تريند 🔥

🤖 AI

علماء يتحدّون النظرية التقليدية حول أصول الإنسان: ظهور جنسنا البشري كان من عدة مجتمعات في إفريقيا

منة الله سيد أحمد
منة الله سيد أحمد

3 د

دراسة جديدة تكشف عن تحدٍّ للنظرية التقليدية حول أصول الإنسان، حيث تشير النتائج إلى أن نوعنا نشأ من اندماج مجتمعين متميزين في إفريقيا لمدة طويلة.

استنادًا إلى تحليل جينومات 290 شخصًا حيًا، أظهرت الدراسة أن هناك تنوعًا جينيًا يدعم فكرة وجود مجتمعين منفصلين وتبادل الحمض النووي بينهما.

هذا الاكتشاف يؤكد أهمية التنوع الجيني في بقاء الإنسان وتكيفه مع التغيرات المناخية والبيئية، وتعزز فهمنا لتطور الإنسان كنوع واحد ينتمي إلى مجموعة من السكان المختلفة في إفريقيا.

في دراسة مبتكرة نُشرت في مجلة "Nature"، كشف العلماء عن فهم جديد لأصول نوعنا البشري، فعلى خلاف الاعتقاد المتعارف عليه بأن البشر الحديثين نشأوا من مجتمع واحد في إفريقيا خلال فترة زمنية محددة، كشف الباحثون أن نوعنا ينحدر من ما لا يقل عن مجتمعين متميزين عاشا في إفريقيا لمدة تصل إلى مليون سنة قبل الاندماج في أحداث منفصلة في أنحاء القارة.

اكتشف علماء الوراثة في جامعة كاليفورنيا، أدلة تتحدى الرؤية التقليدية لتطور الإنسان، عن طريق تحليل جينومات 290 شخصًا حيًا.

استخدم العلماء نماذج محاكاة على نطاق واسع لتصوّر سيناريوهات مختلفة للبشر في إفريقيا عبر فترات زمنية متنوعة. سمحت هذه المحاكاة للباحثين بملاحظة أي سيناريو يمكن أن يفسر التنوع الجيني الموجود في البشر الحاليين.

وجد علماء الأنثروبولوجيا القديمة وعلماء الوراثة أدلة تشير إلى أفريقيا على أنها أصل جنسنا البشري، حيث تم اكتشاف أقدم الحفريات التي قد تنتمي إلى الإنسان الحديث، والتي يعود تاريخها إلى ما يصل إلى 300 ألف عام، هناك. وكذلك كانت أقدم الأدوات الحجرية التي استخدمها أسلافنا.

وقد قارن الباحثون الحمض النووي لهؤلاء الأفارقة بجينوم شخص بريطاني. كما درسوا جينوم إنسان نياندرتال الذي عمره 50 ألف عام عثر عليه في كرواتيا. وجدت الأبحاث السابقة أن الإنسان الحديث وإنسان نياندرتال يشتركان في سلف مشترك عاش قبل 600 ألف عام، حيث انتشر إنسان نياندرتال في جميع أنحاء أوروبا وآسيا، وتزاوج مع البشر الحديثين القادمين من إفريقيا، ثم انقرض منذ حوالي 40 ألف عام.

خلصت الدراسة الجديدة إلى أنه منذ مليون سنة مضت، كانت أسلافنا تعيش في مجموعتين مختلفتين، أطلق عليهما العلماء اسم "السلالة 1" و"السلالة 2".

وقبل حوالي 600 ألف سنة، انفصلت مجموعة صغيرة من السلالة 1 لتتطور فيما بعد إلى النياندرتال، وعلى الرغم من ذلك، استمرت السلالة 1 والسلالة 2 في العيش في إفريقيا لمئات الآلاف من السنين بعد ذلك مختلطين معًا.

تغيرت الأحداث بشكل كبير في تاريخ إفريقيا منذ حوالي 120 ألف سنة مضت. في جنوب إفريقيا، حيث اندمجت السلالة 1 والسلالة 2 لتنشأ سلالة جديدة، والتي أدت في نهاية المطاف إلى ظهور شعب الناما وغيرهم من السكان الحاليين في تلك المنطقة. وفي أنحاء أخرى من إفريقيا، حدث دمج منفصل لمجموعات السلالة 1 والسلالة 2، مما أدى إلى ظهور سلالات الشعوب الحالية في غرب إفريقيا وشرقها، بالإضافة إلى الأشخاص الذين هاجروا خارج إفريقيا.

كما أنه من المحتمل أن التغيرات المناخية والبيئية قد دفعت شعوب السلالة 1 والسلالة 2 للاندماج في مناطق مشتركة، حيث تسبب ارتفاع مستويات البحر في اضطراب السواحل وقد دفع بعض القبائل من الصيادين والمتنقلين إلى التراجع. كما أصبحت بعض مناطق إفريقيا قاحلة، مما قد دفع السكان للبحث عن منازل جديدة.

ذو صلة

ومن الجدير بالذكر أن فريق البحث يخمن أن العيش في شبكة من المجتمعات المتداخلة في جميع أنحاء إفريقيا ربما سمح للبشر الحديثين بالبقاء بينما انقرض النياندرتال. ففي هذا النظام، كان بإمكان أسلافنا الاحتفاظ بمزيد من التنوع الجيني، والذي ربما ساعدهم على التكيف مع تغيرات المناخ وتطوير تكيفات جديدة.

ويُذكر أيضًا أنه مع هذه الدراسة المبتكرة، تم تحدي الفكرة التقليدية لأصول البشر الحديثين من مكان واحد في إفريقيا في فترة زمنية محددة. بدلاً من ذلك، تشير النتائج إلى أن نوعنا نشأ من اندماج مجتمعين متميزين في إفريقيا لمدة طويلة. كما تسلط هذه الدراسة الضوء على تعقيد تطور الإنسان وأهمية التنوع الجيني في البقاء والتكيف. وتجري حاليًا مزيد من الأبحاث لاستكشاف مجموعات سكانية إضافية قد تكون لها دور في تشكيل نوعنا كما نعرفه اليوم.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة