكار مَثله الأعلى الأكثر جدلاً وظلامية،

فقد صرّح لصحيفة «الجارديان» سنة 1999، أنه في حين يرفض ميول الديكتاتور للتطهير العرقي، فهو مع توظيف بعض أساليب هتلر التكتيكية ضد الصرب، أعدائه اللدودين؛ ما نتمناه هو بقاء هذا الشخص الطامح في تجسيد روح الفو هرير (نسخة كوسوفو)، في مجال الفن وألا يصل يوماً إلى ميدان السياسة.


7- مكانة هتلر البارزة في طقوس عبادةٍ منحدرة من جنوب إفريقيا

عُرف “برنارد بولمان” الشرطي ذي الجنسية الجنوب إفريقية بغرابة وشذوذ أفكاره، إذ ترك مهنته الأصلية ليعمل في مجال تسويق برامج الحاسوب، حيث كان يبيع أحدها على أنه يشفي متلازمة (ADHD).

كان بولمان مهووساً بالماورائيات، وكان يؤكد أن العالم مليء بالأرواح الشيطانية التي يجب محاربتها.

وبعد أن نجح في طرد مزعومٍ لروحٍ شريرة سكنت أحد الفتيان، قام بإعلان حربٍ روحانية شاملة، حتى أنه زعم مرّةً محاربة 300 روحٍ شيطانية في آنٍ واحد، و قد نجح في التغلّب عليها كلها بفضل قوة الغفران.

وقد قام “بولمان” بتحويل شغفه اللاهوتي الغريب إلى مذهبٍ ديني ذي أعضاء منتسبين وأتباع، تحت مسمّى ديستني (Desteni).

وبصفته قساً قائداً للمجموعة، أخذ الرجل يبشّر بأهمية الغفران الذي يُمنح للذات، مع تشجيع مريديه على اتباع دروس التنمية الشخصية الباهظة التي يقترحها.

يقترح منهج الدراسة المذكور على المنتسبين تعلّم مهارات الحياة الأساسية، مثل: مسامحة الذات، وتطبيق الكتابة والتصحيح الذاتي.

كما يحصل المنخرط على خصمٍ يبلغ 35٪ إذا ما قام بجلب منتسبٍ جديدٍ آخر.

وهكذا، فإن طائفة بولمان، كانت فعلياً مخطَّطاً كبيراً من طراز “بونزي”، غير أن مبتكريه المخادعين يعبدون إلهاً سحلية يدعى “آنو”، ويحاربون قوى المس الشيطاني، فإذن ما علاقة كل ما سبق بهتلر؟

لم تبدأ طائفة “دستيني” حقاً بالتواجد حتى قام “بولمان” بتوظيف نادلة سابقة تدعى “سونيت سبيز”.

كان يدعي بأنها عبارةٌ عن بوابةٍ متعددة الأبعاد، تستطيع ربط اتصالٍ روحاني مع أبرز الشخصيات التي عرفها العالم مثل (Audrey Hepburn, Kurt Cobain, Friedrich Nietzsche).

ومن بين كل هؤلاء تمكّنت الفتاة من التلبّس بروح الفوهرير، وهكذا تعتقد طائفة “دستييني” بوجود مكانٍ حيث تهيم فيه كل أرواح الشياطين، و قد نصّبت روح هتلر ملكاً عليها.

ثم سيتمكن كبير الطائفة “بولمان” بمساعدة “المسيح” (نعم، المسيح نفسه!)، بغزو مملكة الشياطين وغلبهم، وعلى رأسهم الإبليس الأكبر هتلر، وذلك بواسطة استحضار قوة الغفران ومسامحة النفس..

منذ تلك الموقعة المصيرية، ظهرت روح هتلر من خلال الوسيطة الروحية، وفي بعض فيديوهات الطائفة (تمتلك الطائفة قناتها الخاصة على اليوتيوب)، حيث يحاضر عليها أتباع المذهب ضروباً من المواضيع الغريبة، تدعو لمسامحة النفس عبر مناقشة روح هتلر، ولا زالت الطائفة متواجدةً حتى بعد وفاة مبتكرها “بولمان” عام 2013.


6- يعتبر الرجل من النجوم في تايلند

بغض النظر عن حركات النازية الجديدة ونكات الأنترنت، لا يختلف اثنان في أن اختيار هتلر لتجسيد الشيطان كان موفّقاً، وذلك لأن أغلب الناس يدركون أن الإعجاب بالفو هرير لم يكن أمراً تستطيع المجاهرة به، إلا إذا كنت تعيش في تايلند!

ففي الوقت الذي اقتنع فيه الغرب أن هتلر كان شخصاً مهووساً بالقوة، متعطّشاً للسلطة، فإن الرجل يتمتع بنظرةٍ مغايرة في تايلند.

إذ نجد أن أغلب المدارس هناك لا تدرج في مناهجها ما يحكي أحداث المحرقة (Holocaust)، كما أن المراهقين التايلنديين لا ينظرون لهتلر بشكلٍ أعمق من المهرج الذي يستعرض شغفه بالبزات العسكرية البراقة، والكاريزما الهوجاء التي يثيرها.

ثم في سنة 2011، قامت مجموعةٌ من تلاميذ ثانوية تايلندية، بالظهور خلال يوم الألعاب السنوي، مرتدين بذلات قوات “الإس إس” العسكرية، وحاملين لأعلام النازية، ومسدسات آلية، تقودهم سيدة تلبس ما يشبه زي الديكتاتور.

ولم تلبث أن ازدادت الأمور غرابةً عام 2013، عندما افتتح أحدهم مطعماً للدجاج المشوي، وسماه “مطعم هتلر”، بل ووضع صورة هذا الأخير على واجهة المحل.

بعد حادثة المطعم بفترة، قامت مجموعةٌ من الطلبة برسم جداريةٍ تجسّدُ بعض الأبطال الخارقين كالرجل الحديدي والرجل الوطواط والرجل الصخرة وهتلر.

كما صارت القمصان التي طبعت عليها صورة الديكتاتور من الأكثر رواجاً، وكانت الرائجة منها تلك التي تمثّله بشكل شخصية باندا كرتونية، أو رونالد ماك دونالد، أو حتى على شكل شخصية التيليتوبيز الزهري يحمل صليباً معقوفاً كجهاز استقبال.

وقد تُعزى هذه الظواهر مرةً أخرى إلى نواقص النظام التعليمي التايلندي، حيث نجد أيضاً نفس الهفوات لدى الغرب، ومن بينهم مشاهير مثل البطل الأسبق للمصارعة “جورج سانت بيير” لا يدركون أن العديد من الآسيويين يشعرون بالإهانة لدى رؤية علم اليابان السابق الذي يمثّل الشمس الساطعة.

وفي خضمّ ذلك، تأخذ الأمور منحىً أكثر استفزازاً بحلول العام 2014، حيث صدر شريطٌ دعائي برعاية الوزير الأول الجنرال (Prayuth Chan-ocha)، وهدفه الترويج للمبادئ والقيم الوطنية لتايلند، حيث يظهر بطل الشريط وهو تلميذٌ شاب يتلقّى المديح والتكريم، بعد أن قام برسم لوحة لهتلر.

و في نفس السياق، أجّجت هذه الحملة التساؤلات حول إذا ما كان التايلنديون وعلى رأسهم كبار الضباط، قد سمعوا بـ “الهولوكوست” أو المحرقة، الشيء الذي زاد الطين بلة لدى الرأي العام.

بطبيعة الحال، لم تكن تايلند البلد الوحيد الذي عُرف برؤيته العجيبة لأدولف هتلر، بل إن دولاً مثل تايوان، وهونغ كونغ، وأيضاً الهند قد اتُّهمت سابقاً باهتمامها بإرث الديكتاتور.

ففي أوائل العام 2016، توبع دولياً أحد التجار الهنديين بتهمة طرح آيس كريم للبيع تحت مسمى “آيس كريم هتلر”، هذا ويعد كتاب «كفاحي» من أكثر الإصدارات مبيعاً بالبلد.

و حسب صحيفة «ديلي بيست»، فإن غالبية التلاميذ بالهند لم يتلقّوا تعليماً عن تاريخ المحرقة، تماماً كما هو الحال عند نظرائهم التايلنديين.

وقد ألقت طبيعة العلاقات المتوترة بين الهند وبريطانيا العظمى بظلالها على المسألة، فإبّان الحرب العالمية الثانية، وبينما كانت هذه الأخيرة تواجه النازية، فإن بعض القادة الهنديين فضّلوا مساندة نظام هتلر.

لا شكّ في أن هذه الأفكار قد تلاشت مع تعاقب السنوات والأجيال، لكن إذا كنت تقرأ هذا المقال الآن، ولا تدرك كلياً من كان هذا الرجل وما فعله، فإنه الوقت المناسب لإعادة النظر في رأيك حول هتلر.


5- هتلر، كما لم يعرفه أحد

أطفال هتلر

عاش أدولف هتلر في ألمانيا في ثلاثينيات القرن المنصرم، وحتى بمقاييس الفترة، كان شخصاً غير محبوبٍ بالمرة، فهو لم يكن في النهاية إلا محرِّضاً على معاداة السامية، ومخادعاً سابقاً حاول قلب نظام الحكم، وكانت الميليشيات ذات القمصان البنية التي شكّلها معروفةً بعنفها ضد خصومهم السياسيين.

وهكذا بعد أن خسر هتلر في الانتخابات الرئاسية سنة 1932، فإن فريق حملته رأوا أنه قد حان الوقت لإعادة البريق إلى صورة أدولف عند العامة، خاصةً أن غريمه آنذاك بطل الحرب (Paul von Hindenburg) لم يحصل على الأغلبية الساحقة من الأصوات، وكان إجراء الدور الثاني للاقتراع يلوح في الأفق.

كان هدف أعوان هتلر غير سهلٍ وهو إضفاء كاريزما للدكتاتور، و لحسن حظ فريق العلاقات العامة، فإن المدعو (Heinrich Hoffman) كان قد توصّل للحل الأمثل.

كان “هوفمان” المصوّر الرسمي لهتلر. وفي عام 1932، قام بإصدار كتاب «الصالونات» الأشد جنوناً، وسمي الألبوم «هتلر، كما لم يعرفه أحد».

كان الإصدار مليئاً بصورٍ طريفة، ابتداءً بصور أدولف الرضيع والطفل، ووصولاً إلى صور أمجاده في الحرب العالمية الأولى، كجندي ثم كسياسي.

ورغم هدف كتاب الصور المزعوم بإظهار هتلر خلال يومٍ اعتيادي، فإن “هوفمان” لم يغفل عن إدراج صورٍ تُظهر أدولف متنقّلاً من محفلٍ سياسي لآخر، وهو يلتقي الحشود الشعبية ويعمل من أجل صالح الوطن الأم.

وهكذا أظهرت الصورُ الرجلَ وهو يأخذ قسطاً من الراحة ما بين الاجتماعات، أو يتناول عشاءه في نهاية يومٍ مرهق، كما كان في صورٍ أخرى يظهر مع مجموعةٍ من الأطفال المفتونين بشخصه، أو وهو يطعم صغير غزال، أو مسترخياً برفقة كلابه المحبوبة.

وكان النص التعليقي المرافق يشدّد على تجسيد هتلر للقوة والطيبة في آنٍ واحد، وأنه كان لا يشرب الكحول، لا يدخّن وأنه كان نباتياً.

ظهر هتلر في معظم الصور مرتدياً ملابس بسيطة، كأي رجلٍ ألماني من العوام.

وفي حين لم يكن هتلر قد أتم دراسته كان الكتاب يحتفي بالرجل الذي قرأ كل الكتب التي تحتويها خزانته وتضم أكثر من 6000 كتاب.

رغم كل ذلك، سيخسر هتلر سباق الدور الانتخابي الثاني أمام منافسه (von Hindenburg) حيث سيقوم هذا الأخير في ما بعد، بمنحه منصب المستشار الألماني.

في ذات الوقت، كان الكتاب يحصد نجاحاً منقطع النظير، إذ بلغت مبيعاته سنة 1942، 400.000 نسخة، محقّقاً مهمّته في جلب تعاطف الناس داخل ألمانيا وخارجها مع أدولف هتلر.

ولقد ساهمت بعض المجلات الأمريكية في حملة الترويج هذه أيضاً، فقد قامت إصدارات من طراز (Vogue, The New York Times Magazine) بنشر تقارير إيجابية عن الفوهرير، وحرصت المقالات على إظهار حياته في منزله الخاص، إلى جانب تصوير جانبه المتفاني في حب وطنه الأم.

حتى أن صحفياً مشهوراً يدعى (William George Fitz-Gerald) كتب عنه واصفاً إياه برجلٍ متقاعدٍ خجول، يرتدي معطفاً صوفياً قديماً، يزور القرى والمحافظات ليتأكد بنفسه من أن الأطفال يجدون الطعام الكافي.

كانت الصدمة حين تزامن نشر بعض هذه المقالات قبيل الغزو النازي لبولندا، وبعد أشهُرٍ من اكتشاف بقية العالم لدموية الرجل وعدائه لليهودية.

وهكذا وبفضل آلته الدعائية الضخمة، نجح هتلر في أن يخدع قسماً من الناس بصورة القائد المضحّي المتطوّع، إلى أن دقّت طبول الحرب العالمية الثانية، وأفاق الكل على حقيقة الرجل الكئيبة.


4- الشيطان وهتلر

خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت هوليود منشغلةً بعرض أفلام الدعاية السياسية، فنجد أفلاماً مباشرة اللهجة مثل (Frank Capra’s Why We Fight series) وأفلام الإثارة مثل (The Fighting Seabees) وأيضاً إنتاجاتٍ غريبةً مثل فيلم (Russian Rhapsody) وهو فيلم كرتون لشركة (Warner Brothers) يحكي عن أقزامٍ روسية، تقوم بإخافة هتلر عند ارتدائها لقناع جوزيف ستالين.

لكن يبقى أكثر تلك الأفلام التي عرفَتها الشاشة الفضية غرابة، الكوميديا الفجة «الشيطان و هتلر» لمخرجها (Hal Roach).

عُرض الفيلم ومدته 42 دقيقةً أول مرةٍ عام 1942، ويبدأ الفيلم بلقطةٍ لاجتماع كبار ممثلي قوى الشر في مقرهم بالجحيم، وهم يتباحثون سوء إدارة الشيطان للأمور ونتائجه الهزيلة في حصد الأرواح الهائمة، ومن ثم إمكانية استبداله بمرشحٍ أكثر كفاءةً ليمثل الشر، ألا وهو هتلر.

لما علم الشيطان بما يحاك من ورائه، قام بالاتفاق مع اللجنة بالتخلي عن تنصيب هتلر كرئيس، شريطة أن ينجح الشيطان بإقناع هذا الأخير بأن يقوم بعملٍ طيب.

و يستمر الفيلم، حيث يظل هتلر متمسّكاً بطبيعته السيئة، مجبراً الشيطان باستمرار على ابتكار طرقٍ لخديعته.

ولمّا فقد الأمل في إتمام مهمته، عمد الشيطان إلى التجسّد بهيئة هتلر، ثم قام بتحرير بعض الأسرى، لكن هتلر اكتشف ذلك وأمر بإعدام المساجين الذين تم إخراجهم.

وهنا يقوم الشيطان بحبس هتلر في مصنعٍ للذخيرة، مهدداً إياه بتفجير المبنى بما فيه، إذا لم يعفِ أدولف عن هؤلاء الأسرى.

يوافق هتلر، مما يعادل الفعل الطيب الذي يريده الشيطان، لكن المبنى ينفجر رغم ذلك، مرسلاً الاثنين إلى الجحيم.

هناك اندهشت لجنة قوى الشر من المجهود الذي بذله الشيطان لينتصر، و قرّرت إبقاءه في منصبه على رأسها، وينتهي الفيلم أخيراً عندما يأمر الشيطان أتباعه ذوي المذاري بتلقين هتلر درساً.

تجدر الإشارة إلى أن الممثل الذي قام بدور هتلر، وهو (Bobby Watson) كان قد شارك في تسعة أفلامٍ أخرى بشخصية أدولف هتلر.

وعندما عرض «الشيطان و هتلر» كانت الصالات تعرض بشكل موازٍ وثائقياً عن جرائم الحرب باليابان، ونداءً عسكرياً عامّاً يدعو المواطنين الأوفياء للتبرّع بما يملكون من المعدن المستعمل.

لكن الفيلم لم ينل إعجاب النقاد، إذ جاء وصفه في صحيفة (The New York Times) بأن العمل هو بمثابة تحدٍ للرأي والذوق العام، وهكذا اختفى الفيلم من ذاكرة هوليود في ظلمات الجحيم السينمائي.


3- المرأة المكلّفة بأسنان هتلر

أسنان هتلر

شهد إبريل/نيسان 1945، دخول القوات السوفيتية إلى برلين، وكانت الحرب العالمية الثانية تشارف بذلك على نهايتها.

في نفس الوقت، احتمى هتلر المحاصَر داخل قبوه تحت الأرض، وهو يدرك أنها مسألة وقت قبل أن يتم إلقاء القبض عليه.

ولأنه رفض فكرة السقوط تحت رحمة أعدائه فإن الديكتاتور قرر الهرب بطريقته، عبر إقدامه على الانتحار، هو ورفيقته إيفا براون (Eva Braun). بعد أن تم ذلك، تكلّف خدم هتلر بإحراق الجثتين ودفن ما تبقّى منهما في مكانٍ قرب المخبأ الأرضي، وهنا يأتي دور المدعوة (Elena Rzhevskaya). في هذه القصة “إيلينا” كانت تعمل مترجمةً مع الجيش الأحمر، وتبلغ من العمر 25 سنة، و كانت مختصّةً في استجواب الضباط الأسرى الألمان؛ وحينما تمكّن السوفييت من غزو ألمانيا، كانت الفتاة من بين فرقةٍ أوكلت لها مهمة البحث و إيجاد المستشار الألماني المختبئ.

وبفضل تيقّظ أحد جنودها، تمكّنت فرقة البحث من العثور فعلاً على جثمان الديكتاتور أياماً بعد انتحاره.

ورغم أنهم كانوا متأكدين من أن الجثة كانت حقّاً لأدولف هتلر، فقد كانوا بحاجة لدليل يقطع الشكوك، وهو فحص الأسنان.

ورغم أن الجثة كانت متفحّمة، فإن أسنان هتلر كانت في حالةٍ جيدة، مما جعلها صالحةً لتُستعمل في تأكيد هويته.

وهكذا تم اقتلاع أسنان الفوهرير ووضعها في علبة مجوهرات حمراء، وتم تقديم الهدية الجنائزية للجندية “إيلينا”، من أجل الحفاظ عليها خلال رحلة البحث بالمستشفيات والمصحّات الخاصة، أملاً في إيجاد طبيب الأسنان الخاص بأدولف هتلر.

وقد نجحت البعثة بالوصول إلى عيادة الطبيب المذكور، لتجد أنه غادر المدينة هارباً، لكن مساعِدته أعطت وصفاً مشابهاً لشكل فم وأسنان الديكتاتور، ومدّتهم بصور الأشعة السينية التي تطابقت مع فكيّ الرجل المتفحّمين، وهكذا صار الخبر رسمياً: هتلر مات فعلياً ونهائيًا.

و على الرغم من هذا التأكيد، ظلّ جوزيف ستالين يُكَذِّب ويشيع الفكرة القائلة بأن هتلر لا يزال على قيد الحياة، وهو مختبئٌ في مكان ما.

كانت “إيلينا” من القلائل الذين يعرفون حقيقة ما حدث، فهي لم تستطع الكلام إلا بعد مرور اثنتي عشرة سنة، في عهد خروتشيف (Khrushchev) حيث تحدّثت في مجلة سوفياتية، قائلة: «كان جثمان هتلر مسحوقاً إلى رماد ومرميّاً في نهر، وهي النهاية المناسبة لمتعصّبٍ شيطاني مثله».


2- المليونير الذي يجمع متعلّقات وأغراض هتلر

هتلر

لكلٍّ اهتماماته الغريبة الخاصة، لكن الشغف يجرّ أحياناً صاحبه إلى هوسٍ كلّي، وكان هذا الحال بالمدعو كيفن ويتكروفت (Kevin Wheatcroft) الذي عُرِف بهوسه بكل ما يتعلّق بالرايخ الثالث، حيث كرّس هذا المليونير حياته وثروته من أجل اقتناء وجمع ما استطاع من رموز النازية البائدة.

الرجل يملك على سبيل المثال 88 مدرّعةً تعود لفترة الحرب العالمية الثانية، وأغلبها للألمان، كما قام بشراء زوارق (U-boats) وصواريخ من نوع (V-2 rockets).

كما إنه يملك أكبر تشكيلةٍ في العالم من الدراجات المسمّاة (Kettenkrads) وهي عبارة عن آليات هجينة تجمع بين الدبابة والدراجات النارية.

وقد امتلك المليونير أكبر مجموعةٍ من الآلات الموسيقية التي كانت ملك الفرقة النازية، وكذلك بعض بذل وأسلحة قوات الإس إس.

وهكذا استمر الرجل بجمع التحف خلال أسفاره وتنقّلاته حول العالم، ومن بينها جهاز هاتف من مخيم الموت بـ (Buchenwald) مجموعة صورٍ موقّعة من طرف (Herman Goring) وكذلك “الغرامافون” الخاص بـ “إيفا براون”، وأيضاً الساعة التي عادت لجدّ (Josef Mengele).

لم يكن كل ذلك بشيءٍ يُذكر مقارنةً بهوس ويتكروفت بهتلر نفسه، حيث ابتاع المليونير بأموالٍ طائلة باب الزنزانة التي أقام بها الفوهرير عندما كتب مذكّراته «كفاحي».

كما قام بشراء سيّارته المرسيدس، وقاده شغفه إلى أنه ذهب يحوم حول مقرّ هتلر السابق بجبال الألب البافارية، “عش النسر” (the Berghof)، حيث تمكّن من العثور على بعض براميل النبيذ الفارغة.

كما يفخر الرجل بامتلاك أكبر مجموعةٍ من تماثيل هتلر على الإطلاق.

وقد قام ويتكروفت بتحويل منزله الخاص إلى مزارٍ يخلّد ذكرى الفوهرير من خلال عرضه لمتعلّقاته، فنجد دراجاته النارية، بعض بذلاته العسكرية واللوحات التي قام برسمها، بل ونجد حتى فراشه، الذي بات يستخدمه المليونير.

يقول ويتكروفت في تصريحٍ لصحيفة «الغارديان»، تعليقاً على شغفه المبالَغ فيه بالرايخ الثالث، بأنه ليس نازياً، ولا من محبّي هتلر: «أريد الحفاظ على الأشياء، أرغب في أن تتمكّن الأجيال القادمة من رؤية الماضي كما كان.

إن هذه التحف تختزن روح التاريخ في طيّاتها، ومن خلال الأحاديث التي دارت حولها، تقوم تلك الأغراض بربطك بالأمس وإنه لشعورٌ مميّزٌ حقّاً».


1- قصّة متذوّقات طعام هتلر الخاص

طعام هتلر

رغم أنه عُرِف بكونه متعطّشاً للدماء، لم يكن هتلر من أكلة اللحوم، رغم أن البعض زعم أنه كان لا يمانع تذوّق بعض النقانق أحياناً.

فيما صرّح هتلر ذات يوم بأن تناول اللحم هو فعلٌ مماثلٌ لأكل الجيفة، وأضاف أدولف الذي كان حريصاً على اتّباع حميةٍ غذائية مقتصرة على الخضر والفواكه، بأن النظام الغذائي النباتي سوف يساهم في نهضة المجتمع الآري.

وفي أيامه الأخيرة، بدأ هتلر بالتشكّك من كل ما قد يمسّه بالأذى بشكل هوسي، وقد كان الرجل قلقاً بشكلٍ خاص حيال أكله، إذ كان مقتنعاً بأن البريطانيين قد يقومون بدسّ السم في طعامه، وهكذا قام بتوظيف متذوّقاتٍ لأكله الخاص، وهو فريقٌ تألّف من 15 امرأةً شابّة، تم توظيفهنّ لإنجاز أصعب مهمةٍ ممكنة.

من بين هؤلاء المتذوقات كانت مارجريت ولك (Margaret Woelk) ذات العشرين ربيعاً، وكانت هذه الأخيرة تكره هتلر وقد رفضت قبل ذلك الانضمام للجناح النسوي لحركة “شباب هتلر”، لكنها وُظّفت رغماً عنها في مقرّه العسكري، الكائن ببولندا اليوم.

وقد حكت مارجريت في ما بعد عن الروتين المطلوب منها ومن زميلاتها، والذي كان بسيطاً ومرعباً في نفس الوقت.

حيث طلب منهنّ تذوّق أفضل ما تم زراعته من الخضر والفواكه المخصّصة للقائد النازي، كان الطعام حسب مارجريت شهياً، مرافَقاً بطبقٍ جانبي من الأرز أو الباستا؛ لم تتمكّن المرأة الشابة من الاستمتاع بالأكل خشية التسمّم أيضاً، وبعد إتمام مهمّة تذوق الأطباق، كان ضبّاط الإس إس يهتمون بتغليفها وتوصيلها لصالة طعام الفوهرير.

لم تتمكّن مارجريت طيلة مدة وجودها بمقرّ هتلر، والتي امتدّت إلى سنتين ونصف، من رؤيته شخصياً، لكنها شهدت حادثة محاولة اغتيال الديكتاتور من طرف الكولونيل (Claus von Stauffenberg) (وهو الدور الذي لعبه توم كروز في الفيلم السينمائي “فالكيري” ).

وبعد فشل المحاولة، ظلّت مارجريت محتجَزةً إلى جانب باقي مجموعة المتذوّقات، في مبنى مدرسةٍ مهجورة، يقع بمحاذاة مقرّ هتلر الرئيسي.

ولمّا شارف السوفييت على إخضاع برلين، قام ضابطٌ ألماني بتحرير مارجريت قبل أن يتم إعدام بقية زميلاتها من قبل الروس.

ذو صلة

للأسف، تعرّضت مارجريت للاغتصاب خلال حجزها من طرف السوفييت، لكنها استطاعت تخطّي محنتها ولقاء زوجها بعد أن فرّقهما النازيون.

احتفظت مارجريت بقصّتها سرّاً معظم حياتها التالية، وقد كانت تخشى الانتقام وأيضاً الملاحقة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة