تريند 🔥

🤖 AI

خبراء يحذرون من العلاج الجيني.. وأسئلة أخلاقية تحلق في الأفق!

ليلاس الماضي
ليلاس الماضي

4 د

العلاجات الجينية المتقدمة باستخدام أدوات تعديل الجينات ستعالج الأمراض المختلفة في السنوات القليلة المقبلة ولكنها ستثير أيضًا مخاوف عميقة متعلقة بالتكلفة.

ستكون تكلفة علاجات تحرير الجينات باهظة للغاية بالنسبة لكثير من سكان العالم، مما قد يهدد التطلع إلى أن يولد جميع البشر متساوين

يعد استخدام تحرير الجينات لأغراض التحسين أمرًا مثيرًا للجدل، حيث يرى بعض الخبراء أنه أمر لا مفر منه، بينما يعارضه آخرون.


حذّرت مجموعة من الخبراء العالميين من أنّ الجيل القادم من العلاجات الجينيّة المتقدّمة يثير قضايا طبية وأخلاقية عميقة يجب معالجتها لضمان أنّ التكنولوجيا المتغيرة للّعبة تفيد المرضى والمجتمع.

ستبدأ هذه الأدوية التي تعتمد على أدوات تعديل الجينات القويّة في تحويل علاج اضطرابات الدم والحالات التي تؤثر على القلب والعينين والعضلات، وربّما حتى الأمراض التنكّسية العصبية قبل نهاية العقد. ومع ذلك، فإن التّكلفة ستجعلهم بعيداً عن متناول العديد من المرضى، ممّا يثير أسئلة أخلاقية خطيرة.

يتوقّع الباحثون أن تتابع تجارب تعديل الجينات في الأجنّة، وعلى الرّغم من أنّ هذا الإجراء له تطبيقات سريريّة محدودة، يخشى البعض من أنّ عيادات الإخصاب يمكن أن تتبنّى التّكنولوجيا وتقدّم خدمات تعديل الجينات التي تغذّي "نوعاً جديداً من علم تحسين النسل التّقني".

قالت البروفيسور جينيفر دودنا في حديثها قبل القمّة الدّولية الثالثة لتحرير الجينوم البشري، التي شاركت في جائزة نوبل للكيمياء لعام 2020 لتعديل الجينات:

"سنرى بالتأكيد العلاجات الجينية لأمراض القلب، والأمراض الّتنكسيّة العصبيّة، وأمراض العيون، وأكثر من ذلك. وربما بعض العلاجات الوقائية أيضاً". لكنّها حذرت من أنّ "أحد أكبر المخاطر وأكثرها واقعية هو أنّ الأشخاص الذين يمكن أن يستفيدوا أكثر من غيرهم لن يكونوا قادرين على الوصول إليها أو تحمّل تكاليفها".

قال البروفيسور فرانسواز بايليس، المتحدّث في جامعة دالهوزي في كندا، إنّ تكلفة العلاجات الجديدة ستكون باهظة بالنّسبة لكثير من سكان العالم، وهو وضع يمكن أن "يهدّد بشكل خطير" التطلّع إلى أن يولد جميع البشر متساوين.

يتوقّع الخبراء، الذين يتراوحون من علماء الوراثة وباحثين في الصّحة العامة إلى علماء أخلاقيات علم الأحياء والفلاسفة، أن تصل موجة من علاجات تعديل الجينات إلى العيادات في السّنوات الخمس المُقبِلة أو نحو ذلك. ستصحَّح هذه الطّفرات المُسبّبة للأمراض في أنسجة وأعضاء المرضى وتصبح أكثر تعقيداً حيث يعمل الباحثون على كيفيّة إجراء تعديلات متعدّدة في وقت واحد والوصول إلى المناطق الصعبة مثل أجزاء الدماغ المتأثرة بمرض التنكس العصبي.

يمكن للمشرّعين في الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتّحدة الموافقة على أوّل علاج لتعديل الجينوم في وقت لاحق من هذا العام، وهو علاج لمرض فقر الدّم المنجلي؛ أحد اضطرابات الدم. تمهّد نفس التكنولوجيا الطّريق للعلاجات لتحسين صحة البشر، لجعلهم أسرع أو أذكى أو أقوى أو أكثر مقاومة للأمراض. ومع ذلك، فإن التّحسين أكثر تعقيداً من إصلاح الجينات المعيبة، وفقاً للبروفيسور إيوان بيرني، المدير المشترك للمعهد الأوروبي للمعلومات الحيوية بالقرب من كامبريدج. وقال: "من الصعب جداً معرفة التعديلات التي ستعمل على"تحسين" بدلاً من"إصلاح".

بغضّ النظر، يرى البعض أنّه أمرٌ لا مفرّ منه. قالت البروفيسور مايانا زاتز من جامعة ساو باولو بالبرازيل ومؤسسة الجمعية البرازيلية للضمور العضلي، إنها "تعارض تماماً تعديل الجينات من أجل التحسين"، لكنّها أضافت "سيكون هناك دائماً أشخاص مستعدّون للدّفع مقابل ذلك على انفراد العيادات وسيكون من الصعب التوقف". يعتقد بايليس أنّ التّحسين الجيني أمرٌ "لا مفرّ منه" لأنّ الكثيرين منّا هم "رأسماليون فظّون ومتشوقون لاحتضان الرأسمالية الحيوية".

وأكّد بعض الخبراء إنّ التّعديل الجيني قد يكون آمناً بما يكفي للتجربة على الأجنة البشرية في السنوات العشر إلى العشرين القادمة، على الرغم من أنّ البروفيسور لويجي نالديني، معالج الجينات في جامعة في ميلانو، قال إنّ العلاجات المتخصصة قد تكون جاهزة "من الناحية الفنية" في غضون خمس سنوات.

تهدف هذه العلاجات إلى منع الأمراض الوراثية الفتّاكة، بما في ذلك تلك التي تكون قاتلة في السنوات الأولى من الحياة. لكن علماء الوراثة يؤكّدون أن هناك دائماً بدائل، مثل الفحص الجيني لأجنة التلقيح الاصطناعي أو التبني أو التبرع بالبويضات أو الحيوانات المنوية.

ذو صلة

يعدّ التعديل الجيني حالياً مكلفاً للغاية، ولكن إذا انخفضت التكاليف، فقد تقدّم عيادات التلقيح الاصطناعي خدمات التعديل الجينيّ دون فوائد مثبتة. قد يؤدي هذا إلى نوع جديد من تحسين النسل التقني، حيث يشعر الآباء بأنهم ملزمون بإعطاء أطفالهم أفضل حياة.

يمكن تقديم حزم مجمعة لأطفال الأنابيب وفحص الأجنة وتحرير الجينات، ولكن تنظيم ذلك أمر مهم. ومع ذلك، من المرجّح أن يستمرّ معظم الناس في الحمل بشكل طبيعي، ما لم تكن هناك حاجة حقيقية. الخطر الأكبر هو تقديم الرؤى البائسة على أنها واقعية بشكل حتميّ.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة