اكتشاف تماثيل مكسورة لملوك الفراعنة في معبد الشمس في مصر!

اكتشف علماء الآثار تماثيل ملكية قديمة، منها تمثال لأبو الهول، مكسورة في معبد الشّمس القديم في مصر الجديدة، وهو موقع أثري مهمّ بالقرب من القاهرة.

تُصوِّر القطع المنحوتة بالحجر المُلوك القدامى، بما في ذلك رمسيس الثّاني ورمسيس التّاسع وحور محب وپسماتيك الثّاني. وقد وجِدَت في معبد الشّمس في هليوبوليس، والذي يعدّ موقعاً دينيّاً مهمّاً مخصصّاً لرع، إله الشّمس المصريّ القديم، وكان يعتبر مهمّاً بشكل خاصّ حينذاك. وفقاً للمعتقدات المصريّة القديمة، هليوبوليس هي المكان الذي نشأ فيه العالم، وحدث شروق الشّمس الأول.

وقد أوضح قائد الحفريات، ديتريش راو، مدير قسم القاهرة في المعهد الأثري الألمانيّ، أنّ الفراعنة قاموا ببناء التماثيل والمِسلّات وغيرها من الهياكل في مصر الجديدة لإضفاء الشّرعية على حكمهم وتكريم إله الشّمس.

من المحتمل أن تكون أجزاء التمثال المكتشفة حديثاً، والتي تُظهر رؤوس الفراعنة على تماثيل أبي الهول، كانت ستوضع أمام البوابّات أو بجوار المسلات في معبد الشمس. في وقت ما من العصور القديمة، تمّ تدمير التّماثيل وإعادة استخدامها كموادّ بناء. وقد وصف الخبراء النّتائج بأنّها دليل على الأهميّة الطّويلة الأمد للموقع في العصر الفرعونيّ ورغبة ملوك الألفيّة الثّانية والأولى قبل الميلاد في ترك علامة ملموسة لعبادتهم لإله الشّمس رع في إحدى أولى المناطق في مواقع الحضارة المصرية.

على الرّغم من هذا الاكتشاف، لا يزال هناك الكثير لنتعلّمه عن معبد الشّمس في هليوبوليس. على سبيل المثال، ليس من الواضح ما إذا كان رمسيس الثّاني أعاد بِناء أجزاء من معبد الشّمس أو استمرّ في استخدام نسخة قديمة. بدأ علماء الآثار في حكّ سطح الموقع فقط، بينما لا يزال الكثير من تاريخه الغنيّ والمعقّد على مدار ثلاثة آلاف عام من التّاريخ الفرعوني ينتظر بصبر اكتشافه تحت رمال الصحراء.

يوفّر اكتشاف تماثيل أبو الهول المكسورة في معبد الشّمس في مصر الجديدة لمحة عن المعتقدات والممارسات الدّينيّة المصريّة القديمة، فضلاً عن ارتباطها بإله الشّمس رع. تظهر النّتائج أيضاً الأطوال التي بذلها الفراعنة لإضفاء الشّرعية على حكمهم وتكريم الآلهة، بما في ذلك تكريس التّماثيل لإله الشّمس. مع استمرار علماء الآثار في استكشاف الموقع في هليوبوليس، فمن المحتمل أن يكتشفوا أدلّة إضافيّة على التّاريخ المعقّد والممارسات الدينية للمصريّين القدماء.